الحرية والحتمية .. الشعور يثبت الحرية .. شهادة الشعور الفردي - ٢ - كتاب علم النَّفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحرية والحتمية .. الشعور يثبت الحرية .. شهادة الشعور الفردي - ٢ - كتاب علم النَّفس

    الحرية والحتمية .. الشعور يثبت الحرية .. شهادة الشعور الفردي - ٢ -

    ٤ - وقد يخدعنا الشعور أيضا في شهادته على الحاضر .
    - ولو اقتصر الفلاسفة الحتميون على إنكار الشعور بالحرية بعد الفعل ، أو قبله ، لبقي هناك مجال للقول بصدق شهادة الشعور على الحاضر ، إلا أنهم زعموا أنها كاذبة بالنسبة إلى الحاضر ، كما بالنسبة إلى الماضي ، والمستقبل . انا لا ندري خلال الفعل ، هل نفعل بحرية ، أم نخضع لدوافع وبواعث خفية . ما أكثر النزعات الغامضة ، والعوامل الخفية التي تؤثر فينا وتتجاذبنا من غير أن نشعر بها ، وما أكثر الأفعال التي ننسبها إلى حرية الاختيار ، وهي ناشئة في الواقع عن أسباب خفية مستقلة عن إرادتنا . ان النائم نوماً مغنطيسيا يتلقى أمراً فينفذه ، ويتوهم أنه حر في تنفيذه ، مع أنه آلة صماء مسخرة لإرادة المنوم . وقد يحسب السكران نفسه حراً عند تلفظه ببعض الألفاظ ، أو قيامه ببعض الأفعال ، إلا يعود إلى رشده يكذب ما قال أولاً ، وينكر ما فعل ، فكأنه دوارة يدفعها الهواء ، أو إبرة مغناطيسية يجذبها المغنطيس ، أو دوامة يقذف بها الخيط في جهة الدوران ، فلو كانت الدوارة ، والإبرة ، والدوامة ، شاعرة بحركتها لزعمت أنها حرة . إن توهم الحرية شبيه بتوهم حر ركة الشمس حول الأرض ، يظن المرء أنه حر ، كما يظن أن الشمس متحركة ، والأرض ثابتة . ومعنى ذلك أن الشعور خداع ، يكذب علينا في النوم ، كما يخدعنا في اليقظة ، ويخدعنا في المرض ، كما يضلنا ونحن أصحاء ، ولكن كيف يتولد هذا الوهم . لماذا يظن الإنسان نفسه حراً وهو مقيد ؟ لقد أجاب ( سبينوزا ) عن ذلك بقوله : إن هذا الوهم يتولد من الجهل بالأسباب . إننا نجهل الأسباب الخارجية ، والعوامل الداخلية ، فننسب الفعل إلى أنفسنا ، ونتوهم أننا خالقون له ، ولو تأملناه لأرجعناه إلى أسبابه الحقيقية . فكما ترجع الحوادث التي نجهل أسبابها إلى المصادفة ، كذلك ترجع الأفعال التي نجهل أسبابها الخارجية ، والداخلية إلى الحرية .

    ٥ - الرد على الفلاسفة الحتميين .
    - إذا كان هنالك وهم فإن مذهب الحتمية لا يوضح لنا هذا الوهم . نعم إن الظواهر التي يستند اليها فلاسفة الحتمية صحيحة . وما من عاقل ينكر اليوم تأثير اللاشعور في أفعال الإنسان وإراداته إلا أن هذا التأثير لا يكفي لتعليل وهم الحرية . هل يشعر السكران في شكره ، والنائم في نومه بشيء من الحرية ، إذا لم يسبق لهما شعور بذلك ، وهما في الحالة الطبيعية ؟ إنه لمن الصعب علينا أن نتصور حصول وهم الحرية عند كائن أفعاله وحركـ ركاته مقيدة بعضها ببعض ، كتقيد حر أو الإبرة المغنطيسية ، كما أنه من الصعب علينا أن نتصور حصول أوهام البصر عند الأكمه ، أو أوهام السمع عند الأبكم الأصم . فلا يمكنك إذن أن تتوهم انك حر الا اذا سبق لك الاتصاف بالحرية مرة واحدة على الأقل . ولو كان قول ( سبينوزا ) صحيحاً ، أي لو كان توهم الحرية ناشئاً عن الجهل بالأسباب الفاعلة ، لكانت الأفعال المنعكسة ، والأفعال الغريزية التي لا نشعر بأسبابها أكثر أفعالنا اتصافاً بالحرية ، الا أن التجربة تثبت لنـ ذلك ، وتبين لنا أن شعورنا بالحرية تابع لعلمنا بالأسباب ، فكلما كان علمنا بالأسباب الفاعلة أتم ، كان شعورنا بالحرية أقوى .

