لولا الاحتكاك ما استقر شيء على شيء ..
- ولولا الاحتكاك ما استقر شيء على شيء
أنا اكتب ما أكتب الآن بالقلم الرصاص ومحوت كلمة ب《 المحاية 》، بالأستيكة ورميت بالمحاية على المكتب . كانت تجري عليه فتوقفت ما الذي أوقفها ؟ انه الاحتكاك بينها ، وهي من مطاط ، وبين سطح المكتب ، وهو من زجاج .
وهذه المحاية سوف تستقر في موضعها هذا أبد الدهر ، بحكم هذا الاحتكاك وما لم تعتر المنزل زلزلة تهده سوف تبقى المحاية حيث هي ويبقى هذا المقعد وذاك ، كل شيء في الحجرة سيبقى حيث هو ، بحكم الاحتكاك .
وأفتح النوافذ ، ويهب الريح منها رخيا أو غير رخي ، فما يكاد على عادته أن ينقل شيئا من مكانه لأن الاحتكاك يحفظ كل شيء في مكانه .
ولكن تصور أن الاحتكاك قد زال فيما بين هذه الأشياء ، فيما بين بعضها وبعض ، وهبت الريح ، حتى الرخاء ، اذن لما يبقى شيء في موضعه . كل شيء لابد متحرك وساقط . وان كان هشا فهو لاشك مكسور . ولن تجد كتابا فوق رف وقد ضاع احتكاك كان يحفظه على قاعدته بهذا الرف والأثاث كله يصير في حر كة دائبة ، يستجيب لحركة كل ريح تهب ، فليس يحبسه على الارض احتكاك .
وهب أن الله رفع عن الأشياء خشونتها ، وذهب باحتكاكها ، وجلست أنت على مقعد وثير انك عندئذ ستجد نفسك في من حفظ جسمك عليه ، أو ان كان واسعا ، ففيه . انك تنزلق عليه ، وهو ينزلق على الارض . وأنت ان حاولت أن تتمطى عليه ، فلن تلبث أن تجد نفسك على الأرض ، وربما أخذت تجري عليها حتى يوقفك حائط . بل انت لا تستطيع أن تنال هذا المقعد ، فأنت لا تستطيع أن تمشي اليه .
صورة من الخيال ، عند امتناع الاحتكاك ، عجيبة .
- ولولا الاحتكاك ما كانت للسيارات كابحات
وكما أنك لابد أن تتغلب على الاحتكاك قبل أن تحرك من من كابحة جسما على سطح ، بما تبذله في ذلك طاقة . فكذلك اذا كان هذا الجسم سائرا ، فهو لا يتوقف حتى تعارضه وهذه القوة يستمدها سائق السيارة السيارة . وتسمى في بعض البلاد الفرملة ، و تسمى الكابحة والكماحة Brake أو بالفرنسية Freim وما الكابحة غير سطح يضغطه سائق السيارة على العجلة الجارية ( على عجلتي السيارة ) ليتولد ذلك احتكاك يمتص من طاقة الحركة فتتوقف السيارة .
وظاهرة تدخل الاحتكاك في وقف الحركة ظاهرة شائعة في العيش كثيرة الأمثال .
والعربة ، ولو يجرها الخيل ، تنزل في الطريق الجبلي ، فتزيد الجاذبية في سرعتها حتى تسبق الحصان وتغلبه ويحدث من ذلك ما لا يحمد ، ويقيم صاحب العربة على العجلات كوابح تعمل بالاحتكاك فتتحكم في سرعة العربة وهي هابطة ، اذ تمتص من طاقة هذا الهبوط فتعدل من سرعته .
- اختراع العجلة لمعالجة الاحتكاك
انه من . الاختراعات القديمة التي كان لها شأن في
الحياة الانسانية عميق ، لا يضاهيه الا اختراع لاع والأشرعة للسفن ، وربما كان اختراع العجلة أكبر خطرا . فالعجلة مكنت للانسان ، في أمر النقل وحده ، من النقل على الارض واختراق القارات ، والشراع مكن للانسان من التنقل في البحر وعبور المحيطات .
والعجلة لم تخفف الاحتكاك الذي هو خصيم حركة ، ولكنها خففته الى اقصى درجة .
