إيما ستون بعقل طفل... «أشياء مسكينة» ضحكةُ الحركة النسائية
الأشخاص الحقيقيون مُستبعَدون لمصلحة شخصيات مبالغ فيها فكاهياً
ستون بدور وحش فرانكنشتاين الحديث (أ.ب)
نُشر: 12:14-20 يناير 2024 م ـ 08 رَجب 1445 هـ
TT
20بحفاوة بالغة، استقبل النقّاد والمشاهدون فيلم «أشياء مسكينة» (بور ثينغز)، لليوناني يورغوس لانثيموس، لدى عرضه الأول. ومنذ ذلك الحين، ينال الفيلم النسوي الناجح، من بطولة النجمة الأميركية إيما ستون، ثناء كبيراً بوصفه عبقرياً إبداعياً، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».
تجسّد ستون (35 عاماً) دور وحش فرانكنشتاين الحديث، فتُحرّر نفسها من القيود. وبعد فوز الفيلم بالجائزة الرئيسية في مهرجان «فينيسيا السينمائي الدولي»، وهي «الأسد الذهبي»، بالإضافة إلى جائزتَي «غولدن غلوب»، بات بالإمكان الاستمتاع بمشاهدته في دُور العرض المحلية.
محور القصة امرأة تُحرّر نفسها (أ.ب)
قدّم الممثلون والممثلات أداء ممتازاً، ففازت ستون بـ«غولدن غلوب» من فئة «أفضل ممثلة»، ومن المؤكد أنها ستُرشَّح للفوز بـ«الأوسكار» عن تجسيدها شخصية امرأة بالغة بعقل طفل، بدأت بإعادة تعلُّم كيفية التحدُّث والتحرُّك؛ وهي عملية تتطلّب جهداً لغوياً، وتتضمّن كماً من التهريج والدعابة.
ويجسّد الممثل الأميركي ويليم دافو (68 عاماً) شخصية العالِم العبقري ذي الطابع الأبوي «غودوين»، بوصفه رجلاً يمتاز بأخلاقيات مرنة، يعثر على جثة سيدة حامل بعد انتحارها تُدعى «بيلا»، فيقرّر إعادة الحياة إليها، وزرع دماغ طفل فيها.
من مزايا الفيلم الإيجابية المُحفّزة على الاستمتاع بمشاهدته داخل السينما وليس في المنزل، هي المؤثرات البصرية الهائلة، في حين يعيش «غودوين» و«بيلا» في فيللا على طراز الفن الحديث السريالي.
وإذ من المفترض أنّ الأحداث تدور في القرن التاسع عشر، رغم أنّ هذا ليس واضحاً تماماً، يبدو المكان بالكامل، وليس المنزل فقط، كما لو كان من تصميم المهندس المعماري الإسباني الشهير أنطوني غاودي.
أما الأثاث، والسفن، والمنازل، فصُنعت بطريقة إبداعية مليئة بالتفاصيل، مع المَراوح على شكل زهور، أو الأعمدة الملتوية، إضافة إلى أشكال مطرّزة بـ«الساتان» على الجدران والأرضيات، مصنوعة من القطيفة.
إن كنت من محبّي المَشاهد الخيالية، فـ«أشياء مسكينة» بالتأكيد فيلم مناسب، ولكن عليك ألا تدع بعض أكثر اللقطات تطرّفاً تزعجك، مثل مُشاهدة دماغ يُقطَّع إلى شرائح مثل الكعكة، أو «بيلا» وهي تُقطّع ببرودة أعضاء شخص ميت بالسكين.
الأداء البديع لإيما ستون يثمر جوائز (أ.ف.ب)
يستخدم المخرج عدسة عين السمكة، ويتلاعب بتقنيات الكاميرا الأخرى للوصول إلى تصوير منحنٍ أو غير واضح، في حين صُوِّرت أجزاء من الفيلم بألوان زاهية، وأخرى باللونين الأبيض والأسود فقط.
