حقيقة العادة .. العادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة العادة .. العادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    حقيقة العادة .. العادة

    حقيقة العادة

    إن بعض صفات العادة تذكرنا بالقصور الذاتي ( Inerti ) ، وبعض صفاتها الاخرى تذكرنا بالحرية . لذلك انقسم الفلاسفة في بيان حقيقة العادة إلى فريقين : فالفريق الأول يزعم أن التكيف الحيوي ، والحركات الآلية ، لا تستلزم الارادة ، بل تخضع لقوانين علم الميكانيكا ، والفيزياء ، والكيمياء ، ومنافع الأعضاء . ونطاق العادة عندهم واسع جداً ، وهو يشمل الأحياء ، وغير الأحياء . والفريق الثاني يزعم أن العادة متصلة بالارادة ، والعقل ، وانها بنت الحرية . فهي إذن مقصورة عندهم على الكائنات الحية ، لأنها ليست تغيراً ماديا فحسب ، وإنما هي توجيه فاعلية الحياة إلى غاية مقصودة . ولنبحث الآن في كل من هذين المذهبين .

    آ - النظرية الحيوية

    العادة خاصة من خواص الأحياء

    قال ( ارسطو ) : العادة خاصة من خواص الأحياء ، فالحجر لا يتعلم الصعود وإن القيته في الفضاء ألف مرة ، كما أن لهب النار لا يتعود الهبوط ، فالعادة ملازمة إذن لتلقائية الحياة ، لا بل هي ملازمة للفردية ، أعني الفردية المرنة ، التي لا تتغير إلا للتغلب على المؤثرات الخارجية . والعمل يطبع الحياة بطابعه الخاص ، فيخلق طبيعة جديدة . وهكذا تقلد الفاعلية نظام الطبيعة في توليد الحركات المتتابعة ، لأن الطبيعة نفسها تتولد بالتكرار . فالعادة إذن فاعلية ، أو فعل يطبع الطبيعة بطابع خاص .

    رأي ليبنيز .
    - وفي تاريخ الفلسفة آراء كثيرة شبيهة برأي ( ارسطو ) ، فمنها رأي ( ليبنيز ) الذي أرجع العادة إلى الادراكات الصغرى . قال : « إن الحاضر مثقل بالماضي ، ، ومعنى ذلك أن الادراك ، كبيراً كان ، أو صغيراً ، يبقى في النفس ، وينضم إلى الأحوال السابقة فيضخمها . فالعادة إذن ذاكرة ، لا بل هي اغتناء الحياة النفسية بالحياة النفسية ( 502 Roustan , p ) .

    نظرية رافسون .
    - ومن هذه المذاهب مذهب ( رافسون ) الذي اقتبست عناصره من فلسفة ( ارسطو ) ، و ( ليبنيز ) ، و ( مين ( دوبیران . قال : إن العادة تقلب العقل والحرية إلى الطبيعة والضرورة . فالنتيجة العامة لاستمرار كل تغير ، أو تكرره ، هي أن الفعل إذا بقي خف تأثيره شيئاً فشيئاً ، وكلما استعاد الكائن الحي حركة صادرة عن طبيعته زاد ميله إلى استرجاعها ، والحركة التي تأتيه من العالم الخارجي تصبح بالتكرار ذاتية له ، مختصة به ، فتقل القابلية وتزداد التلقائية ، ذلك هو القانون العام للعادة ، فإذا كانت طبيعة الحياة تقوم على تغلب التلقائية على القابلية ، فالعادة لا تشترط وجود الطبيعة فحسب ، بل تنمو بنموها ، وتفيض في اتجاهها . فهي إذن تقليد الفاعلية الحرة للآلية الأصل في كل طبيعة ، لا بل قد تكون الآلية نفسها ناشئة عن الارادة وقد تكون هي . وتأثير العقل .

