إرجاع الغريزة إلى الآلية .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إرجاع الغريزة إلى الآلية .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    إرجاع الغريزة إلى الآلية .. الغَرِيزَة

    إرجاع الغريزة إلى الآلية

    الغريزة في هذا المذهب ليست متولدة من العقل ، وإنما هي فعل ميكانيكي ناشيء عن حركات آلية محضة .

    الحيوان آلة . - فمن الذين ذهبوا الى ذلك ( ديكارت ) ، في قوله : ان الحيوان آلة مركبة ، لا شعور فيها ، ولا عقل ، وهو لا يفعل شيئاً عن علم ، ولا يدرك ما يفعل ، لا بل ان أفعاله متولدة من كيفية تركيب أعضائه وترتيبها ، والدليل على ذلك أن الحيوان لا يتعلم ، وأن غرائزه متخصصة ، وانه إذا كان حاذقاً في فعل كان جاهلا في الأفعال الاخرى ، فهو إذن لا يفكر ، بل يتحرك كالآلة كأنه ساعة مؤلفة من لوالب ودواليب ، تدل على الوقت دلالة دقيقة من غير أن تكون عالمة بما تفعل .

    وقد أخذ بنظرية ( ديكارت ) هذه بعض العلماء المعاصرين ك ( مودسلي ) الإنكليزي و ( برت ) الألماني .

    المناقشة . - لم يقم على نظرية ( ديكارت ) هذه دليل قاطع ، ، لأنه ليس في وسع الإنسان ، كما صرح بذلك ( ديكارت ) نفسه ، أن يدخل قلب الحيوان ، ويطلع على ما يجري في نفسه ، ولا يمكننا أن نفرق بين أفعاله الشعورية ، وأفعاله اللاشعورية ، وأن نوضح آلية غرائزه من غير أن نستند ، كما في النظرية السابقة ، إلى عامل الوراثة .

    الغرائز سلاسل من الأفعال المنعكسة .
    - زعم أصحاب المذهب الدارويني الجديد . أن الغريزة مجموع أفعال منعكسة مركبة ، أو مجموع تغيرات عرضية أبقاها الانتخاب الطبيعي . وقد علل ( داروين ) قبلهم تبدلات الكائنات الحية بتغيرات خلقية ، أو كما يقول تلاميذه المعاصرون ، بتغيرات انتقالية ، فإذا كانت هذه التغيرات نافعة احتفظ بها الفرد لنفسه ، وتفوق بها على غيره في تنازع البقاء . فأولاد بطن واحد لا تكون صفاتهم واحدة ، بل يختلفون بعضهم عن بعض كثيراً ، ولا يفوز في معترك الحياة إلا من كان منهم متصفاً بالصفات النافعة ، وهكذا لا يزول إلا الضعيف ، ولا يبقى إلا الأقوى ، والأصلح . وليست هذه التغيرات بدنية فحسب كتغير الطول ، أو اللون ، أو تناسب الأعضاء ، وإنما كذلك نفسية ، كتغير الاستعداد لفعل من الأفعال ، أو لرد فعل مطابق للحاجة الصعب أن يحصل الفرد دفعة واحدة على تغير خلقي شبيه بالغرائز العجيبة الموجودة للحشرات ، ولكن الغريزة تنقسم إلى سلسلة من الأفعال المنعكسة ، وكل منعکس بسيط ، فهو تغير خلقي أقره الانتخاب الطبيعي . فمن الممكن إذن أن تتجمع آثار هذه التغيرات بعضها فوق بعض ، وأن تولد الفعل الغريزي بتجمعها .

