الوطاويط .. خَفَافِيش الليل
من اسماء المخلوقات الحية ما تذكره فتنفتح له نفسك .
ومن أسمائها ما تذكره فتغلق دونه النفس ، وقد تقشعر منه الأبدان . ولیس کاقشعرار بدن امرأة اذا أنت قربت من جسمها وطواطا ، فاذا سألتها أن تتناوله بيدها ، فتلك هي الطامة الكبرى .
وليس الرجال في مثل هذا بأشجع من النساء ، واشجع كثيرا .
ويرجع هذا النفور بين المرأة والوطواط إلى أكثر من سبب . ومن أول هذه الأسباب أن الوطواط شكله كالفأر تماما . والنساء اذا صحت بينهن في حجرة باسم الفأر ، تنذر بأنك رأيت في الحجرة فأرا ، فما أسرع ما تثب النساء الى الكراسي يقفن فوقها دفعا لهذه المصيبة التي لم تخطر لهن ببال .
فهذا خوفهن من الفأر ، فكيف بالفأر الطائر الذي لن تنجي منه حتى الكراسي .
والوطواط عند النساء ، أعمى ، وهن يخشونه لو كان مبصرا ، فكيف به وهو أعمى ، قد يصطدم في طيرانه الخاطف بوجوههن ، أو يستقر بين أثدائهن ، أو في شعورهن . والقصة القديمة العتيقة الكاذبة التي تقول أن الوطاويط تحب أن تعشش في شعور النساء لا تزال الى اليوم تروى .
ثم صلة الوطواط بالبيوت الخربة وتعلقه بسقوفها .
ثم صلة الوطواط ، بالليل ، وأنه ينام النهار ليحيي ليله وخال الناس ، زعما ، أن الليل يأتي من الأضرار بما لا يأتي به النهار ، ولهذا سموا الرجال الذين يقضون الليل يعبثون فيه خفافيش ليل . وما الخفافيش الا الوطاويط .
كل هذه الأشياء مجتمعة تجعل من الوطواط حيوانا غير حبيب ، مخيفا ، مرذولا .
- الحقيقة عن الوطاويط
والحقيقة عن الوطاويط ، تلك الصغيرة التي تألفها ، أنها حيوانات ظريفة رقيقة ، لا تضر أحدا . وللانسان منها ، حيث تكثر ، نفع غير قليل . ولرجل العلم فيها نظرات مشبعة ، تملأ الرأس فكرا ، وتملأ العقل حكمة ، وهو لا يكاد يفرغ من دراستها ، بحسبانها مخلوقا بين مخاليق ، حتى لا يتمالك أن يقول سبحان الله .
- ما الوطواط ؟
ان الوطواط يطير ، وان له أجنحة ، ولكن ليس هو من الطيور في شيء .
انه حيوان كالفأر شكلا ، كما قدمنا ، ومنه الذكر ومنه الأنثى ، والأنثى تلد وترضع أولادها وتحنو عليها كل ما في الحيوانات ذوات الأثداء ) التي يصفها العلماء بالثديية ( توجد في الوطواط ، ولكنه شذ عنها جميعا بأن كانت له أجنحة يطير بها .
- أجنحة الوطواط ، أولى خصائصه
ونبدأ بأجنحة الوطواط لأنها أخص ما في خلقه وأنت تراه طائرا يطير في سرعة فائقة ، قد مد جناحيه وسعهما ، وقد فتح فاه يلتقط فيه كل ما يلقى في الهواء من حشرات ، فهي غذاؤه .
وترى الجناح ، وهو من جلد رقيق ، لا من ريش كأجنحة الطير ، تراه قد انبسط وسعه ، فأراك انه يضم الذراعين جميعا ، ويضم الرجلين كذلك ، ويضم حتى الذيل ( نعم الذيل ، ألم نقل انه شبيه بالفأر ، سوى أن الفأر قارض ، والوطواط غير قارض )
وفي الشكل (ص ۱۵۲) ترى مقارنة بين ذراع انسان وذراع وطواط . انهما مخططان كمخطط المهندس
حينما يريد بناء شيء . والمخططان ما أشبههما ، مخطط ذراع الانسان ، ومخطط ذراع الوطواط ذلك الذي أخفاه جناح . الفكرة الأساسية واحدة
هي في حسباني وحدة من وحدة الله .