- احتكاك الجر واحتكاك الدحرجة
وللتفرقة بينهما اذهب الى جراج سيارات ، او الى بائع عجلات ذات اطارات من المطاط ، واختر واحدة منها ، وقفها راسية على أرض من بلاط ، وقف عند مقدمتها وامسك بها من اقرب نقطة من اطارها ، وحاول ان تجرها سحبا على الأرض .
انك تحس بالحاجة الى قوة غير صغيرة لتحركها جرا وسحبا ، لتتغلب على《 احتكاك الجر 》 ،
《 احتكاك السحب 》 .
ثم عد الى نفس العجلة ، وقفها راسية . ومن عند خلفها زجها بيدك الى الأمام لتدحرجها .
انك تحس بالحاجة الى قوة ولكنها أصغر كثيرا من قوة تحريكها جرا وسحبا . انك هنا تريد ان تتغلب على 《 احتكاك الدحرجة 》.
وهذا هو النصر الكبير في اختراع العجلة
ولا تنس أن هنا ايضا لا تستغني العجلة عن الاحتكاك لتتحرك دحرجة . واذكر أن عجلات السيارات في الطريق الوحل قد تدور ولكن لا تتقدم ، لأن الوحل منعها من احتكاك .
- كيف توصل الفكر الانساني الى العجلة
كان النقل في عهد القدماء ، كالمصريين مثلا ، يحملون الأثقال على مزالق ، يدفعونها بأثقالها على الأرض ويسهلون انزلاقها عليها بالماء يصبونه من تحتها . والظاهر انهم نقلوا أحجار الهرم العظيمة الثقيلة من جبل المقطم عبر النيل الى حيث الهرم الآن هذه الأحجار ما • بلغ وزنه عددا من الأطنان كبيرا .
ثم لابد خطر لهم أن يستخدموا جذوع الشجر بعد ان صنعوا منها اسطوانات هندسية ، فيضعوها تحت هذه المزالق المستوية ، واذن هم يزجون بها فوق الاسطوانات فتسير دحرجة .
ثم جاءت فكرة العجلتين تلحقـان بطرفي هذه الاسطوانة ، وتكونان مثبتتين بها فهما بعضها . وكانت العجلة صفحة من خشب مستديرة لا خروق فيها . ثم خلخلوها ، فصارت اشعة تنتهي الى اطار في خارجها ، تلتقي عند شيء كالبطيخة في أوسطها ، يدخله طرف محور ، نجد في طرفه الآخر عجلة مثل هذه تماما مرتبطة به.
انها العجلة كما نعرفها اليوم .
وبهذا تمت الفكرة .
ثم نالها على الزمان التحسين .
والعجلات اليوم هي عماد المكنات ، التي هي الصناعات ، فهي ليست للتنقل والحركة على سطح الارض ولا شيء غير هذا .
- احتكاك في الماء وفي الهواء
والاحتكاك يتولد من الهواء ، يحس به کل عداء .
والاحتكاك يكون في الماء ، يحس به کل سابح .
والسمك انسابت اشكاله لحكمة ، هي تقليل الاحتكاك الذي يجده وهو يسبح في الماء انه يخترقه اختراق السيف .
وكذا الطير .
والطائرات بنوها مستوحين بشكلها شكل الطير تجنبا لاحتكاك الهواء .
- والفضاء غاب عنه احتكاك فمكن ذلك للكواكب أن تدور وللانسان على الأرض أن يكون
نعم ، غاب عن الفضاء احتكاك .
وقضى بضرورة غيابه المنطق البسيط .
ان الاحتكاك خصيم ، الحركة والكواكب ارادها الله کونية سرمدية ، فقد وجب اذن أن تعفى من احتكاك يظل يأكل من حركتها الدائرية حتى يسقط كل ، على كل ما يدور حول وله من جرم .
اذن لسقط القمر الى الأرض .
واذن لسقطت الارض والزهرة وعطارد والمريخ ، وسائر الكواكب الى الشمس •
عجلة عربة اشورية ذات ثمانية اشعة .
عجلة بستة اشعة منفصلة عن المحور ، ربطت به بدبوس ويراه الناظر في الصورة .
