بصمات الأصابع .. بين الشرطة والعلم - ١ -
إمرأة سائرة في الطريق ، لقيها رجل فتحدث اليها ثواني ، ثم اذا به يخطف حقيبة يدها ويولي الادبار . وتصرخ المرأة . ولكن الرجل كانت تنتظره سيارة ما أسرع ما اختفت به . ولم يتبين الناس من أمر السيارة شيئا .
ويأتي رجال الشرطة يبحثون .
ان طريقة الشرطة في ذلك أنها تحتفظ لديها بأسماء كل المجرمين بالحي ، وتعلم أن المجرم لا بد عائد الى مثل جريمته ، واذن يكون أول ما تفعله أن تعرض على المرأة صاحبة الحقيبة صوراً من هؤلاء المجرمين لعلها تتعرف على أحدهم وتقول نعم هذا هو الخاطف . وقد تحضر الشرطة بعض المشبوهين ، وقد تخلطهم بغيرهم ، وذلك بقصد صدق التعرف على الخاطف .
ونقول هذه طريقة الشرطة ، وهي طريقة الشرطة القديمة التي لا تساير الزمن . خصوصا عندما يكون الاجرام أخطر من خطف حقيبة ، كأن يكون قتلا مثلا .
- في الذاكرة الانسانية
وهنا يتدخل الباحث في صدق هذه الطريقة او بطلانها ، في الذاكرة الانسانية ، كم تصدق ، والى كم من الوقت يكون الانسان في حاجة الى النظر لكي يذكر ، ثم بعد ذلك الى كم مدى من الزمن تستطيع الذاكرة أن تحتفظ بالصورة أو الصور التي رأت .
وقد تبين أن الذاكرة الانسانية تختلف من انسان لانسان . وكثيرا ما يدخلها الهوى من حيث لا تدري فترى الاجرام في شخص وتحسب انها رأته . ويصدقها الناس ، وتصدقها الشرطة ، ثم يتبين أن هذا الشخص كان بحيث لم يكن من الممكن أن تراه قط .
- لندن في أواخر القرن الماضي
وننتقل الآن في التاريخ الى لندن ، في اواخر القرن الماضي .
ففي لندن وضع رجال شرطتها القواعد العامة في التعرف على المجرمين ، وابتدعوا في ذلك من التجارب ما ابتدعوا ، ثم نقل عنهم سائر الأمم ما وصلوا اليه ، في غير كثير من التحوير والتدوير " .
كان التعرف على المجرم هناك ، في أواخر القرن الماضي كما كان في سائر الأرض ، لا يسير على قاعدة . لم تكن هناك قواعد .
كانت براءة المجرم او ادانته ، حتى في حوادث العنف والقتل ، ترتكز على شهادة الشهود ، وغير شرطة ، ممن يزعم أنه رآه رأي العين من شرطة .
و حدثت حوادث مفجعة بسبب ذلك . من ذلك أن
رجلا ، اسمه أدلف بك Adolph Be ، شهدت عليه نساء . وتبينوه بعد • وحكم بأنه احتال عليهن ، واستلبهن مالا وغير مال ذلك في الطريق ونادوا الشرطة فقبضت عليه عليه بالسجن ، مرة خمس سنوات . ثم اطلق . وبعد سنوات طويلة يجري لبعض النساء مثل ذلك الذي جرى اول مره ويتعرفن على نفس الرجل في الطريق . ويسجن ٧ سنوات . ثم وهو في السجن تعود الجريمة على نفس هذا الأسلوب . ثم يتضح أن الرجل المسجون . بريء ، وان المجرم غيره . ويقبض على المجرم .
وتقوم الصحف تلعن الشرطة ، وتلعن الحكومة ، وتقول أفي عصر العلم ( كان هذا في العشرة الأخيرة من القرن الماضي ) يحدث مثل هذا ! ؟
- لجنة من الشرطة والعلماء في عام ١٨٩٤
واقامت الحكومة البريطانية في عام ١٨٩٤ لجنة تنظر في : كيف يمكن التعرف على من عادته الاجرام ، وكيف يتألف سجل يحتوي من صفات المجرم أو المشتبه فيه ما يكفل الرجوع اليه عند الحاجة حتى لا يؤخذ البريء بجرم غير البريء .
وكان في فرنسا رجل يدعى ألفونس برتيون Alphonse Bertillon ، وكان رئيس سجل المجرمين في باريس ، وكان ابتدع نظاما لتسجيل المجرمين بناء على آراء الاستاذ لمبروزو Lombrose في تورين Turin بايطاليا . ويقضي هذا النظام بأخذ مقاييس دقيقة لأجسام المذنبين في سجونهم ، حتى اذا عادوا الى الاجرام أمكن التعرف عليهم بغير خطأ . أو حتى اذا قامت حولهم شبهة أو أصابهم اتهام وهم بين الناس طليقون .
