في ظل الكوارث والأزمات التي تواجهها البشرية، يبرز على السطح "عدو" جديد يضاف إلى القائمة التي تهدد الأمن الغذائي في الكوكب.
العدو القادم هو الجفاف الذي سيؤدي إلى رفع أسعار المواد الغذائية، وسيسبب العديد من الخسائر للمزارعين وتحديدا في الولايات المتحدة.
العدو المتمثل في الجفاف، قد يكون أكثر خطورة، وأشد فتكا من الحروب و الأوبئة بالعالم، وهو ما يتطلب وقفة حازمة من جميع دول العالم.
ووفقا لـ"فوربس" تعاني ولاية كاليفورنيا الأمريكية من أكثر سنواتها جفافاً على الإطلاق. ففي غرب تكساس، لم ير أحد على قيد الحياة حاليًا هذا القدر القليل من الأمطار، والبحيرة الشاسعة تحت الأرض التي تغذي السهول العظمى، والتي تساعد على إنتاج سدس الحبوب في العالم، آخذة في الانكماش.
وسيلجأ معظم المزراعين في هذه المنطقة المهمة من العالم إلى ترك نصف مساحة الأراضي التي يمتلكونها بسبب ندرة المياه.
الجفاف التاريخي
يُعتبر هذا الجفاف تاريخيا، ليس فقط سنة أو سنتين أو ثلاثة من الطقس الجاف، ولكن ظمأ شديد للأمطار، لدرجة أن البعض يقول إنه يجب العودة إلى العام حوالي 1500 ميلاديًا للعثور على مثل هذا الجفاف الذي يمتد من ساحل المحيط الهادئ إلى الشرق، حتى ولاية ميسيسيبي، وويسكونسن، وإلينوي.
ولا يمكن أن يأتي الجفاف في وقت أسوأ، وأسعار المواد الغذائية عالية ومستمرة بالارتفاع، فقد ارتفعت أسعار القمح ، وبلغ فول الصويا أعلى أسعاره منذ 10 سنوات، ولم يكن الأفوكادو قط باهظ الثمن منذ تسعينيات القرن الماضي، بينما غازلت أسعار الذرة أعلى رقم قياسي على الإطلاق.
كما أن الجفاف في أمريكا من شأنه أن يدفع هذه السلع وغيرها إلى الارتفاع.
قال المدير التنفيذي لائتلاف كاليفورنيا لمياه المزارع المؤيد للزراعة، مايك وايد "سيرى المستهلكون أسعارًا أعلى وخيارات أقل، أو بدائل مستوردة".
التوقف عن العمل
على الرغم من ارتفاع الأسعار، فقد أقنع الجفاف المزارعين، من مزارعي الطماطم إلى منتجي الألبان، بالتوقف عن العمل.
قال وايد "نقطة القرار الأولى هي ما إذا كان لديهم ماء أم لا. لن يحصل العديد من المزارعين على مساعدة هذا العام. إنهم يتخذون القرارات وفقًا لما إذا كان بإمكانهم العثور على المياه لضخها".
وتشير تقديرات منظمة وايد إلى أن المزارعين يتجهون نحو إخراج المزيد من الأراضي الزراعية في كاليفورنيا من الإنتاج هذا العام، وأن الجفاف سوف يتسبب في أكثر من 3 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية.
غالبًا ما تتحمل المكسرات المتعطشة للماء، مثل اللوز والفستق، وطأة الأزمة، لكن وايد قال إن صناعة الفواكه والخضراوات الطازجة في كاليفورنيا ستتلقى ضربة أكبر لأن المكسرات هي محاصيل ذات قيمة أعلى.
يُظهر مرصد الجفاف الأمريكي أن الجفاف الحالي المتعدد السنوات في غرب أمريكا هو "الأكثر شمولاً وشدة" في تاريخ قاعدة البيانات الذي يمتد على 22 عامًا.
