اجسام الخلائق جميعا ..
٠ من هواء الجو ، ومن ماء الأرض وملحها ، تتخلَّق .
وإلى الجو، وإلى الأرض ، هي تعود ..
وهكذا دواليك.
ونقول الخلائق جميعا ، ادماجا لها في وحدة من الأصول كاملة ، وشملا لها في وحدة من التصدع والتهدم لا تخرج عنها أبدا . وهذا وجه عظيم من وجوه الوحدة ، وحدة الخطة ، وحدة السنة التي تتراءى فيها وحدة الله .
ولقد ذكرنا في الكلمة الماضية ان النبات يؤلف جسمه من ثاني اكسيد الكربون ، وهو غاز في الهواء، ومن الماء والأملاح الذائبة فيه لا سيما أملاح الأزوت ، وهي في الأرض ، ثم من الشمس ، تدخل بأشعتها بين أكسيد الكربون والماء كما تدخل الابرة بخيطها في الثياب فتجمع ما تفرق من أجزائه . ويخلق النبات من كل هذه الأشياء ، في حضرة صبغه الأخضر ، السكر ومن السكر والآزوت يصنع النبات بعد ذلك البروتينات . ويخلق النبات مما لديه كذلك الدهن .
واذن فقد تهيأ للنبات أن يجمع بين أصول الغذاء الثلاثة الشهيرة . وكذلك هو يصنع مواد أخرى غير أصوله الشهيرة هذه كالفيتامينات والهرمونات والانزيمات وغيرها .
وعلى هذا يحيا النبات ، وعلى هذا النحو ينمو انها مواد بسيطة ، قليلة النشاط ، خامدة الحيوية
نسبيا ( ثاني أكسيد الكربون والماء والأزوت وسائر الأملاح ) في أرض وهواء ، اقتبسها النبات ، ليصنع منها جسما لنفسه ، وذلك بتحويلها الى مواد كيماوية أعقد تركيبا وأكثر نشاطا ، وأسرع تحولا في التركيب عندما تلتقي بأضراب لها .
وتسأل عن سر هذه النقلة ، من قلة النشاط ، الى كثرته وشدته ، فتعلم أنها طاقة الشمس دخلت الى عناصر هذه المواد المركبة فربطت بينها ربطا جديدا ، واستقرت فيها .
وطاقة الشمس ، وهي طاقة اشعاع ، اصبحت في هذه المركبات ، في أجسام تلك النباتات ، طاقة كيماوية ، بعد ان كانت طاقة اشعاعية .
وتأتي الحيوانات ، كل الحيوانات ، لتبني أجساما ، ولتجري حياة ، فلا تجد امامها الا النبات سبيلا . انها تأكله .
ان الحيوان ليس له ورق أخضر يمارس به التخليق الضوئي ، بأشعة الشمس ، واكسيد كربون الهواء، وماء الأرض فينتج من ذلك سكرا .
ليس في الحيوانات هذا الجهاز .
ولكن في الحيوانات الجهاز الذي به تهضم ما أكلت من نبات ، ومن هذا المهضوم ، تبني جسمها ، وتجري الحياة .
ومن الحيوانات ما لا يستطيع أكل النبات غذاء ،
فيصبر حتى يأكل النبات حيوان من أكلات العشب ، فيأتي هذا الحيوان الأول الذي عاف النبات، فيأكل آكل النبات .
وسمينا الأول اكل لحوم . وما اللحوم الا من نبات . انه طعام تجهز مرتين ، مرة في النبات ، ومرة في الحيوان المعشب . والأصل واحد .
- ناشط وأنشط ، ومصدر النشاط واحد
والحيوان حي أنشط من النبات وأنشط كثيرا . و لنشاطه وجوه عدة . وهي وجوه مختلفة . وهي وجوه قل منها ما يوجد في النبات . والحركة أظهرها .
ومرد هذا النشاط الى طاقته الكيماوية .
ومرد طاقته الكيماوية الى تلك الطاقة الأولى
الشمسية ، الطاقة الاشعاعية ، التي ربطت بها أوراق الشجر ما بين البسيط من المركبات لتحصل على المعقد الكيماوي منها كما سبق أن ذكرنا ..
والطاقة الكيماوية التي في الحيوان هي التي تتحول الى حركة . الى طاقة حركية .
والطاقة الكيماوية التي في الحيوان هي التي تتحول الى حرارة ، الى طاقة حرارية .
والجسم فيه الكهرباء . ان الأعصاب كلها تعمل
بالكهرباء . وهي كهرباء تقاس وترسم . وأنت تذهب الى الطبيب فيحيلك الى راسم المخ الكهربائي .
وما كهرباء الأجسام ، أجسام الأحياء ، الا طاقة ،
مستمدة مما في هذه الأجسام من طاقة كيماوية، مستمدة هي أصلا من طاقة اشعاعية شمسية .
لاحظ معنى الوحدة الجارية في كل تعابيرنا . فنحن اذا قلنا حيوانا عنينا كل حيوان : واذا قلنا نباتا عنينا كل نبات ، لا نفرق بين نبات ونبات .