أوصت اللجنة باتخاذ هذا النظام لتسجيل المجرمين وبأن يفتح اسكتلنديارد الجديد New Scotland Yard ( وهو الاسم الشهير في العالم ، وهو مركز البحوث الاجرامية في بريطانيا ) أن يفتح سجلا يدخل فيه كل الأوصاف التي ذكرها نظام هذا الفرنسي .
ومن عام ١٨٩٤ اخذت كل السجون تقيس من السجناء :
١ - طول الراس .
٢ - عرض الراس .
٣ - طول الأصبع الوسطى في اليد اليسرى .
٤ - طول القدم اليمنى .
٥ - طول الذراع اليسرى .
وهذه المقاسات الخمس للفرز الأول للمجرمين . ولزيادة تصنيفهم من بعد ذلك تقاس الأشياء الآتية :
۱ - طول جذع الرجل وهو قاعد .
۲ - طول الأذن اليمنى .
٣ - عرض الوجه .
٤ - طول الأصبع الوسطى من اليد اليمنى .
٥ - لون العين .
ذات القوس البسيط
ذات القوس ذى رأس الخيمة
الدوامة البسيطة
الانشوطة الجيبية المركزية
ذات الأنشوطة الكمبرية ( اليد اليمني )
ذات الأنشوطة الزندية ( اليد اليمني )
الأنشوطة المزدوجة
العرضية
هذه هي الثمانية الأشكال الرئيسية التي اليها صنفوا بصمات الأصابع . ولكل شكل من هذه فروع ، واستمدوا منها فروعا ، بحيث صار من الممكن ، اذا أرسل أحد الى الشرطة بصمة نشأت في جريمة قائمة ، درسوها وردوها الى صنفها من بين تلك الأصناف العديدة . ثم قارنوها ببصمات الصنف الأخير الذي انتهوا اليه ، وتعرفوا على صاحبها ان كان لها في السجل مثيل . وفي مكتب المباحث الفدرالية بالولايات المتحدة نحو من ۱۷۰ مليون بصمة محفوظة في السجلات .
إمرأة سائرة في الطريق ، لقيها رجل فتحدث اليها ثواني ، ثم اذا به يخطف حقيبة يدها ويولي الادبار . وتصرخ المرأة . ولكن الرجل كانت تنتظره سيارة ما أسرع ما اختفت به . ولم يتبين الناس من أمر السيارة شيئا .
ويأتي رجال الشرطة يبحثون .
ان طريقة الشرطة في ذلك أنها تحتفظ لديها بأسماء كل المجرمين بالحي ، وتعلم أن المجرم لا بد عائد الى مثل جريمته ، واذن يكون أول ما تفعله أن تعرض على المرأة صاحبة الحقيبة صوراً من هؤلاء المجرمين لعلها تتعرف على أحدهم وتقول نعم هذا هو الخاطف . وقد تحضر الشرطة بعض المشبوهين ، وقد تخلطهم بغيرهم ، وذلك بقصد صدق التعرف على الخاطف .
ونقول هذه طريقة الشرطة ، وهي طريقة الشرطة القديمة التي لا تساير الزمن . خصوصا عندما يكون الاجرام أخطر من خطف حقيبة ، كأن يكون قتلا مثلا .
- في الذاكرة الانسانية
وهنا يتدخل الباحث في صدق هذه الطريقة او بطلانها ، في الذاكرة الانسانية ، كم تصدق ، والى كم من الوقت يكون الانسان في حاجة الى النظر لكي يذكر ، ثم بعد ذلك الى كم مدى من الزمن تستطيع الذاكرة أن تحتفظ بالصورة أو الصور التي رأت .
وقد تبين أن الذاكرة الانسانية تختلف من انسان لانسان . وكثيرا ما يدخلها الهوى من حيث لا تدري فترى الاجرام في شخص وتحسب انها رأته . ويصدقها الناس ، وتصدقها الشرطة ، ثم يتبين أن هذا الشخص كان بحيث لم يكن من الممكن أن تراه قط .
- لندن في أواخر القرن الماضي
وننتقل الآن في التاريخ الى لندن ، في اواخر القرن الماضي .
ففي لندن وضع رجال شرطتها القواعد العامة في التعرف على المجرمين ، وابتدعوا في ذلك من التجارب ما ابتدعوا ، ثم نقل عنهم سائر الأمم ما وصلوا اليه ، في غير كثير من التحوير والتدوير " .
