البَعُوض .. من بعد الذُّباب .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البَعُوض .. من بعد الذُّباب .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    البَعُوض .. من بعد الذُّباب

    ذكرنا من أمر الذباب ما ذكرنا ، ووصفناه بأنه من أكثر الحشرات ايذاء للناس . وفي مجال الشر مكان للبعوض والذباب . ولسنا الآن في سبيل مقارنة بين الأذى ، يأتي من بعوض ، والأذى يأتي من ذباب . فالأذى صنوف . ولكنا نقر ، مع أكثر العلماء الدارسين ، أن البعوض ، بما يحمله من داءات الى الناس ، هو أقتل للناس .

    وفي مقدمة البعوض بعوضة من نوع آخر ، تعرف بالبعوضة الأنو فيليس ‏Anopheles ( لفظة يونانية معناها جالب الأذى ) . فهذه البعوضة ، لا غيرها ، هي التي تنقل مكروب الملاريا من جسم مريض بها ، الى جسم سليم ، فيمرض . تعض المريض وتحمل من دمه ، ثم تعض السليم وتعطي دمه من المكروب .

    - الداء يفتك بسكان الأرض

    وهذا الداء يكاد يشمل الأرض كلها ، وهو أكثر انتشارا في المناطق الحارة ، ولكنه يوجد في المناطق المعتدلة كذلك .

    وفي عام ١٩٥٣ بلغ عدد الاصابات بالملاريا في الأمم جميعا نحو ٣٥٠ مليونا ، وقد هبط اليوم ، نتيجة لبرامج المقاومة العالمية للداء ، وللبعوضة التي تنقله ، هبط الى ١٥٠ مليونا .

    وكان عدد الموتى من الداء مباشرة في ذلك العام ، عام ١٩٥٣ ، ما بين أربعة الى ثلاثة ملايين ، فهبط اليوم الى نحو مليون ونصف مليون نسمة .

    - الداء يفتك بالهند أشد الفتك

    وكانت الهند خاصة من المناطق التي فتك الداء بها فتكا ذريعا . فمنذ خمس سنوات كان سكان الهند يبلغون ٣٥٠ مليون نسمة ، تعد فيهم في العام الواحد ۲۰۰ مليون اصابة على الأقل ، لم يكن في الامكان معالجة غير نحو ٨ أو ١٠ في المائة منها . وكانت الموتى تبلغ ما بين ١ الى ٢ في المائة من مجموع هذه الاصابات . وهي نسبة ظاهرها أنها قليلة ، ولكنها اذا ضربت في عدد الاصابات أنتجت عددا من الموتى كبيرا . انه مليونان أو يزيدان .

    - الداء اذا لم يقتل أضعف

    والرجل قد ينجو من بعد اصابة ، ولكن الداء يضعف جسمه اضعافا شديدا . والضعف يجعل الرجل عرضة لشتى الأدواء تعتريه . وفي المناطق التي يكثر فيها الداء يكثر كذلك الفقر . والداء يجعل الناس أعجز عن العمل ، فأعجز عن طلب رزق ، فأقل غذاء ، فأكثر قبولا للداء .

    حلقة للفساد يدور فيها الانسان الى الموت في شر حال .

    - مقاومة الداء باستئصال البعوض في تطوره ومقاومة الداء بدأت باستئصال البعوضة ، وهي
    في دور الدودة ، أو في أي من أدوارها ، على العجز ، وقبل أن تبلغ . وذلك في مرابيها . وما مرابيها الا الماء الراكد .

    ان البعوضة حشرة برمائية ، تقضي بعض حياتها في الماء ، وبعضها في الأرض اليابسة . ان البعوضة تضع بيضها على سطوح المياه الراكدة . ثم لا يلبث هذا البيض أن يتفقس عن دود ، يأخذ يسبح في الماء يلتقط منه طعامه . ولكنه يعود الى سطح الماء يطلب الهواء . فهذا أكثر حال البعوض . ثم لا يلبث الدود على عادة الحشر، أن يتطور فيصبح عرائس ، تظل عالقة بسطح الماء من تحته . ثم تخرج من العروس بعد ذلك البعوضة البالغة كاملة ، فتطير في الهواء . وهذا التطور كله ، من البيضة الى البعوضة البالغة ، يستغرق ما بين ٩ أيام الى ١٤ : يوما ، والماء ساكن . أما الماء الجاري فلا يبيض فيه البعوض .