الأزياء رائعة أيضاً، فتتنوّع ملابس «بيلا» ما بين العباءات والفساتين، بالإضافة إلى معطف الطبيب المميز ذي الأكمام المنتفخة بشكل مبالغ فيه. وتظهر الأقمشة متلألئة، ومطرَّزة، ومليئة بالتموّجات، مثل ملابس الدمى.
بالحديث عن الألعوبة، فإنّ محور القصة امرأة يعاملها الرجال أداةً، لكنها تتمكن من تحرير نفسها. تبدأ هذه
العملية مع «غودوين» الذي يريد إبقاءها داخل منزله للدراسة، ثم يظهر في السياق محامٍ يُدعى «دنكان» (الأميركي مارك رافالو - 56 عاماً) يستغلّ «بيلا»، ثم يحرّرها من المنزل ويصطحبها للسفر معه.
أما «بيلا»، التي يتّسم تصوّرها للأمور بأنه غير متحيّز، فترى بعض طقوس المجتمع ومفاهيمه الأخلاقية، غريبة. وفي وقت لاحق من الفيلم، تحاول العمل بائعة هوى، وتتعامل مع ذلك بعقل منفتح.
يظلّ مفهوم الأحاديث الصغيرة المهذّبة لغزاً بالنسبة إليها. فقبل كل شيء، تجعل الرجال المحيطين بها يبدون مثيرين للشفقة، وبسيطين، ومتملّكين.
يقدّم الفيلم نوعاً من الحركة النسائية، التي غالباً ما تكون مضحكة جداً، بالإضافة إلى كونها واضحة وشعبية، بما يتماشى مع روح العصر إلى حد كبير.
وضمن الأحداث، لا يهدف المخرج إلى عرض أشخاص حقيقيين، بل شخصيات مبالغ فيها بطريقة فكاهية، وهي تقنية تسمح له بالإضاءة على العادات اليومية التي قد تبدو سخيفة.
مواضيع
سينما أميركا
الأشخاص الحقيقيون مُستبعَدون لمصلحة شخصيات مبالغ فيها فكاهياً
ستون بدور وحش فرانكنشتاين الحديث (أ.ب)
- لندن: «الشرق الأوسط»
نُشر: 12:14-20 يناير 2024 م ـ 08 رَجب 1445 هـ
TT
20بحفاوة بالغة، استقبل النقّاد والمشاهدون فيلم «أشياء مسكينة» (بور ثينغز)، لليوناني يورغوس لانثيموس، لدى عرضه الأول. ومنذ ذلك الحين، ينال الفيلم النسوي الناجح، من بطولة النجمة الأميركية إيما ستون، ثناء كبيراً بوصفه عبقرياً إبداعياً، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».
تجسّد ستون (35 عاماً) دور وحش فرانكنشتاين الحديث، فتُحرّر نفسها من القيود. وبعد فوز الفيلم بالجائزة الرئيسية في مهرجان «فينيسيا السينمائي الدولي»، وهي «الأسد الذهبي»، بالإضافة إلى جائزتَي «غولدن غلوب»، بات بالإمكان الاستمتاع بمشاهدته في دُور العرض المحلية.
محور القصة امرأة تُحرّر نفسها (أ.ب)
قدّم الممثلون والممثلات أداء ممتازاً، ففازت ستون بـ«غولدن غلوب» من فئة «أفضل ممثلة»، ومن المؤكد أنها ستُرشَّح للفوز بـ«الأوسكار» عن تجسيدها شخصية امرأة بالغة بعقل طفل، بدأت بإعادة تعلُّم كيفية التحدُّث والتحرُّك؛ وهي عملية تتطلّب جهداً لغوياً، وتتضمّن كماً من التهريج والدعابة.