    قال ( رافسون ) : ( لا فرق بين العادة والطبيعة إلا في الدرجة ، ويمكن إنقاص هذا الفرق إلى غير نهاية ، كالجهد بين الفعل والانفعال ، كذلك المادة هي النهاية المشتركة أو الحد الأوسط بين الارادة ، والطبيعة ، وهذا الحد الأوسط متحرك ؛ ينتقل دون انقطاع ، ويتقدم رويداً رويداً من طرف إلى آخر . إذن العادة هي التفاضل اللانهائي ، أو التمام الحركي بين الارادة ، والطبيعة ، والطبيعة هي الحد النهائي لتناقص العادة ) .

    وقال أيضاً : ( حينما تهبط العادة من نواحي الشعور المنيرة ، تحمل النور معها إلى أعماق الطبيعة وليلها الحالك . فهي إذن طبيعة مكتسبة ، لا بل طبيعة ثانية ، ترجع في النهاية إلى الطبيعة الأولى ) ( ١ ) .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٥_1(2).jpg 
مشاهدات:	17 
الحجم:	83.9 كيلوبايت 
الهوية:	190605 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٧_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	116.9 كيلوبايت 
الهوية:	190606 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٨_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	66.0 كيلوبايت 
الهوية:	190607

  • #2
    The truth about habit... habit

    The truth of habit

    Some of the characteristics of habit remind us of inertia, and some of its other characteristics remind us of freedom. Therefore, philosophers are divided in explaining the truth of habit into two groups: The first group claims that biological adaptation and mechanical movements do not require will, but rather are subject to the laws of mechanics, physics, chemistry, and the benefits of organs. Their scope of custom is very broad, and it includes living and non-living people. The second group claims that habit is connected to the will and mind, and that it is the daughter of freedom. Therefore, according to them, it is limited to living organisms, because it is not only a material change, but rather it is directing the activity of life to an intended goal. Let us now examine each of these two doctrines.

    A - Biological theory

    Habit is a particular characteristic of living things

    Aristotle said: Habit is a particular characteristic of living things. A stone does not learn to rise even if you throw it into space a thousand times, just as a flame of fire does not become accustomed to falling. Habit is therefore inherent to the spontaneity of life. Rather, it is inherent to individuality, I mean flexible individuality, which only changes. To overcome external influences. Work imprints life with its own character, creating a new nature. Thus, activity imitates the system of nature in generating successive movements, because nature itself is generated by repetition. Habit is therefore an activity or action that imprints nature with a special character.

    Leibniz's opinion.
    In the history of philosophy, there are many opinions similar to the opinion of Aristotle, including the opinion of Leibniz, who attributed the habit to minor perceptions. He said: “The present is burdened by the past, and what this means is that perception, whether great or small, remains in the soul, and joins with previous conditions and amplifies them. Habit is therefore a memory, rather it is the enrichment of psychological life with psychological life (Roustan, p. 502).

    Raphson's theory.
    Among these doctrines is the doctrine of (Raphson), whose elements were borrowed from the philosophy of (Aristotle), (Leibniz), and (Maine) Doberand. He said: Habit turns reason and freedom into nature and necessity. The general result of the continuation of every change, or its repetition, is that If the action persists, its effect diminishes little by little, and whenever a living being regains a movement emanating from its nature, its tendency to restore it increases, and the movement that comes to it from the outside world becomes with repetition personal to it, specific to it, so the ability decreases and spontaneity increases. This is the general law of habit. If the nature of life is It is based on the victory of spontaneity over ability. Habit does not only condition the existence of nature, but rather grows with its growth and flows in its direction. It is therefore an imitation of the free effectiveness of the fundamental mechanism in every nature. Indeed, the mechanism itself may arise from the will, and it may be the influence of the mind.

    (Raphson) said: (There is no difference between habit and nature except in degree, and this difference can be reduced indefinitely, just like the effort between action and emotion. Likewise, matter is the common limit or the middle limit between will and nature, and this middle limit is moving; it moves without interruption. It advances little by little from one extreme to the other. Thus, habit is the infinite differentiation, or dynamic completion, between will and nature, and nature is the final limit of the decrease of habit.

    He also said: (When habit descends from the luminous aspects of feeling, it carries the light with it into the depths of nature and its dark night. Therefore, it is an acquired nature, or even a second nature, that returns in the end to the first nature) (1).

    تعليق

    يعمل...
    X