رغم مرور 100 عام على وفاته .. جثمان لينين لم يدفن
المصدر:
التاريخ: 20 يناير 2024
ت +ت -الحجم الطبيعي
مر 100 عام الآن على وفاة الزعيم الثوري الروسي فلاديمير إيليتش أوليانوف (1870-1924)، المعروف باسم لينين، ورغم ذلك لا يزال جثمانه المحنط يرقد في حِلَّة فاخرة داخل صندوق زجاجي مسلطا عليه ضوء خافت بالضريح الكائن في الساحة الحمراء بموسكو.
ولا يزال الراحل الذي أسس نظاما عالميا جديدا يشكل نقطة جذب سياحي في العاصمة الروسية حتى بعد عقود من انهيار الاتحاد السوفييتي الذي أسسه. وبالزهور والأكاليل يحيي شيوعيو روسيا الذكرى المئوية لوفاة لينين غدا الأحد (21 يناير).
يتدفق ضيوف من جميع أنحاء العالم، نساء وأطفال وأزواج وفصول مدرسية بأكملها، إلى الضريح الضخم الذي يحرسه أفراد مدججون بالسلاح تابعون لقوات حرس الكرملين. يأتي الزوار لرؤية مومياء الرجل الذي أسس أول دولة شيوعية في العالم - دولة العمال والفلاحين - عقب خمس سنوات من اندلاع ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917.
تقول امرأة تبلغ من العمر 56 عاما ردا على سؤال حول سبب تواجدها في الضريح: "لينين، إنه رمز لتاريخنا". تسير المرأة رفقة صديقتها بجوار جدار الكرملين في مناخ شتوي يخيم عليه السكون، وتتفقد أولا اللوحات التذكارية والنصب التذكارية لكبار ساسة البلاد الذين وافتهم المنية، ثم تدخل إلى الضريح.
ما يمكن رؤيته هو رأس لينين ووجهه - بلون بشرة نابض بالحياة - ويديه. يعيد هذا المظهر للأذهان الدمى المصنوعة من الورق المعجن. "لا يُسمَح بالتوقف هنا"، هكذا يهمس رجل يرتدي زيا رسميا من الخلف، فالتحديق في الجثمان غير مسموح به، ما يعني أنه يجب على الزائرين مغادرة القاعة التي تؤوي أشهر جثمان في روسيا بسرعة. يرغب الكثيرون في إلقاء نظرة متعمقة على شكل الجثمان، الذي يعتبر الكرملين وصفة تحنيطه التي تكلف الملايين سرا من أسرار الدولة.
الجثمان المحنط - الوصفة سر من أسرار الدولة
كل عامين تقريبا يوضع جثمان لينين في خليط بحوض بمعهد الأبحاث الروسي للنباتات الطبية والعطرية، أو يُجرى حقن أجزاء من جثمانه بمواد حافظة، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية. تهيمن السرية على وصفة المستحضر المفترض أنه عديم اللون والرائحة وغير سام، لكن يتردد أيضا أنه تم استخدام الفورمالين والبوتاسيوم والجلسرين في عمليات التحنيط الأولى. وبالنسبة لمخ لينين فقد تم حفظه بشكل منفصل.
يمكن رؤية أول حوض جرت فيه عملية التحنيط في مكان وفاة لينين بمنطقة جوركي لينينسكي، على بعد أقل من ساعة بالسيارة من موسكو. كان لينين يتوارى عن الأنظار في الماضي في تلك المنطقة الريفية الشاعرية التي تضم حديقة واسعة وفيلات تعود إلى العصر القيصري. ومن هناك على وجه الخصوص كان يقود لينين الإمبراطورية الضخمة التي أضعفتها الحرب الأهلية والإرهاب الأحمر الذي مارسه البلاشفة. وفي مبنى يشبه القصر، الذي حوله الثوار إلى مصحة، توفي لينين على سرير غرفته الصغيرة.
في تلك الغرفة يوجد قناع موت لينين داخل صندوق زجاجي، وبخلاف ذلك فإن كل شيء في الغرفة كما كان وقت الوفاة، كما توضح مرشدة المبنى الذي تحول إلى متحف. جميع الساعات في المبنى، الذي كانت تسكنه عائلة ثرية قبل الثورة، تشير إلى الساعة 50ر6 مساء. بحسب بيانات المتحف، أصيب لينين بسكتة دماغية، لكن سبب وفاته في عمر مبكر ناهز 53 عاما لم يتضح بشكل تام. رسميا يعتبر تكلس الدماغ والعواقب طويلة المدى لهجوم تعرض له لينين أيضا من الأسباب المحتملة لوفاته. وكان لينين نجا في 30 أغسطس 1918 من محاولة اغتيال قامت بها الناشطة الفوضوية فاني كابلان.
لم يأت الكثير من الزوار إلى هذا الموقع الضخم من أجل إحياء ذكرى لينين، بل لأنهم يريدون في الواقع تكوين صورة عما كانت عليه الحياة في روسيا خلال العصر القيصري، وهو توجه رائج الآن. تقول مرشدة المتحف الشابة: "ربما دمر لينين النظام القديم، لكنه كان يُثّمِن كثيرا محتويات الموقع ولوحاته وأثاثه وحافظ عليها كجزء من التاريخ". وردا على سؤال أحد الزوار، أعربت المرشدة عن تأييدها لدفن جثمان لينين، وقالت: "يجب أن يجد راحته الأخيرة".