    تغير الغريزة .
    - ولكن أمراً واحداً يحول بيننا وبين قبول هذا الرأي ، وهو اتصاف الغريزة بالكمال ، فلو كانت الغريزة سلسلة من الأفعال المنعكسة لما كانت كاملة منذ ظهورها ، بل لتغيرت تبعاً للتطور ، وهذا ما ذهب اليه ( داروين ) ، إذ صرح بتغير الغريزة ، وذكر لنا أمثلة كثيرة تدل على ذلك . نعم أن الفرد لا يستطيع أن يضيف شيئاً إلى الغرائز الثابتة في النوع ، ولكن إطلاق هذا الحكم على الأنواع القديمة خطأ فاحش ، فقد يكون الثابت في الحاضر متغيراً في الماضي ، وليس أدل على تغيرات الماضي من التغيرات التي نشاهدها اليوم في الأنواع التي لم يثبت التطور بعد غرائزها . فمن التغيرات التي ذكرها ( داروين ) أن الزنابير تصنع في بعض الأحيان خلايا منفصلة ، وغير دائرية ، وأن حشرة تعيش في المكسيك تدعى ( مليبوناد و مستيكا Melipona Domestica ) تصنع قرصاً من الشمع مركباً من خلايا اسطوانية ، وان نحل بلادنا يصنع خلايا مسدسة الشكل . فالنحلة لم تحل إذن هذه المسألة الهندسية دفعة واحدة ، ولم تصل إلى هذه النتيجة إلا بالتدريج والتردد الطويل . ولكن هذا التردد وهذه المحاولات المتتابعة لم تكن بالضرورة مصحوبة بإرادة ، وعقل ، بل ربما كانت نتيجة الاتفاق والمصادفة . فإذا أصاب الفرد تغيراً خلقياً ما ، وكان هذا التغير نافعاً له في معترك الحياة ، احتفظ به ، ومتى تجمعت بعد ذلك آثار هذه التغيرات المتتابعة أدى تجمعها إلى تكوين الغرائز . فالغريزة لم تتولد إذن من العادات المكتسبة كما زعم ( لامارك ) وتلاميذه ، بل تولدت من ادخار التغيرات الخلقية العرضية .

    فالنظرية ( الداروينية ) الجديدة تتجنب المسائل الخلافية التي أوقعتنا فيها نظرية ( لامارك ) كوراثة الصفات المكتسبة ، وإرجاع الغريزة الى العقل ، والإرادة ، الا أنها كما بينا تجعل ظهور التغيرات العرضية تابعاً للاتفاق والمصادفة ، وهذا القول مشتمل على شبهة جديدة أقبح وأشنع من الشبهة الاولى .

    رأي هنري فابر .
    - ولبعض العلماء اعتراض على الداروينيين مقتبس من ( هنري فابر . قالوا : ان السفكس ) مثلا جراح ماهر ، يصطاد فريسته فيطعنها تسع طعنات متوالية في مراكزها العصبية المختلفة ، ثم يمرث رأسها لا ليقتلها ، بل ليخدرها ،
    ويتركها بالقرب من بيضته ، مع انه لن يرى اليرقانة التي ستخرج منها . فلو فرضنا أن غريزة ( السفكس ) سلسلة من الأفعال المنعكسة ، وإنها لم تتكون دفعة واحدة ، بل تكاملت بالتدريج لما استطاع ( السفكس ) أن يستفيد منها . لأنه إذا أخل بشرط من شرائط الفعل ، أبطل حكمة الغريزة ، فلو قتل فريسته بدلاً من أن يخدرها لأفسد لحمها قبل زمن التفريخ ، ولو قصر في تخديرها لفرت منه ، وفي كلا الحالين لا تجد اليرقانة بالقرب منها غذاء . فتموت ، وينقرض النوع بموتها . ولذلك وجب أن تكون غريزة ( السفكس ) كاملة منذ ظهورها ، لا أن تتكامل بالتدريج ، ولا يمكن تفسير هذا الكمال الخلقي بنظرية الانتخاب الطبيعي .

