حقيقة العادة .. العادة
حقيقة العادة
إن بعض صفات العادة تذكرنا بالقصور الذاتي ( Inerti ) ، وبعض صفاتها الاخرى تذكرنا بالحرية . لذلك انقسم الفلاسفة في بيان حقيقة العادة إلى فريقين : فالفريق الأول يزعم أن التكيف الحيوي ، والحركات الآلية ، لا تستلزم الارادة ، بل تخضع لقوانين علم الميكانيكا ، والفيزياء ، والكيمياء ، ومنافع الأعضاء . ونطاق العادة عندهم واسع جداً ، وهو يشمل الأحياء ، وغير الأحياء . والفريق الثاني يزعم أن العادة متصلة بالارادة ، والعقل ، وانها بنت الحرية . فهي إذن مقصورة عندهم على الكائنات الحية ، لأنها ليست تغيراً ماديا فحسب ، وإنما هي توجيه فاعلية الحياة إلى غاية مقصودة . ولنبحث الآن في كل من هذين المذهبين .
آ - النظرية الحيوية
العادة خاصة من خواص الأحياء
قال ( ارسطو ) : العادة خاصة من خواص الأحياء ، فالحجر لا يتعلم الصعود وإن القيته في الفضاء ألف مرة ، كما أن لهب النار لا يتعود الهبوط ، فالعادة ملازمة إذن لتلقائية الحياة ، لا بل هي ملازمة للفردية ، أعني الفردية المرنة ، التي لا تتغير إلا للتغلب على المؤثرات الخارجية . والعمل يطبع الحياة بطابعه الخاص ، فيخلق طبيعة جديدة . وهكذا تقلد الفاعلية نظام الطبيعة في توليد الحركات المتتابعة ، لأن الطبيعة نفسها تتولد بالتكرار . فالعادة إذن فاعلية ، أو فعل يطبع الطبيعة بطابع خاص .
رأي ليبنيز .
- وفي تاريخ الفلسفة آراء كثيرة شبيهة برأي ( ارسطو ) ، فمنها رأي ( ليبنيز ) الذي أرجع العادة إلى الادراكات الصغرى . قال : « إن الحاضر مثقل بالماضي ، ، ومعنى ذلك أن الادراك ، كبيراً كان ، أو صغيراً ، يبقى في النفس ، وينضم إلى الأحوال السابقة فيضخمها . فالعادة إذن ذاكرة ، لا بل هي اغتناء الحياة النفسية بالحياة النفسية ( 502 Roustan , p ) .
نظرية رافسون .
- ومن هذه المذاهب مذهب ( رافسون ) الذي اقتبست عناصره من فلسفة ( ارسطو ) ، و ( ليبنيز ) ، و ( مين ( دوبیران . قال : إن العادة تقلب العقل والحرية إلى الطبيعة والضرورة . فالنتيجة العامة لاستمرار كل تغير ، أو تكرره ، هي أن الفعل إذا بقي خف تأثيره شيئاً فشيئاً ، وكلما استعاد الكائن الحي حركة صادرة عن طبيعته زاد ميله إلى استرجاعها ، والحركة التي تأتيه من العالم الخارجي تصبح بالتكرار ذاتية له ، مختصة به ، فتقل القابلية وتزداد التلقائية ، ذلك هو القانون العام للعادة ، فإذا كانت طبيعة الحياة تقوم على تغلب التلقائية على القابلية ، فالعادة لا تشترط وجود الطبيعة فحسب ، بل تنمو بنموها ، وتفيض في اتجاهها . فهي إذن تقليد الفاعلية الحرة للآلية الأصل في كل طبيعة ، لا بل قد تكون الآلية نفسها ناشئة عن الارادة وقد تكون هي . وتأثير العقل .
قال ( رافسون ) : ( لا فرق بين العادة والطبيعة إلا في الدرجة ، ويمكن إنقاص هذا الفرق إلى غير نهاية ، كالجهد بين الفعل والانفعال ، كذلك المادة هي النهاية المشتركة أو الحد الأوسط بين الارادة ، والطبيعة ، وهذا الحد الأوسط متحرك ؛ ينتقل دون انقطاع ، ويتقدم رويداً رويداً من طرف إلى آخر . إذن العادة هي التفاضل اللانهائي ، أو التمام الحركي بين الارادة ، والطبيعة ، والطبيعة هي الحد النهائي لتناقص العادة ) .
وقال أيضاً : ( حينما تهبط العادة من نواحي الشعور المنيرة ، تحمل النور معها إلى أعماق الطبيعة وليلها الحالك . فهي إذن طبيعة مكتسبة ، لا بل طبيعة ثانية ، ترجع في النهاية إلى الطبيعة الأولى ) ( ١ ) .
