إناث لم تعرف الذكور قط .. الأمومة - ١ -
إناث لم تعرف الذكور قط
الأمومة في الحياة آصل مِنَ الأبوة
هل تنسل العذراء دون أن يمسها ذكر ؟
وسألنا هل تنسل العذراء ، ولم نسأل هل تلد العذراء ، وذلك حتى لا ينصرف السؤال الى العذراء من بنات الناس .
انه سؤال يشمل الحيوانات جميعا ، من تلك التي تتألف من خلية واحدة ، الى تلك التي تتألف من ملايين لا تعد من الخلايا ، وعلى رأسها الانسان .
- الحيوانات خالدة ما تكاثرت
ان الحيوانات كلها تتكاثر .
والحيوانات تتكاثر لأنها تموت .
والميت منها يموت ولكن يخلف وراءه ، بالانسال ، حياة . فالحيوانات خالدة ما خلدت أرض تأويها ، ونبات " على الارض يغذيها . ان الحيوان ، فردا ، فان . ولكن الحيوان ، بانتاجه الأخلاف ، له بعض الخلود .
وكذا الانسان يموت ، ولكنه باق فيما ينسل من بنات وبنين ، ينسلون هم في دورهم ، في سلسلة من الأنسال طويلة مديدة .
- التكاثر الجنسي
والحيوانات البسيطة ، تلك التي هي في آخر درجات السلم الحيواني هبوطا ، تتكاثر بالتشقق . خلية تنشق ، وتنشق معها نواتها ، فتصبح خليتين . يزيدها الغذاء جسما ، ويزيدها قدرة ، فيصبح بذلك الحي حيين وهكذا دواليك .
ونصعد الدرج فما أسرع ما نجد هذا التكاثر حتى نصل ، في أعلى الدرج الى الذي يعرف بالجنسي ، ذلك الذي يكون فيه ذكر وأنثى .
ويظل هذا الأسلوب هو أسلوب التكاثر حتى نصل في أعلى الدرج الى الانسان .
- السؤال وجوابه
والسؤال هنا : هل يطرد هذا الاسلوب ، أسلوب التكاثر هذا ، التكاثر باجتماع الذكر والأنثى الى أن يبلغ الانسان ، دون أن يكون هناك خروج عنه ، فيكون هناك تکاثر بالأنثى وحدها ، اذ تستغني عن الذكر ؟
ونسارع بالجواب .
والجواب : نعم . في الحيوانات حيوانات تقوم الانات فيها بدور الانسال كاملا ، فلا حاجة عندها الى الذكر أن يكون .
- أسلوبان في التكاثر
أسلوبان اذن في التكاثر :
تكاثر فيه يجتمع الذكر بالأنثى ، وهو الشائع ، وهو السوي .
تكاثر تستفني فيه الأنثى عن الذكر ، وهو النادر ، وهو غير السوي .
- التكاثر السوي
ولكي نفهم غير السوي ، يجب أن نبدأ بذكر السوي .
ففي التكاثر السوي تعطي الأنثى بيضة . ويعطي الذكر حيوانا منه منوياً . وليكن وصفنا للانسان ، بحسبانه سید خلائق هذه الارض .
- بيضة المرأة
أما البيضة فخلية أنثوية ، فيها ما في سائر الخلايا من نواة . انها خلية غاية في الصفر . كنقطة ضئيلة من حبر على هذه الصفحة فلا تكاد تبين . ونواتها أشد صفرا منها ، ولكن بها سر الحياة جميعا . بها مخططات كمخططات المهندس حين يصمم البناء . كروموسومات Chromosomes أربع وعشرون . بكل واحدة منها « جينات » Genes عدة . الجينة منها تتحكم في صفة من صفات الانسان الناتج ، لون بشرة ، طول شعر ، حدة مزاج . مائة ومائة من الصفات ، تصنعها وتوجهها هذه الجينات •
ومبيض المرأة به عدد عديد من هذه الخلايا . ولكنها خلايا لا بد من أن تتحول تركيبا وتنضج . وينضج منه في الشهر الواحد عادة بيضة واحدة ، تغادر المبيض الى قناة البيض ، وتلك تقودها الى الرحم ، في انتظار خلية الذكر التي تأتي تبحث عنها لتلقحها .
