كتبت رنيم صقورعن رواية ...قمح..للكاتب الصحفي المسرحي سجيع قرقماز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتبت رنيم صقورعن رواية ...قمح..للكاتب الصحفي المسرحي سجيع قرقماز



    Sajiyousef Qorqmaz
    ‎‏ مع ‏‎Raneem FA Sakkour‎‏.


    كتبت الصديقة رنيم صقور عن رواية ...قمح :
    " مشاركتي في حفل توقيع رواية 'قمح' للكاتب الصحفي المسرحي سجيع قرقماز.
    شكرا أستاذ سجيع لثقتك بي و لرحابة صدرك .لك كل الأمنيات الطيبة بالنجاح و الاستمرار حتى تفرغ كل مافي جعبتك من حب الحياة.
    القمح عصب حياة الشعوب و عمارها، فبالقمح
    و الماء تعمر و تنمو الشعوب، و لأن القمح خير و عطاء و عماد الحياة كانت رواية 'قمح'.
    قيل: "في البدء كان ماء،
    و كانت حبة،
    في البدء كان إنسان،
    وجد الجنة على الأرض،
    أعاد الحبة إلى قلب الأرض،
    بذرة يأكل منها الإنسان،
    ثم يأكل الإنسان الإنسان،
    و يقتل الإنسان الإنسان من أجل الحبة،
    و يستمر في قتل الإنسان،
    من أجل القمح."
    و هكذا لأن القمح همّ الشعوب و همّ المسؤولين عن حياة الشعوب، كانت 'قمح' عنوانا لبداية الطريق الروائي الذي سلكه المسرحي و الصحفي الكاتب سجيع قرقماز؛ الذي يُعتبر من المهتمين بكل القضايا المتعلقة بهموم و معيشة الناس الذين ترعرع بينهم.
    "قمح"كعمل روائي ليست مجرد عمل يسرد أحداث و تاريخ و حياة شعب على مر العصور، بل إنه عمل حاضن لتاريخ مدينة ذات حضارة مغرقة في القدم. حمل بين دفتيه تاريخ ابنة الساحل منذ عهد الحضارة الأوغاريتية إلى بداية التاريخ المعاصر و بداية الحرب الأمريكية على سوريا.
    حرب بدأت لعدة أسباب، ظاهرها سياسي ولكن ما خفي فيها من أهداف اقتصادية كانت جلية على مدار السنوات الممتدة من بداية الحرب الأمريكية على سوريا و هذا ما ركز عليه الكاتب انطلاقا من محاولة السيطرة على القمح (قوت الشعب اليومي) و استغلاله،إلى السيطرة على خيرات البلاد المتعددة.
    اعتبر الكاتب في عمله المروي أنّ الحرب الأمريكية على سوريا هي امتداد للحرب الأمريكية على العراق و ذلك بهدف تدمير الأرث الحضاري العريق للدول ذات التاريخ المغرق في تعاقب الحيوات البشرية على مر العصور وسلبها دلائل و ٱثار تلك الحضارات المتعاقبة على هذه الأرض المغرقة بالخيرات الإلهية مما جعلها إحدى جنات الله على الأرض. ولكن للأسف ذلك ماجعلها هدفا مستداما لمحاولات السيطرة عليها و على خيراتها و إخضاعها من قبل الغرب و الروم البيزنطيين و السلاجقة و كذلك العثمانيين على مر العصور المنصرمة.
    في حين أنّ أمريكا هي دولة بلا تاريخ حقيقي، و إنما هي دولة أقيمت على أنقاض السكان الأصليين الذين تمت إبادتهم و السيطرة على أرضهم لبناء مايعرف اليوم باسم الولايات المتحدة الأمريكية كإمبراطوية مسيطرة على العالم بلا تاريخ عريق فتسعى لتفريغ الدول من أصولها التاريخية العريقة.
    يأخذنا الكاتب في عمله الروائي برحلة بين الماضي و الحاضر، فتارة يحدثنا عن أوغاريت بحضارتها، وتارة يخبرنا عن بداية الخلق وفق الأساطير و تارة أخرى يعيدنا إلى الحاضر الراهن و كابوس الحرب الأمريكية على سوريا.
    برأيي: لقد نجح الكاتب بأن ينقذ العمل من ورطة اعتبار عمله كتاب تاريخي تقريري جامد بأن أدخل في ثناياه عدة قصص، و لكن كانت قصة ''سبع محاولات للبقاء على قيد الحياة'' القصة المركزية التي أخذت الحيز المناسب و الملائم لها في رحاب الكتاب، حيث كانت مخففة لعبء الرحلة التاريخية و الأحداث المؤلمة التي تروي جزءا يسيرا مما نحن في أتونه في هذه الحرب الشائكة. فكانت قصة تحمل روح الدعابة و التشويق مما جعل أثرها مخففا لهول ما سبق ولكسر رتابة المعلومات التاريخية.
    يعتبر ذكاء من الكاتب ادخال قصة ضمن عمل روائي ليكوّنا معا روحا واحدة.
    عمل يحتاج لقراءة متأنية و تركيز لكثرة مانثر فيه من معلومات دقيقة تؤكد الجهد المبذول من قبل الكاتب للحفاظ على دقة و أمانة المعلومات وهذا غير مستغرب عن ابن أوغاريت البار.
    لكن لي مأخذ فقط و هو كثرة الحوارات التي قُدمت بصيغة مباشرة كأنها حوارات مسرحية بعيدا عن إشراك الجسد في الحوارات فلغة الجسد لاعب مهم في العمل الأدبي أيضا. لكن قد نغفر للكاتب ذلك كونه ضليعا بالكتابة المسرحية على مدار سنوات من العمل المسرحي ما أرخى بذيوله على كتابة العمل الروائي في بعض الحوارات. و كذلك الإسلوب السردي التقريري فيما يتعلق بالمعلومات أو القصص التاريخية و ربما مرد ذلك لعمله الصحفي على مدار سنوات حياته.
    في الختام: 'قمح' عمل يستحق أن يُمنح الوقت للقراءة، كما يستحق حيزا في مكتبة القارىء للعودة إليه كعمل يحمل تاريخ أوغاريت بأساطيرها، و عمل يلامس قليلا من معاناة الناس في الحرب الأمريكية على سوريا، و عمل لقصة احيكت بذكاء من قبل الكاتب ليوضح بأن الخداع و الكذب و النفاق طباع لايمكن إغفالها في الجانب البشري و لايمكن فصل الخداع في العلاقات البشرية بدءا من الأسرة الواحدة إلى الخداع على مستوى الأوطان، فالحرب تبدأ بخدعة وكذبة تودي بالدول إلى الهاوية. فهذا ما كان و هذا مايكون و ماسيكون إلى أن نتحرر من نزعاتنا الدنيوية البشرية و التي تُحكم علينا الوثاق لنبقى في الحدود الدنيا من الأرضين.
    سلمتم و يسلم البلد....
    رنيم صقور
يعمل...
X