أدقُّ غَزَّال ، وأَرقُّ نسَّاج ، بين الحيوان ، إنه العنكبوت ..
وهو انواع . وهو ليس بالحشرة . فالحشرة في العلم Insect لها جسم يتجزأ ثلاثة أقسام ، ثم أرجل ست . أما العناكب فلها ثماني أرجل ، وجسمها جزآن : الصدر مع الرأس وقد التحمـا Cephalothorax ، والبطن Abdomen .
والعنكبوت ، بين الحيوان ، من آكلات اللحم ، لا العشب وأضرابه مما تنبت الأرض . وهو يعيش على الحشرات الحية وأشباهها . وهو يصيدها بعضها ويحقن سما فيها يخرج مع العض فيقضي عليها .
والمتحدث في العناكب يستطيع أن يتحدث عنها من أكثر من وجه . وأريد أن أتحدث هنا عن نسجها ، ويقال له بيت العناكب ، فهو حقا بيتها ، وهو كذلك الشبكة لتي تصيد بها العناكب صيدها .
والغزل ، والنسيج ، وبناء البيت كله ، انما تقوم به الاناث من العناكب وحدها ، وهي مزودة من أجل ذلك بجهاز للغزل في الطرف من بطنها ، يخرج منه خيط رفيع جدا لا تكاد ترى له سمكا ، يكون سائلا وهو يغادر الجسم، ولكنه يتجمد عند مسه الهواء .
وينتج جهاز الغزل هذا نوعين من هذه الخيوط الحريرية ، نوعا جافا لا مرونة فيه ، وهو لاقامة الهيكل الذي يعمد البيت ، ونوعا مرنا لزجا يلصق به كل ما يمسه ، وهذا لنسج الشبكة اللقافة الشكل التي عليها تقع الضحية من الحشرات غذاء للعناكب حلالا طيبا .
والعناكب عندما تتحرك في بيتها تتخذ لها من هياكل البيت وعمده طريقا تمشي عليه ، وحيث يخلو البيت من هذه اللفافات اللزجة .. انها لا تمسها أبدا . وهي تدري ذلك وتحفظه ..
والأنثى تجلس في أوسط بيتها ، بعد الفراغ منه ، تنتظر الزائر الطارق . ولها في رأسها بضعة من عيون ترى بها كل الجهات ..
وقد تطيح ببيت العنكبوت الطائحات ، ريح شديدة عاتية ، او مطر هامر . وتلتجىء أنثى العنكبوت الى حيث تحتمي . ثم لا تلبث أن تخرج لتعيد للبيت بناءه . انها اذا لم تبنه تمضي يومها جائعة بغير طعام .
وتصنع أنثى العنكبوت بيتها ، خطوة من بعد خطوة . انه الفن الهندسي الكامل لا شك في هذا . وهي لا ترمي بخيوط البيت هكذا اعتباطا .. انها ترمي أولا بما هو أضمن لثباته وأعون لاتزانه . وهي قبل أن تنتهي من اقامة الهيكل تشد خيوطه لتقيس قوته . فان كان ضعيفا زادته من جسمها قوة .
ويقف الانسان العاقل المتأمل حائرا .
أهذا عقل يعمل ، في هذا المستوى غير الرفيع من
الخلائق ؟
ان من العلماء من يسميه الغريزة ، ويقول انها غريزة محفوظة . والسؤال يأتي : على أي لوح في رأس هذا العنكبوت حفظت هذه الغريزة ؟
والعقل ، والحيلة ، والتبصر ، والتحوط ، الذي تحويه هذه الفريزة ، لو حدث أن سلمنا بأنها غريزة ، من رسمه ؟ من دبره ؟
ثم كم في الخلائق من صنوف ؟ وكم في هذه الصنوف من غرائز ؟
وكم فيها على كثرتها من تشابه في التدبير ، يوحي بأن التدبير واحد ، ومن تشابه في الهدف ، يوحي بأن الهدف واحد .
ان الايمان بالله الواحد يعطى لأكثر أهل الأرض تلقينا .
وايمان العلماء بالله الواحد ، المستمد من التبصر في دقائق خلق الله ، لا يدانيه في الوثاقة والطمأنينة ايمان .
