أمراض الإرادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمراض الإرادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    أمراض الإرادة

    ومما يؤيد الملاحظات السابقة أن الارادة اذا أصيبت بمرض أدى مرضها الى انحلالها ، وتفككها . ولنقسم بحثنا في ذلك قسمين :

    - الارادة الضعيفة : إذا اقتصرنا على دراسة الإرادة الضعيفة تبين لنا أن أحوالها مختلفة الأحكام .

    فمنها ما ينشأ عن فقد الاندفاع Defaut d'impulsion كحالة الذين يكونون ضعاف الحس ، وتكون فاعلية الحياة عندهم راكدة ( ١ ) .

    ومنها ما ينشأ عن فرط الإحساس كحالة الذين يكونون كثيري الانفعال .

    قال ( جان جاك روسو ) : انظر إلي وأنا هادى ، تجدني مثالاً للتواني والكسل ، فكل شيء يخيفني ، وكل أمر يرعبني . إني أخاف من طنين الذباب ، وأذعر من أقل كلمة ، أو أدنى إشارة ، ويستولي علي الخوف والحياء حتى أتمنى أن أحتجب عن الناس ، فلا أدري ماذا يجب أن أفعل ، ولا ما ينبغي أن أقول ، وإذا نظر الناس إلي تشوشت نفسي .

    ومن هذه الأحوال ما يتولد من فرط الاندفاع ، كحالة الذين يكونون سريمي الغضب ، أو يكونون عبيد رغائبهم ، فلا يستطيعون مقاومتها ، ولا التغلب عليها .

    ومنها ما ينشأ عن فقدان التفكير ، كحالة الطيش ، أو ارتباك النفس .

    ومنها ما ينشأ عن فرط التفكير ، كحالة المتردد ، أو المتحير الذي لا يستطيع أن يقرر شيئاً .

    وكثيراً ما تكون الإرادة ضعيفة عند الثائرين الذين يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية ، أو عند الفوضويين الذين لا يحبون النظام ، ولا يريدون أن يقيدوا أنفسهم بعمل دائم ، أو عند الذين لا يستطيعون الانضمام إلى جماعة من الجماعات حاضرة كانت أو غائبة . قال ( بلوندل ) : ان الظرفاء الذين لا يصلحون لمهنة من المهن ، والعمال المتعبين الجاهلين بأصول الصناعة ، والأشخاص الذين يميلون إلى جميع ا الأعمال للتلذذ بها من غير انقطاع لأحدها ، كل هؤلاء في مجتمعنا الحديث من ضعفاء الإرادة .

    ومن ضعفاء الإرادة أيضاً : المقلدون الذين يشبهون خراف ( بانورج ) في أعمالهم ، فيتبعون تقاليد غيرهم ، أو عاداتهم ، ويدورون في دائرة واحدة ، كالآلات المتحركة ، يكررون الأعمال نفسها ، وليس لهم ميل ، أو رغبة ، أو قدرة تدفعهم إلى التجديد ومنهم أيضاً المتقلبون الذين لا ثبات عندهم ، ولا شجاعة ، ولا قدرة على المغالبة " . والمجاهدة ، يتبدلون في كل لحظة ، ويتقلبون كريشة في مهب الريح . ومنهم من يكون ضعيف الإرادة لتشتت مشاعره ، وتنازع أفكاره ، وسرعة انقياده لانفعالاته ، وأهوائه ، ووساوسه . قال ( مالابر ) : ( إن هذا الاندفاع الدال على نقص في تنظيم النزعات ، وفقدان الإرادة التأملية ، وضعف قوة الوقف والكف ، إنما هو خاص بالأقوام الابتدائية ، والأطفال ، وعديمي الاتزان الفكري ، ( 1 Malapert , Ibid ) ، وكثيراً ما أشار العلماء إلى فقدان الإرادة وكثرة الاندفاع عند المتوحشين . فقد قال ( أسرتيه - Essertier ) : لا شيء أدل على شخصية الإنسان الابتدائي من عجزه عن امتلاك نفسه ، وكذلك الطفل فهو خاضع لرغائبه الموقتة ، طائش ، مشتت الفكر ، ينسى ما يقول ، ويمل مما يفعل ، أو يرخي العنان لاهوائه ووساوسه .

    ومن عجيب الاتفاق أن الميل إلى التغيير ملازم عند الطفل للتقليد الضيق ، أي لكره التجديد ( Misonic ) ، فكل مخالفة للعرف والعادة تثيره ، وكل بعد عن التقاليد يهيجه ، لأن سرعة التغير ، وشدة التمسك بالعادات القديمة هما ، كما قال ( دور كهايم ) ( ۱ ) أمران متلازمان ، ، ولكن الاندفاعات السريعة والأحوال المشتتة ، ، لا تستطيع أن تقاوم عادة من العادات الراسخة ، ولا أن تتغلب عليها وقصارى القول : إن ضعف الارادة يتولد من نقص في عناصرها المقومة ، أو من خلل في تركيبها .

