البطريق ..
طائر لا يطير
يمشي مشية الرجل الوقور .
عَلَى ظَهْرِهِ سُتْرَة سوداء .
وَعَلَى صَدْرِهِ قميص أبيض .
إنه البطريق .
اسمه بالانجليزية بنجوين Penguin .
واسمه بالفرنسية منشو Manchot .
وهو طير لم ير تلك البلاد قط . فلا البلاد العربية رأى . ولا البلاد الانجليزية . ولا الالمانية ولا الاوروبية . ذلك انه طير لم يخرج عن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ليرى ، أو ليراه أحد من أهل هذه البلاد .
- طير لا يطير
وأعانه على أن يقبع حيث هو من مواطنه ، فيما أعان ، انه طير لا يطير .
ان له جناحين ولكن بغير قوادم يطير بها . وهما جناحان ضيقان يستخدمهما للتجذيف بهما في الماء وقد قيل فيما قيل سببا في عجز هذا الطائر عن الطيران انه كان يطير في سابق الزمان ، فلما استقر على الأرض ، ووجد غذاءه كل الغذاء وأيسره في الماء ، ماء البحر ، حيث استقر على شاطئه ، لم تعد به حاجة الى الطيران . وبالتدرج فقد القدرة عليه .
وقيل غير ذلك .
وهو ينزل من الأرض منازل بعيدة عن العمران ، في المناطق الباردة ، وعلى ثلوج القطب الجنوبي ، فوق القارة التي تعرف اليوم بقارة القطب الجنوبي . ومنه صنوف تذهب شمالا . ولكنها قلة قليلة منه تلك التي قد تصل الى خط الاستواء ، وخاصة الى جزائر جالاباجوس Galapagos ، في المحيط الهادي ، قبالة بلاد اكوادور .
وهي في مساكنها هذه الواسعة ، المنعزلة ، تعيش وتتوالد . وتهبط الى البحر تطلب رزقها ، وتسبح في الماء خيرا مما يسبح السمك ، وتفطس خيرا من غطسه ، وتسابقه فتسبق ، فهي في السباحة ماهرة . ووجب ذلك ، لأن السمك طعامها ، وطعام ما خلفت وراءها على الأرض من صغار ينتظرونها .
والطير البطريق يجتمع على الأرض زمرا زمرا ، قد تبلغ مئات الالوف عددا ، وذلك في المغدفة الواحدة Rookery ، وهي المكان الذي فيه تتجمع هذه الطيور وأمثالها وتتوالد .
والطائر البطريق تراه واقفا فتكاد تحسب انه يمثل ابن آدم بقامته المديدة المستقيمة . ووقعت قدماه من جسمه الى وراء ، فزاد ذلك في شبهه بالانسان . وحمل على رأسه السواد فكأنما هو قبعة ، وعلى ظهره السواد أو الزرقة الداكنة فكأنها المعطف . وابيض صدره فكأنه القميص الابيض . ومشى فنقل قدما من بعد قدم ، في تؤدة ، وفي رزانة ، وحمل جسمه أثناء ذلك في احترام - يفريك بالضحك لما بين ملبسه هذا ، وقوامه وحركاته ، من شبه لأمثالها في الانسان .
وللكاتب الفرنسي الكبير اناتول فرانس Anatole France ، قصة خيالية زعم فيها أن أحد الخطباء وقع ، وبصره ضعيف ، في مجموعة من هذا الطير، حسبها بعض خلق الله ، فانبرى يخطب ، ثم انجلى الكلام فاذا به يخطب لقوم غير من عرف .
ويزيد في اعجابك بهذا الطير أنه يبدو دائما هادىء النفس لا تزعجه الأحداث .
- توالده
وفي هذه المغادف يبيض الطير ، بيضة أو بيضتين ، تسقطهما الأم في حفرة صغيرة كائنة ما تكون من الأرض . وتتفقس البيضة عن فرخ صغير مغطى بالزغب ، في حاجة الى عناية طويلة حتى يشتد . وتقوم على ذلك الأم والأب معا . وكثيرا ما تأتي الجيران فتطعم الفرخ .
وبلغ التعاون في مجتمع البطارقة أن الكبار تخرج الى البحر تصطاد بعيدة عن مساكنها ، ولكن يبقى مع الصغار نفر من الرجال يقومون على حراستها . وتنظر الصغار قائمة منتظمة هادئة صفا صفا فتحسب أنها المدرسة ، حدائق الأطفال ، قد سبق هذا الطير الى اصطناعها .
- أنواع البطريق
انه انواع كثيرة .
أكبرها البطريق الامبراطور penguin emperor ويبلغ طوله بين ٣ و ٤ اقدام ، وأنثاه تبيض البيضة الواحدة ، وهي تتفقس في ثلوج القطب الجنوبي والشتاء في أشده ، حين تكون درجة الحرارة هبطت الى نحو ٤٠ درجة تحت الصفر . ذلك أن الأنثى تضع بيضتها في مايو حين يكون ليل القطب الجنوبي بلغ غاية في التقاصر .