    ٦ - لولا الحرية لما شعرنا بأفعالنا ولا بانيتنا .
    - ونضيف الى ما تقدم أن فرضية الحتمية المطلقة لا تتعارض مع شعورنا بحريتنا فحسب ؛ بل تتعارض أيضاً مع بأفعالنا وأنيتنا . لو كانت أفعالنا مستقلة عن ذواتنا ، وكانت شخصياتنا لا تؤثر فيها أبداً ، لما اختلفت هذه الأفعال عن الأفعال الآلية المحضة . فلماذا أنسب الأفعال الأولى الى نفسي وأنكر الثانية ، وأعتقد أني غير مسؤول عنها . ذلك لأن الأفعال الأولى متصلة بشخصيتي . أما الثانية فتابعة للأسباب الخارجية التي ليس لارادتي فيها أثر . لو كانت شخصيتنا معلولة للأسباب الخارجية ، وكانت آنا قصيراً من آونة الزمان أو نوراً سريع الزوال ، تابعاً لآلية الحوادث ، لما اتصفت بالشعور الفردي ، ولما انفصلت عن الطبيعة ، ولما أمكنها أن تتخلص من قيودها ، ولا أن تعارضها لنا بفعلها ، وشعورها ، وتفكيرها ، وتثبت بذلك أنها ذات ( أنية ) مستقلة عنها . . يتضح من ذلك اذن أن الشعور بالفعل ، والشعور بالأنا ، لا يتفقان مع فرضية الحتمية المطلقة ، بل يستلزمان القول بالحرية .

    ٧ - الحرية إحدى مسلمات الشعور المباشرة : نظرية ( هنري برغسون ) .
    - ومما زاد في قوة هذه الملاحظات السابقة أنها يمكن أن تؤول على طريقة ( هنري برغسون ) المعروفة بطريقة الحدس فقد بين هذا الفيلسوف أن الحدس الداخلي لا يكشف لنا عن تساوي الضدين في الإمكان ، ولا عن أمر الإرادة المطلق في قولها للشيء كن فيكون ، ولا عن قوة إبداع الإرادة كما وصفها فلاسفة حرية الاختيار ، بل يدلنا على أن هناك سببية من نوع خاص يمكننا أن نسميها بالسببية النفسية ( Causalité psychologique ) قال ( هنري برغسون ) : أن السببية النفسية ليست مشابهة للسببية الطبيعية ، لأن السببية الطبيعية تضمن فكرة أساسية ، وهي إمكان تركيب الكل من العناصر نفسها . أما السببية النفسية فلا تتضمن شيئاً من ذلك . وتطبيق السببية الطبيعية في عالم النفس أدى إلى كثير الأخطاء التي وقع فيها فلاسفة الحتمية . ان هؤلاء الفلاسفة يقسمون الفعل الإرادي المتصل إلى عناصر متفرقة ، ويجعلون النفس مؤلفة من أحوال مختلفة خاضعة للقوانين الميكانيكية ، ويزعمون أن هذه الأحوال تعود هي بنفسها إلى مسرح الشعور من غير أن تتغير ، وان العلة نفسها تحدث المعلول نفسه . وهذه الآراء مخالفة لحقيقة الحياة النفسية التي شبهناها بنهر دائم الجريان ، أو غيوم دائمة الحركة ، أو لحن موسيقي منسجم الأصوات ، إلا أن مذهب الحتمية لم يحفل بهذه الصفات ، بل أرجع النفس إلى أجزاء فردة مستقلة ، وزعم أن هذه الأجزاء يؤثر بعضها في بعض ، وفقاً لقوانين علم الميكانيك ، وانها ترتبط بعضها ببعض ارتباطاً آلياً وفقاً لقوانين التداعي .

