البَبَّغاوات ..
البَبَّغاوات تثير ، عند من يتاح له الوقت ، وتتاح الفرصة للتفكير فيها ، تثير معاني كثيرة ، ليس كلها الواضح .
من أمثلة ذلك أني أذكر منذ سنوات زرت صديقا في بلد أجنبي ، له أسرة كبيرة ، وببغاء . وعلمت من زوجة صاحبنا أن الببغاء يجيد الكلام .
قالت : اسأله ، يجب . . .
قلت : ماذا أسأل ؟
قالت : اسأله كيف هو ؟ فسألت كيف أنت ؟ فاذا
به يجيبني : وكيف أنت ؟
لم أعجب لهذا الجواب ، لأني أعرف أنهم هكذا علموه .
واذا بصبي يلقي عليه نفس السؤال : كيف أنت ؟
واذا بالببغاء نفسه يجيب ، بلغة تلك البلاد : عليك اللعنة . من هنا كان العجب . السؤال واحد ، واختلف الجوابان .
- في الريف ، في بيت عالم نفساني
وتحدثت عن هذا لرجل عالم نفساني ، يبحث في نفسانية الحيوانات . وكان في داره الريفية عديد منها من كل صنف . فأخذني الى ببغاء كان يؤويه . قال هذا الببغاء علمناه ما لو سمعته لحسبت أن له من الذكاء بعض ما للانسان . وأشار الى تابع له ، فخرج التابع ، واذا به يدق جرس الباب الخارجي . واذا بالببغاء يصيح ، عند سماع الجرس ، ويقول : تفضل ، أهلا وسهلا ( بلغة تلك البلاد أيضا ) . وخرج صاحبي النفساني من حجرة الببغاء ، وكانت هي هي حجرة الطعام في المنزل ، وأشار الى الببغاء بيده مودعا ، كأنه مفارق ، ومعه قبعته ، فاذا بالببغاء يصيح : مع السلامة .
قال العالم النفساني : قد تظن أن هذا الببغاء يفهم ، وان به ذكاء .
قلت : لا أظن بل أوقن أن في الحيوانات جميعا ذكاء ، وفيها فهما ، ولكني ما أحسب أن فهمهم يبلغ هذه الغاية ، وانما هو تعليم وتدريب .
قال صاحبي : نعم . هو تعليم وتدريب ، وهي أقوال يقولها الببغاء في المناسبات الصحيحة ، ولكن هذا يدل على أن له ، على الأقل ، من الذكاء ما يربط به بين الكلام الذي ينطق به والظرف المناسب الذي يقال فيه .
قلت : لا بد كذلك من تدريب الببغاء على المناسبات والا ما نطق .
قال صاحبي : نعم ، لا بد من تعليم لربط ما ينطق
به بمناسباته . أما اذا أنت تركته يسمع ما يسمع ، ويقول ما يقول ، فهو سوف ينطق بالذي يسمع ، من حسن أو قبيح ، ولا يبالي . وهو كثيرا ما يفضح أهل البيت ، فينقل عنهم ما قد يقولون في خلواتهم ، فيكشف عنهم الستر من حيث لا ينتظرون .
قلت : وجود الببغاء منه نفع اذ يعلم الناس الأدب .
قال صاحبي : يعلمهم الحيطة . واستطرد صاحبي عالم الحيوان النفساني يقول :
- الببغاوات لا تقلد الا صوت الانسان
والغريب في أمر هذه الببغاوات - من يجيد منها الكلام ، فليست كلها تجيده - الغريب في أمرها أنها لا تتكلم وهي طليقة في غاباتها . انها تصوت ، وتصوت ، وتصك الآذان بصراخها ، ولكنها لا تقلد أصوات غيرها من الطيور أو الحيوانات . لا بد من البيت ، ومع بني آدم ، لتقول كلاما مما يقول الناس . الأسر أولا في البيت ، وصحبة الانسان تحت سقف البيت ، ثم تقليد صوته .
