الشخير وحرقة المعدة... أي علاقة بينهما؟
الآثار يمكن أن تكون واسعة النطاق وخطيرة
ارتفاع صوت الشخير دليل على الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي (بابليك دومين)
نُشر: 18:28-31 أغسطس 2023 م ـ 13 صفَر 1445 هـ
TT
20أكدت دراسة أجراها باحثون من قسم النوم في المستشفى الجامعي الوطني بالعاصمة ريكيافيك في آيسلندا، أنّ الشخير الناتج عن انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم (OSA) قد يؤدّي إلى حرقة المعدة والسعال والصفير في أثناء الليل.
كما أفادت نتائج الدراسة التي نُشرت اليوم (الخميس)، في دورية الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي «إجي آر جيه أوبن ريسيرش»، أنّ علاج أسباب الشخير يمكنه أن يقلّل كثيراً من تلك الأعراض.
قال البروفسور ثورارين غيسلاسون، من قسم النوم في المستشفى الذي قاد الدراسة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما نعاني حرقة المعدة أو ارتجاع الحمض، نشعر بأن حمض المعدة يتجه نحو الحلق، والأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم أكثر عُرضة بثلاث مرات للمعاناة بانتظام من حرقة المعدة في أثناء الليل، كما أنّ أعراض الجهاز التنفسي، مثل السعال والصفير، أكثر شيوعاً بينهم أيضاً».
أما أستاذة الأمراض العصبية والنفسية، واستشارية طب النوم في كلية الطب بجامعة الإسكندرية المصرية الدكتورة جيداء مكي، فعلّقت: «كثير من مرضى انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم قد لا يعرفون بإصابتهم»، موضحة أنّ «مجرى التنفس يكون مفتوحاً في أثناء الاستيقاظ، ولكنه يضيق قليلاً في أثناء النوم، وقد يُسد لدى بعض الأشخاص الذين يعانون إصابات اللحمية أو وهناً في العضلات أو زيادة في الوزن، مما قد يؤدّي إلى الشخير».
وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «كلما علا صوت الشخير، دلَّ ذلك على الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي، وهو مؤشر خطر على احتمالات الإصابة بأمراض أخرى أكثر خطورة مثل الأمراض القلبية والسكتة الدماغية»، داعيةً المرضى إلى ضرورة الانتباه لهذا الأمر وأخذه على محمل الجد.
رسم توضيحي لانسداد التنفس أثناء النوم (بابليك دومين)
وتابعت مكي: «أنصح المرضى، في حال وجود تلك الأعراض، بضرورة التوجّه إلى الطبيب وإجراء فحص النوم لاتخاذ الإجراءات اللازمة». وغالباً ما يشخر الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس في أثناء النوم بصوت عالٍ، ويبدأ تنفسهم في التوقف للحظات في أثناء الليل، وقد يستيقظون جراء ذلك مرات عدة. وهذا الأمر لا يسبب الشعور بالتعب في أثناء النهار فحسب، بل يمكن أن يزيد أيضاً من مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
المساعدة على التنفس
حلّل غيسلاسون وفريقه البحثي بيانات تضمّنت 822 مريضاً شُخِّصت إصابتهم بانقطاع التنفس الانسدادي المعتدل إلى الشديد. قبل البدء في العلاج باستخدام أجهزة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) في المسالك الهوائية للمرضى.
وتعمل أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر عن طريق دفع الهواء عبر خرطوم متصل بقناع للوجه أو جهاز أنفي لتوليد ضغط هوائي متواصل طوال الليل لمنع مجرى الهواء من الانغلاق، وبالتالي مساعدة المريض على التنفس.
شارك المرضى في دراسة النوم في أثناء الليل، وأجابوا عن استبيانات مفصلة، بما في ذلك إذا ما كانوا يعانون حرقة المعدة أو التجشؤ في أثناء الليل. وبعد عامين من بدء العلاج، عاد المشاركون في زيارة متابعة مع تقييم جديد. وتمكن الباحثون من قياس مدى انتظام كل شخص على استخدام الجهاز عبر البيانات المخزنة عليه، علماً بأن هذا الجهاز يُقدَّم للأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس في أثناء النوم لمساعدتهم على النوم بشكل أفضل، لكن البحث الجديد يشير إلى أنّ العلاج قد يحقق فوائد إضافية.