كان التعرف على المجرم هناك ، في أواخر القرن الماضي كما كان في سائر الأرض ، لا يسير على قاعدة . لم تكن هناك قواعد .
كانت براءة المجرم او ادانته ، حتى في حوادث العنف والقتل ، ترتكز على شهادة الشهود ، وغير شرطة ، ممن يزعم أنه رآه رأي العين من شرطة .
و حدثت حوادث مفجعة بسبب ذلك . من ذلك أن
رجلا ، اسمه أدلف بك Adolph Be ، شهدت عليه نساء . وتبينوه بعد • وحكم بأنه احتال عليهن ، واستلبهن مالا وغير مال ذلك في الطريق ونادوا الشرطة فقبضت عليه عليه بالسجن ، مرة خمس سنوات . ثم اطلق . وبعد سنوات طويلة يجري لبعض النساء مثل ذلك الذي جرى اول مره ويتعرفن على نفس الرجل في الطريق . ويسجن ٧ سنوات . ثم وهو في السجن تعود الجريمة على نفس هذا الأسلوب . ثم يتضح أن الرجل المسجون . بريء ، وان المجرم غيره . ويقبض على المجرم .
وتقوم الصحف تلعن الشرطة ، وتلعن الحكومة ، وتقول أفي عصر العلم ( كان هذا في العشرة الأخيرة من القرن الماضي ) يحدث مثل هذا ! ؟
- لجنة من الشرطة والعلماء في عام ١٨٩٤
واقامت الحكومة البريطانية في عام ١٨٩٤ لجنة تنظر في : كيف يمكن التعرف على من عادته الاجرام ، وكيف يتألف سجل يحتوي من صفات المجرم أو المشتبه فيه ما يكفل الرجوع اليه عند الحاجة حتى لا يؤخذ البريء بجرم غير البريء .
وكان في فرنسا رجل يدعى ألفونس برتيون Alphonse Bertillon ، وكان رئيس سجل المجرمين في باريس ، وكان ابتدع نظاما لتسجيل المجرمين بناء على آراء الاستاذ لمبروزو Lombrose في تورين Turin بايطاليا . ويقضي هذا النظام بأخذ مقاييس دقيقة لأجسام المذنبين في سجونهم ، حتى اذا عادوا الى الاجرام أمكن التعرف عليهم بغير خطأ . أو حتى اذا قامت حولهم شبهة أو أصابهم اتهام وهم بين الناس طليقون .
أوصت اللجنة باتخاذ هذا النظام لتسجيل المجرمين وبأن يفتح اسكتلنديارد الجديد New Scotland Yard ( وهو الاسم الشهير في العالم ، وهو مركز البحوث الاجرامية في بريطانيا ) أن يفتح سجلا يدخل فيه كل الأوصاف التي ذكرها نظام هذا الفرنسي .
ومن عام ١٨٩٤ اخذت كل السجون تقيس من السجناء :
١ - طول الراس .
٢ - عرض الراس .
٣ - طول الأصبع الوسطى في اليد اليسرى .
٤ - طول القدم اليمنى .
٥ - طول الذراع اليسرى .
وهذه المقاسات الخمس للفرز الأول للمجرمين . ولزيادة تصنيفهم من بعد ذلك تقاس الأشياء الآتية :
۱ - طول جذع الرجل وهو قاعد .
۲ - طول الأذن اليمنى .
٣ - عرض الوجه .
٤ - طول الأصبع الوسطى من اليد اليمنى .
٥ - لون العين .
ذات القوس البسيط
ذات القوس ذى رأس الخيمة
الدوامة البسيطة
الانشوطة الجيبية المركزية
ذات الأنشوطة الكمبرية ( اليد اليمني )
ذات الأنشوطة الزندية ( اليد اليمني )
الأنشوطة المزدوجة
العرضية
هذه هي الثمانية الأشكال الرئيسية التي اليها صنفوا بصمات الأصابع . ولكل شكل من هذه فروع ، واستمدوا منها فروعا ، بحيث صار من الممكن ، اذا أرسل أحد الى الشرطة بصمة نشأت في جريمة قائمة ، درسوها وردوها الى صنفها من بين تلك الأصناف العديدة . ثم قارنوها ببصمات الصنف الأخير الذي انتهوا اليه ، وتعرفوا على صاحبها ان كان لها في السجل مثيل . وفي مكتب المباحث الفدرالية بالولايات المتحدة نحو من ۱۷۰ مليون بصمة محفوظة في السجلات .
تعليق