قلت : انها ألفة الانسان تعلمها الكلام .
قال : بل لعل الوحشة .. وحشة الأسر ، تعلمها الألفة . أن الأنفس ، وأنفس الحيوانات منها ، لا تزال في أفهامنا ديجورا من دياجير الظلام . أن الأنفس لها روابط بعضها ببعض . والوحدة تقطع هذه الروابط . والأنفس تأبى قطعها ، فهي تمد بأطراف هذه الروابط المقطوعة ، على الوحدة ، لترتبط بأي نفس أخرى ، ولو كانت نفس انسان .
- محاولات في اللغة فاشلة
واستطرد صاحبي يقول :
ومن تلك الروابط رابطة الصوت . ان الصوت عند كل حيوان تعبير . الكلب ينبح لغاية . يريد أن يقول شيئا ، أن يفهمك ويفهمني شيئا. والقطة تهر عند الغضب ، ولو كانت انسانا لشتمت . وهي تطلب الطعام فتصوت صوتا خفيفا فيه معنى التوسل والاسترحام . انها تريد أن تقول ، ولكنها لا تستطيع . وهكذا سائر الأصوات . محاولات في اللغة فاشلة ولكنها ذات معنى . وهي فشلت لأن الحيوانات لم يكن لها ما للانسان من اجهزة الكلام : فم أجوف ، وبه لسان ، من ورائه حلق ، يتصل بأنف ، من ورائها جميعا صدر للهواء نافخ . عضلات تتحرك في تجاويف ، تحدث ، وفقا لعلم الصوت، الكلام : حروفا ساكنة ، وحروفا للعلة . وقد أمكننا أن نسجل أصوات الببغاوات على أشرطة تبينا منها أن في أفواهها وحلوقها مقدرة على ابداع الساكنات من الحروف ولكن تعذر عليها ابداع العلات . وبالطبع وراء الكلام المخ لربط الأصوات بالمعاني . المهم أن الببغاوات - من يحسن منها الكلام - انما يحسنه لما أعطاه الله في حلقه من أدوات اقرب ما تكون تشكلا وتهيؤاً لاحداث الأصوات .
قلت : حسبت أن بعض القردة تنطق كلاما .
قال : نوع واحد من القردة استطاع أن ينطق كلمتين أو ثلاثا ، بجهد جاهد . ذلك الأورانج أوتان .
- أنس الانسان بالحيوان : أنس متبادل
قلت : أعود الى الببغاء فأسأل ، ما الذي يحمله على الكلام وهو آكل شارب هانيء ؟
قال صاحبي العالم النفساني : الوحدة . أذكر أن أكثر بني الناس الذين يتعلقون بالحيوانات ، يؤوونها ، ويصطحبونها ويصادقونها ، من قطط ، ومن كلاب ، ومن نحو خمسين أخرى من مستأنس الحيوان ، انما هم المتوحدون المستوحشون ، والمتوحدات المستوحشات ، من بني الانسان . عانس أو أرملة تعيش وحيدة ، تؤوي قطة أو كلبا . امرأة عجوز ، رجل شيخ . كل هؤلاء يوحشهم سكوت البيت وسكونه ، فيطلبون الحركة يرونها ، ويطلبون الحركة يسمعونها ، فتكون الألفة التي تقوم بين انسان و حيوان .
ومن هذه الفة الببغاوات . قرأت أن امرأة نيفت على الثمانين ، عاشت ، وحيدة مع ببغائها ، يونس وحدتها ، وتؤنس وحدته ، فلما ماتت أوقفت عليه بيتها ومالا لمعاشه حتى يموت . ووقف البيت في سبيل البلدية بلدية مدينة منترول بكندا على ما اذكر . لا يستطيع أحد هدمه لاستحداث طريق حتى يموت الببغاء وما أطول عمره .
