اكتساب العادات .. العادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اكتساب العادات .. العادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    اكتساب العادات .. العادة

    ٢ - اكتساب العادات

    ماهي العوامل المؤثرة في اكتساب العادات ؟
    لقد بحث الفلاسفة في هذه العوامل بحثاً نظريا مسهباً . فمنهم من قال بضرورة التكرار ، ومنهم من أنكر ضرورته ، ومنهم من قال بضرورة الارادة ، ومنهم من أنكرها . ولنناقش الآن بعض هذه الآراء النظرية :

    آ - الاراء النظرية

    وظيفة التكرار .
    - كان ( ارسطو ) يقول : العادة بنت التكرار . فالتكرار إذن عامل أساسي في تكوين العادة ، لأن المادة قلما تكونت بمرة واحدة ، والعادات الفاعلة ، كمادة الكتابة ، والعزف على آلات الموسيقى ، أو الضرب على الآلة الكاتبة ، والعادات الحيوية ، كاعتياد المعدة نظاماً خاصاً ، والجسم إقليما حاراً ، أو بارداً ، أو معتدلاً ، كلها تحتاج إلى التكرار ، إلا أن التكرار الذي تقتضيه العادات الحيوية ليس تكراراً حقيقياً ، وإنما هو تمديد للمؤثر . وقد لاحظ بعض العلماء وقد لاحظ بعض العلماء أن العادة لا تحتاج إلى تكرار الفعل عدة مرات ، بل ربما تم اكتسابها من أول مرة . وعلى ذلك فالتكرار ليس ضروريا لاكتساب العادة ، وإنما هو ضروري لتقويتها ، وتسهيلها ، وضبطها . فمما قاله ليبنيز ) : كل فعل فهو بداية عادة ، لأنه إذا لم يبق للفعل الأول أثر في نفسك لم تتكون العادة وإن كررت الفعل مائة مرة ، والأصل في العادة هو التغير الأول ، كلما كان هذا التغير أعمق كانت العادة أرسخ . إن تغيراً واحداً تتقبله النفس بانتباه واهتمام وعزيمة ، أو يقع مصحوبا بلذة عظيمة ، قد يكفي في تكوين عادة تبقى ما بقيت الحياة . مثال ذلك : أن بعض الناس يحفظ قطعة شعرية بعد قراءتها مرة واحدة وبعضهم يتقن استعمال بعض الآلات ، أو لعبة من الألعاب بعد المرة الأولى ، فالتكرار ليس إذن علة تكون العادة ، وإنما هو نتيجة من نتائجها ، وما العادة كما قال بعضهم إلا الميل إلى التكرار . - وقد رد العلماء على رأي ( ليبنيز ) هذا وقالوا انه رأي نظري محض لا يطابق الواقع . وسنناقش هذا الأمر بعد قليل في ضوء المباحث التجريبية .

    وظيفة العقل والارادة .
    - ومن المسائل النظرية التي أثارها بعض العلماء في الموضوع مسألة العقل ، والارادة .
    قالوا إن العقل والارادة والانتباه ، تؤثر في اكتساب العادات الفاعلة ، لأن هذه العادات خاصة بالانسان ، أما العادات المنفعلة كالعادات الحيوية مثلاً ، فإنه لا أثر للفاعلية الذهنية في اكتسابها . ولكن هذا القول لا يستند إلى أساس علمي صحيح : لأن للفاعلية الذهنية أثراً في جميع عادات الانسان نفسية كانت ، أو حركية ، أو حيوية . والدليل على ذلك أن ( ميتريدات Mithridate ) عود جسمه بالإرادة ، تحمل مقادير كبيرة من السم ، وان للحيوان نفسه أفعالاً عقلية تؤثر في اكتساب بعض العادات الحركية . ومع ذلك فإن كثيراً من عاداتنا الحركية ، أو النفسية المحضة تكتب بمحض الانفعال ، كماداتنا الاجتماعية التي تبعثنا على تكرار بعض نمط واحد ، وتجعلنا نقوم كل يوم بالحركات نفسها في أوقات معينة سواء أكان ذلك في البيت ، أم في الخارج ، وكعاداتنا المهنية التي تبدل أفكارنا ، وتغير أخلاقنا ، وتجعلنا في أغلب الأحيان خاضعين لأنماط محدودة من الفعل لا أثر فيها للعقل ، ولا لحرية الارادة .