( صورة فوتوغرافية نادرة لبيضة انسانية استخرجت من القناة التي تصل المبيض بالرحم . وهي أكبر من حقيقتها ... مرة . وترى في خارجها الحيوان المنوي يهم بأن يخترقها ويدخل فيها فيندمج . وتبدأ بذلك حياة انسان )
- الحيوان المنوي
ومن الناحية الأخرى نجد ، لا خلية الذكر الواحدة ، بل خلياته : حيوانات منوية تعد بالملايين في القطرة الواحدة من السائل المنوي . كانت في الخصية ، ثم تحولت تركيبا ونضجت وهي تعوم في هذا السائل ، داخل جوف المرأة ، تتسابق لتنال خلية الأنثى الواحدة فتلقحها .
ويخرق الحيوان المنوي ، الذي يصل أولا ، غلاف البيضة ويدخل فيها ، ويمتزج بها ويندمج و به ٢٤ كروموسوما . فهذي تتصل بالأربعة والعشرين من أمثالها التي بالبيضة الأنثى ، ليكون في هذه البيضة بعد تلقيحها ٤٨ كروموسوما ، تحوي مخططات البناء ، بناء الولد الناتج أو البنت
الناتجة . بناء جسمها ، وبناء نفسها . وهما بهذا يقتبسان تصمیم جسميهما ونفسيهما من أبيهما ويقتبسان من أمهما ، والأجداد .
( البيضة الانسانية بعد تلقيحها باثني عشر يوما . وقد نتأت على سطحها نتوءات تصلها بحائط الرحم فستقر به وتتغذى بعد أن فرغ ما بها من طعام )
- شكل الحيوان المنوي
أما الحيوان المنوي الذي ينزل في ماء الرجل ، فهو أصغر من بيضة المرأة ، تلك الصغيرة ، آلافا من المرات كثيرة .
وله رأس به كل الكروموسومات وله ذيل كالسوط ، طويل ، يتلوى في ماء الرجل ، وبه يسبح . وبين الرأس والذيل جسم حلزوني يعطي الحيوان قوة اندفاع فيسير .
بعد التلقيح
ومن بيضة المرأة هذه اذن ، ومن حيوان الرجل ، خلقت أنا وخلقت أنت . بيضة من أمي أو أمك ، وحيوان " منوي من أبي أو أبيك .
وتأخذ هي البيضة الملقحة الأولى تتكاثر ، انشقاقا ، وتتكاثر . ويختلف تكاثرها وتخلقها وتشكلها وفقا للمخططات التي معها . وهي تنقسـم ، وتهدي في نفس الوقت السبيل لبناء الجسم اقتباسا من الجسم الذي خرجت منه أصلا . ويخرج من ذلك كل الأعضاء ، على اختلافها . ويخرج السمع ويخرج البصر . والجسم الحامل لهذه الخلية ، جسم المراة ، بل رحمها ، لا يعطي لهذه البيضة بعد تلقيحها شيئا من صفات . انه يعطيها الغذاء ، ولكن لا يعطيها تكييفا لعضو ، ولا توجيها في عصب أو في نفس . فكل هذا سبق به القضاء مسجلا تسجيلا في كتب محفوظة هي الكروموسومات ، ذات صحائف عديدة ، هي الجينات .
وتتضام كروموسومات المرأة والرجل عند كل حمل على أسلوب يختلف . فيخرج الأبناء والبنات ، على اختلاف فيما بينهم . الا أن تكون توائم . وهذا الاختلاف لا بد أن يذكر عندما نأتي على حالات فيها تستغني الأنثى عن نصيب الذكر في الانتاج .
