ادراك المكان .. معرفة العالم الخارجي .. نظرية كانت .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ادراك المكان .. معرفة العالم الخارجي .. نظرية كانت .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    ادراك المكان .. معرفة العالم الخارجي .. نظرية كانت

    ادراك المكان

    ما هو المكان ؟
    المكان اما أن يكون مجرداً ، واما أن يكون محسوساً متشخصاً .
    فإن كان مجرداً كان كالحيز الرياضي متوهماً ، ومعنى ذلك ان المكان المجرد وسط متجانس ليس له حدود ولا مشخصات حسية . وهو فراغ غير متناه لا يختلف باختلاف الأجسام الموجودة فيه ، وهو كمية رياضية ، لأنه يقبل القياس ، وينقسم إلى عدد لا نهاية له من الأجزاء .

    وإن كان متشخصاً كان متحققاً في الحس يجميع ما تقتضيه الأجسام من الصفات كالتلون وتناهي الحدود والاختلاف وغير ذلك .

    فللمكان اذن معنى مجرد وصورة متشخصة ونريد الآن أن نعرف أيهما أصل وأيهما فرع ، فهل معنى المكان المجرد متولد من ادراك الامتداد المحسوس ، ام هو متولد من العقل بصورة قبلية وفطرية .

    ١ - نظرية كانت
    ان هذا الرأي الأخير هو رأي ( كانت ) ، فقد زعم هذا الفيلسوف عند بحثه في قيمة الرياضيات ، واليقين العلمي ، ان المكان معنى قبلي يستخرجه العقل من داخله وانه صورة عقلية محضة متقدمة على صور العالم المحسوس ( pure a priori ( de la sensibilité Une forme

    ولكن الأدلة التي جاء بها ( كانت ) لا تكفي لاقناعنا بأن تصور المكان مستقل عن مدركات الحس .

    ولنناقش الآن هذه الأدلة :
    الدليل الأول :
    - قال كانت : لم يتولد معنى المكان من مدركات الحس ولا من التجربة الخارجية لأننا لا نستطيع أن ندرك الأشياء الخارجية مستقلة عنه ، ومستقلة بعضها عن بعض إلا بعد تصور المكان ، فكل . متمكن ، وكل متمكن يقتضي مكاناً . وهذا جسم المكان الذي فتوهمه لم يتولد من التجربة الحسية ، لأنه شرط من شروط امكانها ، واذن المكان المعقول متقدم على الامتداد المحسوس .

    مناقشته :
    - لا معنى لهذا الدليل إلا إذا كان الاحساس عارياً من الامتداد ، فما بالك إذا كانت التجربة الحسية مؤلفة من احساسات ذات امتداد . نعم ، لو كانت الاحساسات بذاتها عارية من الامتداد لوجب أن يكون تصور المكان سابقا للتجربة . ولكن إذا فرضنا أن الامتداد صفة ملازمة للاحساس أضاع دليل « كانت قيمته . لأن هذه الفرضية الأخيرة تجعل الامتداد الحسى أمراً تجريبياً ، الا ترى أنك تدرك الأشياء الخارجية مستقلة عنك ، وتتصور في الوقت نفسه إنها ذات امتداد . فلا حاجة إذن لتوليد الامتداد الحسي من المقل لأن هذا الامتداد تجريبي ، وهو ملازم للصوت واللون والرائحة وغيرها من الأعراض ، وهذا الرأي الأخير أقرب إلى الحس السليم من فرضية ( كانت ) .

    الدليل الثاني :
    - قال كانت : « لا يمكننا أن نتصور فقدان المكان مع أننا نستطيع أن نتصور زوال الأشياء عن المكان ، ( ۱ ) ومعنى ذلك أن تصور المكان ضرورة لا محيد عنها في ادراك العالم الخارجي . اني أرى الآن على منضدتي ساعة ودواة وقلماً وكتاباً ، وهي ما دامت شاخصة أمام عيني ، لازمة لحسي . إلا أنني أستطيع أن أتصور زوالها عن ناظري . اما المكان الذي تشغله هذه الاشياء فلا أستطيع أن أتصور زواله أبداً ، وهذا يدل على أن تصوره ضروري . ان هذه الضرورة لا يمكن أن تتولد من التجربة ، لأن التجربة كما رأيت في تبدل دائم .

