التجريد والتعميم
۱ - تعريفات عامة
المعني المجرد العام
- قلنا عند البحث في الصور الذهنية . أن الفكرة مقارنة للصورة ، وان الذهن إذا اقتصر على الصور الشخصية ، ولم يرتق من الاهتمام الانفعالي الى التفكير المجرد ، اختلفت تصوراته باختلاف الأفراد ، وتبدلت بتبدل العواطف ، وكان . للشيء الواحد عند كل فرد صورة مباينة وحلة مختلفة . الا أن هناك تفكيراً مجرداً عن العوامل الفردية يستبدل بالصور الجزئية المشخصة تصورات عامة مجردة ، وينظر إلى العلاقات الموضوعية دون العلاقات الذاتية أو الانفعالية .
ان هذا التفكير يوحد العقول ، ويقوم ماهية اللغة ، ويجعل الناس يفهمون ألفاظها سمي تفكيراً موضوعياً و سميت أفعال النفس المقومة له بقوة الفهم أو الذهن ( Entendement ) ، لأنها مبدأ التفاهم بين الناس . ونحن نسمي هذه المعاني المجردة العامة ( . بالتصورات ( Concepts ) .
إن بين المعنى والصورة فرقاً عظيماً ، لأن الصورة خيال مشخص لشيء محسوس ، أما المعنى فتصور مجرد . مثال ذلك : أن معنى الخروف مختلف تماماً عن صورة الخروف . لأن صورة هذا الخروف مؤلفة من شكله ، ولونه ، وطول صوفه ، وصغر قامته ، وثفائه ، وغير ذلك الصفات ، أما معنى الخروف فهو تصور مجرد لا يحتاج تأليفه إلى تخيل كل من هذه الأشياء . فالتجريد اذن عزل عنصر من عناصر التصور عن غيره من العناصر المشاركة له في الوجود ، وتأمله وحده .
ثم ان الصورة جزئية ومفردة اعني أنها تنطبق على موجود واحد . فهي صورة هذا الخروف المشار اليه لا صورة كل خروف . أما معنى الخروف فعام ، لأنه ينطبق على جميع الخراف من غير تعيين . فالتعميم إذن جمع عدد . غير معين من الأفراد في تصور واحد .
التجريد والحاجات
- ان الصفات الحسية غير مجردة بعضها عن بعض في العالم المحسوس ، فلا شكل بلا لون ، ولا لون بلا شكل ، ولا حركة بغير متحرك ، ولا دائرة دون محيط . إلا أن الفكر يفصل هذه الصور بعضها عن بعض . ويتأمل صورة واحدة منها دون غيرها ، فيفصل المحيط عن الدائرة ، أو الدائرة عن المحيط ، فإذا كانت تلك الدائرة حديقة ، وأراد أن يغرس فيها بعض الأشجار ، نظر إلى سطح الدائرة دون محيطها ، وإذا أراد أن يقيم حولها سوراً نظر إلى المحيط دون الدائرة ، ان حاجاتنا تجزىء تصور اتنا .
التجريد والتحليل
- ويمكننا زيادة معنى التجريد وضوحاً بالمقايسة بينه وبين التحليل و التقسيم . فالتقسيم هو تفريق الكل أقساماً مختلفة . أما التحليل فهو إرجاع الكل إلى عناصره وأجزائه ، وليس القسم مرادفاً للجزء في المعنى ، وإنما هو مجانس للكل ، مركب مثله ، أما الجزء فهو أبسط من الكل ، غير مجانس له . مثال ذلك : أنك تسطيع أن تقسم ماء الدلو عدة أقسام ، بحيث يكون كل قسم منها مساوياً للكل في تركيبه الكيماوي . أما اجزاء الماء فهي عناصره المقومة له ، كالهيدورجين والاكسيجين ، أبسط من الكل . ينتج من هذه المقايسة ، أن التجريد أقرب إلى التحليل منه إلى التقسيم ، لأنه ينتزع من عناصر التصور جانباً خاصاً ينظر اليه وحده ، دون غيره ، والفرق بين التحليل والتجريد أن الفكر ينظر في التحليل إلى جميع العناصر على حد سواء ، أما في التجريد فيقتصر على النظر إلى عنصر واحد منها .
الشمول والتضمن
- المعاني العامة تنطبق على عدد غير محدود من الأفراد ، لأنها مقومة من الصفات العامة المشتركة ، فهي اذن ذات شمول وتضمن .
أما الشمول أو الماصدق : فهو مجموع الأفراد ، أو الأشياء التي يجمعها التصور في صنف واحد .
وأما التضمن أو المفهوم : فهو مجموع الصفات والخواص المشتركة بين جميع أفراد النوع .
مثال ذلك : أن شمول معنى الإنسان هو مجموع الأفراد الذين يمثلون نوع الإنسان ،
أما مفهوم معنى الإنسان ، فهو ما يدخل فيه من الصفات المشتركة بين أفراد النوع كله ، كقولنا : الانسان حيوان ، ناطق ، يتغذى ، يتحرك ، ويرغب في الكمال . الخ .
وكلما ازداد الماصدق نقص المفهوم أو المضمون والعكس بالعكس . مثال ذلك : أن ما يصدق عليه الحيوان أعظم مما يصدق عليه الانسان ، لأنه يشتمل على الانسان وغيره من الأنواع الحيوانية . أما مفهومه ، فهو دون مفهوم الانسان ، لأن للإنسان جميع صفات الحيوان من حيث هو حيوان ، وصفات اخرى خاصة يتميز بها عنه ( ۱ ) .
