النظريات الغائية .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النظريات الغائية .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    النظريات الغائية .. الغَرِيزَة

    النظريات الغائية

    الغائية المدرسية .
    - ان النظرية الغائية شبيهة بنظرية ( لامارك ) ، إلا أنها لا ترجع الغريزة إلى عقل الفرد ، بل ترجمها إلى عقل أعلى من عقل الفرد كامن في الوجود ، أو مفارق له . فالعالم في هذا المذهب مرتب على مثال الأمور الإنسانية ، كأنه صورة محسوسة لخطة عامة معقولة ، وكأن كل شيء في الكائن الحي ، من أعضائه ، إلى وظائف أعضائه ، وإلى غرائزه المقابلة لها ، تابع لغاية واحدة ، وهي بقاء الفرد ، وحفظ وجود النوع . فالغريزة إذن مظهر من مظاهر القوة السامية المسيطرة على الوجود ، بها ينتظم الكائن الحي إلى نظام الكون . وفي نظام الوجود وحدة عضوية مبنية على تضامن العناصر وتعلقها بعضها ببعض ، وهي توضح لنا اختلاف نزعات الحياة ، وامتزاج صورها الظاهرة في الغريزة .

    مناقشة هذه النظرية .
    - أن هذه النظرية لا تفسر جميع ظواهر الطبيعة ، ولا تعبر عنها تعبيراً دقيقاً . قال هنري برغسون ، وهو من الذين انتقدوا الغائية ، والآلية معاً . ان الفيلسوف الذي يعتقد أن كل جزء من أجزاء الكون يدل على خطة عامة معقولة ، يخيب أمله شيئاً فشيئاً عند مواجهة الظواهر ، لأن التطور ليس حر كة إلى الأمام فحسب ، وإنما هو في كثير من الأحوال ، وقوف أو انحراف عن الغاية ، أو رجوع إلى الوراء . لو كانت الحياة مطابقة الخطة عامة مديرة ، لكان اتساقها في ظواهرها العالية أتم وأبين ، ولكانت كالبناء ، كلما ركبت أجزاؤه بعضها فوق بعض ، حققت فكرة المهندس ، وأظهرت خطته ، فهل في تطور الكائنات شيء شبيه بذلك ؟

    من نظرية هنري برغسون .
    - على أن رأي ( هنري برغسون ) في الغريزة لا يختلف عن نظريات المذاهب الفائية اختلافاً كبيراً . لأنه سلك هو نفسه طريقة غائية مقتبسة . المثالية الألمانية ، لقد كانت المذاهب القديمة تقول بغائية عاقلة . أما ( هنري برغسون ) فقد قال بغائية لا شعورية محضة ، وكانت المذاهب القديمة تقول بتقدم القصد على الحوادث ، وتشبه فعل الطبيعة بفعل الإنسان وقصده ، أما ( هنري برغسون ) فقد . جرد فاعلية الحياة من كل قصد ، وجعلها ناشئة عن تلقائية حرة ، واندفاعة مبدعة لتطور الأنواع . قال : ان الغريزة ظاهرة من الظواهر المباشرة لاندفاعة الحياة وهي تتمم عمل الحياة في تعضية المادة ، فلا يمكنك أن تقول : أين ينتهي عمل الحياة ، وأين تبدأ الغريزة . وقال أيضاً : ان الدجاجة التي تكسر قشرة البيضة بمنقارها تعمل بالغريزة ، ولكن عملها هذا لا يختلف كثيراً عن حركات الجنين في بطن امه . انظر إلى خلايا الجسم الحي ، انها تتغذى ، وتدافع عن نفسها ، وتتوالد ، وتعمل معاً في سبيل غاية واحدة ، ثم انظر إلى أفراد النحل في كور واحد ، ان كل نحلة فيه أشبه شيء بخلية في جسم عضوي واحد . وغرائز الأفراد في كور النحل ، شبيهة بوظائف الخلايا في الجسم الحي .

