إناث لم تعرف الذكور قط .. الأمومة - ٢ -
- ومن الانسان ، ننزل درجات السلم الى سائر الحيوان
ومن الانسان ننتقل الى سائر الحيوان . الى هذا السائر الأكثر والأضخم الذي ينتج الأنتجة ، من ذكر ومن أنثى . ان هذا الاسلوب في الانسال يمتد بنا الى أن نصل الى الحيوانات الأبسط ، كالأميبا وأشباهها .
ونحن في هذه الرحلة الطويلة ، هابطين من الانسان الى أبسط الحيوان ، أو صاعدين من أبسط الحيوان الى الانسان ، نمر بأجناس من الحيوانات عدة ، انسالها السوي يتم من الجمع بين خلية أنثـى وخليــة ذكر ، تلتقيان ، لا دائما على أسلوب الانسان ، ولكن على أسلوب شبیه به ، واحد في أصوله . وهي تلتقي في ماء ، لأن الخلية الذكر هي عادة الطلابة السباحة ، والخلية الأنثى هي المطلوبة . وقد تلقي الأنثى بيضها في ماء ، وقد يلقي الذكر . ويحصل التلقيح في غيبة من الذكر والأنثى كليهما .
- حيوانات تنسل أنثاها وحدها ، في غيبة الذكر
ولكن ، من هذه الرحلة بين الأجناس ، من أبسط الحيوان الى الانسان ، يمر الانسان بحيوانات تنسا الأنسال من بيضة الأنثى وحدها ، اذ تتقسم ثم تتقسم ، حتى تصنع الحي كاملا ، بكل أعضائه ، وبكل صفاته . وهذا في غيبة الذكران .
ومن هذه الأصناف ، أصناف انثيات لم تعرف الذكران أبدا . ما رأتها ، ولا أدركتها ، ولا ادركها الانسان رغم بحوثه في الدنيا وفحوصه .
- حيوانات تنسل أنثاها في غيبة الذكر وبحضوره .
وهناك حيوانات تجمع بين الأسلوبين ، أسلوب التكاثر بالتلقيح ، والتكاثر عن طريق الأنثى دون الذكر .
ونضرب لذلك مثلا : الدفئيات Daphnia ، ومنها براغيث الماء .
فهذه البراغيث ، وهي منتشرة في الدنيا ، تتكاثر عن طريق الأنثى وحدها ، وفي غيبة الذكر ، اذا كانت البيئة مؤاتية ، فيها الدفء وفيها الغذاء والأنثى في هذه الحالة لا تنتج غير الأنثى . والتكاثر عندئذ سريع . انها تعيش نحوا من شهرين . وهي تتهيأ للانتاج بعد أسبوع من ولادتها . وهي اذ تبدا ، تنتج نحو مائة من الصفار الأنثيات كل يومين أو ثلاثة .
والتكاثر عن طريق الأنثى وحدها من صفته أن يكون أسرع واكثر انتاجا . فالذكور تعيق هذه الكثرة ، لأنها تمثل نصف السكان ، ومع هذا لا تنتج شيئا . ان الذكور ، في الكثير من صنوف الحيوان ، عالة لا عمل لها الا التلقيح .
واللطيف في أمر هذه البراغيث أن البيئة اذا تغيرت فذهب دفئها ، وقل غذاؤها ، تحولت من التكاثر الأنثوي الى التكاثر عن طريق ذكورها . وهي في هذه الحالة تبيض البيضة التي تحتاج الى التلقيح . وكذلك تبيض البيضة التي تخرج الذكر . ويجتمع الصنفان فيتلقحان . والنتاج الذي ينتج عن تلقيح يكون أقدر على مغالبة الظروف القاسية ، كما قدمنا ، وذلك لأن كروموسومات الذكر والأنثى ، عند تضامها معا بعد التلقيح ، تتضام على اوجه من الخلاف عدة ، فتنتج الأخلاف ، على اختلاف في الاستعداد ، فاختلاف في القدرة على مواجهة شتى الظروف ، ظروف البيئة ، اذا ما ذهب رخاؤها ، وحضرت شدتها .
- أنثيات لم تعرف الذكور قط
على أنه من بعض الدفئيات ما استغنى كل الاستغناء عن الذكور . وجد هذا في بحيرة بالقطب المتجمد الشمالي . انها بحيرة تنعم بصيف قصير . وحال البيئة فيها واحد لا يكاد يختلف . وهي فيها تنتج الأنثيات . أما ذكورها فلم يقع العلماء على شيء منها أبدا .