تأثيرات اقتصادية
ويرى أخصائي الأرصاد الجوية وخبير الجفاف في خدمة الطقس الوطنية والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ريتش تينكر، "أن لا أخبار جيدة اليوم، وأن الجفاف من المحتمل أن يبقى على حاله لبضعة أشهر أخرى على الأقل، وسيفرض تأثيرات اقتصادية".
أصبح الوصول إلى المياه معيارًا يحدد ما إذا كان المزارعون مؤهلين للحصول على قروض، وفقًا لمدير الائتمان المؤسسي وخبير السلع في AgAmerica، أحد أكبر المقرضين الزراعيين غير المصرفيين في الولايات المتحدة، كورت كوفينغتون.
قال كوفينغتون "الزراعة هي أكثر مجال يعول على إدارة المخاطر، ونحن نحاول الابتعاد عن المعاملات حيث نعتقد أن المزارع ليس لديه خطة مياه مستدامة".
وأضاف أن المنتجات التي ستتأثر أكثر من غيرها تشمل الدراق، والخوخ، والنكتارين، المزروعة في مناطق الجفاف الشديد في كاليفورنيا، بالإضافة إلى اللوز والفستق.
خسائر
وجدت دراسة من جامعة كاليفورنيا أن الجفاف في العام الماضي كلف صناعة الزراعة في كاليفورنيا أكثر من 1.1 مليار دولار و14 ألف وظيفة.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الأستاذ المشارك في الهندسة البيئية في الجامعة، جوسو مدلين أزوارا، أن المناخ المتطرف هو "الوضع الطبيعي الجديد، ويتعين على الزراعة إما أن تعطل الأراضي أو تبدل المحاصيل".
تفتقر بعض مجتمعات كاليفورنيا، وخاصة ذات الدخل المنخفض، وأحياء ذوي البشرة السمراء، إلى المياه النظيفة.
وقد احتاج نحو 12 ألفًا من سكان الوادي الأوسط في الولاية إلى المياه خلال الجفاف في الفترة المتراوحة من 2012 إلى 2016، كما أن الآلاف نفذ من عندهم الماء العام الماضي.
السيناريو الأسوأ
قال مدير التحليل البيئي في كلية بومونا، شار ميلر "هناك مجتمعات في جميع أنحاء وسط الوادي تضطر إلى نقل المياه بالشاحنات لأنهم لا يستطيعون استخدام المياه تحت أقدامهم. ولكن لا توجد استجابة منسقة من الدولة لتحفيز المزارعين من حيث كيفية استخدامهم لمياه الري، وتقوم المجتمعات وحدها برفع العبء الثقيل للإنتاج الزراعي".
وقد أكدت التحاليل التي نشرت في مجلة Nature Climate Change سيناريو أسوأ الحالات: تغير المناخ هو المسؤول عن استمرار الجفاف.
وجدت الدراسة أن "هذا الجفاف سيستمر على الأرجح خلال عام 2022، بما يتوافق مع مدة الجفاف الهائل في أواخر القرن الخامس عشر".
400 نوع من السلع
تحصل كاليفورنيا، التي تنتج 400 نوع من السلع مع أكثر من 49 مليار دولار من المبيعات سنويًا، على معظم التركيز.
لكن درجات الحرارة الحارة والجفاف لفترات طويلة يجفان المناطق في جميع أنحاء العالم.
يتم ضخ المياه من طبقة أوغالالا المائية الجوفية، التي تغذي السهول الكبرى من داكوتا الجنوبية إلى تكساس، بشكل كبير.
وتعاني بلدان أخرى مثل كاليفورنيا، من ضمنها سهل شمال الصين، وشبه الجزيرة العربية، وشمال الهند، ووسط أستراليا، وشيلي.
الغذاء في خطر
يمثل الجفاف خطرًا رئيسيًا على الإمدادات الغذائية لأمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وآسيا، وفقًا لتقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وذكر التقرير أن هناك حالات في أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية أدى فيها الجفاف بالفعل إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وسيكون الجفاف أيضا محركا رئيسيا للهجرة المتصلة بالمناخ.