    لنتحرر إذن من هذه الفلسفة النفسية الجامدة ، ولنصور الحياة النفسية تصوير اً صادقاً يجمع بين اتصال الأحوال النفسية ، وبين تغيرها ، وتمازج أحوالها . اننا إذا فعلنا ذلك أدركنا أن كل حالة نفسية مفردة تتضمن النفس كلها ، وأن الجزء فيها يشتمل على الكل . انظر إلى حالة نفسية بسيطة كحالة العطف ، أو الحب ، أو البغضاء . ان فلسفة الحتمية ترجع هذه الأحوال إلى قوى خارجية مختلفة التركيب والتأثير . أما فلسفة الديمومة ، أي فلسفة ) هنري برغسون ) ، فتجعل كل حالة من هذه الأحوال البسيطة مرآة صقيلة تنعكس عليها كل أحوال النفس ، فتمتزج بها ، وتصطبغ بلون جديد غير الذي كان لهـا من من قبل . وعلى ذلك فإذا ولدت حالة نفسية واحدة ، كالعطف ، أو الرغبة ، فعلاً . الأفعال ، كان هذا الفعل ناشئاً عن النفس كلها ، لا عن تلك الحالة النفسية المفردة وحدها ، فالفعل الحر فعل صادر عن النفس كلها ، والحرية هي ( نسبة النفس المشخصة إلى الفعل
    الصادر عنها ، ( 167 ) Essai ) . ومعنى ذلك كله أن الفعل الحر لا يتولد من عامل نفسي مفرد ، بل ينشأ عن اشتراك النفس كلها في توليده ، ونسبة المريد إلى أفعاله ، كنسبة الفنان إلى آثاره ، ان في كل أثر من آثاره طابعاً خاصاً يدل على شخصيته كلها قال أفعالنا : « نحن لا تتصف بالحرية إلا عندما تصدر ( هنري برغسون ) شخصيتنا كلها ، عن أي عندما تدل أفعالنا على ذواتنا ، ويكون بينها وبين شخصيتنا مشابهة يصعب تعريفها ، كمشابهة الآثار الفنية للفنان نفسه » ) 122 - Essai ) . فالحرية إذن ظاهرة واقعية ، وليس في الظواهر الواقعية ظاهرة أوضح منها ، ( 19 - Essai ) ، لا بل هي إحدى مسلمات الشعور التي ندركها بالحدس .

    وقريب من موقف ( برغسون ) موقف ( سارتر ) الذي جاءنا بمفهوم وجودي يجعل الحرية ظاهرة من ظواهر الوعي الإنساني . وبيان ذلك أنه ليس ثمة فرق عند ( سارتر ) بين الإنسان من جهة . م ما هو كائن ، وبين الإنسان من جهة ما هو حر . قال في كتاب د الوجود والعدم ) : ان حريتي ليست صفة زائدة على وجودي ، ولا خاصة مضافة إلى طبيعتي ، وإنما هي نسيج وجودي نفسه . ذلك لأن الانسان وعي قبل كل شيء ، وهـو موجود لذاته ) Pour soi ) ، و من خواص الموجود لذاته أن يشك في وجود الشيء ، وأن ينقده ، وأن يتوقف عن الحكم عليه ، أي أن يضع نفسه خارج الأشياء ويتصور إعدامها . وهذه القدرة على تصور إعدام الأشياء ، أعني القدرة التي تفصل الانسان عن غيره من الموجودات ، التي يسميها ( سارتر ) حرية . الانسان ، لأن وجوده حر متقدم على ماهيته . وليس هنالك طبيعة إنسانية تامة التكوين ما دام كل إنسان يخلق نفسه بنفسه في كل موقف من مواقف الحياة لقدرته على الاعدام .

    المناقشة .
    - يرجع الفضل الأول إلى ( هنري برغسون ) في تناوله مسألة الحرية بالبحث في ضوء المعطيات النفسية . فقد أدرك هذا الفيلسوف أن إثبات الحرية إنما يكون بتأمل الحياة الداخلية ، لا بدراسة العالم المادي ، وان معنى الحرية مختلف عن معنى اللاتعين ، لأن الحرية أمر إيجابي ، لا بل هي : كما قال ( ديكارت ) قوة تقيد حقيقية وموجبة ، أما اللاتعين فهو أمر سلبي ، لا بل هو أمر عدمي .

