"حكاية الأميرة نورا" مسرحية سورية للأطفال تبتعد عن نمطية صراع الخير والشر
الكاتب المسرحي جوان جان يخاطب الأطفال بلغة مختلفة تراهن على وعيهم.
الخميس 2023/12/07
عرض يتجاوز النمطية
للطفل مساحة كبرى من اهتمام المبدعين، يتوجهون إليه في أعمالهم لإيصال أفكار إنسانية عميقة تعزز عملية التراكم المعرفي لديهم على الوجه الذي يخدم مستقبلهم. وفي المسرح محاولات كثيرة تقدم مقاربات جديدة لتقديم فن مسرحي يرتقي بالأطفال إلى ما هو أعلى وأسمى. وفي هذا الإطار تشهد دمشق تقديم عرض مسرحي يحاكي الطفل ويقدم له الجديد في الشكل والمضمون.
يقدم الكاتب المسرحي جوان جان في مشروعه المسرحي الرابع المخصص للأطفال “حكاية الأميرة نورا” خطوة جديدة في تكريس توجهه نحو مسرح الطفل. ويأتي العرض ضمن إنتاجات المديرية العامة للمسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية وقد قدم مؤخرا على مسرح القباني بدمشق، وهو يحكي عن الأميرة نورا التي عانت من مرض شديد أعياها عن الحركة والكلام وجعلها في غيبوبة كاملة، ولم يترك والداها طبيبا إلا وأتياها به لكن دون فائدة.
شرط الحكيم
يبدو نص جان متسقا مع مبدأ العلم في معالجة الأمراض وليس أساليب الدجل التي يلجأ إليها البعض. فعندما يستشير الملك وزيره في الحل، يخبره الوزير بضرورة مراجعة المشعوذين، لكن الملك يغضب ويرفض ويطلب أولاده الثلاثة لكي يتباحثوا في ضرورة إيجاد الحل، الذي يكون بأن يذهب أشقاء الأميرة الثلاثة للبحث عن حكيم شهير علمته الحياة معرفة يستطيع بها معالجة الأمراض.
◙ العرض مشوق للأطفال ومتسق مع مبدأ العلم في معالجة الأمراض وليس أساليب الدجل
يطلب الملك أن يقوم الإخوة الأمراء بالبحث عن الحكيم وشرح الأمر والعودة بالحل أو العلاج. وتبدأ رحلة الأشقاء الثلاثة، ويصلون إلى مكان الحكيم الذي يتعرف على العلة التي أصابت الأميرة، ويطلب أن يقوم كل منهم بمساعدة شخص تعيس ليوصل السعادة لقلبه شريطة أن يكون التعيس قادرا على إيصال هذه السعادة للآخرين.
يعود الأمراء إلى ديارهم ويبدأون في البحث عن التعساء. الشقيق الأكبر يجد بائع أقمشة تعيسا يشكو قلة المال والفقر، فيخبره الأمير بنيته أن يعطيه مالا لكي يملأ دكانه بالبضائع من الأقمشة، ويشترط عليه ألا يغش الناس مجددا. والأمير الثاني يصل إلى الزوجة الثرثارة التي تركها زوجها وحيدة تعاني الفقر والعوز، ويخبرها بأنه على استعداد أن يسكنها في بيت جديد ويهيئ لها خادمة شريطة أن تحسن معاملتها.
أما الأمير الأصغر فيصل إلى فتى يريد أن يخترع لعبة لكي يباري بها أقرانه بعد فترة من الزمن في مسابقة تجمعهم، ويشترط عليه أن يقدم موهبته لكل الناس لاحقا. وينفذ الأمراء ما تعهدوا به. وبعد فترة من الزمن يظهر أن التاجر لم يلتزم بالشرط ويتابع غش الناس وكذلك المرأة التي لا تعامل الخادمة بلطف وهذا ما يشعر الملك والأمراء بالقلق.