حقيقة العادة
إن بعض صفات العادة تذكرنا بالقصور الذاتي ( Inerti ) ، وبعض صفاتها الاخرى تذكرنا بالحرية . لذلك انقسم الفلاسفة في بيان حقيقة العادة إلى فريقين : فالفريق الأول يزعم أن التكيف الحيوي ، والحركات الآلية ، لا تستلزم الارادة ، بل تخضع لقوانين علم الميكانيكا ، والفيزياء ، والكيمياء ، ومنافع الأعضاء . ونطاق العادة عندهم واسع جداً ، وهو يشمل الأحياء ، وغير الأحياء . والفريق الثاني يزعم أن العادة متصلة بالارادة ، والعقل ، وانها بنت الحرية . فهي إذن مقصورة عندهم على الكائنات الحية ، لأنها ليست تغيراً ماديا فحسب ، وإنما هي توجيه فاعلية الحياة إلى غاية مقصودة . ولنبحث الآن في كل من هذين المذهبين .
آ - النظرية الحيوية
العادة خاصة من خواص الأحياء
قال ( ارسطو ) : العادة خاصة من خواص الأحياء ، فالحجر لا يتعلم الصعود وإن القيته في الفضاء ألف مرة ، كما أن لهب النار لا يتعود الهبوط ، فالعادة ملازمة إذن لتلقائية الحياة ، لا بل هي ملازمة للفردية ، أعني الفردية المرنة ، التي لا تتغير إلا للتغلب على المؤثرات الخارجية . والعمل يطبع الحياة بطابعه الخاص ، فيخلق طبيعة جديدة . وهكذا تقلد الفاعلية نظام الطبيعة في توليد الحركات المتتابعة ، لأن الطبيعة نفسها تتولد بالتكرار . فالعادة إذن فاعلية ، أو فعل يطبع الطبيعة بطابع خاص .
رأي ليبنيز .
- وفي تاريخ الفلسفة آراء كثيرة شبيهة برأي ( ارسطو ) ، فمنها رأي ( ليبنيز ) الذي أرجع العادة إلى الادراكات الصغرى . قال : « إن الحاضر مثقل بالماضي ، ، ومعنى ذلك أن الادراك ، كبيراً كان ، أو صغيراً ، يبقى في النفس ، وينضم إلى الأحوال السابقة فيضخمها . فالعادة إذن ذاكرة ، لا بل هي اغتناء الحياة النفسية بالحياة النفسية ( 502 Roustan , p ) .
نظرية رافسون .
- ومن هذه المذاهب مذهب ( رافسون ) الذي اقتبست عناصره من فلسفة ( ارسطو ) ، و ( ليبنيز ) ، و ( مين ( دوبیران . قال : إن العادة تقلب العقل والحرية إلى الطبيعة والضرورة . فالنتيجة العامة لاستمرار كل تغير ، أو تكرره ، هي أن الفعل إذا بقي خف تأثيره شيئاً فشيئاً ، وكلما استعاد الكائن الحي حركة صادرة عن طبيعته زاد ميله إلى استرجاعها ، والحركة التي تأتيه من العالم الخارجي تصبح بالتكرار ذاتية له ، مختصة به ، فتقل القابلية وتزداد التلقائية ، ذلك هو القانون العام للعادة ، فإذا كانت طبيعة الحياة تقوم على تغلب التلقائية على القابلية ، فالعادة لا تشترط وجود الطبيعة فحسب ، بل تنمو بنموها ، وتفيض في اتجاهها . فهي إذن تقليد الفاعلية الحرة للآلية الأصل في كل طبيعة ، لا بل قد تكون الآلية نفسها ناشئة عن الارادة وقد تكون هي . وتأثير العقل .
قال ( رافسون ) : ( لا فرق بين العادة والطبيعة إلا في الدرجة ، ويمكن إنقاص هذا الفرق إلى غير نهاية ، كالجهد بين الفعل والانفعال ، كذلك المادة هي النهاية المشتركة أو الحد الأوسط بين الارادة ، والطبيعة ، وهذا الحد الأوسط متحرك ؛ ينتقل دون انقطاع ، ويتقدم رويداً رويداً من طرف إلى آخر . إذن العادة هي التفاضل اللانهائي ، أو التمام الحركي بين الارادة ، والطبيعة ، والطبيعة هي الحد النهائي لتناقص العادة ) .
وقال أيضاً : ( حينما تهبط العادة من نواحي الشعور المنيرة ، تحمل النور معها إلى أعماق الطبيعة وليلها الحالك . فهي إذن طبيعة مكتسبة ، لا بل طبيعة ثانية ، ترجع في النهاية إلى الطبيعة الأولى ) ( ١ ) .
تعليق