لقطة من مسرحية "المجنون" لتوفيق الجبالي (الجزيرة)
عبد المجيد دقنيش
4/2/2024
المسرح أبا للفنون.. فلسفة التمرد في "مجنون" توفيق الجبالي
باريس – في تأصيل للمسرح كأب للفنون كونه يجمع العديد منها، انطلق المخرج المسرحي التونسي توفيق الجبالي ليمزج بين التراتيل اللاهوتية والميثولوجيا (الأسطورة) الإغريقية وقصائد "الكوميديا الإلهية" لدانتي أليغري، إلى جانب التراجيديا الشكسبيرية، في مسرحيته "المجنون" التي قدمها نهاية الأسبوع في سلسلة عروض في دار تونس بباريس، ليجعل منها عنوانا للأعمال الإبداعية والمسرحية المتفردة التي تنهل من النصوص الفلسفية الشعرية الكبرى القائمة على التمرد والانعتاق والاختلاف.
المسرحية المقتبسة من النص الخالد "المجنون" للشاعر اللبناني جبران خليل جبران -الذي كتب بالإنجليزية بداية القرن الماضي (1918) وترجمه إلى العربية أنطونيوس بشير- تلبّس وتوحد فيها الجبالي بنص جبران الخالد يقينا منه أنه ليس هناك أبلغ من هذه الأيقونة الإبداعية وهذا الصوت الروحاني والشعري والفلسفي والصوفي القادم من عالم "الجوهر الصعّاد"، لكي يستحضره معبرا آنيا عن اغتراب عالم اليوم ووحشته وعنفه وتيهه.
ولذلك برر الجبالي عودة هذا العمل -الذي قدم أول مرة سنة 2001- في تقديمه للمسرحية، بالقول: "لماذا نعيد تقديم هذا العمل بعد أكثر من 20 سنة على إنتاجه، لأننا بحاجة إلى صوت يدعو لنا بالإنسانية، يدعو لنا بالرحمة، إلى صوت يطغى على أصوات التسلط والإقصاء والجبروت.. صوت روحاني".
تعليق