سلالات البشر - ١ -
الناس ملء الأرض .
وأنت ترى الرجل أو المرأة ، وأبناء لهما وبنات ، فتعلم من أول وهلة ، أنهم الناس . ذلك لأنه تجمعهم ، من بين قبيل الحيوانات التي تسكن الأرض ، صفات واحدة أكثرها الظاهر الذي تلمحه العين فتكتفي ، فلا تريد أن وهي لو أرادت أن تستزيد ، لوجدت بين بني الناس الكثير المشترك : أوجه . صدور . بطون . أذرع تستزيد أرجل . سير . جري وقوف . جلوس .
وأنت لو أردت أن تزيد فتستكنه الباطن لوجدت أحشاء واحدة ، ومصنعاً فيها للحياة واحدا .
- محك ( النوع ) في علم الحيوان .
وتسأل عالم الحياة عن البشر ؟ فيقول « نوع » Species من الحيوان متجانس
وتسأل فما تجانسه ؟ فيقول محك « النوع » الواحد أن يجتمع منه اثنان ذكر وأنثى ، فينجبا .
- مع التشابه تخالف
ومع هذا التشابه والتواحد في الصفات التي تراها في بني الناس ، بداهة ، فتقول انهم الناس ، يوجد تخالف في الصفات التي نراها في بني الناس بداهة كذلك ، فنقول انهم قبائل وشعوب ، وانهم أنسال مختلفة .
وأنت ترى الرجل الفرنسي وترى الرجل الصيني فلا تخلط بينهما . كلاهما ناس ، ولكن اختلفت الأنسال . وأنت لا تخلط بين الصيني والزنجي ، ولا تخلط بين الزنجي والحبشي ، ولا بين العربي والروسي .
وما تمييزك الصيني ، وما تمييزك الزنجي ، وما تمييزك الهندي ، الا بصفات سبقت بها التجربة اليك ، فانعقدت عندك صيغة واحدة ، تنتقل منها الى عملية التمييز عند الرؤية مباشرة فلا يكاد المنطق يجد له من الوقت ما يحل فيه .
- علماء السلالات
ووجد علماء السلالات من الوقت السنين الطويلة للدرس والفهم ، وحتى الحفر في الارض ، واستخراج بقايا العظام لعلم ما كان الانسان ، تمهيدا لعلم ما هو كائن . وعرفوا الكثير عن أشتات بني الناس الأحياء في الأرجاء المختلفة من بقاع الأرض .
وخرج علماء الأنسال من بحوثهم هــذه على تقسيم الأنسال الى أصناف ، واختلفوا في تقسيمهم اختلافهم كلما طلبوا التفصيل من بعد اجماع ، فالأقسام عند بعضهم ستة أو سبعة من ثلاثين . · وزاد وعند بعضهم ثلاثون وأكثر وأشهر ما اتفقوا عليه في اجمالهم أن السلالات الكبرى ، الحاضرة اليوم ، ثلاث :
القوقازاني Caucasoids
المنفولاني Mongoloids
والزنجاني Negroids
تمشياً ويلاحظ أننا قلنا القوقازاني ولم نقل القوقازي ، مع اللفظ الافرنجي ، فهو لا يفيد النسبة الى القوقاز Caucasian ، وانما يفيد الشبه والعلاقة والصلة . وقلنا المنفولاني ولم نقل المنغولي ، وقلنا الزنجاني ولم نقل الزنجي .
- السلالة القوقازانية
أول من اطلق اسم هذه السلالة فقال القوقازانية Blumenbach هــو العــالم الالماني بلــومـن باخ Caucasoids ( ١٧٥٢ - ١٨٤٠ م ) حين قام بدراسة شعوب اهل القوقاز ، و هي المنطقة الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود ، وهي المنطقة التي لعلها كانت عنده مصدر الكثير من الشعوب التي سكنت أوروبا . ثم غلب هذا الاسم ، باتساع الدراسات ، على كل الشعوب التي نسميها بالبيضاء أو الاوروبية وحتى التي لم تكن بيضاء الجلد . فيدخل تحت هذه السلالة الجامعة سكان الجزيرة العربية ، وايران ، والهند ، وسكان شمال أفريقيا وغربها .
- السلالة المنغولانية
وهي السلالة التي تضم اليابانيين والصينيين والكوريين والشعوب التركية واهل النبت والهملايا ، وكذا الشعوب المالاوية والاندونيسية ، وكذا الهنود الحمر بأمريكا .