- كالدفئيات ، صنوف مثلها أخرى من الحيوان
وغير الدفنيات اجناس من الحيوانات الصغيرة أخرى ، تتعاقب فيها الأجيال مائة جيل ولا يظهر لها ذكر أبدا . ثم تظهر الأنثيات التي لا تنمو الا بالتلقيح ، وتظهر الذكور ، فيكون بينها وبين تلك تلقيح . وهما يظهران فقط عندما تسوء الحال ، ويراد أن يكون في هذه المخلوقات صنوف وف مختلفة من الصفات تقاوم سوء البيئة على اختلاف وجوهه .
- التكاثر في الحشرات والعناكب وذوات القشور
والحيوانات المفصلية ) وهي شعبة من الحيوانات تشمل طوائف الحشرات ، وكثيرات الأرجل ، والعنكبوتيات وذوات القشور ) بها صنوف ، التكاثر الأنثوي فيها هو العادة ، والتكاثر بالتلقيح هو الشذوذ .
- الخنوثة في الحيوانات
ومن الحيوانات ما يستغني عن الذكر بأن يجمع في جسمه الذكر والأنثى . انه اذن الخنثى . ان الحيوان الواحد منه ينتج البيضة الأنثى ، وهو ينتج الحيوان الذكر كذلك ، ويتلقحان ، وينتج عن هذا التلقيح حيوان كأبيه جدید .
وقد ارتقى هذا الحال الى أن بلغ الانسان ففي الانسان خنثيات ، بها عضو الذكر وعضو الأنثى ، ولكن ما عرفنا انه يتم بينهما تلقيح انه تصميم جاز في بعض الخلائق ، ولكنه وصل الى الانسان ، فلم يتم هدفا .
( صورة فوتوغرافية لحيوانات منوية لرجل ، اخذت في جزء من عشرة آلاف جزء من الثانية . وهي ترى كانها ثابتة وما هي بثابتة .. )
( حيوان منوي منظور من الجانب : وهو كامل ، ويعطى فكرة عن نسبة طول الذيل إلى طول الرأس )
- النحل ينتج أناثه من غير حاجة الى ذكوره
ومن الأمثلة البارزة في أمر هذا التكاثر الذي يكون بالأنثى وحدها مثل النحل . إن ملكة النحل تبيض البيض ، فلا يتلقح ، فيخرج منه فيخرج منه ذكور النحل . ومن البيضة الملقحة تخرج الأناث ( الشغالة ) وتخرج الملكات .
- والدجاجات قد يتشكل في بيضها ، غير الملقح ، جنين
ومن النحل نصعد في سلم الحيوان ، حتى نصل الى الطير ، وهو من الحيوانات ذات الفقار .
ومن الطير نضرب مثلا : الدجاجة والفرخة الرومية . فالدجاجة معروف انها تنتج البيض دون أن يمسها الذكر . وهذا البيض يندر أن يتشكل فيه الجنين ، فهو بيض عقيم . وكذا الفرخة الرومية يندر أن يتشكل الجنين في البيضة التي تخرج منها دون أن يمسها الذكر .
ومعنى هذا انه في كليهما قد يتشكل الجنين في البيضة التي لم تلقح ، ولكن هذا نادر .
ثم حدث أن بدأ البحث في شأن هذا البيض ، فاتضح أن هذه الندرة مبالغ فيها ، وان الذي يحدث أكثر من ندرة . واتضح كذلك انه يمكن اصطناعا زيادة البيض غير الملقح الذي تتشكل الأجنة فيه ، وذلك بحقن الدجاجات باللقاح الواقي من جدري الدجاج . انه بمقارنة أعداد من الدجاجات ) لم يمسها ديك ) بأمثال لها ( لم يمسها ديك أيضا ( ولكنها حقنت باللقاح المذكور ، خرج الباحثون على أن عدد البيض غير الملقح الذي يتشكل فيه الجنين في الحالة الثانية ، هو ثلاثة أمثاله في الحالة الأولى .
