الجمل صحراء .. والصحراء جمل
انك تنظر الى الجمل ، فترى منه ، حاضرا ، صورة . ثم تظهر في خيالك مع هذه الصورة صورة أخرى لا تستطيع أن تمنع ظهورها ، تلك صورة الصحراء .
انهما صورتان متلازمتان .
وقد ترى الجمل يسير في شوارع المدينة ، في الزلق ، فتجد شيئا ناشزا .
ان الجمل ابن الصحراء ، والصحراء موطنه . الصحراء العربية موطنه الأول . وجملها في سجلات العلم ، اسمه الجمل العربي Arabian Camel وهو ذو سنام واحد . وهو أحد نوعين Species لجنس واحد Genus أما النوع الثاني فالجمل ذو السنامين .
( الجمل العربي ، ابن الصحراء وهو في سجل العلماء ، باللاتينية Camelus Dromedarius )
والصحراء تستطيع أن تشيد بجمالها ما تشيد وهي جميلة على الثراء ، يخرج اليها المثري بخيله ورهطه ، وبالخدم والحشم ، وبالفراش الوثير والطعام الكثير . ويقول شعرا ضاحكا . ولكن الصحراء غير ذلك لساكنها الفقير . انها الرزق الذي لا يثبت على أرض ، فيأخذ البدوي يتحسسه حيث يقع المطر . يحمل اليه أهله ورهطه ، والجمال حمالها ، وهو يطارد في رزقه القليل هذا ، ويطارد فيه .
والصحراء قديما ما فتئت تجمع بين العيشة الضنك والحرب . وقال أهل البدو الشعر الكثير . وتقرأ ( ديوان الحماسة ) ، لأبي تمام ، فتجد أكثره استبسالا واستصراخا ، ومراثي شتى .
فهذا موطن الجمل ، وحظه من حظ صاحبه .
- الجمل خلق ليعيش في الصحراء
والمخلوقات توائم أوطانها .
والصحراء رمل . وهي قليلة الزرع ، والكثير منه الخشن . ثم الماء وهو قلة .
- الجمل في الرمل
وبسبب الرمل كان الخف .
والخف قدم . والأقدام كما سواها خالقها في سائر الخلق ، من ذوات الثدي وغير ذوات الثدي ، تحمل أصابع خمسة . وتنضمر بعض الأصابع في بعض الأحياء ، وتكتمل في بعض ، وفقا للحاجة . والجمل نما في أقدامه الأصبع الثالث والرابع ، وتساويا ، وحمل كل ظلفاً .
ان الأظافر واردة في المخطط الأول ، لهذا قد تبقى ولو للذكرى عندما لا تكون اليها حاجة . نبقى تدل على الرابطة التي يجب أن لا تنفصم .
وتفرطحت العظام ، عظام هذه الأقدام ، ولبست قفازا عريضا من لحم طري ، يلين للرمل الذي يخطو عليه ، ويمسك به ويثبت .
فكان من كل ذلك الخف ، حذاء الصحراء . ولقد أذكر أسرى حرب ، طال بهم السير حتى أدمى اقدامهم . فلفوها ببقايا من أثواب بالية طرية كانت لأقدامهم أخفافا .
- الجمل وزاد الصحراء
انه العشب ، يأكل الجمل منه ما يجد .
فاذا لم يجده ، وجد النبت الخشن ، وذا الشوك ، فأكله .
والصحراء فيها من احتمال الجوع ما فيها . ولهذا يأكل الجمل ، اذا أنذره الجوع بالتهلكة ، كل ما يجد . انه عندئذ يأكل السمك واللحم والعظم وحتى الجلد .
ومعدة الجمل ، كمعدة كل مجتر من الحيوانات ، تتألف من خزائن . ومعدة الجمل تتألف من خزائن ثلاث ، لا أربع .