قلت : ذكرت يا صاحبي ألفة تقوم بين الانسان والحيوان .
قال : نعم ، نعم ، ألفة مشتركة . ان الببغاوات اكثر كلاما عندما يغيب صاحبها أو صاحبتها . ففي غيبة الصاحب يونس الببغاء وحشته بالكلام . أن الكلام صوت والصوت ايناس .
ومضى صاحبي النفساني يشابه بين الببغاء من الطير والطفل من بني الناس . فالطفل كذلك يتحدث لنفسه ، وبصوت ، في غيبة أمه ، طلبا للأنس من وحشة .
- في الببغاوات : خضرة وصفرة وحمرة
ولنترك حديث الصديق العالم النفساني لنعود الى الكلام فيما يثيره النظر الى الببغاوات ، وتأملها ، في الانسان ، من معان ليس كلها بالواضح .
ومن ذلك الوانها : الحمرة والزرقة والخضرة والصفرة ، كلها يجاور بعضها بعضا ، في تناسق معجب مريح .
والحيوانات جميعا ليس فيها ما هو أزهى لونا ، وأكثر زواقا من الببغاوات .
وأذكر من ذات الألوان في الحيوانات الأسماك .
( هذان زوجان من نفس الفصيلة ، فصيلة الماكو ، كبيرة الحجم ، طويلة الذيل ، زاهية الألوان . وترى من تقارب الزوجين معنى ظاهرا من الولاء الزوجي الذي هو شيمة الببغاوات . ولا يفوتنا أن نذكر ان فصيلة الماكو تتألف من نحو ١٥ جنسا . وموطنها البرازيل والباراجواي )
وأذكر من ذات الألوان في الحيوانات المرجانيات .
ولكن أين هي جميعا من الوان الببغاوات ؟! ويتراءى في أمر اللون معنيان غامضان ، معنى يتصل بصناعة هذه الألوان ، في هذه الأجسام خاصة ، ومعنى يتصل بأهدافها .
البَبَّغاوات تثير ، عند من يتاح له الوقت ، وتتاح الفرصة للتفكير فيها ، تثير معاني كثيرة ، ليس كلها الواضح .
من أمثلة ذلك أني أذكر منذ سنوات زرت صديقا في بلد أجنبي ، له أسرة كبيرة ، وببغاء . وعلمت من زوجة صاحبنا أن الببغاء يجيد الكلام .
قالت : اسأله ، يجب . . .
قلت : ماذا أسأل ؟
قالت : اسأله كيف هو ؟ فسألت كيف أنت ؟ فاذا
به يجيبني : وكيف أنت ؟
لم أعجب لهذا الجواب ، لأني أعرف أنهم هكذا علموه .
واذا بصبي يلقي عليه نفس السؤال : كيف أنت ؟
واذا بالببغاء نفسه يجيب ، بلغة تلك البلاد : عليك اللعنة . من هنا كان العجب . السؤال واحد ، واختلف الجوابان .
- في الريف ، في بيت عالم نفساني
وتحدثت عن هذا لرجل عالم نفساني ، يبحث في نفسانية الحيوانات . وكان في داره الريفية عديد منها من كل صنف . فأخذني الى ببغاء كان يؤويه . قال هذا الببغاء علمناه ما لو سمعته لحسبت أن له من الذكاء بعض ما للانسان . وأشار الى تابع له ، فخرج التابع ، واذا به يدق جرس الباب الخارجي . واذا بالببغاء يصيح ، عند سماع الجرس ، ويقول : تفضل ، أهلا وسهلا ( بلغة تلك البلاد أيضا ) . وخرج صاحبي النفساني من حجرة الببغاء ، وكانت هي هي حجرة الطعام في المنزل ، وأشار الى الببغاء بيده مودعا ، كأنه مفارق ، ومعه قبعته ، فاذا بالببغاء يصيح : مع السلامة .
