تويت
القيادة
القيادة leadership هي القدرة على تحريك الجماعة نحو أهداف محددة، والتأثير في نشاط الأفراد والجماعات، وتنسيق ذلك النشاط لتحقيق هدف معين لمصلحة الجماعة. ويتم ذلك عن طريق التعاون في رسم الخطة، وتوزيع المسؤوليات بحسب الكفاءات والإمكانات المتاحة لتنفيذها.
والقيادة ظاهرة تبدو في مختلف ميادين الحياة والعمل، والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والتربوية وغيرها. وإن أي مجتمع أو جماعة بحاجة إلى قيادة، فللأسرة قيادتها وللمدرسة قيادتها وكذلك للمؤسسات السياسية والاقتصادية والخدمية والنوادي الرياضية وأي عمل آخر.
يميز جيد Jead بين مفهومي القيادة والرئاسة، فبالرغم من التداخل الحاصل بين هذين المفهومين إلا أن هناك فرقاً بينهما، فالقيادة تنبع طوعاً من الجماعة، وقد لا تكون الرئاسة كذلك، والقيادة تعمل في ظروف عادية وغير رسمية وغير روتينية، أما الرئاسة فتعمل ضمن شروط رسمية ومنتظمة، وقد تلتقي الرئاسة بالقيادة وبذلك يمكن للفرد أن يجمع بينهما في آن واحد، غير أنه ليس من الضروري أن يكون كل رئيس قائداً، وإنما يصبح الرئيس قائداً إذا أمكنه اكتساب النفوذ القيادي من خلال تفاعله مع الجماعة. كما أن القائد قد يصبح رئيساً إذا ما حصل على منصب رسمي في الجماعة التي يقودها.
كما أن ثمة تداخلاً كبيراً بين القيادة والإدارة administration وثمة اختلافات بينهما أيضاً، ومن هذه الاختلافات أن القيادة تكون نتيجة تفاعل بين القائد والجماعة وينبثق نفوذها تلقائياً من دون أن يُنصَّ عليه، ويحدد بإجراءات معينة، أما الإدارة فهي تفرض من قبل هيئة رسمية ولذلك فهي تعمل في إطار الرسميات، وتكون السلطات فيها مخولة من قبل التشريعات واللوائح الناظمة.
نظريات القيادة
اهتمت بعض النظريات الاجتماعية والتربوية بظاهرة القيادة وأوضحت أهم معالمها، ومن هذه النظريات:
1ـ نظرية السمات (الصفات):
وتقوم هذه النظرية على أن القائد يولد قائداً، وأنه لا يمكن لشخص لا يملك صفات القائد أن يصير قائداً. فإضافة إلى صفات متميزة مثل الذكاء والشجاعة والقدرة على التوجيه، فإن من صفات القائد: التمسك بالقيم الأخلاقية والمثابرة وحسن التصرف وقوة الإرادة وقوة التأثير والتضحية ودماثة الخلق والتكامل.
ولكن هذه النظرية أخفقت في الإجابة عن بعض التساؤلات المهمة مثلاً: هل يمكن تحديد هذه الصفات بدقة في حين أنها تتوزع على مدى واسع بين غير القادة؟ كما أن هذه الصفات ربما كانت موروثة فهل تنحصر القيادة في أسر معينة عبر التاريخ؟
2ـ نظرية المواقف:
وتقوم هذه النظرية على أن القيادة هي نتيجة مباشرة للتفاعل بين أفراد الجماعة في مواقف معينة، وليست نتيجة لسمات محددة في شخص ما. وطبقاً لهذه النظرية يقرر سسيل Cecil أن القيادة لا ترتبط كلية بالشخص القائد، بل ترتبط أيضاً بالعلاقات الوظيفية functional relationship بينه وبين أعضاء الجماعة.
ويقرر وليم وجنكنز William & Jenkins أن الموقف هو الذي يحدد القائد؛ لأن الموقف يحدد المعايير التي تتطلبها العناصر المكونة له؛ فتبحث الجماعة عن الشخص الذي تنطبق عليه تلك المعايير أكثر من غيره ليصبح هو القائد.
ولكن الواقع يشير إلى صعوبة تطبيق هذه النظرية كما هي، لأن القيادة يصعب أن تكون وقفاً تاماً على المواقف والظروف بل لابد من أن تكون هنالك صفات شخصية ومبادرات قيادية تتوافر لدى بعض الأفراد ولا تتوافر لدى الآخرين.
3ـ النظرية التفاعلية:
وتقوم هذه النظرية على فكرة التفاعل بين المتغيرات التي نادت بها النظريات الأخرى، فهي تأخذ في الحسبان السمات الشخصية والظروف الموقفية والعوامل الوظيفية معاً.