وهو انواع . وهو ليس بالحشرة . فالحشرة في العلم Insect لها جسم يتجزأ ثلاثة أقسام ، ثم أرجل ست . أما العناكب فلها ثماني أرجل ، وجسمها جزآن : الصدر مع الرأس وقد التحمـا Cephalothorax ، والبطن Abdomen .
والعنكبوت ، بين الحيوان ، من آكلات اللحم ، لا العشب وأضرابه مما تنبت الأرض . وهو يعيش على الحشرات الحية وأشباهها . وهو يصيدها بعضها ويحقن سما فيها يخرج مع العض فيقضي عليها .
والمتحدث في العناكب يستطيع أن يتحدث عنها من أكثر من وجه . وأريد أن أتحدث هنا عن نسجها ، ويقال له بيت العناكب ، فهو حقا بيتها ، وهو كذلك الشبكة لتي تصيد بها العناكب صيدها .
والغزل ، والنسيج ، وبناء البيت كله ، انما تقوم به الاناث من العناكب وحدها ، وهي مزودة من أجل ذلك بجهاز للغزل في الطرف من بطنها ، يخرج منه خيط رفيع جدا لا تكاد ترى له سمكا ، يكون سائلا وهو يغادر الجسم، ولكنه يتجمد عند مسه الهواء .
وينتج جهاز الغزل هذا نوعين من هذه الخيوط الحريرية ، نوعا جافا لا مرونة فيه ، وهو لاقامة الهيكل الذي يعمد البيت ، ونوعا مرنا لزجا يلصق به كل ما يمسه ، وهذا لنسج الشبكة اللقافة الشكل التي عليها تقع الضحية من الحشرات غذاء للعناكب حلالا طيبا .
والعناكب عندما تتحرك في بيتها تتخذ لها من هياكل البيت وعمده طريقا تمشي عليه ، وحيث يخلو البيت من هذه اللفافات اللزجة .. انها لا تمسها أبدا . وهي تدري ذلك وتحفظه ..
والأنثى تجلس في أوسط بيتها ، بعد الفراغ منه ، تنتظر الزائر الطارق . ولها في رأسها بضعة من عيون ترى بها كل الجهات ..
وقد تطيح ببيت العنكبوت الطائحات ، ريح شديدة عاتية ، او مطر هامر . وتلتجىء أنثى العنكبوت الى حيث تحتمي . ثم لا تلبث أن تخرج لتعيد للبيت بناءه . انها اذا لم تبنه تمضي يومها جائعة بغير طعام .
وتصنع أنثى العنكبوت بيتها ، خطوة من بعد خطوة . انه الفن الهندسي الكامل لا شك في هذا . وهي لا ترمي بخيوط البيت هكذا اعتباطا .. انها ترمي أولا بما هو أضمن لثباته وأعون لاتزانه . وهي قبل أن تنتهي من اقامة الهيكل تشد خيوطه لتقيس قوته . فان كان ضعيفا زادته من جسمها قوة .
ويقف الانسان العاقل المتأمل حائرا .
أهذا عقل يعمل ، في هذا المستوى غير الرفيع من
الخلائق ؟
ان من العلماء من يسميه الغريزة ، ويقول انها غريزة محفوظة . والسؤال يأتي : على أي لوح في رأس هذا العنكبوت حفظت هذه الغريزة ؟
والعقل ، والحيلة ، والتبصر ، والتحوط ، الذي تحويه هذه الفريزة ، لو حدث أن سلمنا بأنها غريزة ، من رسمه ؟ من دبره ؟
ثم كم في الخلائق من صنوف ؟ وكم في هذه الصنوف من غرائز ؟
وكم فيها على كثرتها من تشابه في التدبير ، يوحي بأن التدبير واحد ، ومن تشابه في الهدف ، يوحي بأن الهدف واحد .
ان الايمان بالله الواحد يعطى لأكثر أهل الأرض تلقينا .
وايمان العلماء بالله الواحد ، المستمد من التبصر في دقائق خلق الله ، لا يدانيه في الوثاقة والطمأنينة ايمان .
تعليق