المصطفى الصوفي
زينب النفزاوية.. فاتنة الأمراء وزوجة السلاطين وصانعة مراكش
27/3/2023
هي سيدة الأعالي، آتية من برج شهد العسل حين يتقطر من تينة ناضجة، هي زينة الدنيا في زمان عصرها، ملأت العالم بجمالها وشغلت الناس بأفكارها وطموحها المجنون، وتشوفت القلوب إلى رؤيتها مهما طال الوصال، هي هبة الشعر وهلال الشهر، وزهرة تتفتح بعطر الأمنيات.
ملكت قلوب الأمراء في زمانها، وصنعت من حياتها صهيل مجد لخيول بألف فارس وفرس، رفع لها سقف المهر في كل قبيلة، ففاق ألف بعير وما يزيد، هي صوت نسائي تردد في بلاد المغرب الأقصى، آتية من شرق المحبة والشرف الأصيل، هي الحسناء والفاتنة والبضة والقادرة على هلاك القلوب، مهما كان تاجها من اللؤلؤ والياقوت.
كأن شعراء المغرب الأقصى في مدحها تشبه زهرة الأقاحي، بيضاء كبيضة مكتنزة، كحبة قمح، في بياض عينيها حور، لها أريج المنى، حين تميل بوشاح الغرام، وبكفيها يتضوع عطر مضمخ بندى الأحلام. فهي كما وصف المحبوب الأعشى:
غَرّاءُ فَرعاء مصقولٌ عوارِضها
تمشي الهُوينى كما يمشي الوَجي الوحِل
كَأَن مشيتها مِن بيتِ جارتها
مرُّ السحابةِ لا رَيث وَلا عَجل
تعليق