و من تصاميم الخلق ، موائمة بين حيوان وبيئته ، ان حمل الجمل على ظهره سناما ، هو من عضل وشحم . وهو يزداد لحما وشحما على الغذاء ، عندما يكثر ويطيب. حتى اذا خرج الجمل الى سفر ، وعزه الغذاء وكاد ينذره الجوع بالفناء ، وجد الجسم فيما حمل من شحم في سنامه غذاء يطول به العيش أياما .
- معدة الحيوانات المجترة عامة
انها خزائن أربع ، الكرش . الجعبة . ذات اللفائف . الجوف .
ويبدا الحيوان المجتر باكل ما يستطيع من حشيش ، فى غير ابطاء ، حتى يمتلىء كرشه . ثم هو يمضي الى ناحية ، مطمئنة هادئة ، ليبدأ يجتر ؛ . وفى هذا ينتقل الطعام من الكرش القلنسوة ، وهذه تهرس الطعام ، وتجعله لقما ، تقذف بها الى الفم ، كما يتقيا الانسان . وفي الفم تنطحن اللقمة بعد اللقمة . ثم هي تعود تنزل الى المعدة ، الى الخزانة الثالثة ، ذات اللفائف . وهذه ترسل ما يصلها الى الخزانة الرابعة . ولكنها تأذن فقط للناعم من الطعام أن يمر بها ، وتحبس الخشن . وفى الخزانة الرابعة يجرى الهضم ويتم .
وفي هذا كله حكمة ، من حكم التخطيط الخلقي لا تخفى على الناظر . فكل هذه المجترات صيد للحيوانات المفترسة . واذن لزم لها ان تأكل ما تجد ، عندما تجد ، عاجلا ، وتأكل منه وسعها ، ثم تطلب مكانا آمنا ، وهناك تصنع ما منعها الخوف من ان تصنعه لطعامها ، من مضع وهرس ، قبل ابتلاعه .
واستأنس الكثير من الحيوانات المجترة على مر القرون ، والاستئناس امن " ، ولكن بقيت تلك العادة ، قائمة ، للتاريخ ، واحتياطا ، فمن يدرى ، فقد يكون من بعد استئناس استیحاش .
انك تنظر الى الجمل ، فترى منه ، حاضرا ، صورة . ثم تظهر في خيالك مع هذه الصورة صورة أخرى لا تستطيع أن تمنع ظهورها ، تلك صورة الصحراء .
انهما صورتان متلازمتان .
وقد ترى الجمل يسير في شوارع المدينة ، في الزلق ، فتجد شيئا ناشزا .
ان الجمل ابن الصحراء ، والصحراء موطنه . الصحراء العربية موطنه الأول . وجملها في سجلات العلم ، اسمه الجمل العربي Arabian Camel وهو ذو سنام واحد . وهو أحد نوعين Species لجنس واحد Genus أما النوع الثاني فالجمل ذو السنامين .
( الجمل العربي ، ابن الصحراء وهو في سجل العلماء ، باللاتينية Camelus Dromedarius )
والصحراء تستطيع أن تشيد بجمالها ما تشيد وهي جميلة على الثراء ، يخرج اليها المثري بخيله ورهطه ، وبالخدم والحشم ، وبالفراش الوثير والطعام الكثير . ويقول شعرا ضاحكا . ولكن الصحراء غير ذلك لساكنها الفقير . انها الرزق الذي لا يثبت على أرض ، فيأخذ البدوي يتحسسه حيث يقع المطر . يحمل اليه أهله ورهطه ، والجمال حمالها ، وهو يطارد في رزقه القليل هذا ، ويطارد فيه .
والصحراء قديما ما فتئت تجمع بين العيشة الضنك والحرب . وقال أهل البدو الشعر الكثير . وتقرأ ( ديوان الحماسة ) ، لأبي تمام ، فتجد أكثره استبسالا واستصراخا ، ومراثي شتى .
فهذا موطن الجمل ، وحظه من حظ صاحبه .
- الجمل خلق ليعيش في الصحراء
والمخلوقات توائم أوطانها .
والصحراء رمل . وهي قليلة الزرع ، والكثير منه الخشن . ثم الماء وهو قلة .