    ولكن ملاحظات العلماء المعاصرين تضعف هذه الاعتراضات المبنية على ملاحظات ( هنري فابر ) ، لأنها تبين لنا ان علم ( السفكس ) ليس سوى اسطورة ، فهو يطعن فريسته كيفها يتفق له ذلك ، أي في الجهة التي يستطيع الوصول اليها ، فإذا كان عدوه من مستقيمة الجناح ذات المخالب الخلفية ، ثبت نفسه على ظهره ، أو ثنى بطنه للوصول اليه ، وإذا صادف حلقات البطن أولج إبرته فيها وفقاً لخطوط المقاومة الضعيفة ، فهو إذن يطمن عدوه حيث يستطيع إلى ذلك سبيلاً ، فلا يصيب مراكزه العصبية دائماً ، بل يصيبها ويصيب ما دونها ، ولا يمرث رأس فريسته ليخدرها ، بل ليدافع عن نفسه ، ويهاجم عدوه بقسوة وشدة من غير أن يعنى بقواعد الجراحة ، فليس إذن في غريزة ( السفكس ) أسرار وعجائب ، انه يهجم على فريسته ، فيتجنب أولاً مخالبها ثم يمد جسمه ليتمكن منها ، ثم يولج حمته بين أقسامها الصلبة . وفعله هذا غريزي كفعل الثور الذي يحرك رأسه استعداداً للنطاح ، أو كحركة الفرس الذي يضرب برجله الأرض ، أو كحركة الأرجل في الحيوانات القشرية ، أو الحشرات المستقيمة الجناح ، أو كحركة الإنسان عند مواجهة الخطر . فلا تعجب اذن ( للسفكس ) كيف يدافع عن نفسه ، وكيف يتقي الخطر عند الهجوم على عدوه ، ولا تجعل منه عالما يفن الجراحة ، لأن هذا العلم أشبه شيء بأسطورة .

    المشكلات الباقية .
    - ولكن هذه الملاحظات التي جاء بها العلماء المعاصرون لم تبدد جميع المشكلات ، بل أبقت منها واحدة خطيرة ، وهي قولنا كيف يقاتل ( السفكس ) حيوانا لا يحتاج اليه ؟ إنه من آكلة النبات ، ويرقانته من آكلة اللحوم ، فهو إذن يعمل بغير علم لمستقبل نوعه ، ويصطاد الحشرات ليرقانته لا لنفسه ، فكيف يفعل هذا بسائق المصادفة والاتفاق ، لو قلنا انه كان في الماضي أطول حياة مما هو عليه الآن ، وانه كان كير قانته من آكلة اللحوم ، يصطاد الحشرات لنفسه ولأعقابه معا ، لما بددنا جميع الشبهات ، لأنه يرد على ذلك سؤال وهو لماذا تبدلت غريزة ( السفكس ) عندما أصبح حولياً ، يكتفي بتخدير فريسته بدلاً من قتلها ، أليدخرها لنفسه . كلا ، انه يخدرها الآن لتتغذى بها اليرقانة بعد خروجها من البيضة ، فكأن الطبيعة قد عوضته من خسارته بإكسابه منعكساً جديداً ينفع في بقاء النوع ، ان تلاميذ ( داروين ) يعتبرون هذا المنعكس الجديد تغيراً عرضياً واتفاقا ، ولكن ليت شعري ، أليس القول بالاتفاق أو المصادفة إقراراً بعجز العقل عن التفسير ؟

    ان الانتخاب الطبيعي نفسه يستلزم وجود غريزة أولية .
    - و مما يقال أيضاً في الرد على الداروينيين أن فكرة الانتخاب الطبيعي تقتضي هي نفسها وجود غريزة أولية . فهم قد جعلوا الغريزة فعلا منعكساً مركباً ، وقالوا ان الانتخاب الطبيعي يثبت هذه الأفعال المنعكسة في النوع ، ولكن الانتخاب الطبيعي مبني على غريزة الحياة ، لا وجود له إلا بها ، لأنها هي التي تسوق إلى تنازع البقاء ، حق لقد سماها ( سبينوزا ) بنزوع الموجود الى الثبوت في الوجود ، وسماها ( شوبنهاور ) ارادة الحياة . فهي التي تدفع الكائن الحي الى البحث عن : غذائه ، ولولاها لهلك لا محالة ، فلا معنى اذن لتنازع البقاء الا ا اذا بني على غريزة الحياة .