    وإذا قيل : لابد من الاقرار بتأثير العقل والارادة في اكتساب العادة ، قلنا إن هذا التأثير قد يكون خارجياً ، وإذا لحق الغادة لحقها بالعرض من غير أن يبدل ماهيتها وسيتضح لنا ذلك بعد الاطلاع على نتائج المباحث التجريبية .

    ب - المباحث التجريبية

    هل نستطيع تجريد العادة من العوامل المركبة التي تنضم اليها . وهل يمكننا أن ندرسها وهي في حالتها البسيطة المحضة ؟

    لقد بحث علماء النفس ، والطبيعة في هذا الأمر عند كلامهم على الحيوان ، فبينوا لنا أولاً أن تجريد العادة من الارادة والعقل عند الحيوان أسهل مما هو عليه عند الانسان . ثم بحثوا ثانياً في تجريد العادة من هذه العوامل المركبة عند الانسان ، فدرسوا بعض عاداته الميكانيكية وحللوها وفرقوا بين ما يرجع منها إلى العقل ، وما ينحل إلى الآلية المحنة .

    تكون العادة عند الحيوان .
    - لقد اخترع العالم الأمريكي ( تورنديك Thorndike ) لدراسة الحيوان طريقة التيه ، ثم جرب هذه الطريقة بعد ذلك في بعض الأنواع الحيوانية . وهي تشتمل على التجارب التالية :

    ضع حيواناً أمام تيه ثم ادفعه إلى اجتيازه تجده يسلك طرقاً مختلفة ، فيضل الطريق المؤدية إلى الغاية أولاً ، ثم يصل في النهاية إلى الهدف المقصود ، ولكن من غير قصد ( شكل ٦٢ ) .

    ( ا ) طريق السلحفاة بعد تكرار التمارين خمس مرات

    ( ب ) طريق السلحفاة بعد تكرار التمارين خمسين مرة

    ( شکل ٦٢ ) طريق السلحفاة ونقلا عن تورنديك .

    وقد قام العلماء بتجارب اخرى لمعرفة ذكاء الحيوان ، وقدرته على التعلم ، وكيفية تعلمه . فاستعملوا القردة ، والفيران البيض والكلاب والقطط ، وغيرها ، لفتح صناديق خاصة مقفلة بطرق شق للوصول إلى طعام وضع في بيت مسحور ( شکل ٦٣ )

    ( شكل - ٦٣ )
    يفتح الصندوق عندما يشد الحيوان حبل المزلاج .

    وقد أثبتت هذه التجارب أن التكرار يؤدي إلى إنقاص التردد إنقاصاً تدريجياً ، فلا يزال الفعل يتكامل حتى يصبح دقيقاً ومحكما . وعند ذلك يتوقف الحيوان عن التقدم ، وتعرف هذه الفترة بفترة الركود . وقد قاس العلماء مدة اكتساب الفعل ، وعدد التمرينات الخاطئة ، فوضعوا لتكون العادة خطأ بيانياً كالخط الذي أشرنا اليه في الشكل ( ٦٤ ) ، وهو يدل على كيفية اكتساب العادات عند الفارة اليابانية .

    ( آ )
    ( شكل ٦٤ )
    تجارب يركس
    نقلا عن ( بيرون )
    ( آ ) المنحني الدال على اكتساب الفارة اليابانية عادة التمييز بين الأسود والأبيض

