نتيجة النظريات المختلفة .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نتيجة النظريات المختلفة .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    نتيجة النظريات المختلفة .. الغَرِيزَة

    النتيجة

    ينتج من هذه النظريات المختلفة أن لكل من العقل والآلية أثراً في إيضاح حقيقة الغرائز المركبة . ومعنى هذا الأثر المزدوج أن تكوين الغريزة تابع لتأثير الآلية والعقل معاً .

    ان الغرائز البسيطة تنحل إلى حركات أولية ، كالتروبيزم ، والتاكنيزم ، والحساسية التفاضلية ( ۱ ) ، والإيقاع الحيوي ( ۲ ) ، والذاكرة العضوية . فمن الغرائز التي يمكن إرجاعها إلى ( التروبيزم ) غريزة النبات المتسلق ، وتسمى حركة النبات الدائرية حول الجسم بالانتحاء اللمسي ( TropismeTactile ) . ومن الغرائز التي يمكن إرجاعها إلى ( التاكتيزم ) اتجاه الفراشة إلى النور ، واختباء يرقانتها في ساق النبات هربا من الضياء . ومن الغرائز ما يمكن إرجاعه إلى الحساسية التفاضلية ، كتظاهر بعض الحشرات بالموت ، وتنكر السرطان المسمى عنكبوت البحر ، واختباؤه وراء الأشنة ، ومنها ما هو ذاكرة عضوية ، كفريزة النمل التي تبعثه على الرجوع إلى الأوكار . وقد تكون هذه الذاكرة عضلية ، • أو شمية ، أو بصرية .

    أما الغرائز المركبة فتتألف من اجتماع هذه الحركات المختلفة ، واختلاطها بعضها ببعض . وفي وسع العالم الطبيعي أن يكشف عن هذا التركيب باتباع طريق المقارنة ، فيقارن بين الأنواع القريبة ، ويشاهد غريزة من الغرائز في كل نوع منها ليطلع بذلك على أدوار تطورها المختلفة ، ويهتدي إلى معرفة أصولها وجذورها .

    ( شكل - ٦١ ) الاتجاه عند النمل
    تخرج النملة من وكرها ( ه ) وتتجه إلى الشمس وهي في ( ش ) ، ثم تحبس في ( س ) من الساعة ( ۳ ) حتى الساعة ( ٥ ) بعد الظهر ، فإذا أفلتت عادت إلى وكرها باتجاه معكوس يشكل مع الاتجاه الأول زاوية قدرها ٣٠ درجة مساوية الزاوية التي أحدثتها الشمس بانتقالها من ( ش ) إلى ( ش ) . فالشمس كانت عند الذهاب في اتجاه الحركة ، فأصبحت عند الإياب في عكس اتجاهها .

    مثال ذلك : أن ذوات المثاقب تبيض بيوضها بالقرب من فرائس حية ، وأن هناك أنواعاً متوسطة بين ذوات المثاقب ، والغشائية الأجنحة : منها ما يحمل إلى وكره فريسة ميتة قتلها بمثقبه ، ومنها ما يبيض في موضع ما ، ثم يذهب إلى الصيد ، فإذا خرجت اليرقانة من البيضة جاءها كل يوم بما يصيده من الحشرات ، ومنها ما يكتفي يجمع الحشرات الميتة .

    فهذه الأمثلة وغيرها تثبت لنا أن الغريزة ترتفي ارتقاءاً تدريجياً بطريق التعلم ، تبدأ بالأعمال البسيطة ، ثم ترتقي منها إلى الأعمال المركبة ، فالعمل الأول قد يكون منعكسا بسيطاً ، كقرصة الزنبور عند لمسه جسما من الأجسام ، وقد يكون تغيراً عرضياً مفاجئاً . وأكثر هذه الأفعال الأولية البسيطة نافعة مباشرة للفرد ، إلا أن تكامل هذه الأفعال لا يتم إلا بتأثير العقل ، وفي تكاملها التدريجي نفع للنوع . فالغريزة إذن محتاجة إلى التعلم ، والعقل ، وهي مبنية في الوقت نفسه على الانتخاب الطبيعي .