نتائج إيجابية
أظهرت نتائج الدراسة أنّ الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر بانتظام كانوا أقل عرضة بنسبة 42 في المائة تقريباً لمعاناة حرقة المعدة في أثناء الليل، مقارنةً بأولئك الذين استخدموا الأجهزة قليلاً أو لم يستخدموها على الإطلاق. كما يبدو أنّ هذا الانخفاض في الارتجاع بين مستخدمي الجهاز يؤدّي إلى انخفاض أكثر من 4 أضعاف في خطر السعال الصباحي المنتج، وانخفاض نحو 4 أضعاف في خطر التهاب الشعب الهوائية المزمن.
كما كان المرضى المنتظمون على استخدام الجهاز أقل عُرضة للمعاناة من الصفير، وإن أشارت البيانات إلى أنّ هذا جاء كنتيجة مباشرة للعلاج، وليس بسبب انخفاض الارتجاع الليلي.
يقول الباحثون إنه نظراً لأنّ العلاج يُبقي مجرى الهواء العلوي مفتوحاً في أثناء النوم، فمن المحتمل أن يساعد ذلك الصمام الموجود بين المعدة وأنبوب الطعام على البقاء مغلقاً، مما قد يمنع تسرّب الحمض من المعدة.
وأوضح البروفسور غيسلاسون: «انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم هو حالة شائعة، ورغم طرقنا الجيدة في تشخيصه وعلاجه، فإن كثيراً من الناس لا يدركون أنهم يعانون هذه المشكلة».
وقال: «الشخير والاستيقاظ المتكرّر والتعب في أثناء النهار هي علامات على انقطاع النفس الانسدادي النومي، إذ تشير النتائج إلى أنّ السعال والصفير اللذين لا يتحسّنان مع العلاجات المعتادة والارتجاع الليلي يجب أيضاً عدّها علامات محتملة على انقطاع التنفس في أثناء النوم، وهو ما يتطلب العلاج».
بدوره، قال رئيس الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي المعنية باضطراب التنفس في أثناء النوم، البروفسور وينفريد رانديراث الذي لم يشارك في الدراسة: «قد يظهر انقطاع التنفس الانسدادي على شكل شخير مرتفع في أثناء الليل والشعور بالنعاس في أثناء النهار، لكن البحوث تُظهر أنّ آثاره يمكن أن تكون واسعة النطاق وخطيرة»، مشدداً على أنّ «نتائج هذه الدراسة تضيف إلى فهمنا مخاطر هذا المرض، وتوضح كيف يمكن أن يساعد العلاج في تقليل تلك المخاطر».
الآثار يمكن أن تكون واسعة النطاق وخطيرة
ارتفاع صوت الشخير دليل على الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي (بابليك دومين)
- القاهرة: أحمد حسن بلح
نُشر: 18:28-31 أغسطس 2023 م ـ 13 صفَر 1445 هـ
TT
20أكدت دراسة أجراها باحثون من قسم النوم في المستشفى الجامعي الوطني بالعاصمة ريكيافيك في آيسلندا، أنّ الشخير الناتج عن انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم (OSA) قد يؤدّي إلى حرقة المعدة والسعال والصفير في أثناء الليل.
كما أفادت نتائج الدراسة التي نُشرت اليوم (الخميس)، في دورية الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي «إجي آر جيه أوبن ريسيرش»، أنّ علاج أسباب الشخير يمكنه أن يقلّل كثيراً من تلك الأعراض.
قال البروفسور ثورارين غيسلاسون، من قسم النوم في المستشفى الذي قاد الدراسة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما نعاني حرقة المعدة أو ارتجاع الحمض، نشعر بأن حمض المعدة يتجه نحو الحلق، والأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم أكثر عُرضة بثلاث مرات للمعاناة بانتظام من حرقة المعدة في أثناء الليل، كما أنّ أعراض الجهاز التنفسي، مثل السعال والصفير، أكثر شيوعاً بينهم أيضاً».
أما أستاذة الأمراض العصبية والنفسية، واستشارية طب النوم في كلية الطب بجامعة الإسكندرية المصرية الدكتورة جيداء مكي، فعلّقت: «كثير من مرضى انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم قد لا يعرفون بإصابتهم»، موضحة أنّ «مجرى التنفس يكون مفتوحاً في أثناء الاستيقاظ، ولكنه يضيق قليلاً في أثناء النوم، وقد يُسد لدى بعض الأشخاص الذين يعانون إصابات اللحمية أو وهناً في العضلات أو زيادة في الوزن، مما قد يؤدّي إلى الشخير».
وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «كلما علا صوت الشخير، دلَّ ذلك على الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي، وهو مؤشر خطر على احتمالات الإصابة بأمراض أخرى أكثر خطورة مثل الأمراض القلبية والسكتة الدماغية»، داعيةً المرضى إلى ضرورة الانتباه لهذا الأمر وأخذه على محمل الجد.