لكن الفتى الصغير أسامة صنع شيئا مختلفا، فكتب مسرحية للأطفال وأخرجتها رفيقته الصبية ومثلت بالدمى، وتنجح في إدخال البهجة والسعادة لقلوب الأطفال وتعلمهم فن المسرح، وينقل هؤلاء السعادة للآخرين، ويتحقق طلب الحكيم بوجود من يشعر بالسعادة ويستطيع إيصالها للآخرين. فتقوم الأميرة نورا من غيبوبتها، ليرقص الجميع ويمرحوا في جو احتفالي، ويعطي الملك الفتى ورفيقته المسرح لكي يقدما عليه المزيد من الأعمال المفيدة والجميلة.
غالبا ما يلجأ كتاب دراما الأطفال في كل أشكالها إلى خيار ثيمة الخير والشر وصراعهما، ليكون البنية الدرامية التي تقدم حكائية النص وأهدافه الفكرية. وهذا ما جمد شكل التعامل مع الأطفال، كونهم بوعيهم الفطري صاروا متأكدين بأن جولات من الصراع ستكون موجودة بين قوى الخير والشر وأن الأشرار هم مجموعة من القوى الكارهة للخير والتي تريد إعاقة حياة الحب والسلام بين الناس، لكن الخير سينتصر في النهاية ويعم الحب والسلام. هذه الثيمة جمدت خيالات الأطفال وجعلت موضوع التعامل معهم نمطيا.
في مسرحية الأميرة نورا وجدت حالة النمطية في حالة الملك والأميرة المريضة، التي قدمت مرات كثيرة في الأدب العالمي والعربي، لكنها كسرت في حالة البحث عن الحل وطريقة الوصول إليه.
هنا لا يوجد صراع بين قوى خير وشر، بل حث من الحكيم على البحث عن التعساء وإدخال السعادة لحيواتهم ومنهم إلى أناس آخرين، وموضوعة نقل السعادة بينيا إلى من هم أبعد، فكرة مباغتة ومفيدة في تقديم معالجة تقدم شكلا جديدا، يقدم ما يحتاجه الطفل من معرفة تدخل وعيه بعمق وتدله على ما يجب ويمكن عمله. فالتاجر بقي على سلوكه الخاطئ وكذلك المرأة البسيطة، لكن الفتى المبدع امتلك ناصية الحل، وقدم فنا يدخل السعادة إلى قلوب الآخرين عبر شرائح كثيرة ومتتابعة.
◙ جوان جان يراهن على أن وعي الأطفال هو المعيار وأن “النص المسرحي المعني بالطفل يجب أن يحمل مقومات خاصة به
في مسرح الطفل
يبدو جوان جان صاحب مشروع مسرحي في تناوله موضوعة الطفل في المسرح، فهو قدم في هذا الشكل الفني العديد من الأعمال. في عرض “مغامرة في مدينة المستقبل” وهو أول أعماله، قدم توليفة عبر مسرح العرائس (الدمى)، حيث يتعرض طفلان لتحد كبير، هو البحث عن علاج لوالدتهما المريضة والذي يستوجب إحضار الدواء من مدينة تبعد 100 عام عن مدينتهم، وعندما يصلان إليها يتعرفان على حجم السلوكيات الخاطئة التي يعيش عليها أهل المدينة وانشغالهم بالتكنولوجيا وتفاصيلها عن الحياة الطبيعية.
وفي مسرحيته الثانية “حيلة العنكبوت” يقدم شكلا جديدا لوعي الأطفال مكرسا قيمة التعاون والتضامن مع الآخرين لتحقيق الأهداف. فالخروف الذي يدخل صدفة إلى حظيرة مزرعة فلاح يدفع ثمن هذا السلوك بتعرضه لمخاطر أن يبيعه المالك. لكن فكرة أوجدها العنكبوت وتضامن الجميع على تنفيذها حتى زوجة وابنة المزارع أنقذته من الورطة.