جدل حول دفن جثمان لينين
المصدر:
- د ب ا
التاريخ: 20 يناير 2024
ت +ت -الحجم الطبيعي
مر 100 عام الآن على وفاة الزعيم الثوري الروسي فلاديمير إيليتش أوليانوف (1870-1924)، المعروف باسم لينين، ورغم ذلك لا يزال جثمانه المحنط يرقد في حِلَّة فاخرة داخل صندوق زجاجي مسلطا عليه ضوء خافت بالضريح الكائن في الساحة الحمراء بموسكو.
ولا يزال الراحل الذي أسس نظاما عالميا جديدا يشكل نقطة جذب سياحي في العاصمة الروسية حتى بعد عقود من انهيار الاتحاد السوفييتي الذي أسسه. وبالزهور والأكاليل يحيي شيوعيو روسيا الذكرى المئوية لوفاة لينين غدا الأحد (21 يناير).
يتدفق ضيوف من جميع أنحاء العالم، نساء وأطفال وأزواج وفصول مدرسية بأكملها، إلى الضريح الضخم الذي يحرسه أفراد مدججون بالسلاح تابعون لقوات حرس الكرملين. يأتي الزوار لرؤية مومياء الرجل الذي أسس أول دولة شيوعية في العالم - دولة العمال والفلاحين - عقب خمس سنوات من اندلاع ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917.
تقول امرأة تبلغ من العمر 56 عاما ردا على سؤال حول سبب تواجدها في الضريح: "لينين، إنه رمز لتاريخنا". تسير المرأة رفقة صديقتها بجوار جدار الكرملين في مناخ شتوي يخيم عليه السكون، وتتفقد أولا اللوحات التذكارية والنصب التذكارية لكبار ساسة البلاد الذين وافتهم المنية، ثم تدخل إلى الضريح.
ما يمكن رؤيته هو رأس لينين ووجهه - بلون بشرة نابض بالحياة - ويديه. يعيد هذا المظهر للأذهان الدمى المصنوعة من الورق المعجن. "لا يُسمَح بالتوقف هنا"، هكذا يهمس رجل يرتدي زيا رسميا من الخلف، فالتحديق في الجثمان غير مسموح به، ما يعني أنه يجب على الزائرين مغادرة القاعة التي تؤوي أشهر جثمان في روسيا بسرعة. يرغب الكثيرون في إلقاء نظرة متعمقة على شكل الجثمان، الذي يعتبر الكرملين وصفة تحنيطه التي تكلف الملايين سرا من أسرار الدولة.
الجثمان المحنط - الوصفة سر من أسرار الدولة
كل عامين تقريبا يوضع جثمان لينين في خليط بحوض بمعهد الأبحاث الروسي للنباتات الطبية والعطرية، أو يُجرى حقن أجزاء من جثمانه بمواد حافظة، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية. تهيمن السرية على وصفة المستحضر المفترض أنه عديم اللون والرائحة وغير سام، لكن يتردد أيضا أنه تم استخدام الفورمالين والبوتاسيوم والجلسرين في عمليات التحنيط الأولى. وبالنسبة لمخ لينين فقد تم حفظه بشكل منفصل.
يمكن رؤية أول حوض جرت فيه عملية التحنيط في مكان وفاة لينين بمنطقة جوركي لينينسكي، على بعد أقل من ساعة بالسيارة من موسكو. كان لينين يتوارى عن الأنظار في الماضي في تلك المنطقة الريفية الشاعرية التي تضم حديقة واسعة وفيلات تعود إلى العصر القيصري. ومن هناك على وجه الخصوص كان يقود لينين الإمبراطورية الضخمة التي أضعفتها الحرب الأهلية والإرهاب الأحمر الذي مارسه البلاشفة. وفي مبنى يشبه القصر، الذي حوله الثوار إلى مصحة، توفي لينين على سرير غرفته الصغيرة.
في تلك الغرفة يوجد قناع موت لينين داخل صندوق زجاجي، وبخلاف ذلك فإن كل شيء في الغرفة كما كان وقت الوفاة، كما توضح مرشدة المبنى الذي تحول إلى متحف. جميع الساعات في المبنى، الذي كانت تسكنه عائلة ثرية قبل الثورة، تشير إلى الساعة 50ر6 مساء. بحسب بيانات المتحف، أصيب لينين بسكتة دماغية، لكن سبب وفاته في عمر مبكر ناهز 53 عاما لم يتضح بشكل تام. رسميا يعتبر تكلس الدماغ والعواقب طويلة المدى لهجوم تعرض له لينين أيضا من الأسباب المحتملة لوفاته. وكان لينين نجا في 30 أغسطس 1918 من محاولة اغتيال قامت بها الناشطة الفوضوية فاني كابلان.
لم يأت الكثير من الزوار إلى هذا الموقع الضخم من أجل إحياء ذكرى لينين، بل لأنهم يريدون في الواقع تكوين صورة عما كانت عليه الحياة في روسيا خلال العصر القيصري، وهو توجه رائج الآن. تقول مرشدة المتحف الشابة: "ربما دمر لينين النظام القديم، لكنه كان يُثّمِن كثيرا محتويات الموقع ولوحاته وأثاثه وحافظ عليها كجزء من التاريخ". وردا على سؤال أحد الزوار، أعربت المرشدة عن تأييدها لدفن جثمان لينين، وقالت: "يجب أن يجد راحته الأخيرة".
جدل حول دفن جثمان لينين