ومعنى هذا أن آسيا كانت مركزا هاما تفرعت منه سلالات ، فالي الشرق زحفت الشعوب حتى سكنت أمريكا ، والى الغرب زحفت حتى اختلطت السلالات التركية بالسلالات القوقازانية .
- السلالات الزنجانية
ان أصل هذه السلالة أو السلالات ( اذا اعتبرنا السلالات الصغيرة التي تضمها السلالة الكبيرة ) من أكثر الاصول الانسانية انبهاما . وهي تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا . أما مسكنها فافريقيا . أوسطها ، وغربها ، والشرق . ويخرج من ذلك شمال القارة ، شمال نهر سنغال ، فتخرج عن هذه السلالات دول المغرب العربي والطوارق ومصر والسودان والصومال والحبشة الى خط عرض ۱۲ درجة .
امرأة منغيتويه Mangheu من الكنغو
- بناء هذا التقسيم السلالي
وبنى العلماء هذا التقسيم السلالي على صفات جسدية يتصل أهمها :
بهيكل الجسم
والجمجمة
والرأس والوجه
والجلد
والشعر
وغير ذلك
واليك طرفا من ذلك :
- الهيكل العظمي
هيكل القوقازاني أثقل وأغلظ من غيره من السلالات وعظامه الطويلة مفاصلها أكبر . والحوض أوسع .
وهيكل الزنجاني عظامه الطويلة أرفع ، وحوضه اضيق .
وهيكل المنغولاني ليس به صفة ظاهرة تميزه .
- الرأس والوجه
والقوقازاني عظام حواجبه مكتملة النمو ، ووجهه قائم ، وفكاه صغيران ، وعظام انفه مكتنزة ومرتفعة بارزة وذقنه بين ظاهر .
والزنجاني يتميز ببروز فكه الأعلى ، وذقن لم يكتمل نموا وقصبة أنف واطئة وأنف عريض ، ووجه مستدير خلف و جمجمته بارزة .
والمنغولاني جمجمته تدل عليه أكبر دلالة . فوجنتاه بارزتان ، والطرف الأسفل لمحجر العين بارز الى أمام .
وعظمة الحاجب لم تكتمل نموا وأول الأنف عند الحاجبين مفرطح وعريض ، وقصبة الأنف واطئة والمنخار ضيق .
إمرأة من منغوليا الداخلة .
الناس ملء الأرض .
وأنت ترى الرجل أو المرأة ، وأبناء لهما وبنات ، فتعلم من أول وهلة ، أنهم الناس . ذلك لأنه تجمعهم ، من بين قبيل الحيوانات التي تسكن الأرض ، صفات واحدة أكثرها الظاهر الذي تلمحه العين فتكتفي ، فلا تريد أن وهي لو أرادت أن تستزيد ، لوجدت بين بني الناس الكثير المشترك : أوجه . صدور . بطون . أذرع تستزيد أرجل . سير . جري وقوف . جلوس .
وأنت لو أردت أن تزيد فتستكنه الباطن لوجدت أحشاء واحدة ، ومصنعاً فيها للحياة واحدا .
- محك ( النوع ) في علم الحيوان .
وتسأل عالم الحياة عن البشر ؟ فيقول « نوع » Species من الحيوان متجانس
وتسأل فما تجانسه ؟ فيقول محك « النوع » الواحد أن يجتمع منه اثنان ذكر وأنثى ، فينجبا .
- مع التشابه تخالف
ومع هذا التشابه والتواحد في الصفات التي تراها في بني الناس ، بداهة ، فتقول انهم الناس ، يوجد تخالف في الصفات التي نراها في بني الناس بداهة كذلك ، فنقول انهم قبائل وشعوب ، وانهم أنسال مختلفة .
وأنت ترى الرجل الفرنسي وترى الرجل الصيني فلا تخلط بينهما . كلاهما ناس ، ولكن اختلفت الأنسال . وأنت لا تخلط بين الصيني والزنجي ، ولا تخلط بين الزنجي والحبشي ، ولا بين العربي والروسي .
وما تمييزك الصيني ، وما تمييزك الزنجي ، وما تمييزك الهندي ، الا بصفات سبقت بها التجربة اليك ، فانعقدت عندك صيغة واحدة ، تنتقل منها الى عملية التمييز عند الرؤية مباشرة فلا يكاد المنطق يجد له من الوقت ما يحل فيه .
- علماء السلالات
ووجد علماء السلالات من الوقت السنين الطويلة للدرس والفهم ، وحتى الحفر في الارض ، واستخراج بقايا العظام لعلم ما كان الانسان ، تمهيدا لعلم ما هو كائن . وعرفوا الكثير عن أشتات بني الناس الأحياء في الأرجاء المختلفة من بقاع الأرض .