واذا نحن قلنا حيا عنينا كل الأحياء. فالذي ننسبه
للحي انما يشمل الخلائق جميعا .
- كل حياة الى نمو وبناء ثم الى تصدع وتهدم وفناء
خلق في الأحياء جميعا انها تحيا وتموت .
وهو معنى من معاني الوجود يدركه كل انسان ، ولكن ينسى الناس ما فيه من معنى الوحدة التي تشمل الخلق جميعا . وهم ينسون أن الذي صنعهم جميعا ما أراد أن يكون لأحد منهم بقاء . ولو كان صنعهم واحد فواحد فواحد ، فتعددت الأرباب ، اذن لكان الاحتمال الأكبر أن يكون لكل رب منهم هوى ، فرب ينطيل ، ورب يقصر الأعمار ، ورب يبلغ بها مبلغ الخلود . ولكن الواقع أن لكل حياة مدى تتأرجح عنده بين الحياة والموت . ثم تنطفىء الشعلة حقا وصدقا .
وبانطفاء الشعلة تبقى الجثة بلا حياة .
وهذه الجثة انما صنعت من هواء الجو ومن ماء
الأرض والأملاح الذائبة فيه ، فلو أن هذه الجثث بقيت على حالها فلم تتحلل ، ولم تتعفن ، ولم تنفرط مركباتها الكيماوية المعقدة ( من بروتين وشحوم ونشويات وسكريات وغير ذلك ) الى المركبات البسيطة الأولى التي صنع منها النبات جسمه أول مرة بالتخليق في ضوء الشمس وما تلاه من تخليقات كيماوية أخرى ، أقول لو بقيت جثث الموتى من نبات وحيوان وانسان على حالها فلم تنفرط الى ثاني أكسيد الكربون والماء وأملاح الأزوت وغيرها ، اذن لامتلأ سطح الأرض بالجثث ، وأخطر من ذلك ان تفرغ المادة الخام ، في هواء وأرض ، فلا تجد الحياة ما تصنع منه الأجسام بعد ذلك .
فالفساد الذي يعتري الجثث من بعد موت ، ذلك الذي نعافه ، انما هو جزء من المخطط الذي يقضي بتواصل الحياة وتتابع الأحياء ، جيلا من بعد جيل ، على سطح هذه الأرض .
ولنضرب مثلا بعنصر واحد من عناصر تلك الخامة الأولى التي يصنع منها النبات جسمه وينمو ، ليأكله الحيوان فينمو ويحيا كذلك .
لنضرب مثلا بالكربون .
٠ من هواء الجو ، ومن ماء الأرض وملحها ، تتخلَّق .
وإلى الجو، وإلى الأرض ، هي تعود ..
وهكذا دواليك.
ونقول الخلائق جميعا ، ادماجا لها في وحدة من الأصول كاملة ، وشملا لها في وحدة من التصدع والتهدم لا تخرج عنها أبدا . وهذا وجه عظيم من وجوه الوحدة ، وحدة الخطة ، وحدة السنة التي تتراءى فيها وحدة الله .
ولقد ذكرنا في الكلمة الماضية ان النبات يؤلف جسمه من ثاني اكسيد الكربون ، وهو غاز في الهواء، ومن الماء والأملاح الذائبة فيه لا سيما أملاح الأزوت ، وهي في الأرض ، ثم من الشمس ، تدخل بأشعتها بين أكسيد الكربون والماء كما تدخل الابرة بخيطها في الثياب فتجمع ما تفرق من أجزائه . ويخلق النبات من كل هذه الأشياء ، في حضرة صبغه الأخضر ، السكر ومن السكر والآزوت يصنع النبات بعد ذلك البروتينات . ويخلق النبات مما لديه كذلك الدهن .
واذن فقد تهيأ للنبات أن يجمع بين أصول الغذاء الثلاثة الشهيرة . وكذلك هو يصنع مواد أخرى غير أصوله الشهيرة هذه كالفيتامينات والهرمونات والانزيمات وغيرها .
وعلى هذا يحيا النبات ، وعلى هذا النحو ينمو انها مواد بسيطة ، قليلة النشاط ، خامدة الحيوية
نسبيا ( ثاني أكسيد الكربون والماء والأزوت وسائر الأملاح ) في أرض وهواء ، اقتبسها النبات ، ليصنع منها جسما لنفسه ، وذلك بتحويلها الى مواد كيماوية أعقد تركيبا وأكثر نشاطا ، وأسرع تحولا في التركيب عندما تلتقي بأضراب لها .
وتسأل عن سر هذه النقلة ، من قلة النشاط ، الى كثرته وشدته ، فتعلم أنها طاقة الشمس دخلت الى عناصر هذه المواد المركبة فربطت بينها ربطا جديدا ، واستقرت فيها .
وطاقة الشمس ، وهي طاقة اشعاع ، اصبحت في هذه المركبات ، في أجسام تلك النباتات ، طاقة كيماوية ، بعد ان كانت طاقة اشعاعية .