ونرى هذا في الأقمار الاصطناعية ، فهي انما تدور حول الأرض بتأثير قوتين ، القوة المركزية الطاردة لها عن الأرض وتستمدها من سرعة دورانها عند ارتفاع لها من الارض معلوم ، ثم قوة جاذبية الارض لهذه الاقمار ، فهذه القوة تدفع القمر الى الأرض . وتتساوى القوتان فيظل القمر الاصطناعي يدور في فلكه .
ولكن لقرب أفلاك الأقمار الاصطناعية من الأرض لم تتخلص هذه الأقمار الاصطناعية من الاحتكاك تماما .
فلا يزال عند تلك الأبعاد من الأرض مقادير من الفاز ، قليلة جدا نعم ، وتسبب احتكاكا قليلا جدا نعم ، ولكنه على السنين يتراكم مفعوله فيقلل من سرعة دوران القمر الاصطناعي . ومعنى هذا اقترابه بالتدرج من الارض .
وكلما اقترب زاد الاحتكاك بزيادة الغاز . وهلم جرا .
واخيرا هو يهبط الى الارض .
ولقد هبط الى الأرض من الأقمار الاصطناعية التي اطلقت في اوائل عهد الانسان بالفضاء ، وبعد سنوات من الدوران ، ما هبط .
والقمر الطبيعي ، قمر الله لم يهبط •
ويدل هذا على اكتمال الفراغ هناك ، أو ما يشبه فان لم يكن مكتملا فهو لا شك واقع ، ولو بعد مليون عام . سنة الله التي جرت في الخلق ، وتجري .
- الكون فيه نعومة وفيه خشونة
ونجمل القول فنقول :
في الأرض خشونة في سطح الأشياء تسبب احتكاكا ، وهي الغالية .
وفي الارض نعومة ، كنعومة الزيت والماء ، وهي غير كاملة وهي نادرة .
والخشونة ، على كراهة اسمها ، هي بعض الحياة ، لولاها ما استقام عيش انسان في منزل أو طريق .
والنعومة ، التي بها خراب العيش على الأرض ، بها عمار الدنيا خارج هذه الأرض ، فلولاها لتهدم نظام الشمس وتهاوت الكواكب ، ولحقت الأرض بالشمس فاحترقت .
- ولولا الاحتكاك ما استقر شيء على شيء
أنا اكتب ما أكتب الآن بالقلم الرصاص ومحوت كلمة ب《 المحاية 》، بالأستيكة ورميت بالمحاية على المكتب . كانت تجري عليه فتوقفت ما الذي أوقفها ؟ انه الاحتكاك بينها ، وهي من مطاط ، وبين سطح المكتب ، وهو من زجاج .
وهذه المحاية سوف تستقر في موضعها هذا أبد الدهر ، بحكم هذا الاحتكاك وما لم تعتر المنزل زلزلة تهده سوف تبقى المحاية حيث هي ويبقى هذا المقعد وذاك ، كل شيء في الحجرة سيبقى حيث هو ، بحكم الاحتكاك .
وأفتح النوافذ ، ويهب الريح منها رخيا أو غير رخي ، فما يكاد على عادته أن ينقل شيئا من مكانه لأن الاحتكاك يحفظ كل شيء في مكانه .
ولكن تصور أن الاحتكاك قد زال فيما بين هذه الأشياء ، فيما بين بعضها وبعض ، وهبت الريح ، حتى الرخاء ، اذن لما يبقى شيء في موضعه . كل شيء لابد متحرك وساقط . وان كان هشا فهو لاشك مكسور . ولن تجد كتابا فوق رف وقد ضاع احتكاك كان يحفظه على قاعدته بهذا الرف والأثاث كله يصير في حر كة دائبة ، يستجيب لحركة كل ريح تهب ، فليس يحبسه على الارض احتكاك .
وهب أن الله رفع عن الأشياء خشونتها ، وذهب باحتكاكها ، وجلست أنت على مقعد وثير انك عندئذ ستجد نفسك في من حفظ جسمك عليه ، أو ان كان واسعا ، ففيه . انك تنزلق عليه ، وهو ينزلق على الارض . وأنت ان حاولت أن تتمطى عليه ، فلن تلبث أن تجد نفسك على الأرض ، وربما أخذت تجري عليها حتى يوقفك حائط . بل انت لا تستطيع أن تنال هذا المقعد ، فأنت لا تستطيع أن تمشي اليه .