    مناقشته :
    - ان هذا الدليل مبني على ملاحظة نفسية دقيقة . ولكن هذه الملاحظة لا توجب أن يكون تصور المكان تصوراً فطرياً سابقا للتجربة . نعم ان تصور المكان ضروري ، ولكن من أين تولدت هذه الضرورة ؟ الجواب عن ذلك انه لما كان تصور
    المكان ملازما لكل مدرك حدي و مشتركا بين جميع الاحساسات ، امتنع زواله بزوال الأشياء المحسوسة . فالمكان صفة مشتركة بين القلم والدواة والكتاب . ولذلك يسهل يصعب زوال القلم ، عن تصورك ، ويصعب زوال المكان الذي يشغله هذا القلم . . أقول ولا أقول يمتنع ، لأن الفلاسفة يستطيعون أن يتصوروا موجوداً خارج المكان . فالله في مذهب الاليين موجود خارج الزمان والمكان ، كما ان ( الشيء في ذاته ، أو « النومن ) في مذهب ( كانت ) ، عار من الامتداد . نعم اننا لا نستطيع أن نتخيل ذلك تخيلا حسياً ، ولكننا نستطيع أن نعقله . وهذا يدل على أن العقل يستطيع أن يتجرد من قيود التجربة .

    الدليل الثالث :
    - المكان غير متناه ، والتجربة متناهية ، أي أن كل شيء من الأشياء الخارجية . محدود بغيره . فلا يمكن اذن أن يتولد تصور المكان غير المتناهي من التجربة المحدودة المتناهية .

    مناقشته :
    - إذا أوضحنا معنى اللانهاية بطل هذا الدليل .
    فما هي اللانهاية ؟
    ليست اللانهاية شيئاً متحققاً بالفعل وإنما هي معنى متوهم المقدار غير محدود . أو هي تصور مكان لا مكان بعده .
    تصور الخارجية وهذا المعنى يمكن أن يتولد من التجربة ، لأن كل جسم من الاجسام ا محدود بغيره . ولا نهاية لاتصال الأجسام بعضها ببعض . فكل جسم محدود بجسم والمكان صفة مشتركة بين الأجسام كلها . وهذا يمنع وجود جسم ! جسم بعده ، كما ، يمنع مكان لا مكان بعده ، فليس المكان إذن مفهوما عقلياً محضاً وإنما هو مفهوم تجريبي .

    الدليل الرابع :
    - انك تستطيع أن تعين بعض خواص المكان من غير أن تستند ، كقولك : للمكان ثلاثة أبعاد ، هي الطول ، والعرض ، والعمق ، وهذا يدل على أن تصور المكان لم يتولد من التجربة . نقول رداً على ذلك إن قولك : « المكان ذو ثلاثة أبعاد ، حكم تجريبي ، لا حكم عقلي ، لأن الأجسام في الواقع تشتمل على ثلاثة أبعاد . ولو كان هذا الحكم عقلياً محضاً لكان ملائما لكل هندسة ، إلا أن العلماء استطاعوا في الهندسة اللااقليدسية مثلاً أن يتصوروا حقائق هندسية مبنية على أكثر من ثلاثة أبعاد . إلى الحس وهذا يدل على أن خاصة الأبعاد الثلاثة ليست خاصة عقلية وإنما هي خاصة تجريبية .

    الدليل الخامس :
    - لو كان تصور المكان متولداً من التجربة ، لكانت الحقائق الهندسية غير ضرورية . إلا أن الحقائق الهندسية مطلقة ، وأحكامها يقينية ، والتجربة لا تفيد يقينا مطلقاً ، ثم إن الفراغ الهندسي متجانس الأجزاء ، أي أن جميع أقسامه واحدة ، ولولا ذلك لما كانت الهندسة ممكنة ، لأنها انما تبحث في خواص المكان ، وإذا صحت حقائقها في هذا القسم من المكان صحت في غيره . ولولا تجانس المكان لما انطبقت حقائق الهندسة على جميع أجزائه . فالمكان المتجانس ليس متولداً من التجربة ، وإنما هو متولد من العقل وسابق للتجربة .

