قلعة الشقيف
قلعة الشَّقيف أو شَقيف أرنون Shaqif Arnun) Schekif Arnoun) قلعة تاريخية مهمة في جنوبي لبنان على مسافة 80كم من بيروت. والشقيف كلمة آرامية تعني الصخرة العالية، وهناك أماكن أثرية عدة تسمى بهذا الاسم، وتنسب إلى ضياع مجاورة لها، و منها: شقيف تيرون؛ وهي حصن وثيق الصلة بصور، وشقيف دركوش في نواحي حلب، وشقيف دبّين؛ قلعة قرب أنطاكية، وشقيف أرنون أهمها وأكثرها تداولاً في المصادر العربية، ذكرها ياقوت في «معجم البلدان»، ووصفها أبو الفداء في «تقويم البلدان» بأنها معقل حصين بين دمشق والساحل بالقرب من بانياس.
تتحكم قلعة شقيف أرنون بالمنافذ الجنوبية لسهل البقاع، وتنتصب على ذروة رعن صخري شديد الانحدار (ضهر الشير) يرتفع أكثر من 700م عن سطح البحر، عند أول مرتفعات سلسلة جبال لبنان الغربية من جهة الجنوب، على الطريق بين حاصبيا وصيدا إلى الغرب من سهل مرج عيون. وتتصل بالنظر مع قلعة بانياس (الصبيبة)[ر]، وتتبع محافظة صيدا، ينفتح المنظر من القلعة من جهة الشرق على ذروة جبل حرمون، وجبال حوران (جبل العرب)، ومن الشمال على سهل البقاع وجبال لبنان الغربية، ومن الجنوب على بلاد البشارة، التي تسيطر عليها أطلال قلعة تبنين Toron.
تتمتع القلعة بمواصفات القلاع الجبلية أيام الحروب الصليبية، فالموقع محمي من الشرق بجرف صخري شديد الانحدار ارتفاعه 300م، ينتهي عند نهر الليطاني السريع الجريان (نهر القاسمية le Leontes قديماً)، وتتدرج الأرض من الغرب بانحدار خفيف حتى ضيعة أرنون المجاورة.
كانت قلعة الشقيف مسرحاً لصراع عنيف بين العرب والفرنجة طوال فترة الحروب الصليبية، وتعاورتها الأيادي طوال ثمانية قرون حتى اليوم.
يبرز اسم قلعة شقيف أرنون مع بدايات الحروب الصليبية، بعد أن استقرت أمور مملكة بيت المقدس، وشرع ملوكها في توسيع رقعتها وتحصين حدودها. وكانت قلعة الشقيف هدفاً لحملة قام بها الملك فولك دي آنجو، واستولى عليها عام 1139م من صاحبها الأمير شهاب الدين التابع للأتابكة البوريين في دمشق، وسماها «الحصن الجميل» Beau fort فعرفت به في المصادر الأجنبية، وأقطعها صاحب صيدا، الذي قام بترميمها وتقوية دفاعاتها، وأضاف إليها حرزاً ضخماً keep وسوراً خارجياً، وغدت بلا جدال أهم قلعة صليبية في جنوب لبنان.
شهدت القلعة مواجهة بين السلطان صلاح الدين ورينو صاحب صيدا Reynaud of Sidon الذي نجا مع بقايا الجيش الصليبي من حطين عام 1187، فاتخذ صلاح الدين موقعاً له في مرج عيون استعداداً لحصار الشقيف سنة 1189م، وطلب رينو مقابلته للتفاوض، وأعجب كل منهما بصاحبه، فعقدت بين الطرفين صداقة أبدى رينو خلالها تعاطفاً وميلاً إلى الإسلام، وطلب إمهاله ثلاثة أشهر لتسليم القلعة على أن يغادرها إلى دمشق مع أسرته. استغل رينو الفرصة لترميم القلعة وملئها بالمؤن، وأخذ يماطل في تسليم القلعة، وفقد صلاح الدين صبره. فعاد إلى الشقيف مرة ثانية، واضطر رينو في خاتمة المطاف إلى الاستسلام في نيسان 1190م. وشهدت القلعة في العهد الأيوبي ترميمات واسعة وإضافات مهمة. وفي عام 1240 وافق السلطان الملك الصالح إسماعيل على تسليم قلعة الشقيف للفرنجة وفق شروط معاهدة عقدت بينهما؛ غير أن حاميتها العربية رفضت الامتثال، فاحتلها الفرنجة عنوة، وعادت إلى إقطاع أصحاب صيدا من جديد، وفي عام 1260 اضطر جوليان الصيداوي إلى بيعها إلى أخوية فرسان الهيكل (الداوية) الذين زادوا في تحصينها، وشيدوا منشآت جديدة فيها. وفي عام 1268 حاصر الملك الظاهر بيبرس القلعة واستولى عليها عنوة، وجدد عمارتها نائب السلطنة صارم الدين قايماز، وأهمل شأن القلعة بعد طرد الفرنجة من بلاد الشام فهجرت لبعد موقعها، واستولت عليها بعض الأسر المحلية. ولحق بالقلعة خراب شديد في زمن الأمير فخر الدين المعني، الذي تحصنت فيها قواته ضد قوات باشاوات عكا ودمشق. وظلت القلعة معقلاً للمقاومة اللبنانية والفلسطينية في جنوب لبنان منذ تقسيم فلسطين. وفي 7 حزيران 1982 احتلت القوات الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان قلعة الشقيف بعد غارات جوية و رمايات مدفعية كثيفة استمرت يومين، وسلمتها إلى الرائد سعد حداد قائد جيش لبنان الجنوبي، وظلت في الاستخدام الفعلي حتى الأسبوع الأخير من حزيران عام 2000 عندما انسحب الإسرائيليون من جنوب لبنان، ووضعوا كميات ضخمة من المتفجرات لتدمير تحصيناتهم في أرض القلعة.