صورة من الخيال ، عند امتناع الاحتكاك ، عجيبة .
- ولولا الاحتكاك ما كانت للسيارات كابحات
وكما أنك لابد أن تتغلب على الاحتكاك قبل أن تحرك من من كابحة جسما على سطح ، بما تبذله في ذلك طاقة . فكذلك اذا كان هذا الجسم سائرا ، فهو لا يتوقف حتى تعارضه وهذه القوة يستمدها سائق السيارة السيارة . وتسمى في بعض البلاد الفرملة ، و تسمى الكابحة والكماحة Brake أو بالفرنسية Freim وما الكابحة غير سطح يضغطه سائق السيارة على العجلة الجارية ( على عجلتي السيارة ) ليتولد ذلك احتكاك يمتص من طاقة الحركة فتتوقف السيارة .
وظاهرة تدخل الاحتكاك في وقف الحركة ظاهرة شائعة في العيش كثيرة الأمثال .
والعربة ، ولو يجرها الخيل ، تنزل في الطريق الجبلي ، فتزيد الجاذبية في سرعتها حتى تسبق الحصان وتغلبه ويحدث من ذلك ما لا يحمد ، ويقيم صاحب العربة على العجلات كوابح تعمل بالاحتكاك فتتحكم في سرعة العربة وهي هابطة ، اذ تمتص من طاقة هذا الهبوط فتعدل من سرعته .
- اختراع العجلة لمعالجة الاحتكاك
انه من . الاختراعات القديمة التي كان لها شأن في
الحياة الانسانية عميق ، لا يضاهيه الا اختراع لاع والأشرعة للسفن ، وربما كان اختراع العجلة أكبر خطرا . فالعجلة مكنت للانسان ، في أمر النقل وحده ، من النقل على الارض واختراق القارات ، والشراع مكن للانسان من التنقل في البحر وعبور المحيطات .
والعجلة لم تخفف الاحتكاك الذي هو خصيم حركة ، ولكنها خففته الى اقصى درجة .
- احتكاك الجر واحتكاك الدحرجة
وللتفرقة بينهما اذهب الى جراج سيارات ، او الى بائع عجلات ذات اطارات من المطاط ، واختر واحدة منها ، وقفها راسية على أرض من بلاط ، وقف عند مقدمتها وامسك بها من اقرب نقطة من اطارها ، وحاول ان تجرها سحبا على الأرض .
انك تحس بالحاجة الى قوة غير صغيرة لتحركها جرا وسحبا ، لتتغلب على《 احتكاك الجر 》 ،
《 احتكاك السحب 》 .
ثم عد الى نفس العجلة ، وقفها راسية . ومن عند خلفها زجها بيدك الى الأمام لتدحرجها .
انك تحس بالحاجة الى قوة ولكنها أصغر كثيرا من قوة تحريكها جرا وسحبا . انك هنا تريد ان تتغلب على 《 احتكاك الدحرجة 》.
وهذا هو النصر الكبير في اختراع العجلة
ولا تنس أن هنا ايضا لا تستغني العجلة عن الاحتكاك لتتحرك دحرجة . واذكر أن عجلات السيارات في الطريق الوحل قد تدور ولكن لا تتقدم ، لأن الوحل منعها من احتكاك .
- كيف توصل الفكر الانساني الى العجلة
كان النقل في عهد القدماء ، كالمصريين مثلا ، يحملون الأثقال على مزالق ، يدفعونها بأثقالها على الأرض ويسهلون انزلاقها عليها بالماء يصبونه من تحتها . والظاهر انهم نقلوا أحجار الهرم العظيمة الثقيلة من جبل المقطم عبر النيل الى حيث الهرم الآن هذه الأحجار ما • بلغ وزنه عددا من الأطنان كبيرا .
ثم لابد خطر لهم أن يستخدموا جذوع الشجر بعد ان صنعوا منها اسطوانات هندسية ، فيضعوها تحت هذه المزالق المستوية ، واذن هم يزجون بها فوق الاسطوانات فتسير دحرجة .