العدو القادم هو الجفاف الذي سيؤدي إلى رفع أسعار المواد الغذائية، وسيسبب العديد من الخسائر للمزارعين وتحديدا في الولايات المتحدة.
العدو المتمثل في الجفاف، قد يكون أكثر خطورة، وأشد فتكا من الحروب و الأوبئة بالعالم، وهو ما يتطلب وقفة حازمة من جميع دول العالم.
ووفقا لـ"فوربس" تعاني ولاية كاليفورنيا الأمريكية من أكثر سنواتها جفافاً على الإطلاق. ففي غرب تكساس، لم ير أحد على قيد الحياة حاليًا هذا القدر القليل من الأمطار، والبحيرة الشاسعة تحت الأرض التي تغذي السهول العظمى، والتي تساعد على إنتاج سدس الحبوب في العالم، آخذة في الانكماش.
وسيلجأ معظم المزراعين في هذه المنطقة المهمة من العالم إلى ترك نصف مساحة الأراضي التي يمتلكونها بسبب ندرة المياه.
الجفاف التاريخي
يُعتبر هذا الجفاف تاريخيا، ليس فقط سنة أو سنتين أو ثلاثة من الطقس الجاف، ولكن ظمأ شديد للأمطار، لدرجة أن البعض يقول إنه يجب العودة إلى العام حوالي 1500 ميلاديًا للعثور على مثل هذا الجفاف الذي يمتد من ساحل المحيط الهادئ إلى الشرق، حتى ولاية ميسيسيبي، وويسكونسن، وإلينوي.
ولا يمكن أن يأتي الجفاف في وقت أسوأ، وأسعار المواد الغذائية عالية ومستمرة بالارتفاع، فقد ارتفعت أسعار القمح ، وبلغ فول الصويا أعلى أسعاره منذ 10 سنوات، ولم يكن الأفوكادو قط باهظ الثمن منذ تسعينيات القرن الماضي، بينما غازلت أسعار الذرة أعلى رقم قياسي على الإطلاق.
كما أن الجفاف في أمريكا من شأنه أن يدفع هذه السلع وغيرها إلى الارتفاع.
قال المدير التنفيذي لائتلاف كاليفورنيا لمياه المزارع المؤيد للزراعة، مايك وايد "سيرى المستهلكون أسعارًا أعلى وخيارات أقل، أو بدائل مستوردة".
التوقف عن العمل
على الرغم من ارتفاع الأسعار، فقد أقنع الجفاف المزارعين، من مزارعي الطماطم إلى منتجي الألبان، بالتوقف عن العمل.
قال وايد "نقطة القرار الأولى هي ما إذا كان لديهم ماء أم لا. لن يحصل العديد من المزارعين على مساعدة هذا العام. إنهم يتخذون القرارات وفقًا لما إذا كان بإمكانهم العثور على المياه لضخها".
وتشير تقديرات منظمة وايد إلى أن المزارعين يتجهون نحو إخراج المزيد من الأراضي الزراعية في كاليفورنيا من الإنتاج هذا العام، وأن الجفاف سوف يتسبب في أكثر من 3 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية.
غالبًا ما تتحمل المكسرات المتعطشة للماء، مثل اللوز والفستق، وطأة الأزمة، لكن وايد قال إن صناعة الفواكه والخضراوات الطازجة في كاليفورنيا ستتلقى ضربة أكبر لأن المكسرات هي محاصيل ذات قيمة أعلى.
يُظهر مرصد الجفاف الأمريكي أن الجفاف الحالي المتعدد السنوات في غرب أمريكا هو "الأكثر شمولاً وشدة" في تاريخ قاعدة البيانات الذي يمتد على 22 عامًا.
