تشكيليو العراق يحيون مئوية جميل حمودي رائد الحروفية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تشكيليو العراق يحيون مئوية جميل حمودي رائد الحروفية

    تشكيليو العراق يحيون مئوية جميل حمودي رائد الحروفية


    حمودي له دور ريادي في تأسيس روحية خاصة للوحة العراقية المعاصرة واكتشف مبكرا استلهام الحرف العربي في بناء اللوحة.
    الاثنين 2024/01/29
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    أعمال حمودي حملت خصوصية العراق

    علي إبراهيم الدليمي

    بغداد - احتفت الحركة التشكيلية في العراق بالذكرى المئوية لولادة الفنان التشكيلي جميل حمودي، الذي يعد رائد اللوحة الحروفية في العراق، منذ العام 1940 حتى رحيله في العام 2003. ونظم المعهد الفرنسي في بغداد معرضا استعاديا ضم مجموعة من أعمال حمودي الفنية، بينما أصدرت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين كتابا عن مسيرته وأعماله، بقلم ماجد السامرائي، فضلا عن إصدار ملحق استذكاري خاص عن جريدة المدى.

    كان لجميل حمودي دور ريادي فاعل في تأسيس روحية خاصة للوحة العراقية المعاصرة المتجددة، كما أنه المؤسس لجماعة البعد الواحد، مع نخبة من فنانينا المجودين من أمثال شاكر حسن آل سعيد ومديحة عمر وآخرين. اكتشف مبكرا كيف يمكن استلهام الحرف العربي في بناء اللوحة الفنية، ليصبح أحد رواد الحروفيين العرب، حيث وجه أنظار الكثير من الفنانين العرب بإدخال الحروف والتلاعب في أشكالها بتقصيرها وتطويلها مرتكزا على استلهام الموروث الحضاري، حيث زاوج مفردات اللوحة الزيتية مع جمالية وإمكانية تطويع طاقة الحرف العربي.


    ◙ جميل حمودي افتتن بالخط العربي منذ طفولته


    ورغم أنه قد قضى أكثر من عقدين من الزمن في فرنسا، إلا أنه كان بحق سفيرا للوحة الفنية العراقية هناك، التي حملت معها سمات وخصوصية تراثنا وفلكلورنا الشعبي الأصيل. سافر جميل حمودي إلى فرنسا العام 1947 بهدف متابعة الدراسة وبحثا عن معرفة في مجالات الفكر والفن والاستنارة الجديدة في المشهد التشكيلي العالمي، لاسيما أن باريس كانت في تلك الفترة، بعد الحرب الكونية الثانية، ملتقى ومبعث الحركات التشكيلية الجديدة والمبتكرة، لكنه قبل ذلك كانت له نشاطات فنية وثقافية عديدة في بغداد، فقد كان من مؤسسي “جمعية أصدقاء الفن” العام 1941، كذلك أصدر العام 1945 مجلة “الفكر الحديث” التي كانت من المجلات الرائدة الأولى في اهتماماتها بالفنون والنقد الفني. وكان في الوقت نفسه أستاذا في التربية في دار المعلمين ببغداد.

    وفي باريس تابع حمودي دراساته وبحوثه الفنية والأدبية، فقد نشر عدة قصائد في المطبوعات الفرنسية، كما أصدر ديوانيّ شعر باللغة الفرنسية هما “أحلام من الشرق” عام 1955، و”أفاق” عام 1957، كذلك أسس دارا للنشر، أصدر عنها مجلته “اشتار” بالفرنسية، وكانت تهتم بالثقافة والحضارات والفنون.

    في العام 1949، اشترك في “صالون الحقائق الجديدة” الخاص بالفن التجريدي إلى جانب الفنانين هيرمان وهارتونكوشوفير وغيرهما في متحف الفن الحديث في باريس. وفي العام 1959، أقام أول معرض شخصي له في باريس، وقد كتب الناقد جاك لاسين مقدمة دليل المعرض، فضلا عن مشاركته في المؤتمر الثاني عن “الحضارات المتوارثة” الذي أقيم عام 1951 في السوربون بمناسبة مرور ألف سنة على تأسيس مدينة باريس، وكانت مشاركته باسم مدينة بغداد.

    غالبا ما تحدث حمودي للصحافة عن بداية مسيرته الطويلة وتجربته الفنية المعمقة، “لقد افتتنت بالخط العربي منذ طفولتي، وكنت خطاطا وأنا أعتز بذلك لأسباب قدسية ذات طابع روحي وديني، وبعدما بلغت مستوى معينا في تجربتي الفنية، أدخلت الحرف العربي إلى لوحاتي، لا لإضافة قيمة جمالية إليها فحسب، بل لتضمينها معاني مختلفة تسهم في بنائها أيضا.. الحرف العربي إذن كان يعيش معي منذ الطفولة، وقد توضحت بعدئذ الأدوار التي يمكن أن يلعبها في التكوين التشكيلي.. رسما وتكوينا ونحتا وعمارة.. استفدت من مرحلة “الكتاتيب” حيث تعلمت على أيديهم الخط بالقلم المقطوع من القصب وبالحبر الأسود، وكنت أحاول تكوين أشكال غريبة أو هندسية أو معمارية، مثل أشكال المساجد والمنائر وغيرها.. في الصف الثالث الابتدائي تحولت من الإبداع العشوائي إلى نقل اللوحات الملونة”.

    ويضيف “في عام 1936، نقلت بنجاح صورة الشاعر الإنجليزي شيلي للرسام كينزبورد، وقد تعلمت في طفولتي الحياكة والتجليد والنقش على القماش ‘الباتيك التقليدي’ والنجارة، وكانت مسألة هامة وجوهرية، حيث أعطتني الفرصة لممارسة فن النحت على الخشب. تعلقت بالكتابة والأدب، ودفعني هذا التعلق إلى تحرير مجلة باسم 'عشتروت' كنت أكتبها بخط يدي، وساهم فيها الفنانان جواد سليم وعطا صبري، وغيرهما".

    ويقول "في بغداد، كانت لي في المسرح هوايات عابرة فقمت بإخراج مسرحية 'مجنون ليلي'، كما قمت بإخراج مسرحية يابانية بعنوان 'هاكورومو - ثوب الريش' على مسرح حدائق مدرسة الفنون الزخرفية في باريس عام 1960".


يعمل...
X