وتعطي النظرية التفاعلية أهمية كبيرة لإدراك القائد لنفسه، وإدراك الآخرين لـه، وإدراكه للآخرين، والقيادة حسب هذه النظرية تتوقف على الشخصية وعلى الموقف وعلى الوظائف وعلى التفاعل بينها جميعاً.
فالقيادة ظاهرة دينامية من الظواهر السيكولوجية الاجتماعية، بمعنى أنها ظاهرة دائبة التغير يصعب الإمساك بها، وليس من شك في أنه يترتب على تغير حاجات الجماعة تغير في الصفات اللازمة للقائد، وعلى ذلك فكثيراً ما يتحتم استبدال القائد بغيره، وفي هذا ما يكشف عن طابع التغير الذي يميز ظاهرة القيادة.
أنماط القيادة
للقيادة أنماط تختلف تبعاً لاختلاف شخصيات القادة، كما تختلف أيضاً تبعاً لاختلاف الجماعات، ومن هذه الأنماط:
1ـ القيادة الديمقراطية، إذ يلجأ القائد بصفة دائمة إلى مشاورة مرؤوسيه وإشراكهم معه، ليس في دراسة المشكلات فحسب ولكن في اتخاذ القرارات أيضاً وكذلك في تنفيذها.
2ـ القيادة الديكتاتورية، وفي هذا النمط يركز القائد جميع السلطات في يديه ولا يفوض شيئاً منها لمرؤوسيه، وهو يتوقع منهم الطاعة التامة وتنفيذ الأوامر والتعليمات التي يصدرها، ولايستمع إلى آرائهم في حل المشكلات بل يطلب عرضها عليه أولاً بأول ليتولى بنفسه دراستها والبت فيها.
3ـ القيادة الفوضوية، وغالباً ما نجد في هذا النمط قائداً يفوض سلطاته إلى مرؤوسيه ولا يصدر قراراً مستقلاً إلا بناء على رأيهم، فيترك عنان الأمور في أيدي المرؤوسين الذين قد تتعارض تصرفاتهم أو قد تصطدم ببعضها.
تقنيات المعلومات القيادية:
هي مجموعة المعارف العلمية والأساليب المنظمة التي تطبق في مواجهة المشكلات العملية بغية حلها. والتقنيات القيادية بهذا المفهوم ليست سوى الوجه العملي أو الامتداد الحديث لعلم القيادة والإدارة. والقيادة بحكم طبيعتها التطبيقية كانت لها دوماً تقنياتها، أي أساليبها ووسائلها في مواجهة مشكلات واقعها، إلا أنها مع تطور الحياة والحضارة الحديثة أضحت محل مراجعة وتحديث، بل إن بعض البلدان تحركت من مرحلة التحديث الإداري إلى مرحلة القيادة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية (وهي التي تعتمد في إدارتها على مصادر المعلومات والاتصالات الإلكترونية والبرمجيات الحاسوبية)، فغدت كثير من الدول والحكومات والقطاعات المختلفة فيها توظف الاتصالات الحديثة ومصادر المعلومات الفائقة التطور في قياداتها وإداراتها المختلفة.
تنمية الميول القيادية
يساعد تنظيم الجماعات الشبابية على اكتشاف الميول القيادية عند بعض الشباب، حين ينتخب القائد انتخاباً شخصياً في اجتماع عام تعقده الجماعة، ولا يحق الترشيح أو التصويت إلا لأعضاء الجماعة نفسها. وتنتخب الجماعة عدداً من المعاونين للقائد ليكونوا معاً قيادة تسهر على الوظائف الآتية:
ـ تنظيم البرنامج الأسبوعي.
ـ السهر على الحالة الصحية للجماعة.
ـ تشجيع الأنشطة والهوايات المفيدة.
ـ متابعة التقدم الدراسي.
ـ تحقيق النظام والانضباط.
ـ تشجيع المجموعات الشبابية التي تجمع بينها الصداقة والمناشط المفيدة.
يمكن تحقيق تنمية الميول القيادية بالعمل في معسكرات الشبيبة ومعسكرات الإنتاج والمدارس، وانتخاب القيادات دورياً ولفترات محددة، ويترأس جميع الأعضاء جلسات الهيئة العامة، ويمكن اتباع أسلوب آخر وهو أن يترأس جميع الأعضاء جلسات الهيئة العامة بالتناوب، وهذا الأسلوب وسيلة مفيدة تجعل الشباب يشاركون في الحياة الاجتماعية ويتدربون على الأعمال القيادية، كما أن هذه الوسيلة تعزز فكرة القيادة الجماعية.