ويبدو أن الانفجار لم يهدم القلعة تماماً، لكنه أصاب بنيانها الأصلي بأضرار بالغة وأحدث شروخاً في الصخر وفي أساسات القلعة وممراتها المعقودة.
لايوجد دليل مباشر على زمن بناء القلعة. ويزعم وليم الصوري أن الصليبيين هم من بناها، غير أن أكثر الباحثين يرون أنها أقدم من ذلك بكثير. ويُعتقد أن العمل شرع به في أواخر العهد الروماني أو البيزنطي، وأعيد ترميم القلعة وتوسيعها من قبل الفرنجة والعرب في فترات مختلفة منذ أوائل القرن الثاني عشر إلى أواخر القرن الثالث عشر.
شيد المهندسون قلعة الشقيف تمشياً مع تضاريس الأرض، وتقع في مستويين، ومخططها قريب من مثلث متطاول، ومتناظر مع مخطط قلعة الكرك[ر]. يطل المستوى الأدنى من الشرق على وادي نهر الليطاني، ويتنكب المستوى الأعلى ذروة مرتفع صخري يشرف على كامل المنطقة، وفيه ركز البناؤون الأصليون دفاعاتهم، فمن جهة الشمال والغرب والجنوب يحمي القلعة خندق واسع قُدَّ في الصخر. وفي الجنوب تشاهد هضبة صغيرة يبدو أنها سويت بيد البشر، أقيمت عليها ضيعة بوفورت الفرنجية. وشيد الداوية عند طرفها الجنوبي عام 1260حرزاً ضخماً هدمه الملك الظاهر بعد عشر سنوات. وتنتصب فوق سور المستوى العلوي القاعة الكبرى التي كانت جزءاً من الحصن الرئيسي.
شيدت القلعة من الحجارة الكبيرة الحجم المنحوتة نحتاً بارزاً، وتحيط جدرانها المائلة بالقسم العلوي كله. ينفتح مدخل القلعة المدرج على فناء مرتفع، وهذه البوابة تمكّن من الدخول إلى قلب القلعة، و لم يبق من العهد الفرنجي سوى قاعدة البرج والجدار الذي تحجبه منشآت متهدمة من القرن الثامن عشر. وعند الطرف الجنوبي من المبنى الأساسي هناك مبنى مربع صغير تنتهي القلعة عنده من جهة الشمال.
هناك مجاز على طول الجدار المنحدر الصخري تحت السور الخارجي يؤدي إلى البوابة الرئيسية، ويحميه برج الحرس، وينتهي إلى ساحة معقودة جزئياً، يعلوها البرجان اللذان يحرسان الزاويتين الشرقية والغربية للواجهة الجنوبية للقلعة.
بعد اقتحام البوابة يجد المهاجم نفسه في ممر عميق معرض من جهاته كافة لضربات المدافعين عن الساحة، وسيضطر إلى اقتحام بوابة أخرى تؤدي إلى القسم العلوي للقلعة عبر ممر طويل معقود ينفتح على ساحة مكشوفة مستوية هي الفناء الداخلي للقلعة.
تحيط بالفناء مبان متعددة الطبقات، أقيمت على أنقاضها في زمن فخر الدين منشآت عربية متهدمة اليوم، وتحت الأنقاض الهائلة التي تملأ الفناء توجد قاعة معقودة تتصل بالبوابة وتؤدي إلى وسط القلعة.