    نقول في مناقشة هذا الدليل ، أنه لا يمنع تولد صورة المكان المتشخص من التجربة و الاحساس ، بل يثبت ان المكان الذي يتصوره الرياضي معقول محض ، بعيد عن الحس ، وان حقائق الهندسة لا تكون صادقة إلا إذا كان هذا المكان المجرد متجانساً ومطلقاً .

    نحن لا ننكر أثر العقل في ابداع تصور المكان ، لأن المكان المتجانس الأجزاء ليس صورة متشخصة ، وإنما هو معقول مجرد . ولكننا نعتقد أن الحواس تطلعنا على نوع من الامتداد الحسي .

    انها تولد في نفوسنا صورة هذا الامتداد ، ثم يجود الفكر من هذه الصورة معنى المكان المجرد . أما الهندسة فإنها تبحث في خواص المكان المجرد لا في خواص الامتداد الحسي إلا أن حقائقها ليست اصطلاحية أو اتفاقيه ، وإنما هي ذات صلة بالتجربة ، وسنبين عند البحث في منشأ المعاني الرياضية ، كيف يرتقي الذهن من المشاهدات الحسية إلى المعاني الرياضية الرياضي يرى في الطبيعة أشكالاً دائرية كمقاطع الاشجار فيجرد منها معنى الدائرة ، ويضع لها تعريفاً فتصبح الدائرة في نظره معنى معقولاً ، بعيداً عن الحس لا صلة له بالتجربة . ولكننا نعتقد أن المعاني الرياضية هي نهاية كمال الصور الحسية . وان المكان المجرد هو نهاية كمال الامتداد الحسي ، هذا ما سنحاول اثباته في المنطق وفي لامنا على نظرية المعرفة .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٣.٥٨_1.jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	104.5 كيلوبايت 
الهوية:	186015 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٣.٥٤.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	117.0 كيلوبايت 
الهوية:	186016 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٣.٥٥.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	120.3 كيلوبايت 
الهوية:	186017 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٢-٠١-٢٠٢٤ ١٤.٠٥_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	142.1 كيلوبايت 
الهوية:	186018

  • #2
    Perceiving place... knowing the outside world... Kant's theory

    Perception of place

    What is the place ?
    The place can either be abstract, or it can be tangible and personal.
    If it were abstract, it would be imaginary like mathematical space, and this means that the abstract space is a homogeneous medium that has no boundaries or sensory characteristics. It is an infinite void that does not vary depending on the bodies in it. It is a mathematical quantity, because it accepts measurement and is divided into an infinite number of parts.

    Even if it is individual, it is realized in sense, bringing together the attributes required by bodies, such as color, the finiteness of boundaries, difference, and so on.

    Therefore, place has an abstract meaning and a personalized image, and we now want to know which of them is the origin and which is a branch. Is the meaning of the abstract place generated from the awareness of the tangible extension, or is it generated from the mind in an a priori and innate manner?

    1 - Kant's theory
    This last opinion is Kant’s opinion. This philosopher, when researching the value of mathematics and scientific certainty, claimed that place is an a priori meaning that the mind extracts from within it and that it is a pure mental image prior to the images of the tangible world (pure a priori (of sensibility).

    But the evidence that Kant provided is not sufficient to convince us that the perception of place is independent of sense perceptions.

    Let us now discuss this evidence:
    The first evidence:
    - Kant said: The meaning of place is not generated from sense perceptions or from external experience because we cannot perceive external things independent of it, and independent of each other, except after conceptualizing the place, so all. He is capable, and every capable person requires a place. This body of space that he imagined was not generated by sensory experience, because it is one of the conditions for its possibility, and therefore the intelligible place is prior to the sensible extension.

    Discuss it:
    This evidence has no meaning unless the sensation is devoid of extension, let alone if the sensory experience is composed of sensations with extension. Yes, if sensations themselves were devoid of extension, then the perception of place must precede the experience. But if we assume that extension is an inherent characteristic of sensation, the evidence for its value is lost. Because this last hypothesis makes sensory extension an experimental matter, do you not see that you perceive external things independently of you, and at the same time imagine that they have extension? There is no need, then, to generate sensory extension from the eyes, because this extension is experimental, and is inherent in sound, color, smell, and other symptoms, and this last opinion is closer to common sense than Kant’s hypothesis.