خالد طه الأحمد
القيادة leadership هي القدرة على تحريك الجماعة نحو أهداف محددة، والتأثير في نشاط الأفراد والجماعات، وتنسيق ذلك النشاط لتحقيق هدف معين لمصلحة الجماعة. ويتم ذلك عن طريق التعاون في رسم الخطة، وتوزيع المسؤوليات بحسب الكفاءات والإمكانات المتاحة لتنفيذها.
والقيادة ظاهرة تبدو في مختلف ميادين الحياة والعمل، والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والتربوية وغيرها. وإن أي مجتمع أو جماعة بحاجة إلى قيادة، فللأسرة قيادتها وللمدرسة قيادتها وكذلك للمؤسسات السياسية والاقتصادية والخدمية والنوادي الرياضية وأي عمل آخر.
يميز جيد Jead بين مفهومي القيادة والرئاسة، فبالرغم من التداخل الحاصل بين هذين المفهومين إلا أن هناك فرقاً بينهما، فالقيادة تنبع طوعاً من الجماعة، وقد لا تكون الرئاسة كذلك، والقيادة تعمل في ظروف عادية وغير رسمية وغير روتينية، أما الرئاسة فتعمل ضمن شروط رسمية ومنتظمة، وقد تلتقي الرئاسة بالقيادة وبذلك يمكن للفرد أن يجمع بينهما في آن واحد، غير أنه ليس من الضروري أن يكون كل رئيس قائداً، وإنما يصبح الرئيس قائداً إذا أمكنه اكتساب النفوذ القيادي من خلال تفاعله مع الجماعة. كما أن القائد قد يصبح رئيساً إذا ما حصل على منصب رسمي في الجماعة التي يقودها.
كما أن ثمة تداخلاً كبيراً بين القيادة والإدارة administration وثمة اختلافات بينهما أيضاً، ومن هذه الاختلافات أن القيادة تكون نتيجة تفاعل بين القائد والجماعة وينبثق نفوذها تلقائياً من دون أن يُنصَّ عليه، ويحدد بإجراءات معينة، أما الإدارة فهي تفرض من قبل هيئة رسمية ولذلك فهي تعمل في إطار الرسميات، وتكون السلطات فيها مخولة من قبل التشريعات واللوائح الناظمة.
نظريات القيادة
اهتمت بعض النظريات الاجتماعية والتربوية بظاهرة القيادة وأوضحت أهم معالمها، ومن هذه النظريات:
1ـ نظرية السمات (الصفات):
وتقوم هذه النظرية على أن القائد يولد قائداً، وأنه لا يمكن لشخص لا يملك صفات القائد أن يصير قائداً. فإضافة إلى صفات متميزة مثل الذكاء والشجاعة والقدرة على التوجيه، فإن من صفات القائد: التمسك بالقيم الأخلاقية والمثابرة وحسن التصرف وقوة الإرادة وقوة التأثير والتضحية ودماثة الخلق والتكامل.
ولكن هذه النظرية أخفقت في الإجابة عن بعض التساؤلات المهمة مثلاً: هل يمكن تحديد هذه الصفات بدقة في حين أنها تتوزع على مدى واسع بين غير القادة؟ كما أن هذه الصفات ربما كانت موروثة فهل تنحصر القيادة في أسر معينة عبر التاريخ؟
2ـ نظرية المواقف:
وتقوم هذه النظرية على أن القيادة هي نتيجة مباشرة للتفاعل بين أفراد الجماعة في مواقف معينة، وليست نتيجة لسمات محددة في شخص ما. وطبقاً لهذه النظرية يقرر سسيل Cecil أن القيادة لا ترتبط كلية بالشخص القائد، بل ترتبط أيضاً بالعلاقات الوظيفية functional relationship بينه وبين أعضاء الجماعة.
ويقرر وليم وجنكنز William & Jenkins أن الموقف هو الذي يحدد القائد؛ لأن الموقف يحدد المعايير التي تتطلبها العناصر المكونة له؛ فتبحث الجماعة عن الشخص الذي تنطبق عليه تلك المعايير أكثر من غيره ليصبح هو القائد.
ولكن الواقع يشير إلى صعوبة تطبيق هذه النظرية كما هي، لأن القيادة يصعب أن تكون وقفاً تاماً على المواقف والظروف بل لابد من أن تكون هنالك صفات شخصية ومبادرات قيادية تتوافر لدى بعض الأفراد ولا تتوافر لدى الآخرين.
3ـ النظرية التفاعلية:
وتقوم هذه النظرية على فكرة التفاعل بين المتغيرات التي نادت بها النظريات الأخرى، فهي تأخذ في الحسبان السمات الشخصية والظروف الموقفية والعوامل الوظيفية معاً.