فلو كان اثنين لاختلفا ومن أجل أن الوطاويط ، على اختلاف صنوفها ، جمعت بين الذراع والجناح في تراكيب أجسامها ، سماها العلماء كيرو - بتيرا Chiroptera دلالة على رتبتها بين الحيوانات .
و « كيرو » معناها اليد ، و « بتيرا » معناه الجناح ، واذن فهي رتبة اليد المجنحة .
- الوطواط يطير في ظلام
والوطواط ، وما زلنا نعني به الوطواط من الصنف الصغير الذي ينتشر بين ظهرانينا ، هذا الوطواط يستيقظ في الليل ، وينام النهار . وهكذا هي كل صنوف الوطاويط تقريبا . ومسكنه البيوت الخربة غير المسكونة ، فالفجوات يجدها في الشجر وفي الصخر ، وعلى الأخص في الكهوف وهو اذا سكن الكهوف سكن في أعماقها حيث الظلام دامس .
ولعل قيامه بالليل متصل بأنه آكل حشر . والوطواط قليل البصر . ولكنه ليس فاقده .
وهو لا يسقط على الأرض الا أن يسقط لالتقاط خنفسة .. ولكنه اذا أراد أن يمشي على الأرض مشى زحفا على ما كاد أن يكون أطراف أجنحته . وهو لكي يعود الى الجو من بعد انحطاط الى الأرض ، يجب عليه أن يصعد على جذع شجرة أو نحوها ، ثم يلقي بجسمه في الهواء ، هابطا ، حتى اذا امتلأ جناحاه بالهواء استطاع أن يرتفع بهما ، أي بالجناحين ، في الجو .
وقلنا انه اكل حشر . وهنا نزيد فنقول ، انسجاما مع هذا الذي ذكرنا ، أنه يصطاد وهو طائر ، والحشر طائر .
وهذا القول كله يصل بنا الى الخصيصة الثانية الكبرى من خصائص الوطواط ، تلك هي استخدامه ما أسماه الناس « بالرادار » ، يتحسس به ضحاياه من الحشر . ثم هو ( وهو يطير في الليل ، وبهذه السرعة الهائلة التي هي لازمة للصيد ، وبعينين لم يشتد بصرهما كثيرا ) يتفادى به ، بهذا الذي أسموه « رادارا » ، أن يصطدم بالحجر وبالشجر وبكل عائق يلقاه في طريقه .
من اسماء المخلوقات الحية ما تذكره فتنفتح له نفسك .
ومن أسمائها ما تذكره فتغلق دونه النفس ، وقد تقشعر منه الأبدان . ولیس کاقشعرار بدن امرأة اذا أنت قربت من جسمها وطواطا ، فاذا سألتها أن تتناوله بيدها ، فتلك هي الطامة الكبرى .
وليس الرجال في مثل هذا بأشجع من النساء ، واشجع كثيرا .
ويرجع هذا النفور بين المرأة والوطواط إلى أكثر من سبب . ومن أول هذه الأسباب أن الوطواط شكله كالفأر تماما . والنساء اذا صحت بينهن في حجرة باسم الفأر ، تنذر بأنك رأيت في الحجرة فأرا ، فما أسرع ما تثب النساء الى الكراسي يقفن فوقها دفعا لهذه المصيبة التي لم تخطر لهن ببال .
فهذا خوفهن من الفأر ، فكيف بالفأر الطائر الذي لن تنجي منه حتى الكراسي .
والوطواط عند النساء ، أعمى ، وهن يخشونه لو كان مبصرا ، فكيف به وهو أعمى ، قد يصطدم في طيرانه الخاطف بوجوههن ، أو يستقر بين أثدائهن ، أو في شعورهن . والقصة القديمة العتيقة الكاذبة التي تقول أن الوطاويط تحب أن تعشش في شعور النساء لا تزال الى اليوم تروى .
ثم صلة الوطواط بالبيوت الخربة وتعلقه بسقوفها .
ثم صلة الوطواط ، بالليل ، وأنه ينام النهار ليحيي ليله وخال الناس ، زعما ، أن الليل يأتي من الأضرار بما لا يأتي به النهار ، ولهذا سموا الرجال الذين يقضون الليل يعبثون فيه خفافيش ليل . وما الخفافيش الا الوطاويط .
كل هذه الأشياء مجتمعة تجعل من الوطواط حيوانا غير حبيب ، مخيفا ، مرذولا .