    ۲ - امراض الارادة .
    - أما أمراض الارادة فقد أرجعها ( ريبو ) في كتابه ( أمراض الارادة ) إلى ثلاثة أنواع ؛ وهي :

    آ - فقد الاندفاع .
    - إن هذا المرض يتولد من فقدان قوة التحريك ، لأن النزعات قد تضعف حق تزول معها قوة الاندفاع ، ويتوقف الميل إلى الفعل ، وينشأ عن هذه الأسباب كلها حالة يسميها العلماء ) Abouli ) ، أي فقدان الارادة من أعراض هذه الحالة : أن المريض يرغب في الفعل ، ولكنه لا يستطيع إلى ذلك سبيلا . وقد يبقى وحده مستلقياً على فراشه ، أو على كرسيه زماناً طويلا من غير أن يقوم بعمل من الأعمال لضعف حسه ، وقلة تأثره ، وركود نزعاته .

    والضعف في قابلية الحس ينشأ عن انحطاط عام في وظائف الحياة . وقد يبلغ هذا الانحطاط درجة يشعر المريض معها بأنه أصبح جماداً ، أو حطبا يابساً ، كما في حالات السوداء ( المليخوليا ) ، فتبطى دورته الدموية ، وتهبط حرارته ، وتضعف حركاته .

    والمصابون بفقد الاندفاع أكثر الناس خيالاً ، فهم يدعون أنهم أقوياء الارادة ، قادرون على جلائل الأعمال ، وانهم سيتحفون الناس بكتاب جديد ، أو بمذهب جديد ، أو اختراع عظيم ، فعقولهم مفعمة بالمشاريع الجميلة ، والنيات الطيبة ، والأحلام اللذيذة ، ولكن هذه المشاريع الجميلة لا تقترن بالتنفيذ أبداً .

    ب - فرط الاندفاع .
    - والحالة الثانية هي : الاندفاع الشديد الى الفعل دون روية وفكر ، أو الفكرة الثابتة التي لا يمكن طردها من الذهن ، كالاندفاع الى ارتكاب الجنايات والانتحار ، وجنون السرقة ) Kleptomani ) . ان أعراض هذا المرض مختلفة أعراض فقد الاندفاع تماماً . لأن الملكات العقلية تكون فيه أضعف من الدوافع الحسية والانفعالية . ومتى ضعف العقل أمست الارادة آلة في يد الغرائز تسيرها كما تشاء على غير هدى . وقد تكون الدوافع المحركة شعورية ، وقد تكون لا شعورية . ولكنها في كلا الحالين متبوعة بالتنفيذ السريع . والفعل الذى يعقبها شبيه بالفعل المنعكس . قال الدكتور ( بيير جانه ) : ( اجتمعت الى خمس أمهات يوم ألقيت محاضرة في هذا الموضوع في مستشفى ( سالبترير ) ، فكانت كل واحدة منهن تقول لي وهي باكية : ان شيئاً أقوى ( منها كان يدفعها الى طعن أولادها الصغار بموسى حادة ( 19 , Pierre Janet , Les névroses ) . وقال ( دو فوغيه ) في كتابه ( الرواية الروسية ) ( ١ ) : قد تستولي هذه الطيوف على أدمغتنا كالكابوس ، ولكنها لا تنقلب الى فعل . أما في الأدمغة الروسية فإنها تنقلب الى الفعل دون مقاومة . قال ( تولستوي ) : اذا علمت أن الفكر قد يتوقف عن مراقبة اندفاع الارادة ، أدركت حالة ذلك الطفل الذي أضرم النار في بيت أبيه وهو يبتسم من غير تردد ولا خوف ، أن أباه وأمه واخوته وجميع الذين يحبهم كانوا نائمين فيه ، و اتضحت لك أيضاً حالة ذلك القروي الذي نظر الى حد الفأس المسنون ، فأمسك به وضرب به أباه وهو نائم ، ثم نظر الى الدم الجاري تحت المقعد نظرة الفضولي البليد .