وعندما تبيض الأنثى البيضة يتولى أمرها الذكر . انه يضعها فوق قدمه لتدفأ ، ويعينها هناك على الدفء ريش البطن المتدلي فهو يغطيها . ويظل يحتضن البيضة
( هذا طير البطريق ، جاءه هذان الطائران الأبيضان يسرقان ، وهما من طيور القطب الجنوبي. واحتال أحد الطائرين فذهب يناوش البطريق من أمام . فلما تحرك البطريق يطارده ، كشف عن عشه فعن بیفته . فانتهز الطائر الأبيض الآخر هذا الوضع وسرق البيضة . وذهب اللصان مطمئنان بما كسبا . وبقي البطريق المسكين لا يكاد يدري مما حدث شيئا . اما الطير السارق قاسمه Sheathbill وهو يسرق ولا يدري انه فعل ما لا يحمده الخلق الكريم . ان في الطير قانونا غير قانون البشر )
شهرين حتى تفقس يكون فيها غالب الريح وذاق المر ، و فقد ٢٥ رطلا من وزنه ، وهي نحو الثلث ، وعندئذ فقط تأتي الأم ، وقد طعمت حتى اشتدت ، لتحل محل الأب وتعفيه مما هو فيه . وتطعم فرخها .
ومن غريب أمر هذا الطير أن حاضن البيض ، اذا تعب ، وكان أمامه طير ليس له بيض ، دحرج اليه بيضته فتلقاها هذا الآخر وقام بحضانتها .
ويأتي بعد البطريق الامبراطور ، البطريق الملك ، وهو الثاني في صفر حجم . وهو يبيض البيضة الواحدة كالامبراطور ، وعوائده مثله عموما .
الا أنه يسكن في مساكن أقرب الى الشمال لهذا كان أقرب أن تناله يد الانسان .
ثم صنوف أخرى عديدة من هذا الطير ، تصغر هذين ، وتمتد مساكنها شمالا . ومنها ما يوجد في جنوب افريقيا .
ومن أصغر هذا الطير البطريق الصغير الذي يعيش في البحار حول استراليا ونيوزلندة ، ويبلغ من الطول قدما واحدة ، وريشه الذي على ظهره ليس أسود وانما رمادي أزرق .
على أنه يوجد في مناطق الثلوج بالقارة القطبية الجنوبية بطريق صغير ، منتشر هناك ، وعلى الجزر التي حول القارة ، وهو المعروف بالبطريق الاديلي Adelie Penguin وهو اسم شاطيء هناك .
طائر لا يطير
يمشي مشية الرجل الوقور .
عَلَى ظَهْرِهِ سُتْرَة سوداء .
وَعَلَى صَدْرِهِ قميص أبيض .
إنه البطريق .
اسمه بالانجليزية بنجوين Penguin .
واسمه بالفرنسية منشو Manchot .
وهو طير لم ير تلك البلاد قط . فلا البلاد العربية رأى . ولا البلاد الانجليزية . ولا الالمانية ولا الاوروبية . ذلك انه طير لم يخرج عن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ليرى ، أو ليراه أحد من أهل هذه البلاد .
- طير لا يطير
وأعانه على أن يقبع حيث هو من مواطنه ، فيما أعان ، انه طير لا يطير .
ان له جناحين ولكن بغير قوادم يطير بها . وهما جناحان ضيقان يستخدمهما للتجذيف بهما في الماء وقد قيل فيما قيل سببا في عجز هذا الطائر عن الطيران انه كان يطير في سابق الزمان ، فلما استقر على الأرض ، ووجد غذاءه كل الغذاء وأيسره في الماء ، ماء البحر ، حيث استقر على شاطئه ، لم تعد به حاجة الى الطيران . وبالتدرج فقد القدرة عليه .
وقيل غير ذلك .
وهو ينزل من الأرض منازل بعيدة عن العمران ، في المناطق الباردة ، وعلى ثلوج القطب الجنوبي ، فوق القارة التي تعرف اليوم بقارة القطب الجنوبي . ومنه صنوف تذهب شمالا . ولكنها قلة قليلة منه تلك التي قد تصل الى خط الاستواء ، وخاصة الى جزائر جالاباجوس Galapagos ، في المحيط الهادي ، قبالة بلاد اكوادور .
وهي في مساكنها هذه الواسعة ، المنعزلة ، تعيش وتتوالد . وتهبط الى البحر تطلب رزقها ، وتسبح في الماء خيرا مما يسبح السمك ، وتفطس خيرا من غطسه ، وتسابقه فتسبق ، فهي في السباحة ماهرة . ووجب ذلك ، لأن السمك طعامها ، وطعام ما خلفت وراءها على الأرض من صغار ينتظرونها .
والطير البطريق يجتمع على الأرض زمرا زمرا ، قد تبلغ مئات الالوف عددا ، وذلك في المغدفة الواحدة Rookery ، وهي المكان الذي فيه تتجمع هذه الطيور وأمثالها وتتوالد .
