سناء قولي سورية ترسم لتسعد الأطفال
لوحات الفنانة التشكيلية حققت انتشاراً وباتت مطلوبة ومرغوبة نظرا لتجسيدها الشخصية بكل تفاصيلها وتعابير وجهها.
الجمعة 2023/12/08
رسامة تحب عالم الأطفال
دمشق - لم تمنعها إعاقتها الحركية وجلوسها على الكرسي المتحرك عن المضي قدما وعدم الاستسلام، بل كانت حافزا لها لتطوير مهاراتها الفنية ورسم شخصيات قصص الأطفال كما تتخيلها لإدخال السعادة والبهجة إلى قلوبهم.
إنها الفنانة الستينية سناء قولي التي تخرجت في كلية العلوم، ولدت وعاشت بشكل طبيعي، لكن مع بلوغها سن الخامسة والعشرين أصيبت بالشلل، ما أدى إلى تغيير نمط حياتها بشكل كامل، حيث باتت تستخدم العكاز في سيرها لسنوات طويلة، لافتة إلى أنها رغم إعاقتها لم تتوقف عن العمل إلى أن ساء وضعها الصحي واضطرت للجلوس على كرسي متحرك للتنقل من مكان إلى آخر.
قولي الفنانة التشكيلية التي تمتلك موهبة الرسم منذ الطفولة لكنها لم تستخدمها بسبب انشغالها بالعلوم الأكاديمية، قالت “إن تغير وضعها الصحي وجلوسها على الكرسي المتحرك كانا دافعين قويين لها للبحث عن عمل جديد يناسبها، حيث بدأت ممارسة هوايتها بالرسم عبر استخدام مخيلتها التي تظهر الصور واللوحات بطريقة فنية جميلة”.
الإعاقة الحركية كانت حافزا للفنانة لتطوير مهاراتها الفنية ورسم شخصيات قصص الأطفال كما تتخيلها
ولفتت إلى أنها استغلت أوقات فراغها، ولاسيما خلال سنوات الحرب ورسمت الكثير من الصور وشخصيات القصص التي تقرأها، متخذة ركنا صغيرا في منزلها تمضي فيه أغلب وقتها في الرسم، مؤكدة أنها لم تستسلم للمرض رغم وضعها الصحي الصعب ورسمت الكثير من الصور التي عرضتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتحظى بأكثر من فرصة عمل لدور نشر في سوريا ولبنان والإمارات العربية المتحدة عبر تقديم اللوحات والرسومات لنصوص القصص القصيرة المستوحاة من خيالها الخصب وتجارب الحياة.
كما أشارت إلى أن لوحاتها حققت انتشاراً وباتت مطلوبة ومرغوبة نظرا لتجسيدها الشخصية بكل تفاصيلها وتعابير وجهها.
وحول طريقة عملها أكدت قولي “أنها في البداية تقرأ النص جيداً وتعطي العنان لمخيلتها لتخيل المشهد ورسمه مراراً وتكراراً حتى تصل إلى الشكل المطلوب”، مضيفة أنها تجرب رسم المشهد من زوايا مختلفة وباستخدام تكنيك الكولاج لتصل إلى قصة يستطيع أي شخص قراءتها بناء على الصورة، حيث رسمت الكثير من قصص الأطفال واللوحات التي تجذب الأنظار.
أما عن أدوات العمل فلفتت قولي إلى أنها تستخدم الكرتون وقلم الرصاص لإظهار الظلال لتبدو نافرة، كما تستخدم مجموعة من الألوان الزاهية التي تضفي الفرح والسعادة في القلوب وتريح النظر وتجذب الكبار قبل الصغار، مشيرة إلى أنها ترسم كل قطعة بلون ثم تقوم بتطبيق هذه القطع على اللوحة الأساسية بعد وضع المواد اللاصقة عليها.
ونوهت قولي بدعم زوجها لها ومساعدتها في التسوق وشراء أدوات العمل، إضافة إلى تسويق أعمالها الفنية، ولاسيما أن عملها يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً فبعض اللوحات تحتاج إلى أكثر من أسبوع لتكون جاهزة، فيما تحتاج اللوحات الكبيرة إلى وقت أطول.
واختتمت قولي حديثها بالقول “إن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر وليس الجسد، فالإنسان الذي يمتلك فكرا يستطيع أن يحجز لنفسه مكاناً، ويحول محنته إلى فرصة يحقق من خلالها ذاته، ويكون فردا ناجحا ومنتجا في المجتمع”.
يذكر أن الفنانة من مواليد دمشق عام 1954 وهي عضو نقابة الفنون الجميلة في دمشق منذ عام 1993. عملت في تصميم الإعلانات وأغلفة الكتب وكتب رسوم الأطفال السورية والعربية. ثم اختصت في فن الكولاج. ولها عدة معارض فردية وجماعية في دمشق. كما تم تخصيص درس عن الفنانة سناء قولي في منهاج مادة التربية الفنية البصرية والجمالية للصف الثالث الابتدائي.