    ثم ان نقد ( هنري برغسون ) لمذهب الحتمية يهدم الحتمية الميكانيكية التي قال بها التجريبيون ، ولكنه لا يبطل مفهوم الحتمية العامة ، ولا يتعارض مع فكرة الحتمية النفسية الواسعة .

    ومع ذلك فإن القسم الايجابي من هذه النظرية يسوقنا إلى شبهات غامضة لا سبيل إلى حلها . نعم ان الحرية تقتضي اشتراك الشخصية كلها في حدوث الفعل ، ولكن الشخصية التي جعلها ( هنري برغسون ميزان الحرية ليست الشخصية العاقلة ، وإنما هي ا العميقة ، شخصية الأحلام ، والشعور الغامض ، والغريزة . وعلى ذلك فإن حدس الحرية لا يقل غموضاً عن المعطمات النفسية التي يستند اليها . وكثيراً ما صرح ( هنري برغسون ) ، نفسه بأن هذا الحدس لا يعرف ، وأن المقايسة بين فلسفة الحتمية ، وفلسفة الحرية تجعل كفة الميزان مائلة إلى جهة الفلسفة الاولى ، قال : ان الحرية التي يتكلم عنها أقرب إلى حرية الاختيار ، منها إلى الحرية الأخلاقية . وقال أيضاً : هناك أحوال تدل على اننا نقرر بعض الامور بلا سبب ، ولكن فقدان الأسباب قد يكون في بعض الأحيان أعظم سبب ( 150 - Essai ) . وهذا القول يحملنا على الظن أن هنري برغسون ) ، يبحث عن الحرية حيث لا توجد الحرية . أي يبحث عنها في ميدان الأحلام ، والغرائز ، والحركات اللاارادية ، لا في النواحي النفسية العالية . قال ( بلو ) : لو كانت الحرية أمراً نفسياً شخصياً وذاتياً ، لوجب أن توجد صورتها الكاملة في الحياة النفسية العالية ، لا في الحياة النفسية الدفينة ، أعني حياة الحركات اللاارادية ، والدوافع العمياء ، والأحلام الخفية . لأن وحدتنا الحقيقية ليست قائمة على الينابيع المتفرقة التي تنبجس من أعماق النفس وتغذي الشعور ، وانما هي مؤلفة من تلاقي هذه الينابيع واجتماعها . فلا توجد الحرية اذن الاحيث يوجد التأمل ، ولا تنشق عنها أكمامها الاحيث يسيطر العقل على جميع الدوافع . أما حياة النزعات الخفية ، والغرائز الدفينة ، فهي منافية للحرية .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	٢٠٢٤٠٢١٤_٠٩٣٢٤٠.jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	141.0 كيلوبايت 
الهوية:	191237 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٢_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	120.2 كيلوبايت 
الهوية:	191238 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٣_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	128.8 كيلوبايت 
الهوية:	191239 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٤_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	116.2 كيلوبايت 
الهوية:	191240 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٥_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	126.7 كيلوبايت 
الهوية:	191241

  • #2
    Freedom and inevitability... feeling proves freedom... testimony of individual feeling - 2 -

    4 - Feeling may also deceive us in its testimony to the present.
    - If the deterministic philosophers limited themselves to denying the feeling of freedom after the action, or before it, there would still be room to say that the testimony of feeling about the present is true, except that they claimed that it is false with regard to the present, as well as with regard to the past and the future. We do not know during the act whether we act freely, or are we subject to hidden motives and motives. There are many mysterious tendencies and hidden factors that influence us and attract us without us realizing them, and how many actions we attribute to freedom of choice, which in fact arise from hidden causes independent of our will. The hypnotist who is sleeping receives an order and carries it out, and imagines that he is free to carry it out, even though he is a deaf machine subject to the will of the hypnotist. A drunk person may think that he is free when he utters some words or performs some actions, but he does not come back to his senses and deny what he said first and deny what he did. It is as if he were a carousel pushed by the air, or a magnetic needle pulled by the magnet, or a vortex that throws the thread in the direction of rotation. The rotor, the needle, and the vortex, feeling its movement to claim that it is free. The illusion of freedom is similar to the illusion of the free movement of the sun around the earth. A person thinks that he is free, just as he thinks that the sun is moving and the earth is stationary. What this means is that feeling is a deception. It deceives us when we are asleep, just as it deceives us when we are awake, and deceives us when we are sick, just as it misleads us when we are healthy. But how is this illusion generated? Why does a person think himself free when he is restricted? Spinoza answered this by saying: This illusion is born from ignorance of the reasons. We are ignorant of the external causes and internal factors, so we attribute the action to ourselves, and we imagine that we are its creators. If we contemplated it, we would return it to its true causes. Just as events whose causes we do not know are due to coincidence, so actions whose external and internal causes we do not know are due to freedom.

