كيف نقرأ نصا شعريا نثرياً
الشعر هو ذلك الإرباك الذي يجتاحنا أمام بياض الصفحة وبمعنى أعمق إمعانا ,هو ذاك العطب الذي يمسك بالروح والمخيلة حين نريد التعبير أو حين ندفع لشرح أحوال المخيلة التي هي النص -أو التعبير عن الأشياء البسيطة بلغة معرفية حيث الكتابة مزيج غريب من معادلة الكشف والانكشاف دون عناء بل بإقامة تلك العلاقة العالية التواصل مع مخيلته دون إسقاط شرط الدهشة الذي هو عماد الكتابة الشعرية النثرية اليوم هناك مقولة مفادها أن سياج النثر منخفض يغري الجميع باجتيازه ولكن سقفه عالي لا يطاله ألا مبدع عميق ومتمكن من أدواته ,والشاعر ليس مسئولا عن شرح رؤيته أو مقولته وينتهي دورة بانجاز النص ,لان الشرح هنا يوازي المبضع والتشريح وهذا حتى بالتوصيف خارج حدود الشعر ( قد يناسب غرفة في مشفى) لكنه في الشعر يفسد المعنى فهو يقتل الجمالي ويفتت غنى النص ويضيع مفاتيح المفردة ’ويدفع بالشاعر للبحث والانشغال بالشرح والمعنى العميق للشعرية حسب مزاج الجمهور حسابعلى المضي بالكتابة عن مستوى التلقي
-أبو تمام الشاعر المجدد سأل عن شعر ألقاه أمام بعض أشخاص قيل له (لماذا لا تقول ما يفهم ..فرد ولماذا لا تفهم)
- الأسئلة الأكثر تعقيدا هي كيف ندفع بالمتلقي ليكون شريكا بإعادة إنتاج النص دون تفكيكه ودون تبديد لبكوره الفطرة الأصلي -أسوء ما ينال النص عبر التلقي هو إفراغ محتوى ما تحمله المفردة , بشكل آلي ومحاولة إسقاطه على تلقي النص – إذن نحن هنا نسعى نحو قراءة إبداعية تشاركيه, تجعل القارئ مشارك في صنع جمالية الصورة الكلية –و لا يمكن الحديث عن النص المنفصل أو المتعالي فكل الكتابة متعالية ونحن غالبا نعاني من ضلالات فهم قصيدة النثر أو النص منها تلك الحالة التي خرجت من أسر الالتزام والإلزام ب ما يدعى جماليات الإيقاع الداخلي والخارجي
-هندسة تراكيب الصور الشعرية تتم عبر تراكيب تؤهل لخلق قيم جمالية جديدة وهي المشهدية أو المجاز الكلي الذي يجهزه النص للمتلقي, حيث يبدو الشاعر هنا غير متورط في البنية الجزئية للفهم عند الأخر بل يقف رائيا وراصدا للمشهد من خارج البناء المتخيل إنما مايعيب النثر اليوم أيضا هو تلك الخفة أو الاستخفاف والاستسهال الذي يتعامل معه به الشعريون الطارئون على اللغة والمفرضين بالدهشة على اعتبار أنها أحد عناصر ومعايير النص النثري ’وإشارة إلى تأكيد هوية النص ,استخدام مفردات يومية ببعض النصوص يقطع التواصل مع الدهشة التي هي عماد النثرية ,مما لا شك فيه أن النثر هو ساحة الذاتية والفردية, ولست اعلق الآمال كثيرا على الجمهور الذي يتعامل مع النص النثري على انه خاطرة خاصة ,والنثر في غالبيته ليس منبرياً بل أن التشكيلة المشهدية التي تتكون في الذاكرة والمخيال وتنتقل الى ذهن وفضاء المتلقي عبر بصره لا سمعه وهذا يشير إلى انه في غالبه بصريا ’حتى في اشد تنويعاته اللغوية غرابة ...قلة معينة من شعراء النثر تمكنت من استنطاقه منتجة نصا موازيا للإبداع يفي مقومات الشكل الفني حقه , فيصلح ليكون منبريا بينما الصورة الشعرية النثرية في دفقتها البكر تحمل الفعل والانزياح وتستخدم الرمز أيضا وبالتالي يصعب تلقيها عبر المنبر ,وعلينا تقبل حقيقة أن النثر لغة التعبير عن اليومي والمعاش وعن الفردية وهذا يعني أن نحول النص إلى مجموعة أسئلة وبالتالي تقسيم النص إلى مجموعة مضامين والبحث عن دلالاتها’ واستيلاد مضامين جزئية على المستوى الانطباعي ,للربط بين التشبيه والاستعارة في هيكلية بناء النص وجماليه تصوراته عبر الإيقاع الكليغيري (البصري) من الأسلوبية والتداولية ,إلى فكرة الشعرية التي تخدم الصفة ضمن القيمة المولدة لها بل هو دفع المتلقي ضمن فعل التلقي البصري إلى بناء نصه الذي يشكله عبر النص الضمني المتكون دون إكراه أو إقسار معرفي مسبق ,أو عسف ذهني مفترض ومن المؤكد أن كل إغراق في شرح الشعر هو فعل خسارة جزئيات التقاط اللحظة الحميمة ,وهي إبقاء حركة الخيال نشطة وحيوية.