    ج - بطلان الارادة ، عالم الوساوس .
    - كثيراً ما تنحل الارادة انحلالاً تاماً ، فيتولد من ذلك حالة يسميها العلماء حالة التشويش ، أو فقدان التوازن ، أو الفوضى ( ريبو ، أمراض الارادة ، ص ۱۱۹ ) ، وهي شبيهة بالحالة التي كان العلماء يسمونها بالخبل . فمن أعراض هذه الحالة : أن المريضة تنتقل فيها بصورة عجيبة من السرور الى الحزن ، ومن الضحك الى البكاء ، و من الرحمة الى القسوة ، بحيث تعجز عن كبح جماح نفسها ، أو السيطرة على حركاتها ، أو مقاومة دوافعها المتعارضة ( 118 ) - فحالتها شبيهة اذن بحالة الطفل . وقد يؤدي هذا التشويش في توازن النزعات الى فناء الارادة ، كما في حالة الوجد ( Extase ) ، أو الجولان في النوم .

    ينتج مما تقدم أن أمراض الارادة ملازمة على العموم لضعف التركيب الذهني ، وهي ظاهرة من طواهر الانحطاط النفسي ( Psychasthenie ) المصحوب بفقدان الشعور بالواقع ( Fonction du réel ) . قال ( ريبو ) : ( إن هؤلاء المرضى يتصورون الشيء ويرغبون فيه ، ويريدونه بنفوسهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يقوموا به بالفعل » . وكثيراً ما يتصف فقدان الارادة بصفة خاصة كفقدان الارادة المهنية ( Aboulic professionnelle ) فيكره المريض مهنته ويحتقرها ، ويصيبه ما أصاب تلك الفتاة التي غيرت مهنتها خمس عشرة مرة ، وانتدبت لثلاثين وظيفة في مدة تسع سنوات . ثم إن هذه الأمراض مصحوبة على الأكثر بفقدان الحس الاجتماعي ، فإذا كلف المريض القيام ببعض الأعمال أمام الناس عجز عن تنفيذها . وضعفاء الارادة ينقطعون على الأغلب إلى نفوسهم ، وينطوون على ذواتهم ، ويعيشون حياة داخلية محضة .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٠.٤٢_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	86.1 كيلوبايت 
الهوية:	191192 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٠.٤٤_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	123.1 كيلوبايت 
الهوية:	191193 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٠.٤٥_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	114.7 كيلوبايت 
الهوية:	191194 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١١.٤٣_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	125.0 كيلوبايت 
الهوية:	191195 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١١.٤٥.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	37.1 كيلوبايت 
الهوية:	191196

  • #2
    Diseases of the will

    What supports the previous observations is that if the will is afflicted with a disease, its disease leads to its dissolution and disintegration. We will divide our research into two parts:

    - Weak will: If we limit ourselves to studying the weak will, it will become clear to us that its conditions differ in rulings.

    Some of them result from a loss of impulsion, such as the case of those who have weak senses and whose life activity is stagnant (1).

    Some of them result from hypersensitivity, such as the case of those who are very emotional.

    Jean-Jacques Rousseau said: Look at me when I am calm, and you will find that I am an example of laziness and laziness. Everything scares me, and every thing terrifies me. I am afraid of the buzzing of flies, and I am terrified by the slightest word or the slightest sign. Fear and shyness take over me until I wish to hide from people. I do not know what I should do or what I should say, and if people look at me I become confused.

    Among these conditions are those that result from excessive impulsiveness, such as the state of those who are extremely angry, or are slaves to their desires, and are unable to resist them or overcome them.

    Some of them result from loss of thinking, such as a state of recklessness or confusion of mind.

    Some of them result from overthinking, such as the case of someone who is hesitant or confused who cannot decide anything.

    The will is often weak among revolutionaries who live on the margins of social life, or among anarchists who do not like order and do not want to limit themselves to permanent work, or among those who are unable to join a group, whether present or absent. Blundell said: The gentlemen who are not fit for any profession, the tired workers who are ignorant of the principles of industry, and the people who tend to all jobs to enjoy them without interruption to any of them, all of these people in our modern society are weak-willed.

    Also among the weak-willed are the imitators who resemble the sheep (Panurge) in their actions, so they follow the traditions or customs of others, and revolve in one circle, like moving machines, repeating the same actions, and they have no inclination, desire, or ability that prompts them to innovate, and among them are also the fickle ones who They have no steadfastness, no courage, and no ability to prevail. They change every moment and fluctuate like a feather in the wind. Some of them are weak-willed due to the dispersion of their feelings, the conflict of their thoughts, and the quickness to give in to their emotions, whims, and obsessions. (Malabar) said: (This impulsiveness, which indicates a lack of regulation of tendencies, a loss of contemplative will, and a weak ability to stop and desist, is only specific to elementary people, children, and those lacking intellectual balance (1 Malapert, Ibid). Scientists have often pointed out the loss of will and excessive impulsiveness among savages. Essertier said: Nothing is more indicative of the character of a primary human being than his inability to possess himself, and the same applies to the child, who is subject to his temporary desires, reckless, distracted in thought, forgets what he says, gets bored with what he does, or gives free rein to his whims and obsessions.