۱ - تعريفات عامة
المعني المجرد العام
- قلنا عند البحث في الصور الذهنية . أن الفكرة مقارنة للصورة ، وان الذهن إذا اقتصر على الصور الشخصية ، ولم يرتق من الاهتمام الانفعالي الى التفكير المجرد ، اختلفت تصوراته باختلاف الأفراد ، وتبدلت بتبدل العواطف ، وكان . للشيء الواحد عند كل فرد صورة مباينة وحلة مختلفة . الا أن هناك تفكيراً مجرداً عن العوامل الفردية يستبدل بالصور الجزئية المشخصة تصورات عامة مجردة ، وينظر إلى العلاقات الموضوعية دون العلاقات الذاتية أو الانفعالية .
ان هذا التفكير يوحد العقول ، ويقوم ماهية اللغة ، ويجعل الناس يفهمون ألفاظها سمي تفكيراً موضوعياً و سميت أفعال النفس المقومة له بقوة الفهم أو الذهن ( Entendement ) ، لأنها مبدأ التفاهم بين الناس . ونحن نسمي هذه المعاني المجردة العامة ( . بالتصورات ( Concepts ) .
إن بين المعنى والصورة فرقاً عظيماً ، لأن الصورة خيال مشخص لشيء محسوس ، أما المعنى فتصور مجرد . مثال ذلك : أن معنى الخروف مختلف تماماً عن صورة الخروف . لأن صورة هذا الخروف مؤلفة من شكله ، ولونه ، وطول صوفه ، وصغر قامته ، وثفائه ، وغير ذلك الصفات ، أما معنى الخروف فهو تصور مجرد لا يحتاج تأليفه إلى تخيل كل من هذه الأشياء . فالتجريد اذن عزل عنصر من عناصر التصور عن غيره من العناصر المشاركة له في الوجود ، وتأمله وحده .
ثم ان الصورة جزئية ومفردة اعني أنها تنطبق على موجود واحد . فهي صورة هذا الخروف المشار اليه لا صورة كل خروف . أما معنى الخروف فعام ، لأنه ينطبق على جميع الخراف من غير تعيين . فالتعميم إذن جمع عدد . غير معين من الأفراد في تصور واحد .
التجريد والحاجات
- ان الصفات الحسية غير مجردة بعضها عن بعض في العالم المحسوس ، فلا شكل بلا لون ، ولا لون بلا شكل ، ولا حركة بغير متحرك ، ولا دائرة دون محيط . إلا أن الفكر يفصل هذه الصور بعضها عن بعض . ويتأمل صورة واحدة منها دون غيرها ، فيفصل المحيط عن الدائرة ، أو الدائرة عن المحيط ، فإذا كانت تلك الدائرة حديقة ، وأراد أن يغرس فيها بعض الأشجار ، نظر إلى سطح الدائرة دون محيطها ، وإذا أراد أن يقيم حولها سوراً نظر إلى المحيط دون الدائرة ، ان حاجاتنا تجزىء تصور اتنا .
التجريد والتحليل
- ويمكننا زيادة معنى التجريد وضوحاً بالمقايسة بينه وبين التحليل و التقسيم . فالتقسيم هو تفريق الكل أقساماً مختلفة . أما التحليل فهو إرجاع الكل إلى عناصره وأجزائه ، وليس القسم مرادفاً للجزء في المعنى ، وإنما هو مجانس للكل ، مركب مثله ، أما الجزء فهو أبسط من الكل ، غير مجانس له . مثال ذلك : أنك تسطيع أن تقسم ماء الدلو عدة أقسام ، بحيث يكون كل قسم منها مساوياً للكل في تركيبه الكيماوي . أما اجزاء الماء فهي عناصره المقومة له ، كالهيدورجين والاكسيجين ، أبسط من الكل . ينتج من هذه المقايسة ، أن التجريد أقرب إلى التحليل منه إلى التقسيم ، لأنه ينتزع من عناصر التصور جانباً خاصاً ينظر اليه وحده ، دون غيره ، والفرق بين التحليل والتجريد أن الفكر ينظر في التحليل إلى جميع العناصر على حد سواء ، أما في التجريد فيقتصر على النظر إلى عنصر واحد منها .
الشمول والتضمن
- المعاني العامة تنطبق على عدد غير محدود من الأفراد ، لأنها مقومة من الصفات العامة المشتركة ، فهي اذن ذات شمول وتضمن .
أما الشمول أو الماصدق : فهو مجموع الأفراد ، أو الأشياء التي يجمعها التصور في صنف واحد .
وأما التضمن أو المفهوم : فهو مجموع الصفات والخواص المشتركة بين جميع أفراد النوع .
مثال ذلك : أن شمول معنى الإنسان هو مجموع الأفراد الذين يمثلون نوع الإنسان ،
أما مفهوم معنى الإنسان ، فهو ما يدخل فيه من الصفات المشتركة بين أفراد النوع كله ، كقولنا : الانسان حيوان ، ناطق ، يتغذى ، يتحرك ، ويرغب في الكمال . الخ .
وكلما ازداد الماصدق نقص المفهوم أو المضمون والعكس بالعكس . مثال ذلك : أن ما يصدق عليه الحيوان أعظم مما يصدق عليه الانسان ، لأنه يشتمل على الانسان وغيره من الأنواع الحيوانية . أما مفهومه ، فهو دون مفهوم الانسان ، لأن للإنسان جميع صفات الحيوان من حيث هو حيوان ، وصفات اخرى خاصة يتميز بها عنه ( ۱ ) .
تعليق