    فالغريزة تختلف إذن عن العقل اختلافاً جوهريا . نعم انها يتعاونان في عالم الحيوان ولكن كلا منهما يتجه اتجاهاً مخالفاً لاتجاه الآخر . لقد أخطأ الفلاسفة القدامى في زعمهم أن الغريزة والعقل صورتان مختلفتان لأمر واحد ، لأن الغريزة لا تختلف عن العقل في درجتها فحسب ، بل تختلف عنه في اتجاهها أيضاً . انهما يتولدان معاً . من اندفاعة الحياة ثم يسلكان طريقين متباينين فالعقل يتجه إلى المادة ، هدفه صنع الآلات ، والأدوات الجامدة ، أما الغريزة فقد صاغتها الطبيعة على صورة الحياة حتى جعلتها قادرة على إبداع الآلات المعضاة ، وطريقة العقل مادية ، أما طريقة الغريزة فعضوية ، وما يحلله العقل ويشرحه ، تحسه الغريزة وتدركه مباشرة ، وتمثله تمثيلا ، فتمتزج بالأشياء وتتحد بها ، وتدركها من داخلها بالتعاطف ، هكذا يدرك ( السفكس ) سر فريسته من غير أن يحتاج كعلماء الحشرات إلى معرفة مراكزها العصبية .

    المناقشة :
    ١ - ان هذه النظرية تسلم بصفات الغريزة التي ذكرها ( هنري فابر ) من غير أن تناقشها . . لقد بالغ العلماء في وصف غائية الغريزة ، وحذقها ، ونفوذها ، ودقتها ، حتى جعلوها سراً من الأسرار الغامضة ، فجاءت مباحثهم خليطاً من المبالغات والغرائب ، والأساطير ، التي تصلح للرواية والأدب ، لا للتاريخ الطبيعي . وأعجب من ذلك كله أن ينخدع بها عالم مثل ( فابر ) ، وفيلسوف عميق الفكر مثل ( هنري برغسون ) .

    ٢ - إن هذه النظرية تجعل الغريزة مضادة للعقل ، مع أن الظواهر تثبت لنا أن هناك حدوداً متوسطة بين الغريزة والعقل ، وأن الغريزة تتغير ، وتتكيف لمؤالفة شرائط البيئة ، وقد أذعن أصحاب المذهب الغائي جميعهم لهذه القضية ، وسلموا بأن الغريزة والعقل يتعاونان في الحيوان ، وان كلا منهما متصل بالآخر .

    ٣ - إن نظرية ( هنري برغسون ) توحد الغريزة والحياة . وهذا صحيح بالنسبة إلى الغريزة من جهة ما هى نزعة عامة ، لا من جهة ما هي سلوك مركب من حركات جزئية ، وعمل مؤلف من أفعال ظاهرة تعبر عن نزعات خفية ، ونحن لا نريد الآن أن نعلل غريزة التغذي ، أو غريرة الامومة من جهة ما هي نزعة خفية ، بل نريد أن نوضح الصور المعينة ، والأشكال الدقيقة ، التي يتصف بها نزوع الحيوان إلى الغذاء ، وميله إلى تربية صغاره .

    إن النظرية الغائية لا توضح لنا ترتيب هذه الصور ، ولا آلية الحركات المقومة لها ، ولعلنا نستطيع أن نقول ان تفسير الغريزة بإرجاعها إلى اندفاعة الحياة ليس سوى وهم وتضليل . فماهي اندفاعة الحياة ، وما هو هذا الحدس الذي به نمازج حقيقة الوجود ، إننا لا نفهم كيف يمازج ( السفكس ) حياة فريسته ، وكيف يدركها من داخلها إدراكاً مباشراً ، وكيف يطلع بالتعاطف على الوسائل الجراحية اللازمة لتخديرها . وإذا طلبنا من ( هنري يرغسون ) وتلاميذه إيضاح هذا الأمر في ضوء العقل ، قالوا ليس في وسع العقل أن يفهم حقيقة الحياة .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٣_1(2).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	65.6 كيلوبايت 
الهوية:	190255 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٤_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	123.6 كيلوبايت 
الهوية:	190256 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٥_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	111.4 كيلوبايت 
الهوية:	190257 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٦_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	113.1 كيلوبايت 
الهوية:	190258

  • #2
    Teleological theories: instinct

    Teleological theories

    School teleology.
    The teleological theory is similar to Lamarck's theory, except that it does not return instinct to the individual's mind, but rather translates it into a higher mind than the individual's mind, inherent in existence, or separate from it. In this doctrine, the world is arranged on the model of human affairs, as if it were a tangible image of a general, reasonable plan, and as if everything in a living organism, from its organs, to the functions of its organs, and to its corresponding instincts, were subordinate to one goal, which is the survival of the individual and the preservation of the existence of the species. Instinct is therefore a manifestation of the sublime force controlling existence, through which the living being is organized into the system of the universe. In the system of existence there is an organic unity based on the solidarity of the elements and their attachment to each other. It explains to us the different tendencies of life and the mixing of its apparent forms in instinct.

