أشرف الحساني
الأربعاء 28 فبراير 2024م
لماذا لا تدرّس الجامعات العربية علم الجمال؟
معضلة فكرية تشي بنوع من القحط الثقافي الذي بات يعيشه النظام التعليمي.
نادراً ما نعثر داخل الجامعات العربية على مواد تتعلق بما يُسمّى بـ "الجمالية المعاصرة" (مواقع التواصل)
لا تدرك أغلب المؤسسات الفنية ما يمكن أن يستفيد به الفنانون والمخرجون والموسيقيون والنقاد من خلال دراستهم لعلم الجمال. ذلك أن هذا العلم الذي يُعرف فلسفياً بـ "الإستيتيقا" يهتم بدراسة باراديغم (نموذج) الجمال وتمثلاته. غير أن مشكلة عدم تشجيع الناس على دراسة "الإستيتيقا" راجعة إلى عوامل فكرية، أكثر من كونها تقنية. لهذا فإن الحديث عن علم الجمال وأسباب غيابه من جامعات ومدارس ومعاهد العالم العربي يأخذ طابعاً إشكالياً متعلقاً بهشاشة النظام التعليمي. لم يركز المفكّرون العرب على اختلاف تكويناتهم المعرفية ومشاربهم البحثية، على التفكير في قضايا علم الجمال، إذ يعتبرون أن هذا العلم لا يتيح لهم إمكانية الإجابة عن أسئلتهم العالقة، ما دام الاهتمام بأمور تتعلق بالمجتمع والسياسة تقودهم إلى فهم ميكانيزمات الدولة والمجتمع على حد سواء.
لكنهم لا يكترثون للممارسات الفنية من سينما، وتشكيل، وفوتوغرافيا، وموسيقى، وفيديو وما يمكن أن تقدمه هذه الوسائط البصرية من فهم عميق لواقعنا، بحيث أن العمل الفني يتجاوز البعد الترفيهي الذي عادةً ما يُسبغ عليه في سبيل تحقيق أبعادٍ تجارية في مجملها، ويتجه صوب تأمّل دقيق لطبيعة حياتنا والوجود الذي يعيش فينا ونعيش فيه. وعلى ممر التاريخ استطاع الفن أن يكون من الوسائل التعبيرية المؤثرة في المجتمع والسياسة. بل إنه تحول في لحظة ما من وظيفته التزيينية إلى مرحلة غدا فيها معبراً عن القضايا والإشكالات التي طاولت المجتمع الغربي، قديماً وحديثاً.
يغيب علم الجمال داخل المدارس العربية التي تدرّس الفنون (مواقع التواصل)
تعليق