- الجمل في الرمل
وبسبب الرمل كان الخف .
والخف قدم . والأقدام كما سواها خالقها في سائر الخلق ، من ذوات الثدي وغير ذوات الثدي ، تحمل أصابع خمسة . وتنضمر بعض الأصابع في بعض الأحياء ، وتكتمل في بعض ، وفقا للحاجة . والجمل نما في أقدامه الأصبع الثالث والرابع ، وتساويا ، وحمل كل ظلفاً .
ان الأظافر واردة في المخطط الأول ، لهذا قد تبقى ولو للذكرى عندما لا تكون اليها حاجة . نبقى تدل على الرابطة التي يجب أن لا تنفصم .
وتفرطحت العظام ، عظام هذه الأقدام ، ولبست قفازا عريضا من لحم طري ، يلين للرمل الذي يخطو عليه ، ويمسك به ويثبت .
فكان من كل ذلك الخف ، حذاء الصحراء . ولقد أذكر أسرى حرب ، طال بهم السير حتى أدمى اقدامهم . فلفوها ببقايا من أثواب بالية طرية كانت لأقدامهم أخفافا .
- الجمل وزاد الصحراء
انه العشب ، يأكل الجمل منه ما يجد .
فاذا لم يجده ، وجد النبت الخشن ، وذا الشوك ، فأكله .
والصحراء فيها من احتمال الجوع ما فيها . ولهذا يأكل الجمل ، اذا أنذره الجوع بالتهلكة ، كل ما يجد . انه عندئذ يأكل السمك واللحم والعظم وحتى الجلد .
ومعدة الجمل ، كمعدة كل مجتر من الحيوانات ، تتألف من خزائن . ومعدة الجمل تتألف من خزائن ثلاث ، لا أربع .
و من تصاميم الخلق ، موائمة بين حيوان وبيئته ، ان حمل الجمل على ظهره سناما ، هو من عضل وشحم . وهو يزداد لحما وشحما على الغذاء ، عندما يكثر ويطيب. حتى اذا خرج الجمل الى سفر ، وعزه الغذاء وكاد ينذره الجوع بالفناء ، وجد الجسم فيما حمل من شحم في سنامه غذاء يطول به العيش أياما .
- معدة الحيوانات المجترة عامة
انها خزائن أربع ، الكرش . الجعبة . ذات اللفائف . الجوف .
ويبدا الحيوان المجتر باكل ما يستطيع من حشيش ، فى غير ابطاء ، حتى يمتلىء كرشه . ثم هو يمضي الى ناحية ، مطمئنة هادئة ، ليبدأ يجتر ؛ . وفى هذا ينتقل الطعام من الكرش القلنسوة ، وهذه تهرس الطعام ، وتجعله لقما ، تقذف بها الى الفم ، كما يتقيا الانسان . وفي الفم تنطحن اللقمة بعد اللقمة . ثم هي تعود تنزل الى المعدة ، الى الخزانة الثالثة ، ذات اللفائف . وهذه ترسل ما يصلها الى الخزانة الرابعة . ولكنها تأذن فقط للناعم من الطعام أن يمر بها ، وتحبس الخشن . وفى الخزانة الرابعة يجرى الهضم ويتم .
وفي هذا كله حكمة ، من حكم التخطيط الخلقي لا تخفى على الناظر . فكل هذه المجترات صيد للحيوانات المفترسة . واذن لزم لها ان تأكل ما تجد ، عندما تجد ، عاجلا ، وتأكل منه وسعها ، ثم تطلب مكانا آمنا ، وهناك تصنع ما منعها الخوف من ان تصنعه لطعامها ، من مضع وهرس ، قبل ابتلاعه .
واستأنس الكثير من الحيوانات المجترة على مر القرون ، والاستئناس امن " ، ولكن بقيت تلك العادة ، قائمة ، للتاريخ ، واحتياطا ، فمن يدرى ، فقد يكون من بعد استئناس استیحاش .
تعليق