    Discuss this theory.
    - This theory does not explain all the phenomena of nature, nor does it express them accurately. Henri Bergson, one of those who criticized both teleology and mechanism, said: The philosopher who believes that every part of the universe denotes a reasonable general plan is gradually disappointed when confronted with phenomena, because evolution is not only a forward movement, but in many cases it is a halt, a deviation from the goal, or a return to the past. . If life were to conform to the plan in general and direction, its consistency in its higher phenomena would be more complete and clear, and it would be like a building, the more its parts are superimposed on top of each other, the more the engineer’s idea is fulfilled and his plan is revealed. Is there anything similar to this in the evolution of beings?

    From the theory of Henri Bergson.
    - However, Henri Bergson’s opinion on instinct does not differ significantly from the theories of the Fayist doctrines. Because he himself took a teleological, quoted method. German Idealism: The old doctrines used to say rational teleology. As for (Henri Bergson), he said it was purely subconscious teleology, and the ancient doctrines used to say that intention takes precedence over accidents, and likened the action of nature to the action and intention of man. As for (Henri Bergson), he said: He stripped the activity of life of all intent, and made it the result of free spontaneity and a creative impulse for the evolution of species. He said: Instinct is one of the direct phenomena of the impulse of life, and it completes the work of life in the organism of matter. You cannot say: where the work of life ends, and where the instinct begins. He also said: The hen that breaks the egg shell with its beak works by instinct, but this action is not much different from the movements of the fetus in its mother’s womb. Look at the cells of a living body. They feed, defend themselves, reproduce, and work together for one goal. Then look at the individual bees in one core. Every bee in it is like a cell in one organic body. The instincts of the individuals in the bee colony are similar to the functions of the cells in the living body.

    Instinct is therefore fundamentally different from reason. Yes, they cooperate in the animal world, but each of them is heading in a direction opposite to the other. The ancient philosophers made a mistake in claiming that instinct and reason are two different forms of the same thing, because instinct differs from reason not only in its degree, but also in its direction. They are born together. From the impulse of life, they then take two different paths. The mind turns to matter, its goal being to create machines and inanimate tools. As for instinct, nature shaped it in the image of life until it made it capable of creating artificial machines. The mind’s method is material, but the instinct’s method is organic, and what the mind analyzes and explains, it senses. Instinct perceives it directly and represents it, so it mixes with things and unites with them, and perceives them from within with sympathy. This is how the Sphyx perceives the secret of its prey without needing, like entomologists, to know its nervous centers.

    Discussion :
    1 - This theory acknowledges the characteristics of instinct mentioned by Henry Faber without discussing them. . Scientists have exaggerated in describing the finality of instinct, its subtlety, its influence, and its accuracy, until they turned it into one of the mysterious secrets, so their investigations were a mixture of exaggerations, curiosities, and myths, which are suitable for novels and literature, not for natural history. What is more astonishing than all of this is that a scientist like Faber and a deep-thinking philosopher like Henri Bergson were deceived by it.

    2 - This theory makes instinct the opposite of reason, even though phenomena prove to us that there are intermediate boundaries between instinct and reason, and that instinct changes and adapts to adapt to the conditions of the environment. All the proponents of the teleological doctrine have acquiesced to this issue, and have accepted that instinct and reason cooperate in animals, and that Both of them are connected to the other.

    3- Henri Bergson’s theory unifies instinct and life. This is true for instinct in that it is a general tendency, not in that it is a behavior composed of partial movements, and an action composed of apparent actions that express hidden tendencies. We do not now want to explain the feeding instinct, or maternal instinct in that it is a tendency. Hidden. Rather, we want to clarify the specific images and subtle shapes that characterize an animal’s tendency to seek food and its tendency to raise its young.

    The teleological theory does not explain to us the arrangement of these images, nor the mechanism of the movements that constitute them. Perhaps we can say that explaining instinct by returning it to the impulse of life is nothing but an illusion and deception. So what is the impulse of life, and what is this intuition with which we assimilate the reality of existence? We do not understand how the Sphyx intersects with the life of its prey, how it perceives it directly from within, and how it learns with sympathy the surgical means necessary to anesthetize it. If we ask Henry Yergson and his students to clarify this matter in the light of reason, they will say that the mind is not able to understand the truth of life.

    تعليق

    يعمل...
    X