    5 - Response to deterministic philosophers.
    - If there is an illusion, then the doctrine of determinism does not explain this illusion to us. Yes, the phenomena that deterministic philosophers rely on are correct. No sane person today denies the influence of the unconscious on human actions and wills, but this influence is not sufficient to explain the illusion of freedom. Do a drunk person feel some freedom in his gratitude, and a sleepy person in his sleep, if they have never felt this before while they are in a normal state? It is difficult for us to imagine the illusion of freedom occurring in a being whose actions and movements are restricted to each other, like a free hand or a magnetic needle. Just as it is difficult for us to imagine the illusions of sight occurring in a blind person, or illusions of hearing in a deaf, mute person. Therefore, you cannot imagine that you are free unless you have experienced freedom at least once. If Spinoza’s statement were correct, that is, if the illusion of freedom resulted from ignorance of effective causes, then reflexive actions and instinctive actions whose causes we do not feel would be the most free of our actions. However, experience proves this and shows us that our feeling of freedom is dependent on our knowledge of the causes. The more complete our knowledge of effective causes, the stronger our feeling of freedom.

    6 - If it were not for freedom, we would not be aware of our actions or our intentions.
    We add to the above that the hypothesis of absolute determinism not only conflicts with our sense of freedom; Rather, it also conflicts with our actions and intentions. If our actions were independent of ourselves, and our personalities had no influence on them at all, these actions would not differ from purely mechanical actions. So why do I attribute the first actions to myself and deny the second, and believe that I am not responsible for them? This is because the first actions are connected to my personality. The second is due to external causes in which my will has no effect. If our personality were caused by external causes, and were a short-lived being of time or a fleeting light, dependent on the mechanism of events, it would not be characterized by individual feeling, nor would it be separated from nature, and it would not be possible for it to get rid of its restrictions, nor to oppose it to us through its action, feeling, and thinking. This proves that it is an entity (ego) independent of it. . It is clear from this, then, that feeling by action, and feeling by ego, do not agree with the hypothesis of absolute determinism, but rather require the statement of freedom.

    7 - Freedom is one of the direct axioms of feeling: Henri Bergson’s theory.
    What added to the strength of these previous observations is that they can be interpreted according to the method of Henri Bergson, known as the method of intuition. This philosopher showed that internal intuition does not reveal to us the equality of the two opposites in possibility, nor the absolute command of the will in its saying to the thing “Be” and it is, nor the The creative power of the will, as described by the philosophers of freedom of choice. Rather, it indicates to us that there is a special kind of causality that we can call psychological causality. Henri Bergson said: Psychological causality is not similar to natural causality, because natural causality includes a basic idea, which is the possibility Composing everything from the same elements. Psychological causation does not include any of that. The application of natural causality in the world of psychology led to many mistakes made by deterministic philosophers. These philosophers divide continuous voluntary action into separate elements, and make the soul composed of different states subject to mechanical laws. They claim that these states themselves return to the scene of feeling without changing, and that the same cause produces the same effect. These opinions contradict the reality of psychological life, which we likened to an ever-flowing river, or ever-moving clouds, or a musical melody with harmonious sounds. However, the doctrine of determinism was not full of these characteristics. Rather, it attributed the soul to individual, independent parts, and claimed that these parts influence each other, according to According to the laws of mechanics, they are linked to each other automatically according to the laws of association.