يقع الحرز الرئيسي للقلعة محاذياً للواجهة الغربية، ويكمل المتراس الذي ينحدر إلى مستوى السور، وهو برج محرود (منحرف ومعزول عن البناء الأساس) متطاول، وفيه باب سر بساكف مربع، ودرج في سمك الجدار يعود إلى القاعة من جديد. لم يبق شيء اليوم من الإنشاءات الأولى هنا، وما يزال بعضها قائماً في الفناء العلوي، وخاصة المعلم الرئيسي فيها، وما يزال قسم لا بأس به من السور قائماً، ويحميه جدار مائل glacis صغير مكسو بالحجر.
محمد وليد الجلاد
قلعة الشَّقيف أو شَقيف أرنون Shaqif Arnun) Schekif Arnoun) قلعة تاريخية مهمة في جنوبي لبنان على مسافة 80كم من بيروت. والشقيف كلمة آرامية تعني الصخرة العالية، وهناك أماكن أثرية عدة تسمى بهذا الاسم، وتنسب إلى ضياع مجاورة لها، و منها: شقيف تيرون؛ وهي حصن وثيق الصلة بصور، وشقيف دركوش في نواحي حلب، وشقيف دبّين؛ قلعة قرب أنطاكية، وشقيف أرنون أهمها وأكثرها تداولاً في المصادر العربية، ذكرها ياقوت في «معجم البلدان»، ووصفها أبو الفداء في «تقويم البلدان» بأنها معقل حصين بين دمشق والساحل بالقرب من بانياس.
تتحكم قلعة شقيف أرنون بالمنافذ الجنوبية لسهل البقاع، وتنتصب على ذروة رعن صخري شديد الانحدار (ضهر الشير) يرتفع أكثر من 700م عن سطح البحر، عند أول مرتفعات سلسلة جبال لبنان الغربية من جهة الجنوب، على الطريق بين حاصبيا وصيدا إلى الغرب من سهل مرج عيون. وتتصل بالنظر مع قلعة بانياس (الصبيبة)[ر]، وتتبع محافظة صيدا، ينفتح المنظر من القلعة من جهة الشرق على ذروة جبل حرمون، وجبال حوران (جبل العرب)، ومن الشمال على سهل البقاع وجبال لبنان الغربية، ومن الجنوب على بلاد البشارة، التي تسيطر عليها أطلال قلعة تبنين Toron.
تتمتع القلعة بمواصفات القلاع الجبلية أيام الحروب الصليبية، فالموقع محمي من الشرق بجرف صخري شديد الانحدار ارتفاعه 300م، ينتهي عند نهر الليطاني السريع الجريان (نهر القاسمية le Leontes قديماً)، وتتدرج الأرض من الغرب بانحدار خفيف حتى ضيعة أرنون المجاورة.
كانت قلعة الشقيف مسرحاً لصراع عنيف بين العرب والفرنجة طوال فترة الحروب الصليبية، وتعاورتها الأيادي طوال ثمانية قرون حتى اليوم.
قلعة شقيف بعد تحريرها من الإسرائيليين عام 2000 |
شهدت القلعة مواجهة بين السلطان صلاح الدين ورينو صاحب صيدا Reynaud of Sidon الذي نجا مع بقايا الجيش الصليبي من حطين عام 1187، فاتخذ صلاح الدين موقعاً له في مرج عيون استعداداً لحصار الشقيف سنة 1189م، وطلب رينو مقابلته للتفاوض، وأعجب كل منهما بصاحبه، فعقدت بين الطرفين صداقة أبدى رينو خلالها تعاطفاً وميلاً إلى الإسلام، وطلب إمهاله ثلاثة أشهر لتسليم القلعة على أن يغادرها إلى دمشق مع أسرته. استغل رينو الفرصة لترميم القلعة وملئها بالمؤن، وأخذ يماطل في تسليم القلعة، وفقد صلاح الدين صبره. فعاد إلى الشقيف مرة ثانية، واضطر رينو في خاتمة المطاف إلى الاستسلام في نيسان 1190م. وشهدت القلعة في العهد الأيوبي ترميمات واسعة وإضافات مهمة. وفي عام 1240 وافق السلطان الملك الصالح إسماعيل على تسليم قلعة الشقيف للفرنجة وفق شروط معاهدة عقدت بينهما؛ غير أن حاميتها العربية رفضت الامتثال، فاحتلها الفرنجة عنوة، وعادت إلى إقطاع أصحاب صيدا من جديد، وفي عام 1260 اضطر جوليان الصيداوي إلى بيعها إلى أخوية فرسان الهيكل (الداوية) الذين زادوا في تحصينها، وشيدوا منشآت جديدة فيها. وفي عام 1268 حاصر الملك الظاهر بيبرس القلعة واستولى عليها عنوة، وجدد عمارتها نائب السلطنة صارم الدين قايماز، وأهمل شأن القلعة بعد طرد الفرنجة من بلاد الشام فهجرت لبعد موقعها، واستولت عليها بعض الأسر المحلية. ولحق بالقلعة خراب شديد في زمن الأمير فخر الدين المعني، الذي تحصنت فيها قواته ضد قوات باشاوات عكا ودمشق. وظلت القلعة معقلاً للمقاومة اللبنانية والفلسطينية في جنوب لبنان منذ تقسيم فلسطين. وفي 7 حزيران 1982 احتلت القوات الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان قلعة الشقيف بعد غارات جوية و رمايات مدفعية كثيفة استمرت يومين، وسلمتها إلى الرائد سعد حداد قائد جيش لبنان الجنوبي، وظلت في الاستخدام الفعلي حتى الأسبوع الأخير من حزيران عام 2000 عندما انسحب الإسرائيليون من جنوب لبنان، ووضعوا كميات ضخمة من المتفجرات لتدمير تحصيناتهم في أرض القلعة.