    It is strange to agree that the tendency to change is inherent in the child to narrow imitation, that is, to hate innovation (misonic), so every violation of custom and habit excites him, and every distance from tradition irritates him, because the speed of change and the intensity of adherence to old customs are, as Dor Kheim said (1). (Two things go hand in hand, but rapid impulses and scattered situations cannot resist an established habit, nor overcome it. In short, a weak will results from a deficiency in its valorizing elements, or from a defect in its composition.

    2 - Diseases of the will.
    As for diseases of the will, Ribot attributed them in his book (Diseases of the Will) to three types: Which :

    A - Loss of motivation.
    This disease results from the loss of the power of motivation, because the inclinations may weaken and the power of the impulse disappears along with them, and the inclination to act ceases. All of these reasons result in a condition that scholars call “Abouli,” that is, the loss of will. One of the symptoms of this condition is that the patient desires to act. But he cannot do that. He may remain alone lying on his bed, or in his chair, for a long time without performing any action due to his weak senses, lack of affect, and stagnation of his tendencies.

    Weakness in sensory ability results from a general decline in life functions. This deterioration may reach a point where the patient feels that he has become an inanimate object, or dry wood, as in cases of melicholia, so his blood circulation slows down, his temperature drops, and his movements weaken.

    Those who suffer from a lack of motivation are the most imaginative people. They claim that they are strong-willed and capable of great deeds, and that they will amaze people with a new book, or a new doctrine, or a great invention. Their minds are full of beautiful projects, good intentions, and delicious dreams, but these beautiful projects are not accompanied by implementation. never .

    B - Excessive impulsiveness.
    The second case is: an intense rush to act without deliberation or thought, or a fixed idea that cannot be expelled from the mind, such as the rush to commit felonies, suicide, and theft madness (kleptomani). The symptoms of this disease are different from the symptoms of complete loss of impulsivity. Because the mental faculties are weaker than the sensory and emotional motivations. When the mind weakens, the will becomes a machine in the hands of instincts that directs it as it pleases without guidance. The driving motives may be emotional, or they may be subconscious. But in both cases, it is followed by rapid implementation. The action that follows it is similar to the reflex action. Dr. Pierre Jeanne said: “I gathered with five mothers the day I gave a lecture on this subject at Salpetriere Hospital, and each one of them was telling me while crying: Something stronger than her was pushing her to stab her young children with a sharp razor (19, Pierre Jeanne). Janet, Les Névroses. De Voguet said in his book (The Russian Novel) (1): These specters may take over our brains like a nightmare, but they do not turn into action. As for the Russian brains, they turn into action without resistance. Tolstoy said. If you knew that thought may cease to monitor the impulse of the will, you would realize the condition of that child who set fire to his father’s house while smiling without hesitation or fear, that his father, his mother, his brothers, and all those he loved were sleeping in it, and the condition of that villager who looked To the point of a sharpened axe, so he grabbed it and hit his father with it while he was sleeping, then he looked at the blood flowing under the seat with a curious and dull look.

    C - Invalidation of the will, the world of obsessions.
    The will often dissolves completely, resulting in a state that scholars call a state of confusion, loss of balance, or chaos (Ribot, Diseases of the Will, p. 119), which is similar to the state that scholars used to call dementia. One of the symptoms of this condition is that the patient moves in a strange way from happiness to sadness, from laughter to crying, and from compassion to cruelty, to the point that she is unable to restrain herself, control her movements, or resist her conflicting impulses (118) - so her condition is similar to that. In the child's condition. This disturbance in the balance of tendencies may lead to the annihilation of the will, as in the case of ecstasy, or wandering into sleep.

    It follows from the above that diseases of the will are generally associated with a weak mental structure, and it is a phenomenon of psychological decline (Psychasthenie) accompanied by a loss of the sense of reality (Fonction du réel). Ribot said: “These patients imagine something, desire it, and want it in their souls, but they are unable to actually carry it out.” The loss of will is often characterized in a particular way, such as the loss of professional will (Aboulic professionnelle). The patient hates and despises his profession, and what happened to that girl befalls him. She changed her profession fifteen times and was assigned to thirty jobs in a period of nine years. Moreover, these diseases are accompanied at most by a loss of social sense, so if the sick person is assigned to do some work in front of people, he will be unable to carry it out. Those with weak will most often withdraw into themselves and withdraw into themselves. They live a purely internal life.

    تعليق

    يعمل...
    X