ثم جاءت فكرة العجلتين تلحقـان بطرفي هذه الاسطوانة ، وتكونان مثبتتين بها فهما بعضها . وكانت العجلة صفحة من خشب مستديرة لا خروق فيها . ثم خلخلوها ، فصارت اشعة تنتهي الى اطار في خارجها ، تلتقي عند شيء كالبطيخة في أوسطها ، يدخله طرف محور ، نجد في طرفه الآخر عجلة مثل هذه تماما مرتبطة به.
انها العجلة كما نعرفها اليوم .
وبهذا تمت الفكرة .
ثم نالها على الزمان التحسين .
والعجلات اليوم هي عماد المكنات ، التي هي الصناعات ، فهي ليست للتنقل والحركة على سطح الارض ولا شيء غير هذا .
- احتكاك في الماء وفي الهواء
والاحتكاك يتولد من الهواء ، يحس به کل عداء .
والاحتكاك يكون في الماء ، يحس به کل سابح .
والسمك انسابت اشكاله لحكمة ، هي تقليل الاحتكاك الذي يجده وهو يسبح في الماء انه يخترقه اختراق السيف .
وكذا الطير .
والطائرات بنوها مستوحين بشكلها شكل الطير تجنبا لاحتكاك الهواء .
- والفضاء غاب عنه احتكاك فمكن ذلك للكواكب أن تدور وللانسان على الأرض أن يكون
نعم ، غاب عن الفضاء احتكاك .
وقضى بضرورة غيابه المنطق البسيط .
ان الاحتكاك خصيم ، الحركة والكواكب ارادها الله کونية سرمدية ، فقد وجب اذن أن تعفى من احتكاك يظل يأكل من حركتها الدائرية حتى يسقط كل ، على كل ما يدور حول وله من جرم .
اذن لسقط القمر الى الأرض .
واذن لسقطت الارض والزهرة وعطارد والمريخ ، وسائر الكواكب الى الشمس •
عجلة عربة اشورية ذات ثمانية اشعة .
عجلة بستة اشعة منفصلة عن المحور ، ربطت به بدبوس ويراه الناظر في الصورة .
ونرى هذا في الأقمار الاصطناعية ، فهي انما تدور حول الأرض بتأثير قوتين ، القوة المركزية الطاردة لها عن الأرض وتستمدها من سرعة دورانها عند ارتفاع لها من الارض معلوم ، ثم قوة جاذبية الارض لهذه الاقمار ، فهذه القوة تدفع القمر الى الأرض . وتتساوى القوتان فيظل القمر الاصطناعي يدور في فلكه .
ولكن لقرب أفلاك الأقمار الاصطناعية من الأرض لم تتخلص هذه الأقمار الاصطناعية من الاحتكاك تماما .
فلا يزال عند تلك الأبعاد من الأرض مقادير من الفاز ، قليلة جدا نعم ، وتسبب احتكاكا قليلا جدا نعم ، ولكنه على السنين يتراكم مفعوله فيقلل من سرعة دوران القمر الاصطناعي . ومعنى هذا اقترابه بالتدرج من الارض .
وكلما اقترب زاد الاحتكاك بزيادة الغاز . وهلم جرا .
واخيرا هو يهبط الى الارض .
ولقد هبط الى الأرض من الأقمار الاصطناعية التي اطلقت في اوائل عهد الانسان بالفضاء ، وبعد سنوات من الدوران ، ما هبط .
والقمر الطبيعي ، قمر الله لم يهبط •
ويدل هذا على اكتمال الفراغ هناك ، أو ما يشبه فان لم يكن مكتملا فهو لا شك واقع ، ولو بعد مليون عام . سنة الله التي جرت في الخلق ، وتجري .
- الكون فيه نعومة وفيه خشونة
ونجمل القول فنقول :
في الأرض خشونة في سطح الأشياء تسبب احتكاكا ، وهي الغالية .
وفي الارض نعومة ، كنعومة الزيت والماء ، وهي غير كاملة وهي نادرة .
والخشونة ، على كراهة اسمها ، هي بعض الحياة ، لولاها ما استقام عيش انسان في منزل أو طريق .
والنعومة ، التي بها خراب العيش على الأرض ، بها عمار الدنيا خارج هذه الأرض ، فلولاها لتهدم نظام الشمس وتهاوت الكواكب ، ولحقت الأرض بالشمس فاحترقت .
تعليق