    ( صورة ايضاحية مكبرة لرأس بعوضة وترى رأسها . وترى يخرج منه أشياء كالعصى عدة ، فراقنا بينها في الرسم لتتضح . أما (أ) فالعضوان اللتان بهما تتحسس البعوضة جسم الانسان لتختار منه موضعا صالحا للوخز . واما (ب) و (جـ) فالمناشير التي نشق البعوضة بهما جلد الانسان . وأما ( د ) فالانبوبة التي تفرز منها البعوضة لمايا في الجرح الدامي الذي جرحته . أما (هـ) فالانبوبة التي بها تمتص البعوضة الدم بعد اختلاطه بما فرزت فوقه من لعابها . وأما (و) فالعمد يضم كل هذه الزوائد مما عندما تفرغ من أعمالها. ويراعى أن ذكر البعوض بعيش على النبات ، وأما الأنثى فتعيش كذلك على الدماء تمتصها هكذا ، وتنقل من جسم مريض الجسم سليم، دما مخلوطا بمكروب )


    والمقاومة تكون باستئصال البعوض وهو هكذا
    يتطور . وبردم البرك . والمستنقعات . والحيلولة دون ركود الماء أينما كان . والأرض التي تروى كل أسبوع بالماء الجاري لا تطيب لنمو البعوض ، فهي في مأمن من أن تكون له مربى .

    وصلة الملاريا بالمستنقعات موجودة في اسمها .
    فالملاريا تتألف من مقطعين : « مال » ومعناها الرديء و « آريا » ومعناها الهواء . فالملاريا هي الهواء الرديء الفاسد .

    والعجيب انه في بعض قبائل أفريقية اسم الداء واسم البعوضة اسم واحد .

    ( الى اليمين : بعوضة المنزل العادية ، ظهرها مواز للسطح الذي حطت عليه . ومن تحتها صورة دودتها وقد تعلقت بسطح الماء من تحت ، ومالت عليه . والى اليسار : بعوضة الملاريا . لاحظ سطح جسمها المائل ، ودودتها الملتصقة بالماء من تحت )

    - مقاومة الداء باستئصال البعوض البالغ
    في المساكن ونحوها

    ثم دخلت المقاومة بيوت الناس . ففي البيوت بعوض . وفي البيوت ناس . وفي الناس مرضى . ويأخذ البعوض من المريض الى السليم فيعديه ، فكان استئصال البعوض من البيوت اذن ضرورة لازمة .

    واستأصلوه ، أو حاولوا استئصاله ، با سموم يبتدعونها في المعامل الكيماوية . ومن أشهر هذه مادة د. د. ت. .D.D.T وكذلك مادة ديالدرين Dieldrin‏ وال د. د. ت. وهي اختصار لاسمها الكيماوي وهو . وتذاب في ‏Dichloro-Diphenyl Trichloro-Ethane‏ الكيروسين ونحوه ، ثم تذر بذرارات معروفة على الحوائط ، وفي كل مكان تحط عليه بعوضة .

    - مقاومة الداء في أجسام المرضى

    وثالث أساليب المقاومة ، عدا استئصال البعوض في المستنقعات والماء الراكد ، وعدا استئصاله من البيوت. استئصال الداء نفسه في الانسان ، في المرضى ، بمعالجة المرضى ، فالمريض هو في الحقيقة المصدر الاصلي لمكروب الداء . فلو أن في الدنيا بلايين من البعوض ، وليس بها مريض واحد بالملاريا ، لما كان للداء على الأرض وجود .

    - مقاومة البعوض للسموم

    فرح الناس أول الأمر عندما أخرجت المعامل سم البعوض الأول ، الـ د. د. ت. فهو يذهب بالبعوض .