    داروین ( ۱۸۰۹ - ۱۸۸۲ )
    ( شکل ٦٠ )

    وإذا قيل أن هذه الغريزة الأولية هي والحياة شيء واحد ، وإنها لا تحتاج إلى توضيح لأنها أولية ، قلنا ربما كانت الغرائز الاخرى مساوية لغريزة الحياة في حاجتها إلى التوضيح فلا معنى إذه لتفسيرها بالأفعال المنعكسة المركبة ، مع ترك غريزة الحياة دون تفسير . ويكفي لإبطال نظرية من النظريات أن يشذ عنها حادث واحد ، لأنه لا علم إلا بالكليات ، فإذا كانت نظرية داروين تعلل جميع الغرائز ، وتعجز عن تعليل غريزة الحياة ، قلنا ان تعليلها جزئي ، لا كلي ، وكل تعليل جزئي فهو لا يفيد علماً كلياً .

    الغريزة لم تتولد من تجمع الأفعال المنعكسة .
    - ونقول في نهاية هذه المناقشات أن تدقيقاً بسيطاً في النظرية الداروينية الجديدة يبين لنا أن الغريزة لم تتولد من جمع الأفعال المنعكسة بعضها إلى بعض ، لأن التجربة تدل على أن هذا الجمع لا يجعل الأفعال الجديدة مع الحاجة ، إلا إذ كان مصحوبا بتبدل في الحركات السابقة ، لنفرض أن ( السفكس ) كان يصطاد الحشرات لنفسه وليرقانته معاً ، فإنه في هذه الحالة لا يهتم ببقاء فريسته حية بعده . ولا يتورع من ضربها حيث يشاء لقتلها ، ولنفرض أن شرائط الحياة قد تغيرت بالنسبة إلى ( السفكس ) حتى أدى اشتداد البرد في الشتاء إلى موته بعد زمن البيض . ثم لنفرض أن الطبيعة قد أضافت في هذه الحالة إلى التغيرات العرضية السابقة تغيراً جديداً ، فجعلت السفكس ) يستبدل بطريقة القتل طريقة التخدير . ان هذا الإبدال لا يتم بإضافة منعكس جديد إلى الفعل المنعكس الأول بل يقتضي تغير الحركات الجزئية السابقة ، ولا يمكن أن يكون هذا التغير المتناسق ثمرة المصادفة والاتفاق .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٤٥_1(2).jpg 
مشاهدات:	19 
الحجم:	46.3 كيلوبايت 
الهوية:	190246 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٤٧_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	115.8 كيلوبايت 
الهوية:	190247 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٠_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	120.7 كيلوبايت 
الهوية:	190248 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥١_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	123.4 كيلوبايت 
الهوية:	190249 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٢_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	117.0 كيلوبايت 
الهوية:	190250


  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٥٣_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	138.9 كيلوبايت 
الهوية:	190252

    Returning instinct to mechanism...instinct

    Return instinct to mechanism

    Instinct in this doctrine is not generated by the mind, but rather is a mechanical action resulting from purely mechanical movements.

    Animal machine. Among those who held this view was Descartes, in his saying: The animal is a compound machine, with no feeling or mind. It does not do anything knowingly, nor is it aware of what it is doing. Rather, its actions are generated from the way its organs are composed and arranged, and the evidence for this is This is because the animal does not learn, and its instincts are specialized, and if it is skilled in one action it is ignorant in other actions, then it does not think, but rather moves like a machine, as if it were a clock composed of screws and wheels, showing the time precisely without being aware of what it is doing.

    This theory was taken by Descartes by some contemporary scholars, such as the English Maudsley and the German Burt.

    Discussion . - There is no conclusive evidence based on this theory of Descartes, because it is not in the power of a human being, as Descartes himself stated, to enter the heart of an animal and see what is going on inside itself, and we cannot differentiate between its emotional actions and its subconscious actions. And to explain the mechanism of his instincts without relying, as in the previous theory, on the heredity factor.