قال العالم النفساني : قد تظن أن هذا الببغاء يفهم ، وان به ذكاء .
قلت : لا أظن بل أوقن أن في الحيوانات جميعا ذكاء ، وفيها فهما ، ولكني ما أحسب أن فهمهم يبلغ هذه الغاية ، وانما هو تعليم وتدريب .
قال صاحبي : نعم . هو تعليم وتدريب ، وهي أقوال يقولها الببغاء في المناسبات الصحيحة ، ولكن هذا يدل على أن له ، على الأقل ، من الذكاء ما يربط به بين الكلام الذي ينطق به والظرف المناسب الذي يقال فيه .
قلت : لا بد كذلك من تدريب الببغاء على المناسبات والا ما نطق .
قال صاحبي : نعم ، لا بد من تعليم لربط ما ينطق
به بمناسباته . أما اذا أنت تركته يسمع ما يسمع ، ويقول ما يقول ، فهو سوف ينطق بالذي يسمع ، من حسن أو قبيح ، ولا يبالي . وهو كثيرا ما يفضح أهل البيت ، فينقل عنهم ما قد يقولون في خلواتهم ، فيكشف عنهم الستر من حيث لا ينتظرون .
قلت : وجود الببغاء منه نفع اذ يعلم الناس الأدب .
قال صاحبي : يعلمهم الحيطة . واستطرد صاحبي عالم الحيوان النفساني يقول :
- الببغاوات لا تقلد الا صوت الانسان
والغريب في أمر هذه الببغاوات - من يجيد منها الكلام ، فليست كلها تجيده - الغريب في أمرها أنها لا تتكلم وهي طليقة في غاباتها . انها تصوت ، وتصوت ، وتصك الآذان بصراخها ، ولكنها لا تقلد أصوات غيرها من الطيور أو الحيوانات . لا بد من البيت ، ومع بني آدم ، لتقول كلاما مما يقول الناس . الأسر أولا في البيت ، وصحبة الانسان تحت سقف البيت ، ثم تقليد صوته .
قلت : انها ألفة الانسان تعلمها الكلام .
قال : بل لعل الوحشة .. وحشة الأسر ، تعلمها الألفة . أن الأنفس ، وأنفس الحيوانات منها ، لا تزال في أفهامنا ديجورا من دياجير الظلام . أن الأنفس لها روابط بعضها ببعض . والوحدة تقطع هذه الروابط . والأنفس تأبى قطعها ، فهي تمد بأطراف هذه الروابط المقطوعة ، على الوحدة ، لترتبط بأي نفس أخرى ، ولو كانت نفس انسان .
- محاولات في اللغة فاشلة
واستطرد صاحبي يقول :
ومن تلك الروابط رابطة الصوت . ان الصوت عند كل حيوان تعبير . الكلب ينبح لغاية . يريد أن يقول شيئا ، أن يفهمك ويفهمني شيئا. والقطة تهر عند الغضب ، ولو كانت انسانا لشتمت . وهي تطلب الطعام فتصوت صوتا خفيفا فيه معنى التوسل والاسترحام . انها تريد أن تقول ، ولكنها لا تستطيع . وهكذا سائر الأصوات . محاولات في اللغة فاشلة ولكنها ذات معنى . وهي فشلت لأن الحيوانات لم يكن لها ما للانسان من اجهزة الكلام : فم أجوف ، وبه لسان ، من ورائه حلق ، يتصل بأنف ، من ورائها جميعا صدر للهواء نافخ . عضلات تتحرك في تجاويف ، تحدث ، وفقا لعلم الصوت، الكلام : حروفا ساكنة ، وحروفا للعلة . وقد أمكننا أن نسجل أصوات الببغاوات على أشرطة تبينا منها أن في أفواهها وحلوقها مقدرة على ابداع الساكنات من الحروف ولكن تعذر عليها ابداع العلات . وبالطبع وراء الكلام المخ لربط الأصوات بالمعاني . المهم أن الببغاوات - من يحسن منها الكلام - انما يحسنه لما أعطاه الله في حلقه من أدوات اقرب ما تكون تشكلا وتهيؤاً لاحداث الأصوات .