وفي ثالث عروضه المسرحية المتوجه للطفل يقدم جوان جان مسرحية “دو ري مي” وتحكي عن طفلة تواجه مصيرا صعبا من خلال كونها ملزمة بالعمل في تعليم الناس الموسيقى والمعرفة حتى تجمع الدواء لأمها المريضة، وأثناء قيامها بذلك تتعرض لها غيلان لا تعي قيمة الموسيقى والمعرفة.
لكنها بإصرارها على تقديمهما تحقق النجاح في مهمتها وتعلم الغيلان المعنى الحقيقي للمعرفة التي يجب أن تكون بديلا عن أفكار البطش بالناس. وفي العرض الأحدث يقدم جان عوالم الطفل في ضرورة أن يقدم الإنسان ما يمكن أن يوجد الفائدة والسعادة للآخرين ومن خلالهم لما هم أبعد.
يراهن جوان جان الكاتب المسرحي على أن وعي الأطفال هو المعيار وأن “النص المسرحي المعني بالطفل يجب أن يحمل مقومات خاصة به، تقوم على وجود حكاية جميلة توجد فيها شخصيات إيجابية تشده إلى متابعتها، ومن الضروري أن تروى بطريقة رشيقة سريعة الإيقاع كون ذلك يمنع وجود حالة الملل لروح الطفل ويكون في أحسن حال لاستقبال أفكار المسرحية، ولا بد من تقديم المعرفة في العمل المسرحي بشكل غير تلقيني أو مباشر”.
ويذكر أن عرض “حكاية الأميرة نورا” هو تعاون ثان للكاتب جوان جان مع المخرج سهيل عقلة الذي قدم دور الملك أيضا، كما شارك في العمل من الممثلين تاج الدين ضيف الله ولميس عباس وبسام دكاك ومجد مغامس ومادونا حنا ومحمد عبود وآيات الأطرش وشادي جان وحمزة عقلة والطفلة نجاح عقلة.
نضال قوشحة
الكاتب المسرحي جوان جان يخاطب الأطفال بلغة مختلفة تراهن على وعيهم.
الخميس 2023/12/07
عرض يتجاوز النمطية
للطفل مساحة كبرى من اهتمام المبدعين، يتوجهون إليه في أعمالهم لإيصال أفكار إنسانية عميقة تعزز عملية التراكم المعرفي لديهم على الوجه الذي يخدم مستقبلهم. وفي المسرح محاولات كثيرة تقدم مقاربات جديدة لتقديم فن مسرحي يرتقي بالأطفال إلى ما هو أعلى وأسمى. وفي هذا الإطار تشهد دمشق تقديم عرض مسرحي يحاكي الطفل ويقدم له الجديد في الشكل والمضمون.
يقدم الكاتب المسرحي جوان جان في مشروعه المسرحي الرابع المخصص للأطفال “حكاية الأميرة نورا” خطوة جديدة في تكريس توجهه نحو مسرح الطفل. ويأتي العرض ضمن إنتاجات المديرية العامة للمسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية وقد قدم مؤخرا على مسرح القباني بدمشق، وهو يحكي عن الأميرة نورا التي عانت من مرض شديد أعياها عن الحركة والكلام وجعلها في غيبوبة كاملة، ولم يترك والداها طبيبا إلا وأتياها به لكن دون فائدة.
شرط الحكيم
يبدو نص جان متسقا مع مبدأ العلم في معالجة الأمراض وليس أساليب الدجل التي يلجأ إليها البعض. فعندما يستشير الملك وزيره في الحل، يخبره الوزير بضرورة مراجعة المشعوذين، لكن الملك يغضب ويرفض ويطلب أولاده الثلاثة لكي يتباحثوا في ضرورة إيجاد الحل، الذي يكون بأن يذهب أشقاء الأميرة الثلاثة للبحث عن حكيم شهير علمته الحياة معرفة يستطيع بها معالجة الأمراض.