ويبدو أن الانفجار لم يهدم القلعة تماماً، لكنه أصاب بنيانها الأصلي بأضرار بالغة وأحدث شروخاً في الصخر وفي أساسات القلعة وممراتها المعقودة.
لايوجد دليل مباشر على زمن بناء القلعة. ويزعم وليم الصوري أن الصليبيين هم من بناها، غير أن أكثر الباحثين يرون أنها أقدم من ذلك بكثير. ويُعتقد أن العمل شرع به في أواخر العهد الروماني أو البيزنطي، وأعيد ترميم القلعة وتوسيعها من قبل الفرنجة والعرب في فترات مختلفة منذ أوائل القرن الثاني عشر إلى أواخر القرن الثالث عشر.
شيد المهندسون قلعة الشقيف تمشياً مع تضاريس الأرض، وتقع في مستويين، ومخططها قريب من مثلث متطاول، ومتناظر مع مخطط قلعة الكرك[ر]. يطل المستوى الأدنى من الشرق على وادي نهر الليطاني، ويتنكب المستوى الأعلى ذروة مرتفع صخري يشرف على كامل المنطقة، وفيه ركز البناؤون الأصليون دفاعاتهم، فمن جهة الشمال والغرب والجنوب يحمي القلعة خندق واسع قُدَّ في الصخر. وفي الجنوب تشاهد هضبة صغيرة يبدو أنها سويت بيد البشر، أقيمت عليها ضيعة بوفورت الفرنجية. وشيد الداوية عند طرفها الجنوبي عام 1260حرزاً ضخماً هدمه الملك الظاهر بعد عشر سنوات. وتنتصب فوق سور المستوى العلوي القاعة الكبرى التي كانت جزءاً من الحصن الرئيسي.
شيدت القلعة من الحجارة الكبيرة الحجم المنحوتة نحتاً بارزاً، وتحيط جدرانها المائلة بالقسم العلوي كله. ينفتح مدخل القلعة المدرج على فناء مرتفع، وهذه البوابة تمكّن من الدخول إلى قلب القلعة، و لم يبق من العهد الفرنجي سوى قاعدة البرج والجدار الذي تحجبه منشآت متهدمة من القرن الثامن عشر. وعند الطرف الجنوبي من المبنى الأساسي هناك مبنى مربع صغير تنتهي القلعة عنده من جهة الشمال.
هناك مجاز على طول الجدار المنحدر الصخري تحت السور الخارجي يؤدي إلى البوابة الرئيسية، ويحميه برج الحرس، وينتهي إلى ساحة معقودة جزئياً، يعلوها البرجان اللذان يحرسان الزاويتين الشرقية والغربية للواجهة الجنوبية للقلعة.
بعد اقتحام البوابة يجد المهاجم نفسه في ممر عميق معرض من جهاته كافة لضربات المدافعين عن الساحة، وسيضطر إلى اقتحام بوابة أخرى تؤدي إلى القسم العلوي للقلعة عبر ممر طويل معقود ينفتح على ساحة مكشوفة مستوية هي الفناء الداخلي للقلعة.
تحيط بالفناء مبان متعددة الطبقات، أقيمت على أنقاضها في زمن فخر الدين منشآت عربية متهدمة اليوم، وتحت الأنقاض الهائلة التي تملأ الفناء توجد قاعة معقودة تتصل بالبوابة وتؤدي إلى وسط القلعة.
يقع الحرز الرئيسي للقلعة محاذياً للواجهة الغربية، ويكمل المتراس الذي ينحدر إلى مستوى السور، وهو برج محرود (منحرف ومعزول عن البناء الأساس) متطاول، وفيه باب سر بساكف مربع، ودرج في سمك الجدار يعود إلى القاعة من جديد. لم يبق شيء اليوم من الإنشاءات الأولى هنا، وما يزال بعضها قائماً في الفناء العلوي، وخاصة المعلم الرئيسي فيها، وما يزال قسم لا بأس به من السور قائماً، ويحميه جدار مائل glacis صغير مكسو بالحجر.
محمد وليد الجلاد