أحمد بن محمد،ابن القاضي، Ibn al-Qadi مستجمعاً لعلوم الأدب وانفرد بعلم الحساب والفرائض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحمد بن محمد،ابن القاضي، Ibn al-Qadi مستجمعاً لعلوم الأدب وانفرد بعلم الحساب والفرائض

    ابن القاضي (أحمد بن محمد ـ)
    (960 ـ 1025هـ/52 ـ 1553 ـ 1616م)

    شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي العافية المِكْنَاسِي النجار الفاسي والمعروف بابن القاضي، ولد في مدينة مكناس بالمغرب، وينسب ابن القاضي إلى موسى بن أبي العافية ثم إلى مكناس بن وصطيف، وهو من قبيلة زناتة المشهورة بمراكش.
    نشأ في أسرة علم، فتلقى أول دروسه على يدي أبيه، ثم أخذ عن مشايخ عصره، فدرس الأصول والمنطق والتاريخ والبيان على يدي أبي العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي (ت995هـ)؛ وأخذ الفقه والتاريخ عن شيخه أبي العباس أحمد بابا التنبكتي الصنهاجي (ت1032هـ) وعن معلمه أبي عثمان: سعيد بن أحمد المقري التلمساني (ت1011هـ)؛ وأخذ عن العالم الرحال الفقيه الأديب أبي العباس: أحمد بن جيدة (ت 1009هـ)، وعن العالم الفقيه المؤرخ أبي المحاسن: يوسف بن محمد القصري الفاسي، وعن العالم الشهير بالقصار الفقيه المحدث (ت1012هـ)؛ وعن العالم المتعمق في علوم القرآن والسنة والكلام: أبو عبد الله: محمد بن الشيخ أبي بكر الدلائي (ت1046هـ)، وأخذ ابن القاضي عن بعض علماء المشرق العربي أيضاً، مثل المحدِّث الراوية الرحالة إبراهيم بن عبد الرحمن العلقمي المصري الشافعي الأشعري (ت 997هـ)، والقاضي بدر الدين محمد بن يحيى بن عمر بن أحمد بن يونس المصري (938ـ1008هـ). تنوعت مصادر معرفة ابن القاضي بين المغرب العربي ومشرقه حتى أصبح كما وصفه أحد علماء عصره، وهو الكناني: «حافظاً، ضابطاً، محققاً، مؤرخاً، إخبارياً، ثقة، سيَّال القريحة بالشعر، حسن العبارة، لطيف الإشارة، مستجمعاً لعلوم الأدب، ماهراً في معرفة علوم الأوائل، مشاركاً في غير ذلك، وانفرد بعلم الحساب والفرائض في وقته شرقاً وغرباً».
    سافر ابن القاضي إلى مكة حاجاً وأخذ عن شيوخها؛ ولما عاد إلى المشرق ثانية وقع في الأسر في سنة 994هـ/1586م، فافتداه السلطان أبو العباس المنصور الذهبي السعدي من الشرفاء السعدية (986 ـ1012هـ) بما يعادل عشرين ألف أوقية من الذهب، بعد أن أمضى أحد عشر شهراً في الأسر، ويدل اهتمام السلطان بموضوع أسره وافتدائه بمبلغ كبير من المال على مكانة ابن القاضي المتميزة في مجتمعه.
    تولى مهمة القضاء بمدينة سلا في المغرب فترة، ثم انتقل إلى فاس واستقر بها، وخصص بقية حياته للتدريس في جامع الأبارين، فمن طلابه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد المقري (ت1041هـ) صاحب كتاب «نفح الطيب»، وأبو مالك عبد الواحد بن أحمد الأنصاري الأندلسي الفاسي (ت1040هـ).
    توفي ابن القاضي في مدينة فاس عن عمر قضاه في تحصيل العلم وتدريسه وتصنيفه.
    وضع ابن القاضي مؤلفات ثمينة في موضوعات مختلفة من أهمها: «دُرَّة الحجال، في غُرَّة أسماء الرجال» اهتم الكتاب بتراجم الأعلام الذين عاشوا مابين أواخر القرن السابع إلى أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر، ولم يقتصر فيه على العلماء والأدباء بل شمل كل من له شهرة واستطار على الألسنة ذكره من أولي الفضل والأعلام، وابتدأه من ابن خلكان ليكون كالذيل لوفيات الأعيان له، طبع الكتاب أول مرة بتصحيح علوش برباط الفتح سنة 1934م، وطبع المرة الثانية بتحقيق محمد الأحمدي أبي النور في مصر سنة 1970م، وكتاب «جذوة الاقتباس فيمن حل من الأعلام مدينة فاس» ويؤرخ فيه ابن القاضي لمدينة فاس، فيذكر أولاً المدينة ومحاسنها، وما اختصت به، ثم يذكر بعد ذلك على حروف المعجم ملوكها وعلماءها وأعلامها، وما لهم من نظم وتأليف، ومن أخذوا عنه، أو أخذ عنهم، سواء كان من الغرباء القادمين عليها، أم من أهلها، كما تضمّن الكتاب ترجمة لأعلام الفترة الزمنية مابين سنة 337هـ/948ـ949م إلى منتصف القرن العاشر الهجري/منتصف القرن السادس عشر الميلادي، وقد طبع في مدينة فاس سنة 1309هـ. وكتاب «لقط الفرائد في تحقيق الفوائد (لقط الفرائد من لفاظه حلو الفوائد)» الذي أهداه إلى السلطان أبي العباس المنصور كالعديد من كتبه، وضمّن كتابه تراجم أعيان القرن الثامن الهجري إلى آخر القرن العاشر الهجري مرتباً على السنين، وجعله تكملة لكتاب «شرف الطالب في أسنى المطالب» لابن قنفذ القسنطيني (ت810هـ/1407م)، قسم ابن القاضي كل قرن إلى عشرة أقسام يحتوي كل قسم على عشر تراجم مختصرة، وأكمله في سنة 1000للهجرة/1591ـ1592للميلاد، وكتاب «المنتقى المقصور على مآثر (أو محاسن) الخليفة أبي العباس المنصور»، و«درة السلوك، فيمن حوى الملك من الملوك» نُظم هذا الكتاب في سيرة النبيr، وخلفائه الراشدين ويؤرخ للدول: الأموية والعباسية وابن الزبير والشيعة في إفريقيا والأيوبية، وجعل ابن القاضي هذا الكتاب ملحقاً لكتاب «رقم الحلل في نظم الدول» للسان الدين ابن الخطيب.
    ضاعت معظم كتبه التي وضعها في الرياضيات، فمن عنواناتها: «المدخل إلى الهندسة»، «نظم تلخيص ابن البنا» (في الرياضيات)، «غنية الرائض في طبقات أهل الحساب والفرائض»، وذكر الأقاليم السبعة في كتاب «دلائل القبلة».
    ووضع ابن القاضي مؤلفات في علوم متنوعة أخرى: الفقه والقرآن والسنة والأدب.
    كان ابن القاضي قدوة للعلماء، قضى حياته في تحصيل العلم ـ أينما كان في المغرب العربي ومشرقه ـ وتدريسه وتصنيفه، وتميز إنتاجه العلمي بالتنوع لتعدد ثقافته ومصادره، وكُتبت مؤلفاته بمنهج علمي واضح ورصين.
    مصطفى موالدي
يعمل...
X