    ( ب )
    ( ب ) المنحني الدال على اكتساب عشرين فارة يابانية عادة اجتياز التيه

    تكون العادة عند الانسان .
    - وقد قام العلماء ببعض التجارب لبيان كيفية تكون العادة عند الإنسان ، فاثبتوا أن الإنسان قد يكتسب العادات من دون أن يكون لميله ، أو إرادته فيها أثر . كتعلم الكتابة على الآلة الكاتبة لكسب المعاش ، لا لميل ، أو رغبة ، أو كاستظهار مقاطع لا معنى لها ، أو كقراءة الكتابة المقلوبة أو المعكوسة . فالخط البياني المرسوم في الشكل ( ٦٥ ) يدل على اكتساب عادة الكتابة على الآلة الكاتبة ، بالتمرن عليها نصف ساعة كل يوم خلال ( ٦٥ ) يوما ( تجارب العالم الأمريكي سويفت ) ( E. J Swift ) . وقد اخترع ( أبينغوس ) منذ عام ۱۸۸۵ طريقة جديدة لاستظهار المقاطع سماها طريقة الاقتصاد ( Méthode d'économie ) وهي تصلح الحساب مدة بقاء الأثر في النفس بعد التعلم ، وتشتمل طريقة ( أبينفوس ) على التجربة التالية : يقرأ الشخص جملة من المقاطع عدة مرات حق يستظهرها من دون خطأ ولا تردد ، ويحصى عدد المرات التي احتاج اليها في هذا الاستظهار ، ثم تهمل هذه المقاطع مدة من الزمان فتنسى ، فيطلب من الشخص عند ذلك أن يقرأها من جديد حتى يستظهرها ، فإذا استظهرها كالسابق أحصى عدد المرات التي احتاج اليها في استظهاره الثاني . والفرق بين عدد المرات الاولى ، والمرات الثانية هو مقدار الاقتصاد ، وهو مطابق لكمية الأثر الذي أبقاء التعلم الأول في النفس .

    اشير على محور ا إلى عدد الأيام ، وعلى محور الترتيب إلى عدد الثواني الضرورية لطبع مائة كلمة . فالمنحني يدل إذن على السرعة المكتسبة . وإذا انقطع المتمرن عن العمل ٨٤ يوماً ، ثم عاد اليه احتفظ بشيء من آثار التمرين الأول ، ثم ارتقى إلى أعلى منها .

    ( شكل ( ٦٥ ) الخط البياني الدال على تعلم الكتابة الآلية .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٥-٠١-٢٠٢٤ ١٠.٥٧_1(2).jpg 
مشاهدات:	17 
الحجم:	98.3 كيلوبايت 
الهوية:	190292 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٥-٠١-٢٠٢٤ ٢٠.٣٥_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	121.6 كيلوبايت 
الهوية:	190293 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٥-٠١-٢٠٢٤ ٢٠.٣٦_1(2).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	87.6 كيلوبايت 
الهوية:	190294 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٥-٠١-٢٠٢٤ ٢٠.٣٧_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	104.8 كيلوبايت 
الهوية:	190295 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٥-٠١-٢٠٢٤ ٢٠.٤١_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	115.5 كيلوبايت 
الهوية:	190296

  • #2
    Acquiring habits...habit

    2- Acquiring habits

    What are the factors affecting the acquisition of habits?
    Philosophers have researched these factors extensively theoretically. Some of them said that repetition is necessary, some of them denied its necessity, some of them said the necessity of will, and some of them denied it. Let us now discuss some of these theoretical opinions:

    A - Theoretical opinions

    Repeat function.
    Aristotle used to say: Habit is the daughter of repetition. Repetition, then, is an essential factor in forming a habit, because matter is rarely formed in one time, and active habits, such as writing, playing musical instruments, or striking a typewriter, and vital habits, such as the stomach getting used to a specific regime, and the body getting used to a hot, cold, or moderate region, They all require repetition, but the repetition required by vital habits is not true repetition, but rather an extension of the effect. Some scholars have noted, and some scholars have noted, that the habit does not require repeating an action several times, but rather it may have been acquired from the first time. Therefore, repetition is not necessary to acquire a habit, but rather it is necessary to strengthen it, facilitate it, and control it. From what Leibniz said: Every action is the beginning of a habit, because if the first action does not leave an impact on your soul, the habit will not be formed, even if you repeat the action a hundred times, and the basis of a habit is the first change. The deeper this change is, the more established the habit is. A single change that the soul accepts with attention, interest and determination, or that occurs accompanied by great pleasure, may be sufficient to form a habit that will last as long as one lives. An example of this is that some people memorize a piece of poetry after reading it once, and some of them master the use of some instruments, or a game after the first time. So repetition is not the reason for the formation of a habit, but rather one of its results, and habit, as some of them said, is nothing but the tendency to repetition. Scientists have responded to this opinion of Leibniz and said that it is a purely theoretical opinion that does not match reality. We will discuss this matter shortly in light of the experimental investigations.