رسم توضيحي لانسداد التنفس أثناء النوم (بابليك دومين)
وتابعت مكي: «أنصح المرضى، في حال وجود تلك الأعراض، بضرورة التوجّه إلى الطبيب وإجراء فحص النوم لاتخاذ الإجراءات اللازمة». وغالباً ما يشخر الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس في أثناء النوم بصوت عالٍ، ويبدأ تنفسهم في التوقف للحظات في أثناء الليل، وقد يستيقظون جراء ذلك مرات عدة. وهذا الأمر لا يسبب الشعور بالتعب في أثناء النهار فحسب، بل يمكن أن يزيد أيضاً من مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
المساعدة على التنفس
حلّل غيسلاسون وفريقه البحثي بيانات تضمّنت 822 مريضاً شُخِّصت إصابتهم بانقطاع التنفس الانسدادي المعتدل إلى الشديد. قبل البدء في العلاج باستخدام أجهزة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) في المسالك الهوائية للمرضى.
وتعمل أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر عن طريق دفع الهواء عبر خرطوم متصل بقناع للوجه أو جهاز أنفي لتوليد ضغط هوائي متواصل طوال الليل لمنع مجرى الهواء من الانغلاق، وبالتالي مساعدة المريض على التنفس.
شارك المرضى في دراسة النوم في أثناء الليل، وأجابوا عن استبيانات مفصلة، بما في ذلك إذا ما كانوا يعانون حرقة المعدة أو التجشؤ في أثناء الليل. وبعد عامين من بدء العلاج، عاد المشاركون في زيارة متابعة مع تقييم جديد. وتمكن الباحثون من قياس مدى انتظام كل شخص على استخدام الجهاز عبر البيانات المخزنة عليه، علماً بأن هذا الجهاز يُقدَّم للأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس في أثناء النوم لمساعدتهم على النوم بشكل أفضل، لكن البحث الجديد يشير إلى أنّ العلاج قد يحقق فوائد إضافية.
نتائج إيجابية
أظهرت نتائج الدراسة أنّ الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر بانتظام كانوا أقل عرضة بنسبة 42 في المائة تقريباً لمعاناة حرقة المعدة في أثناء الليل، مقارنةً بأولئك الذين استخدموا الأجهزة قليلاً أو لم يستخدموها على الإطلاق. كما يبدو أنّ هذا الانخفاض في الارتجاع بين مستخدمي الجهاز يؤدّي إلى انخفاض أكثر من 4 أضعاف في خطر السعال الصباحي المنتج، وانخفاض نحو 4 أضعاف في خطر التهاب الشعب الهوائية المزمن.
كما كان المرضى المنتظمون على استخدام الجهاز أقل عُرضة للمعاناة من الصفير، وإن أشارت البيانات إلى أنّ هذا جاء كنتيجة مباشرة للعلاج، وليس بسبب انخفاض الارتجاع الليلي.
يقول الباحثون إنه نظراً لأنّ العلاج يُبقي مجرى الهواء العلوي مفتوحاً في أثناء النوم، فمن المحتمل أن يساعد ذلك الصمام الموجود بين المعدة وأنبوب الطعام على البقاء مغلقاً، مما قد يمنع تسرّب الحمض من المعدة.
وأوضح البروفسور غيسلاسون: «انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم هو حالة شائعة، ورغم طرقنا الجيدة في تشخيصه وعلاجه، فإن كثيراً من الناس لا يدركون أنهم يعانون هذه المشكلة».
وقال: «الشخير والاستيقاظ المتكرّر والتعب في أثناء النهار هي علامات على انقطاع النفس الانسدادي النومي، إذ تشير النتائج إلى أنّ السعال والصفير اللذين لا يتحسّنان مع العلاجات المعتادة والارتجاع الليلي يجب أيضاً عدّها علامات محتملة على انقطاع التنفس في أثناء النوم، وهو ما يتطلب العلاج».
بدوره، قال رئيس الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي المعنية باضطراب التنفس في أثناء النوم، البروفسور وينفريد رانديراث الذي لم يشارك في الدراسة: «قد يظهر انقطاع التنفس الانسدادي على شكل شخير مرتفع في أثناء الليل والشعور بالنعاس في أثناء النهار، لكن البحوث تُظهر أنّ آثاره يمكن أن تكون واسعة النطاق وخطيرة»، مشدداً على أنّ «نتائج هذه الدراسة تضيف إلى فهمنا مخاطر هذا المرض، وتوضح كيف يمكن أن يساعد العلاج في تقليل تلك المخاطر».