شأن الصورة ووظيفتها .. الصور الذهنية
شأن الصورة ووظيفتها
إن للصورة عملاً أساسياً في ادراك العالم الخارجي :
١ - الصورة التالية تصل الاحساسات المتعاقبة بعضها ببعض ، فتجمع الإحساس اللاحق إلى الاحساس السابق ، وتقلب الحركات المتقطعة إلى حركات متسقة ومتصلة ان افلام السينما مؤلفة من صور صغيرة للاوضاع المختلفة . ولكن الصور التالية التي تحدث عن هذه الصور الصغيرة ترينا الصور المتقطعة متصلة . وليس العالم الخارجي إلا سلسلة من الأفلام ذات الصور المتتالية ، ولولا هذه الصور لكانت الاحساسات متقطعة لا صلة بينها .
۲ - ثم أن الصور الذهنية تنضم إلى الاحساسات الحاضرة فتزيدها وضوحـــــا . إذا اضأنا صورة في غرفة مظلمة بنور متقطع ، وجعلنا بين كل اضاءة وأخرى ، زماناً كافياً لزوال آثار الصور التالية ، وجدنا أن تتابع النور يزيد وضوح الادراك . فلو كان ادراك هذه الصور المظلمة راجعاً إلى تأثير الصور التالية فقط ، لما ازداد وضوحاً في تجربتنا هذه ، لأننا اشترطنا زوال الصور التالية . إلا أن الصور الذهنية هي التي تجعل الادراك واضحا بانضمامها إلى الاحساس .
وسنبين في بحث الادراك أن تأثير الصور في القراءة أعظم من تأثير الاحساس ، لأننا انقرأ بذاكرتنا اكثر مما نقرأ بأعيننا .
فالصورة إذن عظيمة الأثر في ادراك العالم الخارجي . وهي اسهل رجوعاً إلى النفس لأن رجوعها يكون في الغالب تلقائياً ، فلا يقتضي ما يقتضيه الاحساس من التعب . ان الاحساس ليس إلا واسطة لإيقاظ الصور ، ونحن لا ندرك الأشياء إلا في ضوء الماضي ، ولا نعرف الجديد إلا متلبساً بثوب القديم ، وقد قيل أن معرفة العالم الخارجي تعارف .
وأخيراً ان للصور حركة وحياة ، لأنها تتبدل من حال إلى حال ، وتنتقل من طور إلى طور ، ولكل نوع من الصور صبح ومساء ، وشروق وافول ، ولكل صورة صلة بغيرها من الصور ، وتأثير في تطور الفكر . ولكن الفكر كما قلنا ليس مقيداً بالصور .
شأن الصورة ووظيفتها
إن للصورة عملاً أساسياً في ادراك العالم الخارجي :
١ - الصورة التالية تصل الاحساسات المتعاقبة بعضها ببعض ، فتجمع الإحساس اللاحق إلى الاحساس السابق ، وتقلب الحركات المتقطعة إلى حركات متسقة ومتصلة ان افلام السينما مؤلفة من صور صغيرة للاوضاع المختلفة . ولكن الصور التالية التي تحدث عن هذه الصور الصغيرة ترينا الصور المتقطعة متصلة . وليس العالم الخارجي إلا سلسلة من الأفلام ذات الصور المتتالية ، ولولا هذه الصور لكانت الاحساسات متقطعة لا صلة بينها .
۲ - ثم أن الصور الذهنية تنضم إلى الاحساسات الحاضرة فتزيدها وضوحـــــا . إذا اضأنا صورة في غرفة مظلمة بنور متقطع ، وجعلنا بين كل اضاءة وأخرى ، زماناً كافياً لزوال آثار الصور التالية ، وجدنا أن تتابع النور يزيد وضوح الادراك . فلو كان ادراك هذه الصور المظلمة راجعاً إلى تأثير الصور التالية فقط ، لما ازداد وضوحاً في تجربتنا هذه ، لأننا اشترطنا زوال الصور التالية . إلا أن الصور الذهنية هي التي تجعل الادراك واضحا بانضمامها إلى الاحساس .
وسنبين في بحث الادراك أن تأثير الصور في القراءة أعظم من تأثير الاحساس ، لأننا انقرأ بذاكرتنا اكثر مما نقرأ بأعيننا .
فالصورة إذن عظيمة الأثر في ادراك العالم الخارجي . وهي اسهل رجوعاً إلى النفس لأن رجوعها يكون في الغالب تلقائياً ، فلا يقتضي ما يقتضيه الاحساس من التعب . ان الاحساس ليس إلا واسطة لإيقاظ الصور ، ونحن لا ندرك الأشياء إلا في ضوء الماضي ، ولا نعرف الجديد إلا متلبساً بثوب القديم ، وقد قيل أن معرفة العالم الخارجي تعارف .
وأخيراً ان للصور حركة وحياة ، لأنها تتبدل من حال إلى حال ، وتنتقل من طور إلى طور ، ولكل نوع من الصور صبح ومساء ، وشروق وافول ، ولكل صورة صلة بغيرها من الصور ، وتأثير في تطور الفكر . ولكن الفكر كما قلنا ليس مقيداً بالصور .
تعليق