    فلا مفر إذن ، في بيان حقيقة الغريزة ، من الجمع بين مذهبي ( لامارك ) و ( داروين ) ولذلك قيل : ليس الفعل المنعكس مخالفاً للغريزة ، ولا الغريزة منافية للعقل ، ولكن كلا منهما متصل بالآخر . لقد قال ( سبنسر ) في مبادىء علم النفس ( Principes de 462. psychologie 1. P ) : ان الغريزة فعل منعكس مركب ، وانها تنقلب بالتدريج إلى شيء أسمى منها . وقال العالم النفسي الأمريكي فارن Warren ) : ان لتعقد الأفعال المنعكسة درجات مختلفة ، وانه من الصعب جداً على العالم أن يفرق بين حدود الأفعال المنعكسة المركبة ، وحدود الغرائز البسيطة . وكما يوجد بين الفعل المنعكس والغريزة اتصال ، فكذلك يوجد بين الغريزة والعقل ارتباط . فلا معنى إذن لاعتبار العقل منافياً للغريزة كما ظن ذلك ( هنري برغسون ) ( 316 , iron , a notion d'instinct . ان أكثر أبحاث العلماء المعاصرين قد أضعفت هذا الرأي . فالغريزة متصلة بالفعل المنعكس ، والعقل متصل بالغريزة أي أن آخر افق الأفعال المنعكسة متصل بأول افق الغريزة ، وأول افق الغريزة متصل بأول افق العقل ، فكأن مرتبة الغريزة مرتبة متوسطة بين طر في الأحوال النفسية المتطورة .

    ولنبين الآن ما هي ميزة هذه المرتبة المتوسطة ، إن العقل الذي تسيره الغرائز يبقى عقلا ابتدائياً ، أعني أن عملياته تنحصر في ذاكرة التداعي الخاضعة للتجربة الفردية ، وعقل هذا شأنه لا يستيقظ من نومه الالحات قصيرة من الزمان ، وقد تكفي هذه اللمحات القصيرة لمؤالفة الظروف ، وتوجيه العمل إلى طريق جديدة ، إلا أنها سرعان ما تخبو وتصبح ظلاما ، فينقلب العمل بعدها إلى حركات آلية متتابعة ، ويتكرر وفقاً للروابط القديمة من غير تجديد ، ولا إبداع .

    لقد شبه ( جورج كوفيه ) عمل الغريزة بالجولان في النوم ( Somnambulisme ) ، وهذا ، لأن الحيوان الذي تسيره الغريزة لا يشعر بالمؤثرات الخارجية ، مثال صحيح ذلك : أن النحلة تثابر على صب العسل في القرص المثقوب من غير أن تشعر بخروجه منه فهي تقوم إذن بعملها وفقاً للروابط القديمة ، فتتابع حركاتها بصورة آلية ، ويصعب عليها في أثناء الفعل ، أن توقف هذا التتابع الآلي ، وتعود سيرتها الاولى . و ( الاموفيل ) يملأ وكره من الحشرات المخدرة ، ثم يسده بالتراب ، فإذا صادف في طريقه بعد ذلك حشرة مخدرة جديدة ، فتح وكره ثانية ليضع هذه الحشرة فيه ، ولكنه يجده ممتلئاً فيترك الحشرة جانباً ويسده بالتراب ، فإذا صادف الحشرة المخدرة مرة ثانية عاد إلى الوكر وفتحه ، ثم سده عدة مرات ، وهكذا دواليك . فالغريزة تشبه إذن حالات الجولان في النوم ( ١ ) . وهي صورة من صور الفاعلية المحافظة ( Activite Conservatrice ) التي تكرر الماضي ، وتسترجع الروابط القديمة ، وهذه الفاعلية المحافظة أحط الوظائف النفسية وأوضعها .

