نوعا التداعي .. تداعي الأفكار
نوعا التداعي
ان لتداعي الأفكار نوعين .
۱ - تداعي الأفكار الحادثة معاً .
- وهو الذي تجتمع فيه عدة أحوال نفسية فيتكون منها كل واحد ؛ إذا بعثت إحدى حالاته جذبت اليها غيرها من الاحوال المتممة لها ، لأن قيمة هذه الاحوال الجزئية بما تؤلفه من مجموعات لا بما تتضمنه من حالات مفردة . مثال ذلك انك لا تسمع اللفظ الا لتدرك معناه ، لأن كلا منها جزء متمم للآخر ، ولا تتعلم القراءة إلا إذا جمعت الأصوات إلى أشكال الحروف ، وأضفت هذه الصور السمعية والبصرية إلى المعاني ، فيتألف من ذلك كله مجموعات لا يمكن تبين أجزائها إلا بالتحليل . وكل إدراك فهو مجموع من الصور الذهنية ، إلا أن العادة تجعلنا نظن المعنى المركب من هذه الاجزاء بسيطا ، وهو في الحق نسيج صور وأفكار منضمة إلى الاحساس . وقد سمينا هذا التداعي بتداعي الافكار الحادثة معاً ، لأننا لا نستحضر حالة من هذه الاحوال الجزئية إلا لتبعث إلى ساحة الشعور جملة من الاجزاء الأخرى المتممة لها .
٢ - تداعى الأفكار المتتالية .
- وهو استدعاء حالة نفسية حالة اخرى مختلفة عنها . ثم استدعاء هذه الحالة الثانية حالة ثالثة بحيث يتألف من هذا التتالي سلسلة متصلة الحلقات ، کما رايت في بعض الأمثلة التي قدمناها . وكل حالة نفسية سواء أكانت إحساساً أم صورة أم انفعالاً أم فكرة ، فهي قادرة على استدعاء غيرها ، وتختلف قوة الاستدعاء باختلاف قوة الإيحاء . والشعراء يعلمون أن بعض الألفاظ أكثر إيحاء من بعض ، فلا غرو إذا بحثوا عن الألفاظ المؤثرة التي تهيج النفس بكثرة ما توحي به من المعاني .
ان سلسلة الافكار المتتالية لا تتوقف عن الجريان إلا في حالة الركود الذهني ، أو في حالة الادراك المسيطر أو التأمل الشديد . غير ان الادراك والتأمل لا يوقفان في الحقيقة مجرى الصور إلا ليغيرا اتجاهه وينتظما في عقده . ولعل المنامات والاحلام خير مثال يدل على هذا الجريان الطبيعي ؛ لأن النفس تكون إذ ذاك بعيدة عن التأثر بمعطيات التجربة والعقل .
نوعا التداعي
ان لتداعي الأفكار نوعين .
۱ - تداعي الأفكار الحادثة معاً .
- وهو الذي تجتمع فيه عدة أحوال نفسية فيتكون منها كل واحد ؛ إذا بعثت إحدى حالاته جذبت اليها غيرها من الاحوال المتممة لها ، لأن قيمة هذه الاحوال الجزئية بما تؤلفه من مجموعات لا بما تتضمنه من حالات مفردة . مثال ذلك انك لا تسمع اللفظ الا لتدرك معناه ، لأن كلا منها جزء متمم للآخر ، ولا تتعلم القراءة إلا إذا جمعت الأصوات إلى أشكال الحروف ، وأضفت هذه الصور السمعية والبصرية إلى المعاني ، فيتألف من ذلك كله مجموعات لا يمكن تبين أجزائها إلا بالتحليل . وكل إدراك فهو مجموع من الصور الذهنية ، إلا أن العادة تجعلنا نظن المعنى المركب من هذه الاجزاء بسيطا ، وهو في الحق نسيج صور وأفكار منضمة إلى الاحساس . وقد سمينا هذا التداعي بتداعي الافكار الحادثة معاً ، لأننا لا نستحضر حالة من هذه الاحوال الجزئية إلا لتبعث إلى ساحة الشعور جملة من الاجزاء الأخرى المتممة لها .
٢ - تداعى الأفكار المتتالية .
- وهو استدعاء حالة نفسية حالة اخرى مختلفة عنها . ثم استدعاء هذه الحالة الثانية حالة ثالثة بحيث يتألف من هذا التتالي سلسلة متصلة الحلقات ، کما رايت في بعض الأمثلة التي قدمناها . وكل حالة نفسية سواء أكانت إحساساً أم صورة أم انفعالاً أم فكرة ، فهي قادرة على استدعاء غيرها ، وتختلف قوة الاستدعاء باختلاف قوة الإيحاء . والشعراء يعلمون أن بعض الألفاظ أكثر إيحاء من بعض ، فلا غرو إذا بحثوا عن الألفاظ المؤثرة التي تهيج النفس بكثرة ما توحي به من المعاني .
ان سلسلة الافكار المتتالية لا تتوقف عن الجريان إلا في حالة الركود الذهني ، أو في حالة الادراك المسيطر أو التأمل الشديد . غير ان الادراك والتأمل لا يوقفان في الحقيقة مجرى الصور إلا ليغيرا اتجاهه وينتظما في عقده . ولعل المنامات والاحلام خير مثال يدل على هذا الجريان الطبيعي ؛ لأن النفس تكون إذ ذاك بعيدة عن التأثر بمعطيات التجربة والعقل .
تعليق