علي البرقاوي يرسم بتقنيات متنوعة "أعماق" التراث والتاريخ
التشكيلي التونسي حاول في أغلب لوحات معرضه أن يطلق صرخة من أجل المحافظة على الموروث الذي تركه أجداده، والموروث الطبيعي كالواحات.
الاثنين 2024/02/19
ShareWhatsAppTwitterFacebook
صرخة فنية للحفاظ على الموروث التونسي
المنستير (تونس)- يقدم الفنان التشكيلي التونسي علي البرقاوي معرضه الفردي الجديد في المركب الثقافي بمدينة المنستير تحت عنوان “أعماق”.
يضم هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية الثالث والعشرين من فبفراير الجاري، 20 لوحة بأحجام وتقنيات مختلفة منها تسع لوحات أنجزت بالتقنية المزدوجة والبقية بالأكريليك.
ورسمت جل اللوحات المقدمة في المعرض سنة 2023 باستثناء لوحتي “أعماق” و”حمامة” سنة 2024 وأربعة لوحات أخرى سنة 2022.
◙ الفنان اشتغل على الضوء والظلام واستعمل مواد متنوعة مثل لحاء النخيل ورمل البحر والمرقوم التونسي ورموزه
وفي اختيار “أعماق” عنوانا لهذا المعرض، إحالة إلى أعماق البحر والبواطن والتراث والتاريخ، فالفنّان التشكيلي علي البرقاوي اشتغل في هذه اللوحات على الضوء والظلام ونوّع في المادة المستعملة فوظف لحاء النخيل، ورمل البحر، والمرقوم التونسي ورموزه وألوانه الضاربة في القدم، والحروفية.
ولاحظت الفنانة التشكيلية ومديرة المركب الثقافي بالمنستير أميرة البكوش أن البرقاوي تجاوز في عدّة لوحات حدود إطار اللوحة فضلا عن الحضور الملفت للسمك واللون الأزرق ولون الأرض في جلّ الأعمال.
واعتبر شكري التليلي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير أن احتضان المركب الثقافي بالمنستير لهذا المعرض هو استقطاب لكلّ الطاقات والمبدعين في مختلف المجالات وهو أيضا دفع للفنّان التشكيلي علي البرقاوي لمزيد البذل والعطاء والإبداع.
وأكد الحرص على الإحاطة بالفنانين التشكيلين والمسرحيين والموسيقيين بولاية المنستير التي تتميز بعمقها الثقافي الكبير وبالعدد الهامّ من المثقفين والمثقفات مما يجعل الأرضية خصبة لنجاح أي عمل ثقافي تشهده الجهة وفق تعبيره.
ويذكر أن الرسام والفنان التشكيلي علي البرقاوي عمل منذ سنوات على مشاريع فنية متكاملة منها مشروعه الفني الطريف والمبتكر الذي كان عنوانه “شخصيات تروي التاريخ” ورسم فيه بالألوان وجوه مئة شخصية تونسية فنية وسياسية واجتماعية وأعلاما تاريخية وعلمية معروفة بإبداعاتها ونضالها، واسهاماتها في عدة مجالات، إلى جانب شخصيات أخرى ظلت مجهولة الملامح وغير معروفة بوجوهها الشخصية، وكانت لها بصمتها في التاريخ التونسي القديم منه والحديث.
وسبق أن احتضن المركب الثقافي بالمنستير معرض «شخصيات تروي التاريخ» للفنان التشكيلي علي البرقاوي ثم معرضه «نوافذ» والآن «أعماق» وجميعها تروي حكاية عشق فنّان تشكيلي تونسي لتاريخ تونس وحضارتها العريقة الضاربة في القدم، وولهه باللوحات التي رسمتها الطبيعة على امتداد سواحل الجمهورية التونسية من شمالها إلى جنوبها وفي أعماق بحارها وفي واحاتها الخلابة وعمارتها المميزة.
واختار البرقاوي الغوص في أعماق تاريخ وتراث وطنه وحضارته التونسية بحثا عن إلهام سرعان ما تشبع به ليمسك بريشته ويرسم لوحات هي الأقدر من الكلام على إيصال أحاسيسه وأفكاره. فقد حاول في أغلب لوحات معرضه «أعماق» أن يطلق صرخة من أجل المحافظة على الموروث الذي تركه أجداده، والموروث الطبيعي كالواحات التي لا تقدر بثمن.