    و في سلوك الإنسان أفعال كثيرة مماثلة لهذه الغرائز ، منها حالة التلميذ الذي يلقي عليك قطعة من محفوظاته ، فإذا قاطعته اضطر إلى إعادتها من أولها . ومنها الأفعال التي يقوم بها الإنسان بتأثير الإيحاء من غير أن يشعر بما يحيط به ، ومنها الأفعال الناشئة عن الهوى ، قال ( رببو ) : ( لو كانت النحلة شاعرة وهي تبني خليتها بالغاية التي تتبعها ، وعالمة بضرورة اتباعها ، لكانت حالتها شبيهة بحالة المولع بأمر من الامور » . وللهيجان أيضا نتائج مماثلة لنتائج الغرائز . ان الراكب في القطار يهرب من المكان الذي تدهورت فيه القاطرة ، ويداوم على الهرب آلياً رغم ابتعاده عن مكان الحادث . وقد شبه ( بوفيه Bouvier ) حركات خلايا النحل بأفعال الجماعات الإنسانية .

    ومع ذلك فإن الفاعلية المحافظة ليست مطلقة التأثير في الغريزة . لأن هناك أحوالاً تدل على أن الغريزة ليست مسخرة للماضي . نعم ان أفعال الحشرات تشبه فعل الجائل في نومه ، ولكن هذا النائم كثيراً ما يستيقظ عند الحاجة ، فلا غرو إذا تحرر فكر الإنسان من قيود الآلية ، واستبدل بالفاعلية المحافظة أفعالاً نفسية عالية يسمو بها إلى يفاع الاستبصار .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٦_1(2).jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	114.7 كيلوبايت 
الهوية:	190261 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٨_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	101.1 كيلوبايت 
الهوية:	190262 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٣.٠٠_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	121.4 كيلوبايت 
الهوية:	190263 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٠٨_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	120.3 كيلوبايت 
الهوية:	190264 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٠٩_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	116.8 كيلوبايت 
الهوية:	190265

  • #2
    As a result of different theories...instinct

    The result

    It follows from these various theories that both the mind and the mechanism have an impact in clarifying the reality of complex instincts. The meaning of this double effect is that the formation of instinct is subject to the influence of mechanism and reason together.

    Simple instincts are decomposed into elementary movements, such as tropism, tachynism, differential sensitivity (1), biological rhythm (2), and organic memory. One of the instincts that can be traced back to (tropism) is the climbing plant instinct, and the circular movement of the plant around the body is called tactile tropism (TropismeTactile). Among the instincts that can be traced back to “tactism” are the butterfly’s orientation toward the light, and its larvae hiding in the stem of the plant to escape the light. Among the instincts are those that can be traced back to differential sensitivity, such as some insects pretending to be dead, and the crab called the sea spider disguising itself and hiding behind lichens. Others are organic memories, such as the instincts of ants that send them back to their nests. This memory may be muscle, olfactory, or visual.

    As for the compound instincts, they consist of the combination of these different movements and their mixing with each other. The natural scientist can reveal this structure by following the method of comparison. He compares closely related species and observes one of the instincts in each species, thus learning about the various stages of its development and being guided to know its origins and roots.

    (Figure - 61) Direction in ants
    The ant comes out of its nest (e) and faces the sun while it is in (u), then it is trapped in (x) from (3) until (5) in the afternoon. If it escapes, it returns to its nest in an opposite direction, forming an angle of 30 degrees with the first direction. Equal to the angle created by the sun when it moves from (Sh) to (Sh). When going, the sun was in the direction of movement, but when returning, it was in the opposite direction.

    An example of this is that the flukes lay their eggs near live prey, and that there are intermediate species between the flukes and the Hymenoptera: some of them carry to their lair dead prey that they kill with their flukes, and some of them lay their eggs in a certain place, then go hunting, and when the larvae emerge from the He brought the egg every day with the insects he caught, and some of them were enough to collect dead insects.