وبعد ذلك أجروا هذه التجارب في الفراخ الرومية ، وخرجوا بنفس النتيجة . فمن ۷۳۸ بيضة غير ملقحة ، خرجت من ١٦ : فرخة رومية لم تحقن باللقاح الواقي من الجدري ، حصلوا على ۱۸۰ بيضة تشكل فيها الجنين ( بنسبة ٢٤ في المائة ) . وأعادوا التجربة ، ولكن في فراخ رومية حقنت باللقاح الواقي من الجدري ، فمن ٢٣٦٣ بيضة غير ملقحة خرجت من ٤٩ فرخة رومية حصلوا على ۷۰۰ بيضة تشكل فيها الجنين ( بنسبة ٣٢ في المائة ) .
وأعادوا كل هذه التجارب وحصلوا على نفس النتائج .
يبقى السؤال : وهل بعد تشكل الجنين أفرخت البيضة ، وخرج منها فرخ حي ؟
والجواب : ان هذا لم يحدث بعد في الدجاج . ولكنه حدث في الفراخ الرومية . ومنها أفراخ عاشت من بعد أفراخ عدة أسابيع . ومنها ما عاش ۲۸ أسبوعا .
وبقي سؤال أكبر : ما الذي خرج بالطبيعة عن طريقها السوي ، فأنتجت زيادة في الحي الذي يتكون من بيض لم يتلقح ؟ أكان هذا من فعل الفيروس الذي هو باللقاح الواقي من الجدري ، أم كان من فعل مادة صحبته ؟
والجواب : لا جواب بعد .
- الأمومة آصل من الأبوة
ان الذكور في الأجناس الحيوانية ، على العموم ، لها وظيفة لا يتم التكاثر في الأحوال السوية الا بها . ومع هذا فهي وظيفة قليلة ، وتقوم الأنثى من بعدها بأفدح الأثقال اثقال الخلق ، واكمال الخلق ، ثم رعاية النتاج من بعد انفصال عنها والحيوانات لا تكاد تعرف لأبنائها آباء .
بذرة يسقطها الكلب ، أو القط ، في ثوان ، ويذهب عنها ، وينسى ما فعل . وتتحمل الكلبة والقطة الحمل والولادة ، والرعاية من بعد حمل . ويلقى القط أو الكلب ولده من بعد ذلك ، فلا يدرك أنه ولده . ان الأمومة في الأحياء آصل من الأبوة .
وانظر في الانسان ، واتأمل حال المرأة : فأرثي لحالها . وانظر في بعض الرجال فأقول كم فيهم من قطط وكم من كلاب .
- ومن الانسان ، ننزل درجات السلم الى سائر الحيوان
ومن الانسان ننتقل الى سائر الحيوان . الى هذا السائر الأكثر والأضخم الذي ينتج الأنتجة ، من ذكر ومن أنثى . ان هذا الاسلوب في الانسال يمتد بنا الى أن نصل الى الحيوانات الأبسط ، كالأميبا وأشباهها .
ونحن في هذه الرحلة الطويلة ، هابطين من الانسان الى أبسط الحيوان ، أو صاعدين من أبسط الحيوان الى الانسان ، نمر بأجناس من الحيوانات عدة ، انسالها السوي يتم من الجمع بين خلية أنثـى وخليــة ذكر ، تلتقيان ، لا دائما على أسلوب الانسان ، ولكن على أسلوب شبیه به ، واحد في أصوله . وهي تلتقي في ماء ، لأن الخلية الذكر هي عادة الطلابة السباحة ، والخلية الأنثى هي المطلوبة . وقد تلقي الأنثى بيضها في ماء ، وقد يلقي الذكر . ويحصل التلقيح في غيبة من الذكر والأنثى كليهما .
- حيوانات تنسل أنثاها وحدها ، في غيبة الذكر
ولكن ، من هذه الرحلة بين الأجناس ، من أبسط الحيوان الى الانسان ، يمر الانسان بحيوانات تنسا الأنسال من بيضة الأنثى وحدها ، اذ تتقسم ثم تتقسم ، حتى تصنع الحي كاملا ، بكل أعضائه ، وبكل صفاته . وهذا في غيبة الذكران .
ومن هذه الأصناف ، أصناف انثيات لم تعرف الذكران أبدا . ما رأتها ، ولا أدركتها ، ولا ادركها الانسان رغم بحوثه في الدنيا وفحوصه .
- حيوانات تنسل أنثاها في غيبة الذكر وبحضوره .
وهناك حيوانات تجمع بين الأسلوبين ، أسلوب التكاثر بالتلقيح ، والتكاثر عن طريق الأنثى دون الذكر .
ونضرب لذلك مثلا : الدفئيات Daphnia ، ومنها براغيث الماء .