إناث لم تعرف الذكور قط
الأمومة في الحياة آصل مِنَ الأبوة
هل تنسل العذراء دون أن يمسها ذكر ؟
وسألنا هل تنسل العذراء ، ولم نسأل هل تلد العذراء ، وذلك حتى لا ينصرف السؤال الى العذراء من بنات الناس .
انه سؤال يشمل الحيوانات جميعا ، من تلك التي تتألف من خلية واحدة ، الى تلك التي تتألف من ملايين لا تعد من الخلايا ، وعلى رأسها الانسان .
- الحيوانات خالدة ما تكاثرت
ان الحيوانات كلها تتكاثر .
والحيوانات تتكاثر لأنها تموت .
والميت منها يموت ولكن يخلف وراءه ، بالانسال ، حياة . فالحيوانات خالدة ما خلدت أرض تأويها ، ونبات " على الارض يغذيها . ان الحيوان ، فردا ، فان . ولكن الحيوان ، بانتاجه الأخلاف ، له بعض الخلود .
وكذا الانسان يموت ، ولكنه باق فيما ينسل من بنات وبنين ، ينسلون هم في دورهم ، في سلسلة من الأنسال طويلة مديدة .
- التكاثر الجنسي
والحيوانات البسيطة ، تلك التي هي في آخر درجات السلم الحيواني هبوطا ، تتكاثر بالتشقق . خلية تنشق ، وتنشق معها نواتها ، فتصبح خليتين . يزيدها الغذاء جسما ، ويزيدها قدرة ، فيصبح بذلك الحي حيين وهكذا دواليك .
ونصعد الدرج فما أسرع ما نجد هذا التكاثر حتى نصل ، في أعلى الدرج الى الذي يعرف بالجنسي ، ذلك الذي يكون فيه ذكر وأنثى .
ويظل هذا الأسلوب هو أسلوب التكاثر حتى نصل في أعلى الدرج الى الانسان .
- السؤال وجوابه
والسؤال هنا : هل يطرد هذا الاسلوب ، أسلوب التكاثر هذا ، التكاثر باجتماع الذكر والأنثى الى أن يبلغ الانسان ، دون أن يكون هناك خروج عنه ، فيكون هناك تکاثر بالأنثى وحدها ، اذ تستغني عن الذكر ؟
ونسارع بالجواب .
والجواب : نعم . في الحيوانات حيوانات تقوم الانات فيها بدور الانسال كاملا ، فلا حاجة عندها الى الذكر أن يكون .
- أسلوبان في التكاثر
أسلوبان اذن في التكاثر :
تكاثر فيه يجتمع الذكر بالأنثى ، وهو الشائع ، وهو السوي .
تكاثر تستفني فيه الأنثى عن الذكر ، وهو النادر ، وهو غير السوي .
- التكاثر السوي
ولكي نفهم غير السوي ، يجب أن نبدأ بذكر السوي .
ففي التكاثر السوي تعطي الأنثى بيضة . ويعطي الذكر حيوانا منه منوياً . وليكن وصفنا للانسان ، بحسبانه سید خلائق هذه الارض .
- بيضة المرأة
أما البيضة فخلية أنثوية ، فيها ما في سائر الخلايا من نواة . انها خلية غاية في الصفر . كنقطة ضئيلة من حبر على هذه الصفحة فلا تكاد تبين . ونواتها أشد صفرا منها ، ولكن بها سر الحياة جميعا . بها مخططات كمخططات المهندس حين يصمم البناء . كروموسومات Chromosomes أربع وعشرون . بكل واحدة منها « جينات » Genes عدة . الجينة منها تتحكم في صفة من صفات الانسان الناتج ، لون بشرة ، طول شعر ، حدة مزاج . مائة ومائة من الصفات ، تصنعها وتوجهها هذه الجينات •
ومبيض المرأة به عدد عديد من هذه الخلايا . ولكنها خلايا لا بد من أن تتحول تركيبا وتنضج . وينضج منه في الشهر الواحد عادة بيضة واحدة ، تغادر المبيض الى قناة البيض ، وتلك تقودها الى الرحم ، في انتظار خلية الذكر التي تأتي تبحث عنها لتلقحها .