◙ العرض مشوق للأطفال ومتسق مع مبدأ العلم في معالجة الأمراض وليس أساليب الدجل
يطلب الملك أن يقوم الإخوة الأمراء بالبحث عن الحكيم وشرح الأمر والعودة بالحل أو العلاج. وتبدأ رحلة الأشقاء الثلاثة، ويصلون إلى مكان الحكيم الذي يتعرف على العلة التي أصابت الأميرة، ويطلب أن يقوم كل منهم بمساعدة شخص تعيس ليوصل السعادة لقلبه شريطة أن يكون التعيس قادرا على إيصال هذه السعادة للآخرين.
يعود الأمراء إلى ديارهم ويبدأون في البحث عن التعساء. الشقيق الأكبر يجد بائع أقمشة تعيسا يشكو قلة المال والفقر، فيخبره الأمير بنيته أن يعطيه مالا لكي يملأ دكانه بالبضائع من الأقمشة، ويشترط عليه ألا يغش الناس مجددا. والأمير الثاني يصل إلى الزوجة الثرثارة التي تركها زوجها وحيدة تعاني الفقر والعوز، ويخبرها بأنه على استعداد أن يسكنها في بيت جديد ويهيئ لها خادمة شريطة أن تحسن معاملتها.
أما الأمير الأصغر فيصل إلى فتى يريد أن يخترع لعبة لكي يباري بها أقرانه بعد فترة من الزمن في مسابقة تجمعهم، ويشترط عليه أن يقدم موهبته لكل الناس لاحقا. وينفذ الأمراء ما تعهدوا به. وبعد فترة من الزمن يظهر أن التاجر لم يلتزم بالشرط ويتابع غش الناس وكذلك المرأة التي لا تعامل الخادمة بلطف وهذا ما يشعر الملك والأمراء بالقلق.
لكن الفتى الصغير أسامة صنع شيئا مختلفا، فكتب مسرحية للأطفال وأخرجتها رفيقته الصبية ومثلت بالدمى، وتنجح في إدخال البهجة والسعادة لقلوب الأطفال وتعلمهم فن المسرح، وينقل هؤلاء السعادة للآخرين، ويتحقق طلب الحكيم بوجود من يشعر بالسعادة ويستطيع إيصالها للآخرين. فتقوم الأميرة نورا من غيبوبتها، ليرقص الجميع ويمرحوا في جو احتفالي، ويعطي الملك الفتى ورفيقته المسرح لكي يقدما عليه المزيد من الأعمال المفيدة والجميلة.
غالبا ما يلجأ كتاب دراما الأطفال في كل أشكالها إلى خيار ثيمة الخير والشر وصراعهما، ليكون البنية الدرامية التي تقدم حكائية النص وأهدافه الفكرية. وهذا ما جمد شكل التعامل مع الأطفال، كونهم بوعيهم الفطري صاروا متأكدين بأن جولات من الصراع ستكون موجودة بين قوى الخير والشر وأن الأشرار هم مجموعة من القوى الكارهة للخير والتي تريد إعاقة حياة الحب والسلام بين الناس، لكن الخير سينتصر في النهاية ويعم الحب والسلام. هذه الثيمة جمدت خيالات الأطفال وجعلت موضوع التعامل معهم نمطيا.
في مسرحية الأميرة نورا وجدت حالة النمطية في حالة الملك والأميرة المريضة، التي قدمت مرات كثيرة في الأدب العالمي والعربي، لكنها كسرت في حالة البحث عن الحل وطريقة الوصول إليه.