وتأتي الحيوانات ، كل الحيوانات ، لتبني أجساما ، ولتجري حياة ، فلا تجد امامها الا النبات سبيلا . انها تأكله .
ان الحيوان ليس له ورق أخضر يمارس به التخليق الضوئي ، بأشعة الشمس ، واكسيد كربون الهواء، وماء الأرض فينتج من ذلك سكرا .
ليس في الحيوانات هذا الجهاز .
ولكن في الحيوانات الجهاز الذي به تهضم ما أكلت من نبات ، ومن هذا المهضوم ، تبني جسمها ، وتجري الحياة .
ومن الحيوانات ما لا يستطيع أكل النبات غذاء ،
فيصبر حتى يأكل النبات حيوان من أكلات العشب ، فيأتي هذا الحيوان الأول الذي عاف النبات، فيأكل آكل النبات .
وسمينا الأول اكل لحوم . وما اللحوم الا من نبات . انه طعام تجهز مرتين ، مرة في النبات ، ومرة في الحيوان المعشب . والأصل واحد .
- ناشط وأنشط ، ومصدر النشاط واحد
والحيوان حي أنشط من النبات وأنشط كثيرا . و لنشاطه وجوه عدة . وهي وجوه مختلفة . وهي وجوه قل منها ما يوجد في النبات . والحركة أظهرها .
ومرد هذا النشاط الى طاقته الكيماوية .
ومرد طاقته الكيماوية الى تلك الطاقة الأولى
الشمسية ، الطاقة الاشعاعية ، التي ربطت بها أوراق الشجر ما بين البسيط من المركبات لتحصل على المعقد الكيماوي منها كما سبق أن ذكرنا ..
والطاقة الكيماوية التي في الحيوان هي التي تتحول الى حركة . الى طاقة حركية .
والطاقة الكيماوية التي في الحيوان هي التي تتحول الى حرارة ، الى طاقة حرارية .
والجسم فيه الكهرباء . ان الأعصاب كلها تعمل
بالكهرباء . وهي كهرباء تقاس وترسم . وأنت تذهب الى الطبيب فيحيلك الى راسم المخ الكهربائي .
وما كهرباء الأجسام ، أجسام الأحياء ، الا طاقة ،
مستمدة مما في هذه الأجسام من طاقة كيماوية، مستمدة هي أصلا من طاقة اشعاعية شمسية .
لاحظ معنى الوحدة الجارية في كل تعابيرنا . فنحن اذا قلنا حيوانا عنينا كل حيوان : واذا قلنا نباتا عنينا كل نبات ، لا نفرق بين نبات ونبات .
واذا نحن قلنا حيا عنينا كل الأحياء. فالذي ننسبه
للحي انما يشمل الخلائق جميعا .
- كل حياة الى نمو وبناء ثم الى تصدع وتهدم وفناء
خلق في الأحياء جميعا انها تحيا وتموت .
وهو معنى من معاني الوجود يدركه كل انسان ، ولكن ينسى الناس ما فيه من معنى الوحدة التي تشمل الخلق جميعا . وهم ينسون أن الذي صنعهم جميعا ما أراد أن يكون لأحد منهم بقاء . ولو كان صنعهم واحد فواحد فواحد ، فتعددت الأرباب ، اذن لكان الاحتمال الأكبر أن يكون لكل رب منهم هوى ، فرب ينطيل ، ورب يقصر الأعمار ، ورب يبلغ بها مبلغ الخلود . ولكن الواقع أن لكل حياة مدى تتأرجح عنده بين الحياة والموت . ثم تنطفىء الشعلة حقا وصدقا .
وبانطفاء الشعلة تبقى الجثة بلا حياة .
وهذه الجثة انما صنعت من هواء الجو ومن ماء
الأرض والأملاح الذائبة فيه ، فلو أن هذه الجثث بقيت على حالها فلم تتحلل ، ولم تتعفن ، ولم تنفرط مركباتها الكيماوية المعقدة ( من بروتين وشحوم ونشويات وسكريات وغير ذلك ) الى المركبات البسيطة الأولى التي صنع منها النبات جسمه أول مرة بالتخليق في ضوء الشمس وما تلاه من تخليقات كيماوية أخرى ، أقول لو بقيت جثث الموتى من نبات وحيوان وانسان على حالها فلم تنفرط الى ثاني أكسيد الكربون والماء وأملاح الأزوت وغيرها ، اذن لامتلأ سطح الأرض بالجثث ، وأخطر من ذلك ان تفرغ المادة الخام ، في هواء وأرض ، فلا تجد الحياة ما تصنع منه الأجسام بعد ذلك .
فالفساد الذي يعتري الجثث من بعد موت ، ذلك الذي نعافه ، انما هو جزء من المخطط الذي يقضي بتواصل الحياة وتتابع الأحياء ، جيلا من بعد جيل ، على سطح هذه الأرض .
ولنضرب مثلا بعنصر واحد من عناصر تلك الخامة الأولى التي يصنع منها النبات جسمه وينمو ، ليأكله الحيوان فينمو ويحيا كذلك .
لنضرب مثلا بالكربون .
تعليق