العامل الذاتي .. حقيقة الإرادة
حقيقة الإرادة
د - العامل الذاتي
تدل دراسة العوامل الذاتية على أن للإرادة وظيفتين : هما وظيفة التركيب ووظيفة التحليل .
١ - وظيفة التركيب .
- تشتمل قوة الارادة على درجة عالية من التركيب الذهني ، لأنها - كما رأينا .. تختلف عن الاندفاع البسيط والرغبة ، فالفعل الارادي ليس متولداً من نزعة بسيطة ، أو تصور واحد ، وانما هو ناشيء عن جملة من النزعات ، والانفعالات ، والتصورات . قال ( ريبو ) :
( لا يقوم الفعل الارادي الكامل على قلب احدى الحالات الشعورية الى حركة فحسب ؛ بل يقوم على تعبئة جميع الأحوال الشعورية واللاشعورية التي تتألف منها النفس في لحظة معينة من الزمان ( Ribot , Maladies de la volonté , 32 - 33 ) .
ومعنى ذلك أن الفعل الارادي ليس متولد آمن مرجح واحد ( Motif prépondérant ) .
( لأن هذا المرجح المسيطر ليس سوى قسم من العلة ؛ ولأنه لا يؤثر في الفعل الامن جهة ما هو منتخب ، أي من حيث هو جزء متكامل مع سائر أحوال النفس في لحظة معينة من الزمان أعني من حيث اندماجه في نزعات السجية ، وتأليفه معها وحدة نفسية تامة ) .
فالباعث أو العامل الراجح لا يعين الفعل الارادي ، ولا يحدده الا اذا كان مصحوباً بتفتح الشعور ، مندمجاً في جماع شخصيتنا ، ومتحداً بالتصورات المشتركة الممازجة لأعظم ما في ذواتنا من صفات فردية .
ثم ان الفعل الارادي اختراع ، أو فعل نفسي جديد ، يصدر عن شخصيتنا كلها . قال ( بيير جانه ) : ( ان الفعل الارادي فعل جديد وهو يجمع العناصر النفسية الموافقة للظروف الجديدة ، ويركبها تركيباً لا عهد لها به من قبل )
(tal des hystériques , 28 Jane , Etat men - )
٢ - وظيفة التحليل .
- كل تركيب فهو مبني على تحليل ، والارادة لا تختلف في ذلك عن غيرها من الوظائف النفسية العالية . ففي أفعال النية يستخدم المرء حركات آلية ، أو غير ارادية متصلة بعادات سابقة . أما في الأفعال الارادية الحقيقية فإن المرء يفكك الآليات السابقة ، والحركات اللاإرادية ، ويسير في طريق مضاد للعادات القديمة ، حق يتحرر منها ويرجع الى أوائلها . وقد بين العلماء أن ضرورة الرجوع الى أوائل العادات القديمة تحول بيننا وبين اكتساب العادات الجديدة . وبين ( ملينان ) أن الارادة قوة تجديد و أن هذه الصفة ملازمة لها في كل فعل .
قال ( ملينان ) :
( اننا لا نحتاج في الكتابة العادية الى جهد ارادي ، ولكننا اذا صغرنا الخط ، أو كبرنا الحروف ، احتجنا الى عمل الارادة . لا شيء أسهل من الكلام بصوت عادي ، حق لقد يحدث ذلك عفواً . ولكن الكلام أمام المريض بصوت منخفض حرصاً على راحته انما هو عمل ارادي . وكذلك اذا قلت لمستفسر عن صحتك : ( شكراً ) أو ( الحمد لله ) لم يتطلب قولك هذا عملا اراديا ، ولكنك اذا أجبت عن ذلك بكلمة غير مبتذلة احتجت الى شيء من الجهد ) .
فالارادة تغير الأوضاع القديمة ، وتبدل الحركات الآلية السابقة ، وكلما كانت الأعمال التي نريد انجازها أكثر تعقيداً ، كانت قوة التحليل الارادي أعظم ، كالتحليل الذي يقوم به المرء عند تغيير نمط حياته ، أو انتخاب مهنته ، أو تبديل نظام من الأنظة المحيطة به . اننا في هذه الحالة نقطع صلتنا بالماضي ، ونبني لأنفسنا عالماً جديداً .