وتعطي النظرية التفاعلية أهمية كبيرة لإدراك القائد لنفسه، وإدراك الآخرين لـه، وإدراكه للآخرين، والقيادة حسب هذه النظرية تتوقف على الشخصية وعلى الموقف وعلى الوظائف وعلى التفاعل بينها جميعاً.
فالقيادة ظاهرة دينامية من الظواهر السيكولوجية الاجتماعية، بمعنى أنها ظاهرة دائبة التغير يصعب الإمساك بها، وليس من شك في أنه يترتب على تغير حاجات الجماعة تغير في الصفات اللازمة للقائد، وعلى ذلك فكثيراً ما يتحتم استبدال القائد بغيره، وفي هذا ما يكشف عن طابع التغير الذي يميز ظاهرة القيادة.
أنماط القيادة
للقيادة أنماط تختلف تبعاً لاختلاف شخصيات القادة، كما تختلف أيضاً تبعاً لاختلاف الجماعات، ومن هذه الأنماط:
1ـ القيادة الديمقراطية، إذ يلجأ القائد بصفة دائمة إلى مشاورة مرؤوسيه وإشراكهم معه، ليس في دراسة المشكلات فحسب ولكن في اتخاذ القرارات أيضاً وكذلك في تنفيذها.
2ـ القيادة الديكتاتورية، وفي هذا النمط يركز القائد جميع السلطات في يديه ولا يفوض شيئاً منها لمرؤوسيه، وهو يتوقع منهم الطاعة التامة وتنفيذ الأوامر والتعليمات التي يصدرها، ولايستمع إلى آرائهم في حل المشكلات بل يطلب عرضها عليه أولاً بأول ليتولى بنفسه دراستها والبت فيها.
3ـ القيادة الفوضوية، وغالباً ما نجد في هذا النمط قائداً يفوض سلطاته إلى مرؤوسيه ولا يصدر قراراً مستقلاً إلا بناء على رأيهم، فيترك عنان الأمور في أيدي المرؤوسين الذين قد تتعارض تصرفاتهم أو قد تصطدم ببعضها.
تقنيات المعلومات القيادية:
هي مجموعة المعارف العلمية والأساليب المنظمة التي تطبق في مواجهة المشكلات العملية بغية حلها. والتقنيات القيادية بهذا المفهوم ليست سوى الوجه العملي أو الامتداد الحديث لعلم القيادة والإدارة. والقيادة بحكم طبيعتها التطبيقية كانت لها دوماً تقنياتها، أي أساليبها ووسائلها في مواجهة مشكلات واقعها، إلا أنها مع تطور الحياة والحضارة الحديثة أضحت محل مراجعة وتحديث، بل إن بعض البلدان تحركت من مرحلة التحديث الإداري إلى مرحلة القيادة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية (وهي التي تعتمد في إدارتها على مصادر المعلومات والاتصالات الإلكترونية والبرمجيات الحاسوبية)، فغدت كثير من الدول والحكومات والقطاعات المختلفة فيها توظف الاتصالات الحديثة ومصادر المعلومات الفائقة التطور في قياداتها وإداراتها المختلفة.
تنمية الميول القيادية
يساعد تنظيم الجماعات الشبابية على اكتشاف الميول القيادية عند بعض الشباب، حين ينتخب القائد انتخاباً شخصياً في اجتماع عام تعقده الجماعة، ولا يحق الترشيح أو التصويت إلا لأعضاء الجماعة نفسها. وتنتخب الجماعة عدداً من المعاونين للقائد ليكونوا معاً قيادة تسهر على الوظائف الآتية:
ـ تنظيم البرنامج الأسبوعي.
ـ السهر على الحالة الصحية للجماعة.
ـ تشجيع الأنشطة والهوايات المفيدة.
ـ متابعة التقدم الدراسي.
ـ تحقيق النظام والانضباط.
ـ تشجيع المجموعات الشبابية التي تجمع بينها الصداقة والمناشط المفيدة.
يمكن تحقيق تنمية الميول القيادية بالعمل في معسكرات الشبيبة ومعسكرات الإنتاج والمدارس، وانتخاب القيادات دورياً ولفترات محددة، ويترأس جميع الأعضاء جلسات الهيئة العامة، ويمكن اتباع أسلوب آخر وهو أن يترأس جميع الأعضاء جلسات الهيئة العامة بالتناوب، وهذا الأسلوب وسيلة مفيدة تجعل الشباب يشاركون في الحياة الاجتماعية ويتدربون على الأعمال القيادية، كما أن هذه الوسيلة تعزز فكرة القيادة الجماعية.
خالد طه الأحمد