    ولكن مع مرور السنين تبين أن البعوض ، كسائر الأحياء ، لا يرضى بالفناء يصيبه هكذا سهلا . من أجل هذا غير من طبيعته ، بحيث كان من اخلافه ما صمد لهذا السم . فأفزع هذا العلماء . لهذا أسرعت أمم الأرض الثماني والثمانون ، التي تتألف منها منظمة الصحة العالمية ، أسرعت في وضع برنامج لاستئصال الداء وبعوضته من الأرض ، قبل أن تنتشر في البعوض المقاومة للعقار د. د.ت.

    وبالطبع هناك احتمال اصطناع عقار جديد ، لم يعرفه البعوض ، قد يكون له فعل الـ د. د. ت ، او هو أفعل .

    ان الصراع بين الانسان واسباب الشرور في هذه الحياة لا ينتهي . والعلم اليوم في جانب ، والأمراض في جانب ، لاسيما تلك التي تتصل بالمكروب ، لا مكروب الملاريا فحسب ، ولكن مكروب الحمى الصفراء ، ومكروب مرض النوم ، ومكروب السل والفيروسات عموما .

    وهي معارك لا يكفي فيها مادة تسم ، ومكروب " أو ناقل للمكروب يتسمم . انها معارك تحتاج الى وعي الناس ، والى تعلم الناس وتثقفهم ، فهمم الناس لا يمكن أن تنهض لمعالجة ما تجهل .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٧-٠٢-٢٠٢٤ ١٥.١٩_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	116.2 كيلوبايت  الهوية:	193145 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٧-٠٢-٢٠٢٤ ١٥.١٩_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	83.2 كيلوبايت  الهوية:	193146 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٧-٠٢-٢٠٢٤ ١٥.١٩_1(3).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	89.5 كيلوبايت  الهوية:	193147 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٧-٠٢-٢٠٢٤ ١٥.٢٢_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	76.4 كيلوبايت  الهوية:	193148 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٧-٠٢-٢٠٢٤ ١٥.٢٢_1(3).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	82.7 كيلوبايت  الهوية:	193149

  • #2
    Mosquitoes...after flies

    We mentioned the matter of flies as we mentioned, and described them as one of the insects that harm people the most. In the field of evil there is a place for mosquitoes and flies. We are not now making a comparison between the harm that comes from mosquitoes and the harm that comes from flies. There are different types of harm. But we acknowledge, along with most learned scholars, that mosquitoes, with the diseases they carry to people, kill people.

    At the forefront of mosquitoes is another type of mosquito, known as the Anopheles mosquito (a Greek word that means bringer of harm). This mosquito, and no other, is the one that transmits the malaria organism from a body sick with it to a healthy body, which causes it to become sick. It bites the sick person and takes his blood, then bites the healthy person and gives his blood to the sick person.

    The disease destroys the inhabitants of the earth

    This disease affects almost the entire earth, and it is more
    It is widespread in hot regions, but it is found in temperate regions as well.

    In 1953, the number of malaria infections in all nations reached about 350 million. Today, as a result of global resistance programs for the disease and the mosquito that transmits it, it has fallen to 150 million.

    The number of deaths directly from the disease in that year, 1953, was between four and three million, and today it has fallen to about one and a half million people.

    The disease is killing India most severely

    India in particular was one of the areas where the disease was devastating. Five years ago, India's population was 350 million people, with at least 200 million infections per year, only about 8 or 10 percent of which could be treated. The deaths amounted to between 1 and 2 percent of the total number of these injuries. This is a percentage that appears to be small, but if it is multiplied by the number of infections, it produces a large number of deaths. It's two million or more.

    If the disease does not kill, it is weaker

    A man may survive an injury, but the disease severely weakens his body. Weakness makes a man vulnerable to various diseases that befall him. In areas where the disease is common, poverty is also common. The disease makes people unable to work, making them unable to seek sustenance, so the less food, the more accepting the disease.

    A cycle of corruption in which a person turns to death in evil
    Now.

    - Resisting the disease by eradicating mosquitoes as they develop

    Resistance to the disease began with the eradication of the mosquito
    In the role of the worm, or in any of its roles, on disability, and before it reaches puberty. And that is in her garage. Its wetlands are nothing but stagnant water.

