قرنفلي (وصفي ـ)
(1911 ـ 1972)
وصفي قرنفلي، شاعر تقدمي رومانسي النزعة يميل في شعره إلى البوهيمية، وصاحب مدرسة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وظّف قصائده في خدمة قضايا الوطن والإنسان ومحاربة الاستعمار والدفاع عن الفقراء والكادحين، ألفاظه منتقاة ولقّب بشاعر حمص.
ولد في مدينة حمص، وتلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الأرثوذكسية في حمص، وأكمل الصف الحادي عشر ولم يتمكن من متابعة دراسته الثانوية فالتحق بالعمل في دائرة المساحة في عام 1929 على الرغم من عدم رغبته بهذه الوظيفة، فيقول في قصيدته «جحيم المساحة»:
أنا في هذه (المساحة) لا أهـ
لٌ ولا صاحبٌ ولا بعض راحة
أنا روح تموت شيئاً فشيئاً
في جحيمِ حيٍ يسمى (المساحة)
وانكبّ على المطالعة بنهم، فكوّن نفسه بنفسه، وتلقى بعض الدروس في اللغة العربية على يد العلامة اللغوي يوسف شاهين والأستاذ جرجس كنعان. وفي السادسة عشرة من عمره نظم قصائد في الوطنية والغزل.
سافر إلى مصر واطلع على الحركة الأدبية فيها واتصل بالأدباء والشعراء، ونشر بواكير أشعاره في الصحف والمجلات المصرية.
عاد إلى حمص وتوطدت صداقته مع نصوح فاخوري (1924ـ2002)، وعبد السلام عيون السود(1922ـ1954) حيث ألَّفوا حلقة أدبية لمناقشة قضايا الأدب والشعر والفن.
وفي عام 1954أصدر كراساً مع صديقه نصوح فاخوري بعنوان «موعد وعهد»، ضّمنه ثلاث قصائد، هي«لنا النصر» بمناسبة الاحتفال بيوم الطفل وقصيدة «موعد وعهد»، تحية لمؤتمر بخارست عام1953، والقصيدة الثالثة «مع السلم» يقول فيها:
نحنُ معنى الربيع نوراً ودفئـاً
وازدهاراً، فمن رآهُ؛ رآنا
نحنُ معنى من الطليعةِ في الشعـ
ـــــبِ إذا الشعب هزنا أو نخانا
نزرع الخصب، والمحبة، والسلـــ
ــم ونسمو بشعبنا بنيانـا
ذبلت جمرة الحروب، وذلـت
يوم سرنا ـ وطأطأت ـ عنفوانـا
وفي عام 1957 بدأ المرض يتغلغل في جسده، ولكنه أهمل نفسه، وتأخر في العلاج، فاستفحل المرض، وقرر الأطباء استحالة الشفاء منه، وأصبح في نهاية عام 1967 مشلولاً طريح الفراش، وفي عام 1969 منحته الحكومة السورية وسام الاستحقاق السوري تقديراً لدوره الريادي في حركة الشعر العربي المعاصر ومناداته بالعدالة الإنسانية والاجتماعية والحرية للشعوب المقهورة، كما أصدرت وزارة الثقافة في العام نفسه ديوانه «وراء السراب». كتب صديقه الأديب ممدوح سكاف عن الديوان قائلاً: «إن وصفي يملك موهبة ممتازة في التعبير عن خلجات النفس الإنسانية والعواطف المتلهفة والأحاسيس الطاغية، لذا فالكلمة عنده شحنة من الشعور المتدفق والصدى الرمزي المسموع في اللفظة والصورة، والصورة في شعره وليدة الكلمة وضلع من حروفها، فهي أحياناً مثقلة بالضباب مضمخة بالغموض؛ وأحياناً أخرى صافية كالصباح الجميل».
توفي القرنفلي بعد صراع طويل مع المرض العضال، وأقام له فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص حفلاً تأبينياً شارك فيه مجموعة من كبار الأدباء والشعراء. وكتبت نجاح العطار دراسة قيمّة نشرتها في مجلة المعرفة بالعدد «129» تشرين الثاني 1972.
كما نظم الأبيات الثلاثة التالية لتكتب على قبره:
لقدْ غدوتُ ترابـاً لا يحرِّكُـني
بيتٌ من الشعر أو زهرٌ على غصنِ
حسبي ـ ولاحَسْبَ خلفَ القبرـ متَّكَئي
في حضنِ أمي وأني في ثرى وطني
وأنني كنت- والأحرارُ تعرفُني-
حراً أضأتُ دروبَ الشعرِ في زمني
يوسف عبد الأحد
(1911 ـ 1972)
وصفي قرنفلي، شاعر تقدمي رومانسي النزعة يميل في شعره إلى البوهيمية، وصاحب مدرسة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وظّف قصائده في خدمة قضايا الوطن والإنسان ومحاربة الاستعمار والدفاع عن الفقراء والكادحين، ألفاظه منتقاة ولقّب بشاعر حمص.