    Instincts are chains of reflex actions.
    - The claim of the neo-Darwinian doctrine. Instinct is a sum of complex reflexive actions, or a sum of accidental changes maintained by natural selection. Darwin before them explained the changes in living organisms by congenital changes, or as his contemporary students say, by transitional changes. If these changes were beneficial, the individual kept them for himself and excelled over others in the struggle for survival. The characteristics of the children of one womb are not the same, rather they differ greatly from one another, and only those who are characterized by beneficial qualities win in the battlefield of life. Thus, only the weak will disappear, and only the strongest and fittest will remain. These changes are not only physical, such as a change in height, color, or the proportion of the organs, but they are also psychological, such as a change in readiness for an action, or for a reaction corresponding to a need. It is difficult for an individual to achieve an innate change all at once, similar to the wondrous instincts found in insects, but the instinct is divided into a series. Of the reflexive actions, and every reflexive action is simple, it is a congenital change approved by natural selection. It is possible, then, for the effects of these changes to accumulate on top of each other, and to generate instinctive action through their combination.

    Change of instinct.
    - But one thing prevents us from accepting this opinion, which is the description of the instinct as perfect. If the instinct were a series of reflexive actions, it would not have been perfect since its appearance, but rather would have changed according to evolution, and this is what (Darwin) went to, when he declared the change of the instinct, and gave us examples. There is much evidence of this. Yes, the individual cannot add anything to the fixed instincts of the species, but applying this judgment to ancient species is a gross error, as what is constant in the present may be variable in the past, and there is no more evidence of changes in the past than the changes we see today in species for which evolution has not yet been proven. Her instincts .

    Among the changes mentioned by Darwin are that wasps sometimes make separate, non-circular cells, and that an insect living in Mexico called (Melipona Domestica) makes a disk of wax composed of cylindrical cells, and that our bees make hexagon-shaped cells. So the bee did not solve this engineering problem all at once, and did not reach this result except gradually and with long hesitation. But this hesitation and these successive attempts were not necessarily accompanied by will and reason, but rather they may have been the result of agreement and coincidence. If an individual experiences some moral change, and this change is beneficial to him in the arena of life, he retains it, and when the effects of these successive changes are combined after that, their combination leads to the formation of instincts. Thus, instinct was not generated from acquired habits, as Lamarck and his students claimed, but rather from the preservation of accidental innate changes.

    The new (Darwinian) theory avoids the controversial issues that Lamarck's theory got us into, such as the inheritance of acquired characteristics, and the return of instinct to reason and will. However, as we have shown, it makes the appearance of accidental changes dependent on agreement and coincidence, and this statement includes a new suspicion that is uglier and more heinous than the first suspicion.

    Henri Faber's opinion.
    - Some scholars have an objection to the Darwinists, quoting from (Henri Faber). They said: For example, the syphilis is a skilled surgeon. He hunts his prey, stabs it nine times in a row in its various nervous centers, and then pierces its head not to kill it, but to numb it.
    He leaves it near his egg, even though he will not see the larvae that will emerge from it. If we assume that the syphilis instinct is a series of reflexive actions, and that it was not formed all at once, but was integrated gradually, the syphilis would not be able to benefit from it. Because if he violates one of the conditions for action, he nullifies the wisdom of instinct. If he kills his prey instead of drugging it, he will spoil its flesh before the time of hatching, and if he fails to drug it, it will flee from him. In both cases, the caterpillar will not find food near it. It dies, and the species becomes extinct with its death. Therefore, the Sphyx instinct must be perfect from the time it appears, and not be perfected gradually, and this congenital perfection cannot be explained by the theory of natural selection.

