الرزق المتأخر
في اواخر الستينيات. كان التليفزيون المصري يُذيع حلقات لمسلسل اجتماعي يتابعه الجميع صغاراً وكباراً، كان ابطاله وجوه جديدة منهم نور الشريف واشرف عبد الغفور وكريمة مختار نادية رشاد، فاطمة مظهر وآخرين، ولان الأطفال الخيال لديهم واسع كنت بعيش مع احداثه كأنه حقيقة أسمه ( القاهرة والناس ).. كان الاخ الاكبر المثالي أشرف عبد الغفور من الشخصيات التي تثير اعجابي دوره في المسلسل كان محورياً ومساحته اكبر من نور الشريف الذي أصبح نجماً بعد ذلك ولم يأخذ اشرف عبد الغفور حظه من النجومية لأسباب قَدرية لا اعرفها!! كان خريجاً للمعهد العالي للسينما ويمتلك زمام اللغة العربية فتم حصره في الادوار التاريخية التي برع فيها، الي جانب المسرحيات التاريخية .. وله مسلسل حقق نجاحا كبيراً علي ما اتذكر اسمه (عاد من الماضي) قدم فيه الشخصية المركبة توقعت بعدها انه سينطلق وسيحصل علي حقه من الشهرة ولكنه عاد مرة اخري الي نفس النقطة.. بداخلي كنت بحس انه يستحق مكانة أكبر ولكنها الحياة..
من الصدف انه اصبح جاري في الثمانينات ودائما كنت اراه في جراج العمارة ينتظر سائقه..
سائق الفنان أشرف عبد الغفور كان خدوماً جداً ما من مرة حدث عطل او اي خلل في سيارتي الا واسدي لي النصح وساعدني في اصلاحها، في الخمسينيات تقريباً من العمر وفجأة أختفي سألت عليه وعرفت انه مريض وفجأة توفي في 2005 تقريباً.. توقعت ان الفنان اشرف عبد الغفور اكيد بعد فترة هيستعين بسائق آخر وعندما رأيته كان حزينا علي رحيل سائقه جداً.. والغريب انه لم يأت بسائق آخر طوال هذه المدة وكان يقود سيارته السوداء بنفسه..
كنت بحترمه جدا كفنان وانسان خاصة اني كثيراً مارأيته في الإذاعة المصرية لأنه من نجومها..
وعندما شقت أبنته ريهام طريقها للنجومية واصبحت ملء السمع والبصر ، كأن رزقه المتأخر من الشهرة حملته له أبنته تعويضاً من الله علي جهده ورضاه بما قسمه له الله..
ربنا يرحمه ويغفر له فنان وانسان جميل ?