تأثيرات اقتصادية
ويرى أخصائي الأرصاد الجوية وخبير الجفاف في خدمة الطقس الوطنية والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ريتش تينكر، "أن لا أخبار جيدة اليوم، وأن الجفاف من المحتمل أن يبقى على حاله لبضعة أشهر أخرى على الأقل، وسيفرض تأثيرات اقتصادية".
أصبح الوصول إلى المياه معيارًا يحدد ما إذا كان المزارعون مؤهلين للحصول على قروض، وفقًا لمدير الائتمان المؤسسي وخبير السلع في AgAmerica، أحد أكبر المقرضين الزراعيين غير المصرفيين في الولايات المتحدة، كورت كوفينغتون.
قال كوفينغتون "الزراعة هي أكثر مجال يعول على إدارة المخاطر، ونحن نحاول الابتعاد عن المعاملات حيث نعتقد أن المزارع ليس لديه خطة مياه مستدامة".
وأضاف أن المنتجات التي ستتأثر أكثر من غيرها تشمل الدراق، والخوخ، والنكتارين، المزروعة في مناطق الجفاف الشديد في كاليفورنيا، بالإضافة إلى اللوز والفستق.
خسائر
وجدت دراسة من جامعة كاليفورنيا أن الجفاف في العام الماضي كلف صناعة الزراعة في كاليفورنيا أكثر من 1.1 مليار دولار و14 ألف وظيفة.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الأستاذ المشارك في الهندسة البيئية في الجامعة، جوسو مدلين أزوارا، أن المناخ المتطرف هو "الوضع الطبيعي الجديد، ويتعين على الزراعة إما أن تعطل الأراضي أو تبدل المحاصيل".
تفتقر بعض مجتمعات كاليفورنيا، وخاصة ذات الدخل المنخفض، وأحياء ذوي البشرة السمراء، إلى المياه النظيفة.
وقد احتاج نحو 12 ألفًا من سكان الوادي الأوسط في الولاية إلى المياه خلال الجفاف في الفترة المتراوحة من 2012 إلى 2016، كما أن الآلاف نفذ من عندهم الماء العام الماضي.
السيناريو الأسوأ
قال مدير التحليل البيئي في كلية بومونا، شار ميلر "هناك مجتمعات في جميع أنحاء وسط الوادي تضطر إلى نقل المياه بالشاحنات لأنهم لا يستطيعون استخدام المياه تحت أقدامهم. ولكن لا توجد استجابة منسقة من الدولة لتحفيز المزارعين من حيث كيفية استخدامهم لمياه الري، وتقوم المجتمعات وحدها برفع العبء الثقيل للإنتاج الزراعي".
وقد أكدت التحاليل التي نشرت في مجلة Nature Climate Change سيناريو أسوأ الحالات: تغير المناخ هو المسؤول عن استمرار الجفاف.
وجدت الدراسة أن "هذا الجفاف سيستمر على الأرجح خلال عام 2022، بما يتوافق مع مدة الجفاف الهائل في أواخر القرن الخامس عشر".
400 نوع من السلع
تحصل كاليفورنيا، التي تنتج 400 نوع من السلع مع أكثر من 49 مليار دولار من المبيعات سنويًا، على معظم التركيز.
لكن درجات الحرارة الحارة والجفاف لفترات طويلة يجفان المناطق في جميع أنحاء العالم.
يتم ضخ المياه من طبقة أوغالالا المائية الجوفية، التي تغذي السهول الكبرى من داكوتا الجنوبية إلى تكساس، بشكل كبير.
وتعاني بلدان أخرى مثل كاليفورنيا، من ضمنها سهل شمال الصين، وشبه الجزيرة العربية، وشمال الهند، ووسط أستراليا، وشيلي.
الغذاء في خطر
يمثل الجفاف خطرًا رئيسيًا على الإمدادات الغذائية لأمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، وآسيا، وفقًا لتقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وذكر التقرير أن هناك حالات في أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية أدى فيها الجفاف بالفعل إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وسيكون الجفاف أيضا محركا رئيسيا للهجرة المتصلة بالمناخ.