فهذه البراغيث ، وهي منتشرة في الدنيا ، تتكاثر عن طريق الأنثى وحدها ، وفي غيبة الذكر ، اذا كانت البيئة مؤاتية ، فيها الدفء وفيها الغذاء والأنثى في هذه الحالة لا تنتج غير الأنثى . والتكاثر عندئذ سريع . انها تعيش نحوا من شهرين . وهي تتهيأ للانتاج بعد أسبوع من ولادتها . وهي اذ تبدا ، تنتج نحو مائة من الصفار الأنثيات كل يومين أو ثلاثة .
والتكاثر عن طريق الأنثى وحدها من صفته أن يكون أسرع واكثر انتاجا . فالذكور تعيق هذه الكثرة ، لأنها تمثل نصف السكان ، ومع هذا لا تنتج شيئا . ان الذكور ، في الكثير من صنوف الحيوان ، عالة لا عمل لها الا التلقيح .
واللطيف في أمر هذه البراغيث أن البيئة اذا تغيرت فذهب دفئها ، وقل غذاؤها ، تحولت من التكاثر الأنثوي الى التكاثر عن طريق ذكورها . وهي في هذه الحالة تبيض البيضة التي تحتاج الى التلقيح . وكذلك تبيض البيضة التي تخرج الذكر . ويجتمع الصنفان فيتلقحان . والنتاج الذي ينتج عن تلقيح يكون أقدر على مغالبة الظروف القاسية ، كما قدمنا ، وذلك لأن كروموسومات الذكر والأنثى ، عند تضامها معا بعد التلقيح ، تتضام على اوجه من الخلاف عدة ، فتنتج الأخلاف ، على اختلاف في الاستعداد ، فاختلاف في القدرة على مواجهة شتى الظروف ، ظروف البيئة ، اذا ما ذهب رخاؤها ، وحضرت شدتها .
- أنثيات لم تعرف الذكور قط
على أنه من بعض الدفئيات ما استغنى كل الاستغناء عن الذكور . وجد هذا في بحيرة بالقطب المتجمد الشمالي . انها بحيرة تنعم بصيف قصير . وحال البيئة فيها واحد لا يكاد يختلف . وهي فيها تنتج الأنثيات . أما ذكورها فلم يقع العلماء على شيء منها أبدا .
- كالدفئيات ، صنوف مثلها أخرى من الحيوان
وغير الدفنيات اجناس من الحيوانات الصغيرة أخرى ، تتعاقب فيها الأجيال مائة جيل ولا يظهر لها ذكر أبدا . ثم تظهر الأنثيات التي لا تنمو الا بالتلقيح ، وتظهر الذكور ، فيكون بينها وبين تلك تلقيح . وهما يظهران فقط عندما تسوء الحال ، ويراد أن يكون في هذه المخلوقات صنوف وف مختلفة من الصفات تقاوم سوء البيئة على اختلاف وجوهه .
- التكاثر في الحشرات والعناكب وذوات القشور
والحيوانات المفصلية ) وهي شعبة من الحيوانات تشمل طوائف الحشرات ، وكثيرات الأرجل ، والعنكبوتيات وذوات القشور ) بها صنوف ، التكاثر الأنثوي فيها هو العادة ، والتكاثر بالتلقيح هو الشذوذ .
- الخنوثة في الحيوانات
ومن الحيوانات ما يستغني عن الذكر بأن يجمع في جسمه الذكر والأنثى . انه اذن الخنثى . ان الحيوان الواحد منه ينتج البيضة الأنثى ، وهو ينتج الحيوان الذكر كذلك ، ويتلقحان ، وينتج عن هذا التلقيح حيوان كأبيه جدید .
وقد ارتقى هذا الحال الى أن بلغ الانسان ففي الانسان خنثيات ، بها عضو الذكر وعضو الأنثى ، ولكن ما عرفنا انه يتم بينهما تلقيح انه تصميم جاز في بعض الخلائق ، ولكنه وصل الى الانسان ، فلم يتم هدفا .
( صورة فوتوغرافية لحيوانات منوية لرجل ، اخذت في جزء من عشرة آلاف جزء من الثانية . وهي ترى كانها ثابتة وما هي بثابتة .. )
( حيوان منوي منظور من الجانب : وهو كامل ، ويعطى فكرة عن نسبة طول الذيل إلى طول الرأس )
- النحل ينتج أناثه من غير حاجة الى ذكوره
ومن الأمثلة البارزة في أمر هذا التكاثر الذي يكون بالأنثى وحدها مثل النحل . إن ملكة النحل تبيض البيض ، فلا يتلقح ، فيخرج منه فيخرج منه ذكور النحل . ومن البيضة الملقحة تخرج الأناث ( الشغالة ) وتخرج الملكات .
