تقزُّز الانسان من الذباب .. ثم فضح العلم سرُّه
ان الذبابة تقع على طعامك فتعافه أنت وهو لو وقعت عليه نحلة ، ما عفته . وهو لو وقعت عليه نملة ، لترددت .
اذا سقط الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وهذا التقزز الذي يعتري الانسان من الذباب ، توجيه من الطبع صادق والانسان تقزز منه رغم الظاهر من خفته ، ورغم الظاهر من براءته . وتقزز منه قبل أن يكشف ذلك الخطر الأكبر الذي تضمنته نقلته هذه السريعة من مكان الى مكان ، ومن قاذورة الى فم ، او طعام سوف يدخل فما ، أو من عين مريضة الى عين سليمة ، يضع فيها المرض .
ان الذي كشف الانسان من خطر الذباب على الناس ، انما كان في هذا القرن الحاضر .
انه ناقل المكروب . والمكروب لم يتحقق وجوده ، ولم تثبت حقيقته ، الا في النصف الثاني من القرن الماضي . انه العالم بستور العظيم هو الذي كشفه ، وهو الذي حققه . وهو الذي ربط بين المكروب وبين الأمراض . وبستورمات عام ۱۸۹۵ . فلم يكن في الامكان كشف ما بين الذباب ، وأشباه الذياب ، وبين الأمراض ، كشفا ثابتا مستقرا شاملا الا في أوائل القرن الحاضر .
وتلك القرون العديدة السابقة ؟
جهالة مطبقة .
- شعرات في جسم الذبابة لا تكاد تعد
والذبابة حماها صغرها ، فلم تتبين عين الانسان من تفاصيل جسمها الا القليل . وتنظر اليها بالعدسة فتجد شيئا بشعا . جسما ، حيثما نظرت اليه ، وجدت شعرات صغيرة لا تعد . على الظهر . فوق البطن . في العجز . في الرأس وكل مكان من سطحها تقريبا .
وتجمع من هذه الشعرات التراب ، وتجمع ما علق بها من أقذار ، وتعطيها للرجل البكتريولوجي في معمله ، فيكشف لك عما قد يكون علق بها من مكروب ، صنوفا اشتاتا .
من أين جمعتها ؟
مما دارت عليه من مباءات قذرة ، من فضلات الانسان والحيوان .
وهي من فضلات الانسان والحيوان تعود تصب منها على وجه الانسان ، وفي طعامه وشرابه ، في تسلل خفي كان لابد أن ينتظر طويلا حتى يكشف عنه العلماء .
وتزيد الذبابة نظراً بعدسة وتزيد أمرها استشفافا ودرسا ، فتخرج بأشياء كلها تؤكد خطورة هذه الحشرة .
نعم يا سيدتي ، حشرة . فلا تجزعي ان نسمي ذبابتك هذه الظريفة الخفيفة الأنيسة حشرة ، هي شر - الحشرات .
- الذبابة : جسم وجناحان
ان جسم الذبابة طوله نحو ربع بوصة . وهي تمد بجناحيها فقد يكون ما بين طرفيهما نحو نصف بوصة وهذا الجسم خفيف غاية الخفة . ان ألفا منه لا تكاد تزن بضعة وعشرين جراما .
- كيف تمشي الذبابة على السقف
والذبابة ٣ أزواج من الأرجل . وبكل رجل مخلبان ووسادتان تغطيتا بالشعر . وهاتان الوسادتان تفرزان سائلا لزجا يعين الذبابة على أن تتعلق بأي سطح كان ما كان . فهي على السطح الخشن تحط ، وعلى السطح الناعم الصقيل تحط . وتمشي على السقف وظهرها الى أسفل ، وعلى زجاج النوافذ وظهرها رأسي ، أو على الأرض وظهرها الى أعلى .
- الذبابة لها خرطوم كخرطوم الفيل
للذبابة فم" تعدل بحيث يستطيع أن يمتص الطعام السائل . ولها ( لسان » ، هو في الحقيقة خرطوم کخرطوم الفيل ، من شأنه أن يمتص السوائل . فاذا صادفت الذبابة طعاما صلبا ، كالسكر مثلا ، فما أسرع ما تصب عليه من ريقها ، فيذوب ، فيمتصه من بعد ذلك خرطومها .
وذبابة المنزل لا تعض ، فليس في فمها شيء متهيىء لهذا . ولا تخلط بين ذبابة المنزل العادية ، المعروفة المألوفة ، وأشباه لها من سائر الذباب .
- للذباب أعين خمس
والذبابة عينان اثنتان كبيرتان ، تملان رأسها وهما من النوع المركب الذي به عدسات كثيرة وبين
هاتين العينين ثلاث أعين صغيرة .
وعلى كثرة الأعين فالذبابة ضعيفة الابصار . فما اغنت كثرة عدساتها شيئا . وكم في الدنيا من أشياء لا تفيد فيها الكثرة ، وانما تفيد الجودة . ولو جودة عين واحدة .