حقيقة الإرادة
د - العامل الذاتي
تدل دراسة العوامل الذاتية على أن للإرادة وظيفتين : هما وظيفة التركيب ووظيفة التحليل .
١ - وظيفة التركيب .
- تشتمل قوة الارادة على درجة عالية من التركيب الذهني ، لأنها - كما رأينا .. تختلف عن الاندفاع البسيط والرغبة ، فالفعل الارادي ليس متولداً من نزعة بسيطة ، أو تصور واحد ، وانما هو ناشيء عن جملة من النزعات ، والانفعالات ، والتصورات . قال ( ريبو ) :
( لا يقوم الفعل الارادي الكامل على قلب احدى الحالات الشعورية الى حركة فحسب ؛ بل يقوم على تعبئة جميع الأحوال الشعورية واللاشعورية التي تتألف منها النفس في لحظة معينة من الزمان ( Ribot , Maladies de la volonté , 32 - 33 ) .
ومعنى ذلك أن الفعل الارادي ليس متولد آمن مرجح واحد ( Motif prépondérant ) .
( لأن هذا المرجح المسيطر ليس سوى قسم من العلة ؛ ولأنه لا يؤثر في الفعل الامن جهة ما هو منتخب ، أي من حيث هو جزء متكامل مع سائر أحوال النفس في لحظة معينة من الزمان أعني من حيث اندماجه في نزعات السجية ، وتأليفه معها وحدة نفسية تامة ) .
فالباعث أو العامل الراجح لا يعين الفعل الارادي ، ولا يحدده الا اذا كان مصحوباً بتفتح الشعور ، مندمجاً في جماع شخصيتنا ، ومتحداً بالتصورات المشتركة الممازجة لأعظم ما في ذواتنا من صفات فردية .
ثم ان الفعل الارادي اختراع ، أو فعل نفسي جديد ، يصدر عن شخصيتنا كلها . قال ( بيير جانه ) : ( ان الفعل الارادي فعل جديد وهو يجمع العناصر النفسية الموافقة للظروف الجديدة ، ويركبها تركيباً لا عهد لها به من قبل )
(tal des hystériques , 28 Jane , Etat men - )
٢ - وظيفة التحليل .
- كل تركيب فهو مبني على تحليل ، والارادة لا تختلف في ذلك عن غيرها من الوظائف النفسية العالية . ففي أفعال النية يستخدم المرء حركات آلية ، أو غير ارادية متصلة بعادات سابقة . أما في الأفعال الارادية الحقيقية فإن المرء يفكك الآليات السابقة ، والحركات اللاإرادية ، ويسير في طريق مضاد للعادات القديمة ، حق يتحرر منها ويرجع الى أوائلها . وقد بين العلماء أن ضرورة الرجوع الى أوائل العادات القديمة تحول بيننا وبين اكتساب العادات الجديدة . وبين ( ملينان ) أن الارادة قوة تجديد و أن هذه الصفة ملازمة لها في كل فعل .
قال ( ملينان ) :
( اننا لا نحتاج في الكتابة العادية الى جهد ارادي ، ولكننا اذا صغرنا الخط ، أو كبرنا الحروف ، احتجنا الى عمل الارادة . لا شيء أسهل من الكلام بصوت عادي ، حق لقد يحدث ذلك عفواً . ولكن الكلام أمام المريض بصوت منخفض حرصاً على راحته انما هو عمل ارادي . وكذلك اذا قلت لمستفسر عن صحتك : ( شكراً ) أو ( الحمد لله ) لم يتطلب قولك هذا عملا اراديا ، ولكنك اذا أجبت عن ذلك بكلمة غير مبتذلة احتجت الى شيء من الجهد ) .
فالارادة تغير الأوضاع القديمة ، وتبدل الحركات الآلية السابقة ، وكلما كانت الأعمال التي نريد انجازها أكثر تعقيداً ، كانت قوة التحليل الارادي أعظم ، كالتحليل الذي يقوم به المرء عند تغيير نمط حياته ، أو انتخاب مهنته ، أو تبديل نظام من الأنظة المحيطة به . اننا في هذه الحالة نقطع صلتنا بالماضي ، ونبني لأنفسنا عالماً جديداً .
تعليق