( صورة فوتوغرافية نادرة لبيضة انسانية استخرجت من القناة التي تصل المبيض بالرحم . وهي أكبر من حقيقتها ... مرة . وترى في خارجها الحيوان المنوي يهم بأن يخترقها ويدخل فيها فيندمج . وتبدأ بذلك حياة انسان )
- الحيوان المنوي
ومن الناحية الأخرى نجد ، لا خلية الذكر الواحدة ، بل خلياته : حيوانات منوية تعد بالملايين في القطرة الواحدة من السائل المنوي . كانت في الخصية ، ثم تحولت تركيبا ونضجت وهي تعوم في هذا السائل ، داخل جوف المرأة ، تتسابق لتنال خلية الأنثى الواحدة فتلقحها .
ويخرق الحيوان المنوي ، الذي يصل أولا ، غلاف البيضة ويدخل فيها ، ويمتزج بها ويندمج و به ٢٤ كروموسوما . فهذي تتصل بالأربعة والعشرين من أمثالها التي بالبيضة الأنثى ، ليكون في هذه البيضة بعد تلقيحها ٤٨ كروموسوما ، تحوي مخططات البناء ، بناء الولد الناتج أو البنت
الناتجة . بناء جسمها ، وبناء نفسها . وهما بهذا يقتبسان تصمیم جسميهما ونفسيهما من أبيهما ويقتبسان من أمهما ، والأجداد .
( البيضة الانسانية بعد تلقيحها باثني عشر يوما . وقد نتأت على سطحها نتوءات تصلها بحائط الرحم فستقر به وتتغذى بعد أن فرغ ما بها من طعام )
- شكل الحيوان المنوي
أما الحيوان المنوي الذي ينزل في ماء الرجل ، فهو أصغر من بيضة المرأة ، تلك الصغيرة ، آلافا من المرات كثيرة .
وله رأس به كل الكروموسومات وله ذيل كالسوط ، طويل ، يتلوى في ماء الرجل ، وبه يسبح . وبين الرأس والذيل جسم حلزوني يعطي الحيوان قوة اندفاع فيسير .
بعد التلقيح
ومن بيضة المرأة هذه اذن ، ومن حيوان الرجل ، خلقت أنا وخلقت أنت . بيضة من أمي أو أمك ، وحيوان " منوي من أبي أو أبيك .
وتأخذ هي البيضة الملقحة الأولى تتكاثر ، انشقاقا ، وتتكاثر . ويختلف تكاثرها وتخلقها وتشكلها وفقا للمخططات التي معها . وهي تنقسـم ، وتهدي في نفس الوقت السبيل لبناء الجسم اقتباسا من الجسم الذي خرجت منه أصلا . ويخرج من ذلك كل الأعضاء ، على اختلافها . ويخرج السمع ويخرج البصر . والجسم الحامل لهذه الخلية ، جسم المراة ، بل رحمها ، لا يعطي لهذه البيضة بعد تلقيحها شيئا من صفات . انه يعطيها الغذاء ، ولكن لا يعطيها تكييفا لعضو ، ولا توجيها في عصب أو في نفس . فكل هذا سبق به القضاء مسجلا تسجيلا في كتب محفوظة هي الكروموسومات ، ذات صحائف عديدة ، هي الجينات .
وتتضام كروموسومات المرأة والرجل عند كل حمل على أسلوب يختلف . فيخرج الأبناء والبنات ، على اختلاف فيما بينهم . الا أن تكون توائم . وهذا الاختلاف لا بد أن يذكر عندما نأتي على حالات فيها تستغني الأنثى عن نصيب الذكر في الانتاج .
تعليق