ويجسّد الممثل الأميركي ويليم دافو (68 عاماً) شخصية العالِم العبقري ذي الطابع الأبوي «غودوين»، بوصفه رجلاً يمتاز بأخلاقيات مرنة، يعثر على جثة سيدة حامل بعد انتحارها تُدعى «بيلا»، فيقرّر إعادة الحياة إليها، وزرع دماغ طفل فيها.
من مزايا الفيلم الإيجابية المُحفّزة على الاستمتاع بمشاهدته داخل السينما وليس في المنزل، هي المؤثرات البصرية الهائلة، في حين يعيش «غودوين» و«بيلا» في فيللا على طراز الفن الحديث السريالي.
وإذ من المفترض أنّ الأحداث تدور في القرن التاسع عشر، رغم أنّ هذا ليس واضحاً تماماً، يبدو المكان بالكامل، وليس المنزل فقط، كما لو كان من تصميم المهندس المعماري الإسباني الشهير أنطوني غاودي.
أما الأثاث، والسفن، والمنازل، فصُنعت بطريقة إبداعية مليئة بالتفاصيل، مع المَراوح على شكل زهور، أو الأعمدة الملتوية، إضافة إلى أشكال مطرّزة بـ«الساتان» على الجدران والأرضيات، مصنوعة من القطيفة.
إن كنت من محبّي المَشاهد الخيالية، فـ«أشياء مسكينة» بالتأكيد فيلم مناسب، ولكن عليك ألا تدع بعض أكثر اللقطات تطرّفاً تزعجك، مثل مُشاهدة دماغ يُقطَّع إلى شرائح مثل الكعكة، أو «بيلا» وهي تُقطّع ببرودة أعضاء شخص ميت بالسكين.
الأداء البديع لإيما ستون يثمر جوائز (أ.ف.ب)
يستخدم المخرج عدسة عين السمكة، ويتلاعب بتقنيات الكاميرا الأخرى للوصول إلى تصوير منحنٍ أو غير واضح، في حين صُوِّرت أجزاء من الفيلم بألوان زاهية، وأخرى باللونين الأبيض والأسود فقط.
الأزياء رائعة أيضاً، فتتنوّع ملابس «بيلا» ما بين العباءات والفساتين، بالإضافة إلى معطف الطبيب المميز ذي الأكمام المنتفخة بشكل مبالغ فيه. وتظهر الأقمشة متلألئة، ومطرَّزة، ومليئة بالتموّجات، مثل ملابس الدمى.
بالحديث عن الألعوبة، فإنّ محور القصة امرأة يعاملها الرجال أداةً، لكنها تتمكن من تحرير نفسها. تبدأ هذه
العملية مع «غودوين» الذي يريد إبقاءها داخل منزله للدراسة، ثم يظهر في السياق محامٍ يُدعى «دنكان» (الأميركي مارك رافالو - 56 عاماً) يستغلّ «بيلا»، ثم يحرّرها من المنزل ويصطحبها للسفر معه.
أما «بيلا»، التي يتّسم تصوّرها للأمور بأنه غير متحيّز، فترى بعض طقوس المجتمع ومفاهيمه الأخلاقية، غريبة. وفي وقت لاحق من الفيلم، تحاول العمل بائعة هوى، وتتعامل مع ذلك بعقل منفتح.
يظلّ مفهوم الأحاديث الصغيرة المهذّبة لغزاً بالنسبة إليها. فقبل كل شيء، تجعل الرجال المحيطين بها يبدون مثيرين للشفقة، وبسيطين، ومتملّكين.
يقدّم الفيلم نوعاً من الحركة النسائية، التي غالباً ما تكون مضحكة جداً، بالإضافة إلى كونها واضحة وشعبية، بما يتماشى مع روح العصر إلى حد كبير.
وضمن الأحداث، لا يهدف المخرج إلى عرض أشخاص حقيقيين، بل شخصيات مبالغ فيها بطريقة فكاهية، وهي تقنية تسمح له بالإضاءة على العادات اليومية التي قد تبدو سخيفة.
مواضيع
سينما أميركا