شمها من اجل هذا تعتمد الذبابة أكبر اعتماد على قوة فاذا انت اختبأت بطعامك في ركن مظلم ، حذر الذباب أن يجيئك ، ثم جاءك ، فاعلم انه لا بقوة بصره جاءك ، ولكن بقوة شمه طعامك .
- الذباب في الشتاء
ويختفي الذباب شتاء . ويختفي كلما برد الجو . وهو حيث الشتاء قارس ، يموت أكثره ، وتبقى منه بقية تختبيء هنا وهناك ، وتنام . انها نومة الشتاء جاء الصيف ، واحتر الجو ، استيقظت لتبعث قبيلها ، فاذا قبيل الذباب من جديد .
- تكاثر الذباب تكاثر ذريع
وهي تطلب المواضع الرطبة ، كأكوام السماد ، وزبالات البيوت ، فتحط عليها بيضها . وهو بيض في شكل بذور القمح ، الا انه لا يطول عن الملليمتر كثيرا والذبابة الأنثى تضع في المرة الواحدة ما قد يبلغ ١٥٠ بيضة . والذبابة الأنثى التي تعيش شهرا ، تبيض في هذا الشهر نحوا من ۲۰۰۰ بيضة . ومن الذباب البالغ ما يعيش شهرين .
والبيضة ، في حيث وضعتها الذبابة ، تفقس في نحو عشرين ساعة من الوضع ، وتخرج منها الدودة والدودة تأخذ تأكل ، وتأكل ، ومن بعد نحو خمسة أيام ، تتحول الدودة الى عروس . ومن بعد خمسة أيام أخرى تخرج من العروس ذبابة كاملة بالغة . فهذا هو تطور الحشر المعروف فليس فيه جديد .
ولا يمر على هذه الذبابة الكاملة البالغة غير أسبوعين، حتى تأخذ تبيض !! معنى هذا ، أن الجيل من الذباب يتنشأ كل عشرة أيام ، تقل كلما احتر الجو ، وتزيد كلما برد . فانظر كم ذبابة تتكون في الجيل الواحد من الذبابة الواحدة . وانظر كم من ذبابة من هذا الجيل تخرج من ذبابات يتألف منها الجيل الثاني . ثم الثالث فالرابع .
ثم يأتي الشتاء ، فيتهاوى ويهلك ما صنع الصيف من أجيال . وتتربص البقية الباقية منه بالصيف أن يعود .
ان الذبابة تقع على طعامك فتعافه أنت وهو لو وقعت عليه نحلة ، ما عفته . وهو لو وقعت عليه نملة ، لترددت .
اذا سقط الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وهذا التقزز الذي يعتري الانسان من الذباب ، توجيه من الطبع صادق والانسان تقزز منه رغم الظاهر من خفته ، ورغم الظاهر من براءته . وتقزز منه قبل أن يكشف ذلك الخطر الأكبر الذي تضمنته نقلته هذه السريعة من مكان الى مكان ، ومن قاذورة الى فم ، او طعام سوف يدخل فما ، أو من عين مريضة الى عين سليمة ، يضع فيها المرض .
ان الذي كشف الانسان من خطر الذباب على الناس ، انما كان في هذا القرن الحاضر .
انه ناقل المكروب . والمكروب لم يتحقق وجوده ، ولم تثبت حقيقته ، الا في النصف الثاني من القرن الماضي . انه العالم بستور العظيم هو الذي كشفه ، وهو الذي حققه . وهو الذي ربط بين المكروب وبين الأمراض . وبستورمات عام ۱۸۹۵ . فلم يكن في الامكان كشف ما بين الذباب ، وأشباه الذياب ، وبين الأمراض ، كشفا ثابتا مستقرا شاملا الا في أوائل القرن الحاضر .
وتلك القرون العديدة السابقة ؟
جهالة مطبقة .
- شعرات في جسم الذبابة لا تكاد تعد
والذبابة حماها صغرها ، فلم تتبين عين الانسان من تفاصيل جسمها الا القليل . وتنظر اليها بالعدسة فتجد شيئا بشعا . جسما ، حيثما نظرت اليه ، وجدت شعرات صغيرة لا تعد . على الظهر . فوق البطن . في العجز . في الرأس وكل مكان من سطحها تقريبا .
وتجمع من هذه الشعرات التراب ، وتجمع ما علق بها من أقذار ، وتعطيها للرجل البكتريولوجي في معمله ، فيكشف لك عما قد يكون علق بها من مكروب ، صنوفا اشتاتا .
من أين جمعتها ؟
مما دارت عليه من مباءات قذرة ، من فضلات الانسان والحيوان .
وهي من فضلات الانسان والحيوان تعود تصب منها على وجه الانسان ، وفي طعامه وشرابه ، في تسلل خفي كان لابد أن ينتظر طويلا حتى يكشف عنه العلماء .