هنا لا يوجد صراع بين قوى خير وشر، بل حث من الحكيم على البحث عن التعساء وإدخال السعادة لحيواتهم ومنهم إلى أناس آخرين، وموضوعة نقل السعادة بينيا إلى من هم أبعد، فكرة مباغتة ومفيدة في تقديم معالجة تقدم شكلا جديدا، يقدم ما يحتاجه الطفل من معرفة تدخل وعيه بعمق وتدله على ما يجب ويمكن عمله. فالتاجر بقي على سلوكه الخاطئ وكذلك المرأة البسيطة، لكن الفتى المبدع امتلك ناصية الحل، وقدم فنا يدخل السعادة إلى قلوب الآخرين عبر شرائح كثيرة ومتتابعة.
◙ جوان جان يراهن على أن وعي الأطفال هو المعيار وأن “النص المسرحي المعني بالطفل يجب أن يحمل مقومات خاصة به
في مسرح الطفل
يبدو جوان جان صاحب مشروع مسرحي في تناوله موضوعة الطفل في المسرح، فهو قدم في هذا الشكل الفني العديد من الأعمال. في عرض “مغامرة في مدينة المستقبل” وهو أول أعماله، قدم توليفة عبر مسرح العرائس (الدمى)، حيث يتعرض طفلان لتحد كبير، هو البحث عن علاج لوالدتهما المريضة والذي يستوجب إحضار الدواء من مدينة تبعد 100 عام عن مدينتهم، وعندما يصلان إليها يتعرفان على حجم السلوكيات الخاطئة التي يعيش عليها أهل المدينة وانشغالهم بالتكنولوجيا وتفاصيلها عن الحياة الطبيعية.
وفي مسرحيته الثانية “حيلة العنكبوت” يقدم شكلا جديدا لوعي الأطفال مكرسا قيمة التعاون والتضامن مع الآخرين لتحقيق الأهداف. فالخروف الذي يدخل صدفة إلى حظيرة مزرعة فلاح يدفع ثمن هذا السلوك بتعرضه لمخاطر أن يبيعه المالك. لكن فكرة أوجدها العنكبوت وتضامن الجميع على تنفيذها حتى زوجة وابنة المزارع أنقذته من الورطة.
وفي ثالث عروضه المسرحية المتوجه للطفل يقدم جوان جان مسرحية “دو ري مي” وتحكي عن طفلة تواجه مصيرا صعبا من خلال كونها ملزمة بالعمل في تعليم الناس الموسيقى والمعرفة حتى تجمع الدواء لأمها المريضة، وأثناء قيامها بذلك تتعرض لها غيلان لا تعي قيمة الموسيقى والمعرفة.
لكنها بإصرارها على تقديمهما تحقق النجاح في مهمتها وتعلم الغيلان المعنى الحقيقي للمعرفة التي يجب أن تكون بديلا عن أفكار البطش بالناس. وفي العرض الأحدث يقدم جان عوالم الطفل في ضرورة أن يقدم الإنسان ما يمكن أن يوجد الفائدة والسعادة للآخرين ومن خلالهم لما هم أبعد.
يراهن جوان جان الكاتب المسرحي على أن وعي الأطفال هو المعيار وأن “النص المسرحي المعني بالطفل يجب أن يحمل مقومات خاصة به، تقوم على وجود حكاية جميلة توجد فيها شخصيات إيجابية تشده إلى متابعتها، ومن الضروري أن تروى بطريقة رشيقة سريعة الإيقاع كون ذلك يمنع وجود حالة الملل لروح الطفل ويكون في أحسن حال لاستقبال أفكار المسرحية، ولا بد من تقديم المعرفة في العمل المسرحي بشكل غير تلقيني أو مباشر”.
ويذكر أن عرض “حكاية الأميرة نورا” هو تعاون ثان للكاتب جوان جان مع المخرج سهيل عقلة الذي قدم دور الملك أيضا، كما شارك في العمل من الممثلين تاج الدين ضيف الله ولميس عباس وبسام دكاك ومجد مغامس ومادونا حنا ومحمد عبود وآيات الأطرش وشادي جان وحمزة عقلة والطفلة نجاح عقلة.
نضال قوشحة