وخرج علماء الأنسال من بحوثهم هــذه على تقسيم الأنسال الى أصناف ، واختلفوا في تقسيمهم اختلافهم كلما طلبوا التفصيل من بعد اجماع ، فالأقسام عند بعضهم ستة أو سبعة من ثلاثين . · وزاد وعند بعضهم ثلاثون وأكثر وأشهر ما اتفقوا عليه في اجمالهم أن السلالات الكبرى ، الحاضرة اليوم ، ثلاث :
القوقازاني Caucasoids
المنفولاني Mongoloids
والزنجاني Negroids
تمشياً ويلاحظ أننا قلنا القوقازاني ولم نقل القوقازي ، مع اللفظ الافرنجي ، فهو لا يفيد النسبة الى القوقاز Caucasian ، وانما يفيد الشبه والعلاقة والصلة . وقلنا المنفولاني ولم نقل المنغولي ، وقلنا الزنجاني ولم نقل الزنجي .
- السلالة القوقازانية
أول من اطلق اسم هذه السلالة فقال القوقازانية Blumenbach هــو العــالم الالماني بلــومـن باخ Caucasoids ( ١٧٥٢ - ١٨٤٠ م ) حين قام بدراسة شعوب اهل القوقاز ، و هي المنطقة الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود ، وهي المنطقة التي لعلها كانت عنده مصدر الكثير من الشعوب التي سكنت أوروبا . ثم غلب هذا الاسم ، باتساع الدراسات ، على كل الشعوب التي نسميها بالبيضاء أو الاوروبية وحتى التي لم تكن بيضاء الجلد . فيدخل تحت هذه السلالة الجامعة سكان الجزيرة العربية ، وايران ، والهند ، وسكان شمال أفريقيا وغربها .
- السلالة المنغولانية
وهي السلالة التي تضم اليابانيين والصينيين والكوريين والشعوب التركية واهل النبت والهملايا ، وكذا الشعوب المالاوية والاندونيسية ، وكذا الهنود الحمر بأمريكا .
ومعنى هذا أن آسيا كانت مركزا هاما تفرعت منه سلالات ، فالي الشرق زحفت الشعوب حتى سكنت أمريكا ، والى الغرب زحفت حتى اختلطت السلالات التركية بالسلالات القوقازانية .
- السلالات الزنجانية
ان أصل هذه السلالة أو السلالات ( اذا اعتبرنا السلالات الصغيرة التي تضمها السلالة الكبيرة ) من أكثر الاصول الانسانية انبهاما . وهي تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا . أما مسكنها فافريقيا . أوسطها ، وغربها ، والشرق . ويخرج من ذلك شمال القارة ، شمال نهر سنغال ، فتخرج عن هذه السلالات دول المغرب العربي والطوارق ومصر والسودان والصومال والحبشة الى خط عرض ۱۲ درجة .
امرأة منغيتويه Mangheu من الكنغو
- بناء هذا التقسيم السلالي
وبنى العلماء هذا التقسيم السلالي على صفات جسدية يتصل أهمها :
بهيكل الجسم
والجمجمة
والرأس والوجه
والجلد
والشعر
وغير ذلك
واليك طرفا من ذلك :
- الهيكل العظمي
هيكل القوقازاني أثقل وأغلظ من غيره من السلالات وعظامه الطويلة مفاصلها أكبر . والحوض أوسع .
وهيكل الزنجاني عظامه الطويلة أرفع ، وحوضه اضيق .
وهيكل المنغولاني ليس به صفة ظاهرة تميزه .
- الرأس والوجه
والقوقازاني عظام حواجبه مكتملة النمو ، ووجهه قائم ، وفكاه صغيران ، وعظام انفه مكتنزة ومرتفعة بارزة وذقنه بين ظاهر .
والزنجاني يتميز ببروز فكه الأعلى ، وذقن لم يكتمل نموا وقصبة أنف واطئة وأنف عريض ، ووجه مستدير خلف و جمجمته بارزة .
والمنغولاني جمجمته تدل عليه أكبر دلالة . فوجنتاه بارزتان ، والطرف الأسفل لمحجر العين بارز الى أمام .
وعظمة الحاجب لم تكتمل نموا وأول الأنف عند الحاجبين مفرطح وعريض ، وقصبة الأنف واطئة والمنخار ضيق .
إمرأة من منغوليا الداخلة .
تعليق