والطائر البطريق تراه واقفا فتكاد تحسب انه يمثل ابن آدم بقامته المديدة المستقيمة . ووقعت قدماه من جسمه الى وراء ، فزاد ذلك في شبهه بالانسان . وحمل على رأسه السواد فكأنما هو قبعة ، وعلى ظهره السواد أو الزرقة الداكنة فكأنها المعطف . وابيض صدره فكأنه القميص الابيض . ومشى فنقل قدما من بعد قدم ، في تؤدة ، وفي رزانة ، وحمل جسمه أثناء ذلك في احترام - يفريك بالضحك لما بين ملبسه هذا ، وقوامه وحركاته ، من شبه لأمثالها في الانسان .
وللكاتب الفرنسي الكبير اناتول فرانس Anatole France ، قصة خيالية زعم فيها أن أحد الخطباء وقع ، وبصره ضعيف ، في مجموعة من هذا الطير، حسبها بعض خلق الله ، فانبرى يخطب ، ثم انجلى الكلام فاذا به يخطب لقوم غير من عرف .
ويزيد في اعجابك بهذا الطير أنه يبدو دائما هادىء النفس لا تزعجه الأحداث .
- توالده
وفي هذه المغادف يبيض الطير ، بيضة أو بيضتين ، تسقطهما الأم في حفرة صغيرة كائنة ما تكون من الأرض . وتتفقس البيضة عن فرخ صغير مغطى بالزغب ، في حاجة الى عناية طويلة حتى يشتد . وتقوم على ذلك الأم والأب معا . وكثيرا ما تأتي الجيران فتطعم الفرخ .
وبلغ التعاون في مجتمع البطارقة أن الكبار تخرج الى البحر تصطاد بعيدة عن مساكنها ، ولكن يبقى مع الصغار نفر من الرجال يقومون على حراستها . وتنظر الصغار قائمة منتظمة هادئة صفا صفا فتحسب أنها المدرسة ، حدائق الأطفال ، قد سبق هذا الطير الى اصطناعها .
- أنواع البطريق
انه انواع كثيرة .
أكبرها البطريق الامبراطور penguin emperor ويبلغ طوله بين ٣ و ٤ اقدام ، وأنثاه تبيض البيضة الواحدة ، وهي تتفقس في ثلوج القطب الجنوبي والشتاء في أشده ، حين تكون درجة الحرارة هبطت الى نحو ٤٠ درجة تحت الصفر . ذلك أن الأنثى تضع بيضتها في مايو حين يكون ليل القطب الجنوبي بلغ غاية في التقاصر .
وعندما تبيض الأنثى البيضة يتولى أمرها الذكر . انه يضعها فوق قدمه لتدفأ ، ويعينها هناك على الدفء ريش البطن المتدلي فهو يغطيها . ويظل يحتضن البيضة
( هذا طير البطريق ، جاءه هذان الطائران الأبيضان يسرقان ، وهما من طيور القطب الجنوبي. واحتال أحد الطائرين فذهب يناوش البطريق من أمام . فلما تحرك البطريق يطارده ، كشف عن عشه فعن بیفته . فانتهز الطائر الأبيض الآخر هذا الوضع وسرق البيضة . وذهب اللصان مطمئنان بما كسبا . وبقي البطريق المسكين لا يكاد يدري مما حدث شيئا . اما الطير السارق قاسمه Sheathbill وهو يسرق ولا يدري انه فعل ما لا يحمده الخلق الكريم . ان في الطير قانونا غير قانون البشر )
شهرين حتى تفقس يكون فيها غالب الريح وذاق المر ، و فقد ٢٥ رطلا من وزنه ، وهي نحو الثلث ، وعندئذ فقط تأتي الأم ، وقد طعمت حتى اشتدت ، لتحل محل الأب وتعفيه مما هو فيه . وتطعم فرخها .
ومن غريب أمر هذا الطير أن حاضن البيض ، اذا تعب ، وكان أمامه طير ليس له بيض ، دحرج اليه بيضته فتلقاها هذا الآخر وقام بحضانتها .
ويأتي بعد البطريق الامبراطور ، البطريق الملك ، وهو الثاني في صفر حجم . وهو يبيض البيضة الواحدة كالامبراطور ، وعوائده مثله عموما .
الا أنه يسكن في مساكن أقرب الى الشمال لهذا كان أقرب أن تناله يد الانسان .
ثم صنوف أخرى عديدة من هذا الطير ، تصغر هذين ، وتمتد مساكنها شمالا . ومنها ما يوجد في جنوب افريقيا .
ومن أصغر هذا الطير البطريق الصغير الذي يعيش في البحار حول استراليا ونيوزلندة ، ويبلغ من الطول قدما واحدة ، وريشه الذي على ظهره ليس أسود وانما رمادي أزرق .
على أنه يوجد في مناطق الثلوج بالقارة القطبية الجنوبية بطريق صغير ، منتشر هناك ، وعلى الجزر التي حول القارة ، وهو المعروف بالبطريق الاديلي Adelie Penguin وهو اسم شاطيء هناك .
تعليق