حَدَائِقٌ تَحْتَ الماء، تنافس حَدَائِقَ أهل الأرض
أزهارُ وَلَكِنَّهَا حَيَوَانِيَة
فَوْقَ صُحُورٍ سَمَّوْهَا مَرْجَانِية
كان اليوم يوما في منتصف أغسطس وكانت السنة قبيل الحرب العالمية الثانية بقليل .
والموضع الذي كنا به ، كان الغردقة ، تلك القرية الصغيرة التي على ساحل البحر الاحمر الغربي ، وقد كانت كلية علوم جامعة القاهرة أنشأت بها محطة لبحوث الأحياء قبل ذلك بسنوات .
والصبح الذي أذكره كان صباحا مشرقا ضاحيا . وركبنا زورقا من زوارق المحطة نرتاد منها أجمل شيء فيها . شيئا يرى فيه غير العالم جمالا ظاهرا معجبا ، ويرى فيه العالم جمالا ظاهرا ، وآخر باطنا ، والباطن أكبر اعجابا .
ولم يكن الزورق كالذي عهدناه من زوارق . كان قاعه من زجاج يأذن للناظر أن يرى ما تحته في الماء والزورق يسير فوقه .
- حدائق الأرض وحدائق البحر
حدائق الأرض أشكالها معروفة ، وهي على تنوعها،
فان أشكالها وأزهارها محدودة .
وحدائق هذا الماء كانت أشكالا لا حد لها ، فيها الفن حينا ، وفيها غير الفن : أعني ذلك الانطلاق الذي تؤدي اليه المصادفة . ولكنها غير المصادفة الهوجاء .
انها المصادفة المحكومة عند أصولها بقوانين للحياة ثابتة لا تتغير .
وحدائق الأرض ألوانها معروفة .
وحدائق هذا الماء كانت ذات ألوان ، كألوان حدائق
الأرض ذات شيات وذات ظلال .
وحدائق الأرض تحمل ألوانها الأزهار، فوق بساط
من خضرة .
وحدائق هذا الماء يحمل الوانها كل جسم مجسد
فيها . والبساط من زرقة ، هي زرقة الماء . واختلفت الاجسام ، واختلفت الألوان . ومنها الأبيض الناصع البياض كأنه جباه الحور .
وعودتنا حدائق الأرض على النظر الى الوان مجتمعة فألفناها ، وسميناها متناسقة ، لا لشيء الا أنه بالتعلم تولد عندنا معنى الاتساق .
وحدائق البحر هذه صنعت الوانها اعتباطا . واذن فكيف تحقق لها كل هذا الاتساق ؟!
وقضينا نستمتع بالنظر الى أسفل ، الى الماء عبر
القاع ، قاع القارب ، وشمس الضحى تنيره ، تنير هذه الحدائق فتسطع بالحسن كما تسطع جنان الأرض .
- الشعب المرجانية
انها الشعب المرجانية وتنظر اليها فتحسب أنها صخور في الأرض تفرعت كما يتفرع الشجر ، غريبة الأشكال والألوان . ويقطع الزوار منها فروعا وأغصانا يحملونها الى منازلهم ، لا تكون الا صخورا ، ثم هي لا تلبث أن تفقد ألوانها ، ويبقى لها الشكل المعجب وحده .
( صخر مرجاني ، حي ، من نوع الفافيت Tavites ، كما تراه العين في ضوء الشمس )
أزهارُ وَلَكِنَّهَا حَيَوَانِيَة
فَوْقَ صُحُورٍ سَمَّوْهَا مَرْجَانِية
كان اليوم يوما في منتصف أغسطس وكانت السنة قبيل الحرب العالمية الثانية بقليل .
والموضع الذي كنا به ، كان الغردقة ، تلك القرية الصغيرة التي على ساحل البحر الاحمر الغربي ، وقد كانت كلية علوم جامعة القاهرة أنشأت بها محطة لبحوث الأحياء قبل ذلك بسنوات .
والصبح الذي أذكره كان صباحا مشرقا ضاحيا . وركبنا زورقا من زوارق المحطة نرتاد منها أجمل شيء فيها . شيئا يرى فيه غير العالم جمالا ظاهرا معجبا ، ويرى فيه العالم جمالا ظاهرا ، وآخر باطنا ، والباطن أكبر اعجابا .
ولم يكن الزورق كالذي عهدناه من زوارق . كان قاعه من زجاج يأذن للناظر أن يرى ما تحته في الماء والزورق يسير فوقه .
- حدائق الأرض وحدائق البحر
حدائق الأرض أشكالها معروفة ، وهي على تنوعها،
فان أشكالها وأزهارها محدودة .
وحدائق هذا الماء كانت أشكالا لا حد لها ، فيها الفن حينا ، وفيها غير الفن : أعني ذلك الانطلاق الذي تؤدي اليه المصادفة . ولكنها غير المصادفة الهوجاء .
انها المصادفة المحكومة عند أصولها بقوانين للحياة ثابتة لا تتغير .
وحدائق الأرض ألوانها معروفة .
وحدائق هذا الماء كانت ذات ألوان ، كألوان حدائق
الأرض ذات شيات وذات ظلال .
وحدائق الأرض تحمل ألوانها الأزهار، فوق بساط
من خضرة .
وحدائق هذا الماء يحمل الوانها كل جسم مجسد
فيها . والبساط من زرقة ، هي زرقة الماء . واختلفت الاجسام ، واختلفت الألوان . ومنها الأبيض الناصع البياض كأنه جباه الحور .
وعودتنا حدائق الأرض على النظر الى الوان مجتمعة فألفناها ، وسميناها متناسقة ، لا لشيء الا أنه بالتعلم تولد عندنا معنى الاتساق .
وحدائق البحر هذه صنعت الوانها اعتباطا . واذن فكيف تحقق لها كل هذا الاتساق ؟!
وقضينا نستمتع بالنظر الى أسفل ، الى الماء عبر
القاع ، قاع القارب ، وشمس الضحى تنيره ، تنير هذه الحدائق فتسطع بالحسن كما تسطع جنان الأرض .
- الشعب المرجانية
انها الشعب المرجانية وتنظر اليها فتحسب أنها صخور في الأرض تفرعت كما يتفرع الشجر ، غريبة الأشكال والألوان . ويقطع الزوار منها فروعا وأغصانا يحملونها الى منازلهم ، لا تكون الا صخورا ، ثم هي لا تلبث أن تفقد ألوانها ، ويبقى لها الشكل المعجب وحده .
( صخر مرجاني ، حي ، من نوع الفافيت Tavites ، كما تراه العين في ضوء الشمس )
تعليق