وتزيد الذبابة نظراً بعدسة وتزيد أمرها استشفافا ودرسا ، فتخرج بأشياء كلها تؤكد خطورة هذه الحشرة .
نعم يا سيدتي ، حشرة . فلا تجزعي ان نسمي ذبابتك هذه الظريفة الخفيفة الأنيسة حشرة ، هي شر - الحشرات .
- الذبابة : جسم وجناحان
ان جسم الذبابة طوله نحو ربع بوصة . وهي تمد بجناحيها فقد يكون ما بين طرفيهما نحو نصف بوصة وهذا الجسم خفيف غاية الخفة . ان ألفا منه لا تكاد تزن بضعة وعشرين جراما .
- كيف تمشي الذبابة على السقف
والذبابة ٣ أزواج من الأرجل . وبكل رجل مخلبان ووسادتان تغطيتا بالشعر . وهاتان الوسادتان تفرزان سائلا لزجا يعين الذبابة على أن تتعلق بأي سطح كان ما كان . فهي على السطح الخشن تحط ، وعلى السطح الناعم الصقيل تحط . وتمشي على السقف وظهرها الى أسفل ، وعلى زجاج النوافذ وظهرها رأسي ، أو على الأرض وظهرها الى أعلى .
- الذبابة لها خرطوم كخرطوم الفيل
للذبابة فم" تعدل بحيث يستطيع أن يمتص الطعام السائل . ولها ( لسان » ، هو في الحقيقة خرطوم کخرطوم الفيل ، من شأنه أن يمتص السوائل . فاذا صادفت الذبابة طعاما صلبا ، كالسكر مثلا ، فما أسرع ما تصب عليه من ريقها ، فيذوب ، فيمتصه من بعد ذلك خرطومها .
وذبابة المنزل لا تعض ، فليس في فمها شيء متهيىء لهذا . ولا تخلط بين ذبابة المنزل العادية ، المعروفة المألوفة ، وأشباه لها من سائر الذباب .
- للذباب أعين خمس
والذبابة عينان اثنتان كبيرتان ، تملان رأسها وهما من النوع المركب الذي به عدسات كثيرة وبين
هاتين العينين ثلاث أعين صغيرة .
وعلى كثرة الأعين فالذبابة ضعيفة الابصار . فما اغنت كثرة عدساتها شيئا . وكم في الدنيا من أشياء لا تفيد فيها الكثرة ، وانما تفيد الجودة . ولو جودة عين واحدة .
شمها من اجل هذا تعتمد الذبابة أكبر اعتماد على قوة فاذا انت اختبأت بطعامك في ركن مظلم ، حذر الذباب أن يجيئك ، ثم جاءك ، فاعلم انه لا بقوة بصره جاءك ، ولكن بقوة شمه طعامك .
- الذباب في الشتاء
ويختفي الذباب شتاء . ويختفي كلما برد الجو . وهو حيث الشتاء قارس ، يموت أكثره ، وتبقى منه بقية تختبيء هنا وهناك ، وتنام . انها نومة الشتاء جاء الصيف ، واحتر الجو ، استيقظت لتبعث قبيلها ، فاذا قبيل الذباب من جديد .
- تكاثر الذباب تكاثر ذريع
وهي تطلب المواضع الرطبة ، كأكوام السماد ، وزبالات البيوت ، فتحط عليها بيضها . وهو بيض في شكل بذور القمح ، الا انه لا يطول عن الملليمتر كثيرا والذبابة الأنثى تضع في المرة الواحدة ما قد يبلغ ١٥٠ بيضة . والذبابة الأنثى التي تعيش شهرا ، تبيض في هذا الشهر نحوا من ۲۰۰۰ بيضة . ومن الذباب البالغ ما يعيش شهرين .
والبيضة ، في حيث وضعتها الذبابة ، تفقس في نحو عشرين ساعة من الوضع ، وتخرج منها الدودة والدودة تأخذ تأكل ، وتأكل ، ومن بعد نحو خمسة أيام ، تتحول الدودة الى عروس . ومن بعد خمسة أيام أخرى تخرج من العروس ذبابة كاملة بالغة . فهذا هو تطور الحشر المعروف فليس فيه جديد .
ولا يمر على هذه الذبابة الكاملة البالغة غير أسبوعين، حتى تأخذ تبيض !! معنى هذا ، أن الجيل من الذباب يتنشأ كل عشرة أيام ، تقل كلما احتر الجو ، وتزيد كلما برد . فانظر كم ذبابة تتكون في الجيل الواحد من الذبابة الواحدة . وانظر كم من ذبابة من هذا الجيل تخرج من ذبابات يتألف منها الجيل الثاني . ثم الثالث فالرابع .
ثم يأتي الشتاء ، فيتهاوى ويهلك ما صنع الصيف من أجيال . وتتربص البقية الباقية منه بالصيف أن يعود .
تعليق