    Let us then be liberated from this rigid psychological philosophy, and let us depict psychological life in an honest manner that combines the connection of psychological states, their change, and the mixing of their conditions. If we do that, we will realize that every single psychological state includes the whole soul, and that the part in it includes the whole. Look at a simple psychological state such as a state of sympathy, love, or hatred. The philosophy of determinism attributes these conditions to external forces of different composition and influence. As for the philosophy of permanence, that is, the philosophy of Henri Bergson, it turns each of these simple conditions into a polished mirror upon which all the states of the soul are reflected, mixing with them, and becoming dyed in a new color other than the one they had before. Accordingly, if a single psychological state, such as sympathy or desire, generates an action. Actions: This action resulted from the entire soul, not from that single psychological state alone. Free action is an action that emanates from the entire soul, and freedom is (the relationship of the personalized soul to the action)
    Issued by it, (167) Essai). The meaning of all of this is that free action is not generated by a single psychological factor, but rather it arises from the participation of the entire soul in its generation, and the aspirant’s relationship to his actions is like the artist’s relationship to his effects, that in each of his effects there is a special character that indicates his entire personality. Our actions said: “We do not It is characterized by freedom only when (Henri Bergson) emanates our entire personality, that is, when our actions indicate our selves, and there is a similarity between them and our personality that is difficult to define, such as the similarity of the artistic works of the artist himself” (122 - Essai). Freedom, then, is a realistic phenomenon, and there is no clearer phenomenon in realistic phenomena than this (19 - Essai). Rather, it is one of the axioms of feeling that we perceive through intuition.

    Close to Bergson's position is Sartre's position, which brought us an existential concept that makes freedom a phenomenon of human consciousness. The explanation for this is that there is no difference according to Sartre between humans on the one hand. On the one hand, between what is, and between man, on the one hand, what is free. He said in the book D. Existence and Nothingness: My freedom is not an additional characteristic of my existence, nor a characteristic added to my nature, but rather it is the fabric of my existence itself. This is because man is awareness before anything else, and he exists for himself (pour soi), and one of the characteristics of what exists for itself is that he doubts the existence of a thing, criticizes it, and stops judging it, that is, he places himself outside of things and imagines their destruction. This ability to imagine the destruction of things, I mean the ability that separates man from other beings, is what Sartre calls freedom. Man, because his existence is free and precedes his essence. There is no fully formed human nature as long as every human being creates himself in every life situation due to his ability to execute.

    Discussion .
    The first credit goes to Henri Bergson in addressing the issue of freedom by researching it in light of psychological data. This philosopher realized that proving freedom can only be done by contemplating the inner life, not by studying the material world, and that the meaning of freedom is different from the meaning of uncertainty, because freedom is a positive thing. Rather, it is: as Descartes said, a real and positive restraining force, while uncertainty is a negative thing. No, it is nihilistic.

    Then, Henri Bergson's criticism of the doctrine of determinism destroys the mechanical determinism that the empiricists said, but it does not invalidate the concept of general determinism, nor does it conflict with the idea of ​​broad psychological determinism.

    However, the positive part of this theory leads us to vague doubts that cannot be resolved. Yes, freedom requires the participation of the entire personality in the occurrence of the action, but the personality that Henri Bergson made the balance of freedom is not the rational personality, but rather the deep personality, the personality of dreams, mysterious feeling, and instinct. Accordingly, the intuition of freedom is no less ambiguous than the psychological data on which it is based. Henri Bergson himself often stated that this intuition is not known, and that the comparison between the philosophy of determinism and the philosophy of freedom tilts the balance towards the first philosophy. He said: The freedom he is talking about is closer to freedom of choice than to moral freedom. He also said: There are circumstances that indicate that we decide some things without a reason, but the lack of reasons may sometimes be the greatest reason (150 - Essai). This statement leads us to think that Henri Bergson is searching for freedom where freedom does not exist. That is, he searches for it in the field of dreams, instincts, and involuntary movements, not in higher psychological aspects. Blue said: If freedom were a personal and subjective psychological matter, its full form must exist in the high psychological life, not in the buried psychological life, I mean the life of involuntary movements, blind motives, and hidden dreams. Because our true unity is not based on the separate springs that emerge from the depths of the soul and feed the feelings, but rather it is composed of the meeting and coming together of these springs. Therefore, freedom does not exist unless there is contemplation, and its sleeves do not open unless the mind controls all motives. As for the life of hidden tendencies and buried instincts, it is incompatible with freedom.

    تعليق

    يعمل...
    X