    The second evidence:
    - Kant said: “We cannot imagine the loss of a place even though we can imagine the disappearance of things from the place. (1) What this means is that imagining a place is an inevitable necessity in perceiving the external world. I now see on my table a watch, an inkwell, a pen, and a book, and they are always there in front of my eyes, necessary for my touch. However, I can imagine it disappearing from my sight. As for the place occupied by these things, I cannot imagine its disappearance ever, and this indicates that imagining it is necessary. This necessity cannot be generated from experience, because experience, as you have seen, is in constant change.

    Discuss it:
    This evidence is based on careful psychological observation. But this observation does not require that the perception of place be an innate perception prior to experience. Yes, visualizing the place is necessary, but where did this necessity come from? The answer to that is that it was not conceived
    Place is inherent in every finite perceiver and common to all sensations. Its disappearance is prevented by the disappearance of tangible things. Place is a common characteristic between the pen, inkwell, and book. Therefore, it is easy and difficult for the pen to disappear, beyond your imagination, and it is difficult for the place occupied by this pen to disappear. . I do not say it is impossible, because philosophers can imagine an entity outside the place. God, in the Eleatic doctrine, exists outside of time and space, just as “the thing in itself,” or “nomen,” in Kant’s doctrine, is devoid of extension. Yes, we cannot imagine it physically, but we can rationalize it. This indicates that the mind can free itself from the constraints of experience.

    The third evidence:
    Space is infinite, and experience is finite, meaning that everything is external. Limited to others. Therefore, the perception of an infinite space cannot be generated from a limited, finite experience.

    Discuss it:
    If we explain the meaning of infinity, this evidence is invalid.
    What is infinity?
    Infinity is not something actually achieved, but rather an imaginary meaning of unlimited quantity. Or it depicts a place after which there is no place.
    The perception of externality and this meaning can be generated from experience, because each body is limited to others. There is no end to the connection of bodies with each other. Every body is limited to another body and location is a characteristic common to all bodies. This prevents the existence of a body! A body after it, as it were, prevents a place that has no place after it. Therefore, place is not a purely rational concept, but rather an experimental concept.

    Fourth evidence:
    - You can specify some of the properties of a place without relying on it, such as when you say: A place has three dimensions: length, width, and depth. This indicates that the perception of the place was not generated from experience. In response, we say that your statement: “The place has three dimensions” is an empirical judgment, not a rational judgment, because objects in reality include three dimensions. If this ruling were purely rational, it would be appropriate for all geometry. However, in non-Euclidian geometry, for example, scientists were able to imagine geometric facts based on more than three dimensions. To the senses, and this indicates that the property of three dimensions is not a mental property, but rather an experiential property.

    Fifth evidence:
    - If the perception of place were generated from experience, geometric facts would be unnecessary. However, the geometric truths are absolute, and their rulings are certain, and experience does not provide absolute certainty. Moreover, the geometric space is homogeneous in parts, meaning that all its sections are the same. Otherwise, geometry would not have been possible, because it only investigates the properties of space, and if its facts are correct in this part of space It was true in others. Were it not for the homogeneity of the place, the facts of geometry would not apply to all its parts. The homogeneous place is not generated from experience, but rather it is generated from the mind and precedes experience.

    In discussing this evidence, we say that it does not prevent the generation of the image of a personal place from experience and sensation, but rather it proves that the place imagined by the mathematician is purely rational, far from sense, and that the facts of geometry are not true unless this abstract place is homogeneous and absolute.

    We do not deny the effect of the mind in creating the perception of place, because a place with homogeneous parts is not a personal image, but rather an abstract intelligible one. But we believe that the senses inform us of a kind of sensory extension.

    It generates in our souls the image of this extension, and then thought derives from this image the meaning of the abstract place. As for geometry, it investigates the properties of abstract space, not the properties of sensory extension. However, its facts are not conventional or conventional, but rather related to experience. When researching the origin of mathematical meanings, we will show how the mind rises from sensory observations to mathematical meanings. The mathematician sees circular shapes in nature. Like the sections of trees, he strips the meaning of the circle from it, and gives it a definition, so the circle becomes, in his view, a reasonable meaning, far from sense and unconnected with experience. But we believe that mathematical meanings are the end of the perfection of sensory images. And the abstract place is the end of the perfection of sensory extension. This is what we will try to prove in logic and in our theory of knowledge.

    تعليق

    يعمل...
    X