ولد في مدينة حمص، وتلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الأرثوذكسية في حمص، وأكمل الصف الحادي عشر ولم يتمكن من متابعة دراسته الثانوية فالتحق بالعمل في دائرة المساحة في عام 1929 على الرغم من عدم رغبته بهذه الوظيفة، فيقول في قصيدته «جحيم المساحة»:
أنا في هذه (المساحة) لا أهـ
لٌ ولا صاحبٌ ولا بعض راحة
أنا روح تموت شيئاً فشيئاً
في جحيمِ حيٍ يسمى (المساحة)
وانكبّ على المطالعة بنهم، فكوّن نفسه بنفسه، وتلقى بعض الدروس في اللغة العربية على يد العلامة اللغوي يوسف شاهين والأستاذ جرجس كنعان. وفي السادسة عشرة من عمره نظم قصائد في الوطنية والغزل.
سافر إلى مصر واطلع على الحركة الأدبية فيها واتصل بالأدباء والشعراء، ونشر بواكير أشعاره في الصحف والمجلات المصرية.
عاد إلى حمص وتوطدت صداقته مع نصوح فاخوري (1924ـ2002)، وعبد السلام عيون السود(1922ـ1954) حيث ألَّفوا حلقة أدبية لمناقشة قضايا الأدب والشعر والفن.
وفي عام 1954أصدر كراساً مع صديقه نصوح فاخوري بعنوان «موعد وعهد»، ضّمنه ثلاث قصائد، هي«لنا النصر» بمناسبة الاحتفال بيوم الطفل وقصيدة «موعد وعهد»، تحية لمؤتمر بخارست عام1953، والقصيدة الثالثة «مع السلم» يقول فيها:
نحنُ معنى الربيع نوراً ودفئـاً
وازدهاراً، فمن رآهُ؛ رآنا
نحنُ معنى من الطليعةِ في الشعـ
ـــــبِ إذا الشعب هزنا أو نخانا
نزرع الخصب، والمحبة، والسلـــ
ــم ونسمو بشعبنا بنيانـا
ذبلت جمرة الحروب، وذلـت
يوم سرنا ـ وطأطأت ـ عنفوانـا
وفي عام 1957 بدأ المرض يتغلغل في جسده، ولكنه أهمل نفسه، وتأخر في العلاج، فاستفحل المرض، وقرر الأطباء استحالة الشفاء منه، وأصبح في نهاية عام 1967 مشلولاً طريح الفراش، وفي عام 1969 منحته الحكومة السورية وسام الاستحقاق السوري تقديراً لدوره الريادي في حركة الشعر العربي المعاصر ومناداته بالعدالة الإنسانية والاجتماعية والحرية للشعوب المقهورة، كما أصدرت وزارة الثقافة في العام نفسه ديوانه «وراء السراب». كتب صديقه الأديب ممدوح سكاف عن الديوان قائلاً: «إن وصفي يملك موهبة ممتازة في التعبير عن خلجات النفس الإنسانية والعواطف المتلهفة والأحاسيس الطاغية، لذا فالكلمة عنده شحنة من الشعور المتدفق والصدى الرمزي المسموع في اللفظة والصورة، والصورة في شعره وليدة الكلمة وضلع من حروفها، فهي أحياناً مثقلة بالضباب مضمخة بالغموض؛ وأحياناً أخرى صافية كالصباح الجميل».
توفي القرنفلي بعد صراع طويل مع المرض العضال، وأقام له فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص حفلاً تأبينياً شارك فيه مجموعة من كبار الأدباء والشعراء. وكتبت نجاح العطار دراسة قيمّة نشرتها في مجلة المعرفة بالعدد «129» تشرين الثاني 1972.
كما نظم الأبيات الثلاثة التالية لتكتب على قبره:
لقدْ غدوتُ ترابـاً لا يحرِّكُـني
بيتٌ من الشعر أو زهرٌ على غصنِ
حسبي ـ ولاحَسْبَ خلفَ القبرـ متَّكَئي
في حضنِ أمي وأني في ثرى وطني
وأنني كنت- والأحرارُ تعرفُني-
حراً أضأتُ دروبَ الشعرِ في زمني
يوسف عبد الأحد