قلت : حسبت أن بعض القردة تنطق كلاما .
قال : نوع واحد من القردة استطاع أن ينطق كلمتين أو ثلاثا ، بجهد جاهد . ذلك الأورانج أوتان .
- أنس الانسان بالحيوان : أنس متبادل
قلت : أعود الى الببغاء فأسأل ، ما الذي يحمله على الكلام وهو آكل شارب هانيء ؟
قال صاحبي العالم النفساني : الوحدة . أذكر أن أكثر بني الناس الذين يتعلقون بالحيوانات ، يؤوونها ، ويصطحبونها ويصادقونها ، من قطط ، ومن كلاب ، ومن نحو خمسين أخرى من مستأنس الحيوان ، انما هم المتوحدون المستوحشون ، والمتوحدات المستوحشات ، من بني الانسان . عانس أو أرملة تعيش وحيدة ، تؤوي قطة أو كلبا . امرأة عجوز ، رجل شيخ . كل هؤلاء يوحشهم سكوت البيت وسكونه ، فيطلبون الحركة يرونها ، ويطلبون الحركة يسمعونها ، فتكون الألفة التي تقوم بين انسان و حيوان .
ومن هذه الفة الببغاوات . قرأت أن امرأة نيفت على الثمانين ، عاشت ، وحيدة مع ببغائها ، يونس وحدتها ، وتؤنس وحدته ، فلما ماتت أوقفت عليه بيتها ومالا لمعاشه حتى يموت . ووقف البيت في سبيل البلدية بلدية مدينة منترول بكندا على ما اذكر . لا يستطيع أحد هدمه لاستحداث طريق حتى يموت الببغاء وما أطول عمره .
قلت : ذكرت يا صاحبي ألفة تقوم بين الانسان والحيوان .
قال : نعم ، نعم ، ألفة مشتركة . ان الببغاوات اكثر كلاما عندما يغيب صاحبها أو صاحبتها . ففي غيبة الصاحب يونس الببغاء وحشته بالكلام . أن الكلام صوت والصوت ايناس .
ومضى صاحبي النفساني يشابه بين الببغاء من الطير والطفل من بني الناس . فالطفل كذلك يتحدث لنفسه ، وبصوت ، في غيبة أمه ، طلبا للأنس من وحشة .
- في الببغاوات : خضرة وصفرة وحمرة
ولنترك حديث الصديق العالم النفساني لنعود الى الكلام فيما يثيره النظر الى الببغاوات ، وتأملها ، في الانسان ، من معان ليس كلها بالواضح .
ومن ذلك الوانها : الحمرة والزرقة والخضرة والصفرة ، كلها يجاور بعضها بعضا ، في تناسق معجب مريح .
والحيوانات جميعا ليس فيها ما هو أزهى لونا ، وأكثر زواقا من الببغاوات .
وأذكر من ذات الألوان في الحيوانات الأسماك .
( هذان زوجان من نفس الفصيلة ، فصيلة الماكو ، كبيرة الحجم ، طويلة الذيل ، زاهية الألوان . وترى من تقارب الزوجين معنى ظاهرا من الولاء الزوجي الذي هو شيمة الببغاوات . ولا يفوتنا أن نذكر ان فصيلة الماكو تتألف من نحو ١٥ جنسا . وموطنها البرازيل والباراجواي )
وأذكر من ذات الألوان في الحيوانات المرجانيات .
ولكن أين هي جميعا من الوان الببغاوات ؟! ويتراءى في أمر اللون معنيان غامضان ، معنى يتصل بصناعة هذه الألوان ، في هذه الأجسام خاصة ، ومعنى يتصل بأهدافها .
تعليق