فرانكنشتاين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فرانكنشتاين

    فيلم وكتاب
    فرانكنشتاين - ماري شيلي
    من يصدق أن فتاة في التاسعة عشرة من العمر منحت التاريخ وذاكرتنا الجمعية إسم فرانكنشتاين، الوحش الهجين الذي صنعه سيده من بقايا جثث ثم بث الحياة فيه.
    كتبت ماري شيلي هذه الرواية في عام 1816 فأثرت في زمنها وأثارت قضايا عديدة منها ما يتعلق بحقوق الحيوان (باعتبار أن هذا الكائن كان يُعتبر حيوانا) والتطورات العلمية والطبية رغم أن الجمهور لم يستوعب هذه المفاهيم بمعانيها العميقة في ذلك الزمان فتحولت الرواية في المسرح وفي الكتب والمجلات ثم في السينما وبعدها في الإذاعة والتلفزيون إلى مجرد قصة رعب، مبتعدة بذلك عن حقيقة الكائن الذي صورته الكاتبة.
    يُعرف الوحش باسم فرانكنشتاين ولكن الحقيقة هي أن هذا هو اسم العالم السويسري الذي صنعه في الرواية ومن المعتقد أن شيلي اقتبست الإسم من شخص حقيقي هو يوهان كونراد ديبل الذي كان من ساكني قلعة فرانكنشتاين في ألمانيا في القرن السابع عشر وكان من المولعين بالكيمياء. وأشيع عنه أنه كان ينبش القبور ويستخرج الموتى لإجراء تجارب عليهم.
    ***

    حياتها
    ولدت ماري شيلي في 30 آب/أغسطس عام 1797 في أسرة متعلمة ومثقفة ومتنورة وكانت والدتها كاتبة كرست نفسها للدفاع عن حقوق المرأة توفيت بعد ولادتها ابنتها بأحد عشر يوما فربى الوالد الطفلة وأشرف على تعليمها وتثقيفها فدرست التاريخ والأدب وتعلمت اللاتينية والفرنسية والإيطالية واليونانية.
    عشقت ماري الشاعر المعروف بيرسي شيلي منذ لقائهما الأول في عام 1812 وكانت ما تزال فتاة مراهقة بينما كان هو متزوجا في ذلك الوقت فاضطرا إلى الهرب معا إلى فرنسا وإيطاليا ولم يتزوجا إلا بعد انتحار زوجته الأولى. أنجبت ماري منه أربعة أطفال فجعت بموت ثلاثة منهم في أيامهم أو سنواتهم الأولى ثم ما لبثت أن فجعت بوفاة زوجها غريقا في عام 1822 عن تسعة وعشرين عاما.
    كتبت شيلي عددا من الروايات خلال حياتها ولكن العالم لم يهتم إلا بروايتها الأولى عن فرانكنشتاين التي تُعتبر أول قصة من صنف الخيال العلمي. توفيت ماري في عام 1851 عن أربعة وخمسين عاما بعد إصابتها بورم في الدماغ حسب ما ورد في تقرير طبيبها.
    ***

    زمنها
    كان القرن التاسع عشر قرن تطور العلوم والطب والصناعات وهو ما استقطب اهتمام كثيرين من أمثال الشاعر بيرسي شيلي نفسه الذي كان مولعا بالكهرباء وباستخداماتها. وكانت قصة مريعة قد انتشرت في لندن في عام 1803 عندما تم تمرير تيار كهربائي في جثة مجرم بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه ففتحت الجثة عينيها. ووُصفت تلك اللحظة بعد صدور رواية ماري شيلي بأنها كانت "فرانكنشتاينية جدا".
    أيضا في عام 1815 شهد العالم تغيرا مناخيا كبيرا جدا بسبب ثورة بركان في جزر الهند الشرقية وهو ما أدى إلى موجة صقيع دامت ثلاث سنوات في كل مكان في العالم تقريبا ما أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية وحجب الشمس وإلغاء فصل الصيف.
    في ظل هذه الأجواء حيث الرعد والبرق والأمطار يتبارون في إفزاع الناس كان بيرسي وماري واللورد بيرون وآخرون يمضون فترة إجازة في قصر يقع على بحيرة جنيف في سويسرا. كان ذلك في إحدى أمسيات عام 1816 والأصدقاء يكادون يلتصقون بالمدفأة من شدة البرد عندما اقترح الشاعر بايرون أن يكتب كل منهم رواية رعب ثم يطلع الآخرين على ما كتب.
    وهكذا وُلدت رواية فرانكنشتاين، نتاج ليال مليئة بالصخب والرعب تحرسها سماء مرعدة مخيفة. وتذكر الروايات أن الشاعر شيلي ساعد زوجته في تحسين بعض الصيغ والعبارات ولكن الأوساط الأدبية تتفق على أن ماري شيلي هي التي كتبت هذه القصة وليس زوجها.
    ***

    رواج ومسرح وسينما
    نُشرت الرواية لأول مرة في عام 1818 فشهدت رواجا واسعا في الحال رغم أن كثيرين انتقدوها واعتبروا كاتبها شخصا مصابا بلوثة عقلية.
    وبعد سنوات قليلة في عام 1823 تحولت إلى مسرحية لأول مرة ثم تكرر الأمر خلال ذلك القرن حتى ولادة فن السينما فتحولت إلى فيلم في عام 1910. وفي عام 1931 أُنتج فيلم جديد عن فرانكنشتاين ظهر فيه الوحش برأس مربع وبمسامير تخرج من رقبته وهي صورة ظلت حية في أذهان الناس حتى يومنا هذا. أدى دور الوحش بوريس كارلوف وأخرج الفيلم جيمس ويل.
    بعدها ظلت شخصية فرانكنشتاين تتكرر في أعمال لا يمكن إحصاء عددها. في السينما وحدها أنتج أكثر من 100 فيلم اعتمد على رواية فرانكنشتاين بشكل أو بآخر.
    أُرفق رابط فيلم عن حياة ماري شيلي من إنتاج 2017 وهو من إخراج السعودية هيفاء المنصور وتمثيل الفاتنة ايل فاننغ ودوغلاس بوث. يتضمن الفيلم الكثير من المعلومات عن حياة الكاتبة. وأشير هنا إلى أداء فاننغ الملفت للنظر والتي حاولت إخراج الفيلم من الطابع السردي التقليدي.
    الرابط في أول تعليق. طول الفيلم ساعتان.

يعمل...
X