- الحقيقة عن الوطاويط
والحقيقة عن الوطاويط ، تلك الصغيرة التي تألفها ، أنها حيوانات ظريفة رقيقة ، لا تضر أحدا . وللانسان منها ، حيث تكثر ، نفع غير قليل . ولرجل العلم فيها نظرات مشبعة ، تملأ الرأس فكرا ، وتملأ العقل حكمة ، وهو لا يكاد يفرغ من دراستها ، بحسبانها مخلوقا بين مخاليق ، حتى لا يتمالك أن يقول سبحان الله .
- ما الوطواط ؟
ان الوطواط يطير ، وان له أجنحة ، ولكن ليس هو من الطيور في شيء .
انه حيوان كالفأر شكلا ، كما قدمنا ، ومنه الذكر ومنه الأنثى ، والأنثى تلد وترضع أولادها وتحنو عليها كل ما في الحيوانات ذوات الأثداء ) التي يصفها العلماء بالثديية ( توجد في الوطواط ، ولكنه شذ عنها جميعا بأن كانت له أجنحة يطير بها .
- أجنحة الوطواط ، أولى خصائصه
ونبدأ بأجنحة الوطواط لأنها أخص ما في خلقه وأنت تراه طائرا يطير في سرعة فائقة ، قد مد جناحيه وسعهما ، وقد فتح فاه يلتقط فيه كل ما يلقى في الهواء من حشرات ، فهي غذاؤه .
وترى الجناح ، وهو من جلد رقيق ، لا من ريش كأجنحة الطير ، تراه قد انبسط وسعه ، فأراك انه يضم الذراعين جميعا ، ويضم الرجلين كذلك ، ويضم حتى الذيل ( نعم الذيل ، ألم نقل انه شبيه بالفأر ، سوى أن الفأر قارض ، والوطواط غير قارض )
وفي الشكل (ص ۱۵۲) ترى مقارنة بين ذراع انسان وذراع وطواط . انهما مخططان كمخطط المهندس
حينما يريد بناء شيء . والمخططان ما أشبههما ، مخطط ذراع الانسان ، ومخطط ذراع الوطواط ذلك الذي أخفاه جناح . الفكرة الأساسية واحدة
هي في حسباني وحدة من وحدة الله .
فلو كان اثنين لاختلفا ومن أجل أن الوطاويط ، على اختلاف صنوفها ، جمعت بين الذراع والجناح في تراكيب أجسامها ، سماها العلماء كيرو - بتيرا Chiroptera دلالة على رتبتها بين الحيوانات .
و « كيرو » معناها اليد ، و « بتيرا » معناه الجناح ، واذن فهي رتبة اليد المجنحة .
- الوطواط يطير في ظلام
والوطواط ، وما زلنا نعني به الوطواط من الصنف الصغير الذي ينتشر بين ظهرانينا ، هذا الوطواط يستيقظ في الليل ، وينام النهار . وهكذا هي كل صنوف الوطاويط تقريبا . ومسكنه البيوت الخربة غير المسكونة ، فالفجوات يجدها في الشجر وفي الصخر ، وعلى الأخص في الكهوف وهو اذا سكن الكهوف سكن في أعماقها حيث الظلام دامس .
ولعل قيامه بالليل متصل بأنه آكل حشر . والوطواط قليل البصر . ولكنه ليس فاقده .
وهو لا يسقط على الأرض الا أن يسقط لالتقاط خنفسة .. ولكنه اذا أراد أن يمشي على الأرض مشى زحفا على ما كاد أن يكون أطراف أجنحته . وهو لكي يعود الى الجو من بعد انحطاط الى الأرض ، يجب عليه أن يصعد على جذع شجرة أو نحوها ، ثم يلقي بجسمه في الهواء ، هابطا ، حتى اذا امتلأ جناحاه بالهواء استطاع أن يرتفع بهما ، أي بالجناحين ، في الجو .
وقلنا انه اكل حشر . وهنا نزيد فنقول ، انسجاما مع هذا الذي ذكرنا ، أنه يصطاد وهو طائر ، والحشر طائر .
وهذا القول كله يصل بنا الى الخصيصة الثانية الكبرى من خصائص الوطواط ، تلك هي استخدامه ما أسماه الناس « بالرادار » ، يتحسس به ضحاياه من الحشر . ثم هو ( وهو يطير في الليل ، وبهذه السرعة الهائلة التي هي لازمة للصيد ، وبعينين لم يشتد بصرهما كثيرا ) يتفادى به ، بهذا الذي أسموه « رادارا » ، أن يصطدم بالحجر وبالشجر وبكل عائق يلقاه في طريقه .
تعليق