العرفان .. الذاكرة
العرفان
لا يكون رجوع الصور إلى ساحة الشعور تذكراً تاماً إلا إذا كانت مضافة إلى الماضي ومصحوبة بالعرفان . والعرفان هو التيقن أن الصورة التي استحضرتها ليست إدراكاحسياً ولا خيالاً وإنما هي ذكرى حادث سابق مضاف إلى حياتي الماضية ، لم يبق منه في نفسي إلا صورته التي تدل عليه .
١ - ان أولى درجات العرفان : درجة العرفان الحركي ، قال ( هنري برغسون ) : « ليس عرفان الشيء العادي ، سوى القدرة على استعماله ( ۱ ) والقيام بالحركات الضرورية للانتفاع به قد يقال ان هذا القول يصدق على عرفان المدركات الحسية لا على عرفان الذكريات . ولكن لما كانت كل صورة ذهنية مصحوبة بانعكاس حركي ، كان هذا القول صادقا على كل عرفان .
۲ - وثانية درجات العرفان هي الشعور بأن هذا الشيء الذي تراه ليس حديثاً بالنسبة إليك ، فقد تشعر عند رؤية بعض الأشخاص بأنك تراه لأول مرة ، وتحس عند سماع بعض الأنغام أن لك به سابق عهد ، وهذا الشعور بالماضي ، يختلف عن العرفان الحركي ، لأنه مصحوب بكثير من التصورات والانفعالات المضافة إلى الحوادث ، فإذا أيقظ الاحساس شعورنا بالماضي ، خطرت لنفوسنا على أثره طائفة من التصورات والانفعالات المضافة اليه .
٣ - وثالثة درجات العرفان هي العرفان العقلي ، فيها يحكم العقل بتقدم الصورة على غيرها في الزمان ، فيتأمل بعدها الزماني ويفرق بين قبل وبعد ، وتتضح له حقيقة المدركات ونسبتها إلى هوية المدرك ، ولولا شعورنا بهويتنا وباتصال أحوالنا النفسية بعضها ببعض لما أدركنا معنى التغير ، ولا فرقنا بين الماضي والحاضر .
ان الذكريات تحمل طابع الماضي . ولذلك قال ( ريد ) ان الذاكرة حدس الماضي ، إلا ان هذا التعريف لا ينطبق على الذاكرة تمام الانطباق ، لأنها ليست حدس الماضي فقط ، وإنما هي حدس الحاضر الذي يحمل طابع الماضي .
وقد فرقوا بين الخيال والذكرى ، فقالوا ان الذكرى أقل من الخيال خضوعاً للإرادة وانها تحمل طابع الماضي على حين ان الخيال غير مقيد بالزمان ، لأنه قد يع.د إلى النفس الف مرة من غير ان يلبس ثوب الماضي .
ثم ان هذا الماضي الذي تنتمي اليه الذكرى ليس ماضياً مجرداً أو مطلقاً ، وإنما هو ماضي المدرك ، فإذا تذكرت أمراً من الامور وجدت نفسي فيه ، ووجدته في ماضي ، ورأيت بعده الزماني ، وتتابع أدواره وبعده المكاني مع تباين صوره ، ولذلك قال ( روايه كولارد ) : ولا يتذكر الانسان الأشياء بل يتذكر نفسه .
العرفان
لا يكون رجوع الصور إلى ساحة الشعور تذكراً تاماً إلا إذا كانت مضافة إلى الماضي ومصحوبة بالعرفان . والعرفان هو التيقن أن الصورة التي استحضرتها ليست إدراكاحسياً ولا خيالاً وإنما هي ذكرى حادث سابق مضاف إلى حياتي الماضية ، لم يبق منه في نفسي إلا صورته التي تدل عليه .
١ - ان أولى درجات العرفان : درجة العرفان الحركي ، قال ( هنري برغسون ) : « ليس عرفان الشيء العادي ، سوى القدرة على استعماله ( ۱ ) والقيام بالحركات الضرورية للانتفاع به قد يقال ان هذا القول يصدق على عرفان المدركات الحسية لا على عرفان الذكريات . ولكن لما كانت كل صورة ذهنية مصحوبة بانعكاس حركي ، كان هذا القول صادقا على كل عرفان .
۲ - وثانية درجات العرفان هي الشعور بأن هذا الشيء الذي تراه ليس حديثاً بالنسبة إليك ، فقد تشعر عند رؤية بعض الأشخاص بأنك تراه لأول مرة ، وتحس عند سماع بعض الأنغام أن لك به سابق عهد ، وهذا الشعور بالماضي ، يختلف عن العرفان الحركي ، لأنه مصحوب بكثير من التصورات والانفعالات المضافة إلى الحوادث ، فإذا أيقظ الاحساس شعورنا بالماضي ، خطرت لنفوسنا على أثره طائفة من التصورات والانفعالات المضافة اليه .
٣ - وثالثة درجات العرفان هي العرفان العقلي ، فيها يحكم العقل بتقدم الصورة على غيرها في الزمان ، فيتأمل بعدها الزماني ويفرق بين قبل وبعد ، وتتضح له حقيقة المدركات ونسبتها إلى هوية المدرك ، ولولا شعورنا بهويتنا وباتصال أحوالنا النفسية بعضها ببعض لما أدركنا معنى التغير ، ولا فرقنا بين الماضي والحاضر .
ان الذكريات تحمل طابع الماضي . ولذلك قال ( ريد ) ان الذاكرة حدس الماضي ، إلا ان هذا التعريف لا ينطبق على الذاكرة تمام الانطباق ، لأنها ليست حدس الماضي فقط ، وإنما هي حدس الحاضر الذي يحمل طابع الماضي .
وقد فرقوا بين الخيال والذكرى ، فقالوا ان الذكرى أقل من الخيال خضوعاً للإرادة وانها تحمل طابع الماضي على حين ان الخيال غير مقيد بالزمان ، لأنه قد يع.د إلى النفس الف مرة من غير ان يلبس ثوب الماضي .
ثم ان هذا الماضي الذي تنتمي اليه الذكرى ليس ماضياً مجرداً أو مطلقاً ، وإنما هو ماضي المدرك ، فإذا تذكرت أمراً من الامور وجدت نفسي فيه ، ووجدته في ماضي ، ورأيت بعده الزماني ، وتتابع أدواره وبعده المكاني مع تباين صوره ، ولذلك قال ( روايه كولارد ) : ولا يتذكر الانسان الأشياء بل يتذكر نفسه .
تعليق