    The mosquito is an amphibious insect. It spends some of its life in water, and some of it on dry land. The mosquito lays its eggs on the surface of stagnant water. Then these eggs soon hatch into worms, which swim in the water and collect their food from it. But it returns to the surface of the water seeking air. This is more the case with mosquitoes. Then the worms, in the habit of crawling, soon develop into pupae, which remain stuck to the surface of the water beneath them. Then a fully adult mosquito emerges from the bride and flies in the air. This entire development, from the egg to the adult mosquito, takes between 9 and 14 days, while the water is still. As for running water, mosquitoes do not spawn in it.

    (An enlarged illustrative image of the head of a mosquito. You see its head. You see several things emerging from it, such as sticks. We have separated them in the drawing so that it becomes clear. As for (A), the two organs with which the mosquito senses the human body to choose a suitable place for pricking. As for (B) and (C), they are the saws with which we incise As for (D), the tube through which the mosquito excretes maya in the bloody wound that it inflicted. As for (E), it is the tube through which the mosquito absorbs the blood after it mixes with the saliva it secreted over it. As for (F), the intentional elements include all of these appendages from when It is done with its work. It should be noted that the male mosquito lives on plants, while the female also lives on blood, absorbing it in this way, and transferring from a sick body to a healthy body, blood mixed with microbes.


    Resistance is achieved by eradicating mosquitoes, which is what it is
    develop . And fill the ponds. And swamps. Preventing water stagnation wherever it is. The land that is irrigated every week with running water is not suitable for the growth of mosquitoes, as it is safe from being a breeding ground for them.

    The link between malaria and swamps is in its name.
    Malaria consists of two syllables: “mal,” which means bad, and “arya,” which means air. Malaria is bad, corrupt air.

    The strange thing is that in some African tribes, the name of the disease and the name of the mosquito are the same.

    (To the right: the ordinary house mosquito, its back parallel to the surface on which it landed. Below it is an image of its worm attached to the surface of the water from below, and leaning against it. To the left: the malaria mosquito. Notice the slanted surface of its body, and its worm attached to the water from below)

    - Controlling the disease by eradicating adult mosquitoes
    In homes and the like

    Then the resistance entered people's homes. There are mosquitoes in the houses. And there are people in the houses. And people are sick. It takes the mosquitoes from the sick to the healthy and infects them. Thus, eradicating mosquitoes from homes was an absolute necessity.

    They eradicated it, or tried to eradicate it, with toxins they created in chemical laboratories. One of the most famous of these is Dr. Dr.. T. D.D.T, as well as Dieldrin and D. Dr.. T. It is an abbreviation of its chemical name. It is dissolved in Dichloro-Diphenyl Trichloro-Ethane, kerosene and the like, then dispersed with known particles on the walls and everywhere a mosquito lands.

    - Resistance to the disease in patients’ bodies

    The third method of resistance, in addition to eradicating mosquitoes in swamps and stagnant water, in addition to eradicating them from homes. Eradicating the disease itself in humans, in patients, by treating patients, as the patient is in fact the original source of the disease. If there were billions of mosquitoes in the world, and not a single malaria patient, the disease would not exist on Earth.

    - Mosquito resistance to toxins

    People were happy at first when laboratories produced the first mosquito poison, D. Dr.. T. It kills mosquitoes.

    But as the years passed, it became clear that mosquitoes, like all living things, do not accept extinction and are easily infected. Because of this, he changed his nature, such that among his differences there was something that withstood this poison. This frightened the scholars. That is why the eighty-eight nations of the Earth, which make up the World Health Organization, hastened to develop a program to eradicate the disease and its mosquitoes from the Earth, before it spread in mosquitoes resistant to the drug D. D.T.

    Of course, there is the possibility of creating a new drug, unknown to mosquitoes, that may have the effect of D. Dr.. T, or he does.

    The conflict between man and the causes of evil in this life never ends. Today, science is on one side, and diseases are on the other side, especially those related to the pathogen, not only the malaria epidemic, but also the yellow fever epidemic, the sleeping sickness epidemic, the tuberculosis epidemic, and viruses in general.

    These are battles in which there is not enough substance to poison, and the distressed person or carrier of the distressed person is poisoned. They are battles that require people’s awareness, and people’s education and education, for people’s minds cannot rise up to address what they do not know.

    تعليق

    يعمل...
    X