    These and other examples prove to us that instinct gradually advances through learning. It begins with simple actions, then advances from them to complex actions. The first action may be a simple reflex, such as the sting of a wasp when it touches an object, or it may be a sudden, accidental change. Most of these simple elementary actions are directly beneficial to the individual, but the integration of these actions takes place only through the influence of the mind, and their gradual integration is beneficial to the species. Instinct, then, needs learning and reason, and at the same time it is based on natural selection.

    There is no escape, then, in explaining the truth of instinct, from combining the doctrines of (Lamarck) and (Darwin), and for this reason it is said: The reflexive action is not contrary to the instinct, nor is the instinct contrary to reason, but each of them is connected to the other. Spencer said in his Principles of Psychology (Principes de 462. psychology 1.P): Instinct is a complex reflex action, and it gradually transforms into something higher than itself. The American psychologist Warren Warren said: The complexity of reflexive actions has different degrees, and it is very difficult for a scientist to differentiate between the limits of complex reflexive actions and the limits of simple instincts. Just as there is a connection between reflex action and instinct, so there is a connection between instinct and the mind. There is no meaning, then, in considering reason to be incompatible with instinct, as Henri Bergson thought (316, iron, a notion d'instinct. Most of the research of contemporary scientists has weakened this opinion. Instinct is connected to the reflected action, and the mind is connected to the instinct, meaning that the last horizon of the reflected actions is connected. With the first horizon of instinct, and the first horizon of instinct is connected to the first horizon of reason, it is as if the rank of instinct is an intermediate rank between levels in developed psychological states.

    Let us now explain what is the advantage of this intermediate level. The mind that is guided by instincts remains an elementary mind. I mean that its operations are limited to associative memory subject to individual experience. A mind like this does not wake up from its sleep for short periods of time, and these short glimpses may be sufficient to adapt the circumstances and direct The work leads to a new path, but it quickly fades and becomes dark, and the work then turns into sequential mechanical movements, and is repeated according to the old connections without innovation or creativity.

    Georges Cuvier likened the work of instinct to wandering in sleep (somnambulisme), and this is because the animal driven by instinct does not feel external influences. A correct example is that: the bee persists in pouring honey into the perforated comb without realizing it coming out of it, so it is thus doing its work. According to the old ties, it continues its movements automatically, and during the action it is difficult for it to stop this automatic sequence and return to its previous behavior. Amophile fills his den with narcotic insects, then covers it with dirt. If he encounters a new narcotic insect on his way after that, he opens his den again to put this insect in it, but he finds it full, so he leaves the insect aside and covers it with dirt. If he encounters the narcotic insect a second time, he returns to the den. He opened it, then closed it several times, and so on. The instinct is therefore similar to states of wandering around in sleep (1). It is a form of conservative activity (Activite Conservatrice) that repeats the past and retrieves old connections, and this conservative activity is the lowest and lowest of psychological functions.

    There are many actions in human behavior similar to these instincts, including the case of the student who throws a piece of his memorized work at you, and if you interrupt him, he is forced to return it from the beginning. Among them are the actions that a person performs under the influence of suggestion without being aware of what is surrounding him, and among them are the actions that arise from his desire. (Rabbu) said: (If the bee were poetic and she was building her hive with the goal she is pursuing, and knowing the necessity of following it, then her state would be similar to the state of one who is passionate about the command of someone. "Agitation also has results similar to the results of instincts. The passenger on the train flees from the place where the locomotive deteriorated, and continues to flee automatically despite being far from the scene of the accident. Bouvier likened the movements of beehives to the actions of human groups.

    However, conservative activity is not an absolute influence on instinct. Because there are circumstances that indicate that instinct is not a subject to the past. Yes, the actions of insects resemble the actions of a wanderer in his sleep, but this sleeper often wakes up when needed, so it is not surprising if human thought is freed from the constraints of mechanism, and replaces conservative effectiveness with high psychological actions that raise it to the height of insight.

    تعليق

    يعمل...
    X