    تعليق


    • #3
      However, the observations of contemporary scholars weaken these objections based on the observations of Henry Faber, because they show us that the science of the squix is ​​nothing but a myth. It stabs its prey however it suits it, that is, in the direction it can reach it. If its enemy is a straight-winged man with a With the back claws, he fixes himself on his back, or bends his abdomen to reach it, and if he comes across the abdominal rings, he inserts his needle into them according to the lines of weak resistance. Thus, he reassures his enemy wherever he can, and does not always hit his nerve centers, but rather hits them and what is below them, and does not inherit It uses the head of its prey to numb it, but rather to defend itself, and attacks its enemy with cruelty and severity without paying attention to the rules of surgery. Therefore, there are no secrets or wonders in the squix instinct. It attacks its prey, first avoiding its claws, then extending its body to reach it, then inserting its flesh between its solid parts. . His action is instinctive, like the action of a bull that moves its head in preparation for gore, or like the movement of a horse that strikes the ground with its foot, or like the movement of the legs in crustacean animals, or straight-winged insects, or like the movement of a human being when facing danger. So do not be surprised at how he defends himself, how he avoids danger when attacking his enemy, and do not make him a scientist who specializes in surgery, because this science is more like a myth.

      The remaining problems.
      - But these observations made by contemporary scientists did not eliminate all the problems, but rather left one serious one of them, which is our saying: How can a squix fight an animal that does not need it? He is a plant-eater, and his caterpillars are a carnivore. Therefore, he works without knowledge for the future of his species, and hunts insects for his caterpillars, not for himself. So how can he do this due to coincidence and agreement, if we say that in the past he lived longer than he does now, and that he was a rich and satisfied eater? Meat, it hunts insects for itself and its offspring, when we have dispelled all suspicions, because it answers the question, which is why the instinct of the squix changed when it became a yearling. It is content with drugging its prey instead of killing it, so as to save it for itself. No, he is drugging it now so that the larvae can feed on it after it emerges from the egg. It is as if nature has compensated him for his loss by giving him a new reflex that is beneficial to the survival of the species. Darwin’s students consider this new reflex to be an accidental change and coincidence, but I wish I could hear it. Isn’t saying by agreement or coincidence an admission? With the inability of the mind to explain?

      Natural selection itself requires the existence of a primary instinct.
      It is also said in response to the Darwinists that the idea of ​​natural selection itself requires the existence of a primary instinct. They made instinct a complex, reflexive act, and said that natural selection confirms these reflexive actions in the species, but natural selection is based on the life instinct, and it does not exist without it, because it is what leads to the struggle for survival. It is true that Spinoza called it the tendency of the existing to Constancy in existence, and Schopenhauer called it the will to live. It is what drives the living being to search for its food. If it were not for it, it would inevitably perish. Therefore, there is no meaning to the struggle for survival unless it is based on the life instinct.

      Darwin (1809 - 1882)
      (Figure 60)

      If it is said that this primary instinct and life are one thing, and that it does not need clarification because it is primary, we say that perhaps the other instincts are equal to the life instinct in their need for clarification, then there is no meaning in explaining them with complex reflexive actions, while leaving the life instinct without explanation. It is sufficient to invalidate a theory if one incident deviates from it, because there is no knowledge except about universals. If Darwin’s theory explains all instincts, and is unable to explain the life instinct, we say that its explanation is partial, not comprehensive, and every partial explanation is not useful for comprehensive knowledge.

      Instinct is not generated by a combination of reflexive actions.
      - We say at the end of these discussions that a simple examination of the neo-Darwinian theory shows us that the instinct was not generated by combining reflexive actions with one another, because experience indicates that this combination does not make new actions necessary, unless it is accompanied by a change in the previous movements. Suppose that the syphilis was hunting insects for itself and for its larvae, in this case it would not care about whether its prey would survive. He does not hesitate to hit her wherever he wants to kill her, and let us assume that the conditions of life had changed for (Al-Safex) until the intense cold in the winter led to his death after the time of the eggs. Then let us suppose that in this case nature added a new change to the previous accidental changes, so it replaced the method of killing with the method of anesthesia. This replacement does not take place by adding a new reflex to the first reflex action, but rather requires changing the previous partial movements, and this harmonious change cannot be the result of coincidence or agreement.

      تعليق

      يعمل...
      X