    Function of mind and will.
    One of the theoretical issues raised by some scholars on the subject is the issue of mind and will.
    They said that the mind, will, and attention affect the acquisition of active habits, because these habits are specific to humans. As for passive habits, such as vital habits, for example, mental activity has no effect in their acquisition. But this statement is not based on a correct scientific basis: because mental activity has an effect on all human habits, whether psychological, motor, or vital. The evidence for this is that Mithridates infuse their bodies with their will, carrying large amounts of poison, and that the animal itself has mental actions that affect the acquisition of some motor habits. However, many of our motor habits, or purely psychological ones, are written out of pure emotion, like our social materials that cause us to repeat some single pattern, and make us perform the same movements every day at certain times, whether that is at home or outside, and like our professional habits that change our thoughts, It changes our morals, and in most cases makes us subject to limited patterns of action in which there is no trace of reason or freedom of will.

    If it is said: It is necessary to acknowledge the influence of the mind and will in acquiring a habit, we say that this influence may be external, and if it follows the goal, it follows it accidentally without changing its essence, and this will become clear to us after reviewing the results of the experimental investigations.

    B - Experimental investigations

    Can we strip the habit of the complex factors that join it? Can we study it in its pure simple state?

    Psychologists and physicists have researched this matter when they talk about animals. They first showed us that stripping habit of will and reason in animals is easier than it is in humans. Then they investigated, secondly, the abstraction of habit from these complex factors in man. They studied some of his mechanical habits, analyzed them, and distinguished between what is due to the mind, and what is due to the ordeal mechanism.

    It is the habit of animals.
    - The American scientist Thorndike invented the wandering method to study animals, and then he tried this method later on some animal species. It includes the following experiences:

    Put an animal in front of a wilderness and then push it to cross it. You will find it taking different paths, so it strays from the path leading to the goal first, then in the end it reaches the intended goal, but without intention (Figure 62).

    (A) The turtle method after repeating the exercises five times

    (B) The turtle method after repeating the exercises fifty times

    (Figure 62) The Turtle Way, based on Torndike.

    Scientists have carried out other experiments to find out the intelligence of animals, their ability to learn, and how they learn. They used monkeys, white mice, dogs, cats, and others, to open special locked boxes with cracks to reach food placed in an enchanted house (Figure 63).

    (Figure - 63)
    The box opens when the animal pulls the latch rope.

    These experiments have proven that repetition leads to a gradual decrease in frequency, so the action continues to be perfected until it becomes precise and precise. Then the animal stops progressing, and this period is known as the stagnation period. The scientists measured the duration of acquisition of the action and the number of incorrect exercises, so they set the habit to be a graphic error such as the line we indicated in Figure (64), which indicates how habits are acquired by the Japanese mouse.

    ( a )
    (Figure 64)
    Yerkes experiments
    Quoted from (Byron)
    (A) The curve indicating the Japanese mouse’s acquisition of the habit of distinguishing between black and white

    ( B )
    (b) The curve indicating that twenty Japanese mice acquired the habit of crossing the maze

    It is a human habit.
    Scientists have carried out some experiments to demonstrate how habits are formed in humans. They have proven that a person may acquire habits without his inclination or will having any effect on them. Like learning to type on a typewriter to earn a living, not out of inclination or desire, or like memorizing meaningless passages, or like reading upside down or reversed writing. The graphic line drawn in Figure (65) indicates acquiring the habit of writing on a typewriter, by practicing it for half an hour every day during (65) days (Experiments of the American scientist Swift) (E. J. Swift). Since 1885, Abenfus invented a new method for memorizing syllables, which he called the method of economics. It is suitable for calculating how long the effect will remain in the soul after learning. The Abenfus method includes the following experiment: a person reads a sentence of syllables several times in order to memorize them. Without error or hesitation, he counts the number of times he needs to memorize them, then neglects these passages for a period of time and forgets them. The person is then asked to read them again until he memorizes them. If he memorizes them as before, he counts the number of times he needs them in his second memorization. The difference between the number of first times and the second times is the amount of economy, which is identical to the amount of impact that kept the first learning in the soul.

    On the axis, indicate the number of days, and on the order axis, the number of seconds necessary to print one hundred words. The curve then indicates the speed gained. If the trainee abstains from work for 84 days, then returns to it, he will retain some of the effects of the first training, and then rise to a higher level.

    (Figure (65)) The graph indicating learning automatic writing.

    تعليق

    يعمل...
    X