- والدجاجات قد يتشكل في بيضها ، غير الملقح ، جنين
ومن النحل نصعد في سلم الحيوان ، حتى نصل الى الطير ، وهو من الحيوانات ذات الفقار .
ومن الطير نضرب مثلا : الدجاجة والفرخة الرومية . فالدجاجة معروف انها تنتج البيض دون أن يمسها الذكر . وهذا البيض يندر أن يتشكل فيه الجنين ، فهو بيض عقيم . وكذا الفرخة الرومية يندر أن يتشكل الجنين في البيضة التي تخرج منها دون أن يمسها الذكر .
ومعنى هذا انه في كليهما قد يتشكل الجنين في البيضة التي لم تلقح ، ولكن هذا نادر .
ثم حدث أن بدأ البحث في شأن هذا البيض ، فاتضح أن هذه الندرة مبالغ فيها ، وان الذي يحدث أكثر من ندرة . واتضح كذلك انه يمكن اصطناعا زيادة البيض غير الملقح الذي تتشكل الأجنة فيه ، وذلك بحقن الدجاجات باللقاح الواقي من جدري الدجاج . انه بمقارنة أعداد من الدجاجات ) لم يمسها ديك ) بأمثال لها ( لم يمسها ديك أيضا ( ولكنها حقنت باللقاح المذكور ، خرج الباحثون على أن عدد البيض غير الملقح الذي يتشكل فيه الجنين في الحالة الثانية ، هو ثلاثة أمثاله في الحالة الأولى .
وبعد ذلك أجروا هذه التجارب في الفراخ الرومية ، وخرجوا بنفس النتيجة . فمن ۷۳۸ بيضة غير ملقحة ، خرجت من ١٦ : فرخة رومية لم تحقن باللقاح الواقي من الجدري ، حصلوا على ۱۸۰ بيضة تشكل فيها الجنين ( بنسبة ٢٤ في المائة ) . وأعادوا التجربة ، ولكن في فراخ رومية حقنت باللقاح الواقي من الجدري ، فمن ٢٣٦٣ بيضة غير ملقحة خرجت من ٤٩ فرخة رومية حصلوا على ۷۰۰ بيضة تشكل فيها الجنين ( بنسبة ٣٢ في المائة ) .
وأعادوا كل هذه التجارب وحصلوا على نفس النتائج .
يبقى السؤال : وهل بعد تشكل الجنين أفرخت البيضة ، وخرج منها فرخ حي ؟
والجواب : ان هذا لم يحدث بعد في الدجاج . ولكنه حدث في الفراخ الرومية . ومنها أفراخ عاشت من بعد أفراخ عدة أسابيع . ومنها ما عاش ۲۸ أسبوعا .
وبقي سؤال أكبر : ما الذي خرج بالطبيعة عن طريقها السوي ، فأنتجت زيادة في الحي الذي يتكون من بيض لم يتلقح ؟ أكان هذا من فعل الفيروس الذي هو باللقاح الواقي من الجدري ، أم كان من فعل مادة صحبته ؟
والجواب : لا جواب بعد .
- الأمومة آصل من الأبوة
ان الذكور في الأجناس الحيوانية ، على العموم ، لها وظيفة لا يتم التكاثر في الأحوال السوية الا بها . ومع هذا فهي وظيفة قليلة ، وتقوم الأنثى من بعدها بأفدح الأثقال اثقال الخلق ، واكمال الخلق ، ثم رعاية النتاج من بعد انفصال عنها والحيوانات لا تكاد تعرف لأبنائها آباء .
بذرة يسقطها الكلب ، أو القط ، في ثوان ، ويذهب عنها ، وينسى ما فعل . وتتحمل الكلبة والقطة الحمل والولادة ، والرعاية من بعد حمل . ويلقى القط أو الكلب ولده من بعد ذلك ، فلا يدرك أنه ولده . ان الأمومة في الأحياء آصل من الأبوة .
وانظر في الانسان ، واتأمل حال المرأة : فأرثي لحالها . وانظر في بعض الرجال فأقول كم فيهم من قطط وكم من كلاب .
تعليق