مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية تتوقع اجتذاب مزيد من الأفلام الأجنبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية تتوقع اجتذاب مزيد من الأفلام الأجنبية

    مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية تتوقع اجتذاب مزيد من الأفلام الأجنبية



    شارع عماد الدين بمدينة الإنتاج الإعلامي (موقع المدينة)
    نُشر: 17:52-14 يناير 2024 م ـ 02 رَجب 1445 هـ
    TT

    20

    لطالما أثارت مشكلة تصوير الأفلام الأجنبية بمصر أزمة على مدى سنوات طويلة، إذ قابلت شركات الإنتاج العالمية تعقيدات روتينية وشروطا رقابية حالت دون تصوير مشاهدها أو أعمالها في مصر، فلجأت إلى تصويرها بدول أخرى.

    وتعمل مدينة الإنتاج الإعلامي التي أسند إليها هذا الملف بقرار من رئيس الوزراء المصري منذ خمس سنوات على اجتذاب الأفلام الأجنبية عبر قرارات وسياسات جديدة، من خلال نظام «الشباك الواحد» الذي يقوم باستخراج تصاريح التصوير، كما يعمل على تقديم تسهيلات وحوافز تشجيعية للشركات الإنتاجية.

    وأكد أحمد سامي مدير عام «لجنة مصر للأفلام» أن اللجنة تضم خبرات من مختلف الوزارات التي ترتبط بهذا الأمر، وأنها تجتمع بمجرد تلقي طلب الجهة الإنتاجية، وتتخذ الإجراءات التي تتضمن سرعة استخراج التصاريح المطلوبة كافة، وتذليل أي عقبات منذ بداية التصوير حتى نهايته، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إننا نستقبل كبار صناع الأفلام منذ وصولهم القاهرة، ونتابع مراحل التصوير ونعمل مع وزارة الداخلية على تأمين مواقع التصوير الخارجي، لافتاً إلى تقديم تسهيلات كثيرة، من بينها استعادة ما بين 20 إلى 30 في المائة مما أنفق في التصوير داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، مشيراً إلى أن هناك طلبات كثيرة للتصوير عبر الموقع الإلكتروني من الشركات الأجنبية، خصوصاً بعد حضور وفد من المدينة لمعارض التصوير الخارجي في كل من أميركا وبريطانيا وإسبانيا، وأنه تم تصوير 35 عملاً فنياً منذ أسند لمدينة الإنتاج الإعلامي هذه المهمة.


    أفيش فيلم «حوجن» (الشركة المنتجة)


    فيما أكد الدكتور هاني أبو الحسن مستشار رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي للتعاون الدولي، أن بعض طلبات التصوير صدرت لها الموافقة في اليوم نفسه، منوهاً إلى أن الأماكن التاريخية هي الأكثر طلباً للتصوير بها، وأن هناك لائحة معلنة بأسعار التصوير، وأن أعمالا كثيرة تم تصويرها موجودة عبر موقع «إيجيبت فلمينج» من بينها 6 أعمال من السعودية، من بينها فيلم «حوجن»، والفيلم الهندي «خودة حافظ»، والأميركي «INHERITANCE»، والقيرغيزستاني «الجنة تحت أقدام الأمهات»، مشيراً إلى أن مصر تملك إرثاً كبيراً من المواقع السياحية والتاريخية التي تضم مختلف العصور ومنها الآثار الإسلامية، والحضارة الرومانية والمعابد القديمة وعصر النهضة والعصر الحديث، وأن لجنة الأفلام تقوم بمهمتها في قراءة السيناريو، وتتعامل معها بصفتها أعمالاً عالمية، دون تعقيدات، نافياً عرضها على الرقابة كما كان يحدث سابقاً، كما ترشح اللجنة الشركات المصرية التي يمكن أن تتعاون معها الشركات الأجنبية خلال التصوير.


    الفيلم الأميركي «INHERITANCE» صورت بعض مشاهده بمصر العام الماضي (مدينة الإنتاج الإعلامي)


    وكانت أزمات كثيرة قد لاحقت شركات الإنتاج العالمية للتصوير في مصر، دفعتها إلى تصوير مشاهدها المصرية في دول أخرى، فقد صور المخرج محمد دياب بعض مشاهد مسلسل «Moon Night» من أعمال «مارفل» وإنتاج «ديزني بلس» الخاصة بمصر في دول أخرى بسبب تأخر إصدار التصاريح اللازمة بعدما قام بمعاينة مواقع التصوير مثلما أكد في تصريحات سابقة له، كما صور المخرج الأميركي ريدلي سكوت مشاهد الأهرامات و«أبو الهول» لفيلم «نابليون» بالمغرب.

    وفي الوقت الذي تؤكد فيه الناقدة خيرية البشلاوي تأييدها إتاحة كل المعالم التاريخية أمام التصوير الخارجي بعدما كان هناك تحفظ على ذلك، فإنها تشير إلى أهمية هذا التوجه للترويج السياحي من جهة ولتعظيم العوائد الاقتصادية من جهة أخرى، فحضور مصر على الشاشات من خلال أقوى وسيلة إعلام وهي السينما شيء مهم للغاية، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «حديث الصورة يكتسب أهمية كبيرة في العصر الحالي، وأننا لا يجب تحت أي دعوى إغلاق هذا المجال على المستويات كافة، فهو احتكاك مهم لاكتساب خبرات جديدة».


    الفيلم القيرغيزستاني «الجنة تحت أقدام الأمهات» تم تصويره بمدينة الإنتاج وأحياء القاهرة التاريخية (مدينة الإنتاج الإعلامي)


    ويرى الناقد خالد محمود أن هذه الخطوة تأخرت كثيراً، وأن فرصاً كثيرة أُهدرت؛ لأنه لم يكن هناك من يعي قيمة هذا الأمر الذي كان يمكنه أن يحقق دخلاً يقدر بملايين الدولارات، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا لم يعلن عما تم تحقيقه من قبل؟ فنحن لم نسمع عن مخرج كبير يصور فيلماً ببلادنا»، لافتاً إلى أن «بعض الأفلام التي صورت بالأردن والمغرب كان سيجري تصويرها بمصر لكنها واجهت عقبات عدة من بينها التدخل الرقابي والضرائب على المعدات»، مختتماً رأيه بقوله: «إذا كانت ثمة خطوات جادة بالفعل للاهتمام بهذا الملف فيجب الترويج لها وإعلانها في كبرى المنصات العالمية حتى يدرك صناع الأفلام أن هناك متغيرات جديدة للتصوير في مصر».

    ويزيد عمر مدينة الإنتاج الإعلامي على 25 عاماً، وتعد كياناً إعلامياً وإنتاجياً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط، وتضم مجموعة متنوعة من الاستديوهات ومناطق التصوير المفتوحة، وتحتضن المدينة داخل أسوارها القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية العاملة في مصر.


    المنطقة الإسلامية بالمدينة (موقع المدينة)


    ويمتد نشاط المدينة إلى دعم الإنتاج الدرامي والسينمائي من خلال مناطق التصوير المفتوحة التي تحاكي الحياة في مصر في مختلف العصور بدءا من العصر الفرعوني ومرورا بالعصر الإسلامي وصولاً إلى وقتنا الحالي، وكانت المدينة بما توفره من إمكانيات في هذا المجال ساحة لتصوير عدد كبير من الأعمال الفنية في التلفزيون والسينما، وساعدت على إظهار الشارع المصري في مختلف العصور. وتتيح المدينة لمنتجي الدراما مساحات متنوعة من التصوير والإخراج، وفق موقع المدينة الإلكتروني.
يعمل...