سمر محفوض -سورية
الشعر هو ذلك الإرباك الذي يجتاحنا أمام بياض الصفحة وبمعنى أعمق إمعانا ,هو ذاك العطب الذي يمسك بالروح والمخيلة حين نريد التعبير أو حين ندفع لشرح أحوال المخيلة التي هي النص -أو التعبير عن الأشياء البسيطة بلغة معرفية حيث الكتابة مزيج غريب من معادلة الكشف والانكشاف دون عناء بل بإقامة تلك العلاقة العالية التواصل مع مخيلته دون إسقاط شرط الدهشة الذي هو عماد الكتابة الشعرية النثرية اليوم هناك مقولة مفادها أن سياج النثر منخفض يغري الجميع باجتيازه ولكن سقفه عالي لا يطاله ألا مبدع عميق ومتمكن من أدواته ,والشاعر ليس مسئولا عن شرح رؤيته أو مقولته وينتهي دورة بانجاز النص ,لان الشرح هنا يوازي المبضع والتشريح وهذا حتى بالتوصيف خارج حدود الشعر ( قد يناسب غرفة في مشفى) لكنه في الشعر يفسد المعنى فهو يقتل الجمالي ويفتت غنى النص ويضيع مفاتيح المفردة ’ويدفع بالشاعر للبحث والانشغال بالشرح والمعنى العميق للشعرية حسب مزاج الجمهور حسابعلى المضي بالكتابة عن مستوى التلقي
-أبو تمام الشاعر المجدد سأل عن شعر ألقاه أمام بعض أشخاص قيل له (لماذا لا تقول ما يفهم ..فرد ولماذا لا تفهم)
- الأسئلة الأكثر تعقيدا هي كيف ندفع بالمتلقي ليكون شريكا بإعادة إنتاج النص دون تفكيكه ودون تبديد لبكوره الفطرة الأصلي -أسوء ما ينال النص عبر التلقي هو إفراغ محتوى ما تحمله المفردة , بشكل آلي ومحاولة إسقاطه على تلقي النص – إذن نحن هنا نسعى نحو قراءة إبداعية تشاركيه, تجعل القارئ مشارك في صنع جمالية الصورة الكلية –و لا يمكن الحديث عن النص المنفصل أو المتعالي فكل الكتابة متعالية ونحن غالبا نعاني من ضلالات فهم قصيدة النثر أو النص منها تلك الحالة التي خرجت من أسر الالتزام والإلزام ب ما يدعى جماليات الإيقاع الداخلي والخارجي
-هندسة تراكيب الصور الشعرية تتم عبر تراكيب تؤهل لخلق قيم جمالية جديدة وهي المشهدية أو المجاز الكلي الذي يجهزه النص للمتلقي, حيث يبدو الشاعر هنا غير متورط في البنية الجزئية للفهم عند الأخر بل يقف رائيا وراصدا للمشهد من خارج البناء المتخيل إنما مايعيب النثر اليوم أيضا هو تلك الخفة أو الاستخفاف والاستسهال الذي يتعامل معه به الشعريون الطارئون على اللغة والمفرضين بالدهشة على اعتبار أنها أحد عناصر ومعايير النص النثري ’وإشارة إلى تأكيد هوية النص ,استخدام مفردات يومية ببعض النصوص يقطع التواصل مع الدهشة التي هي عماد النثرية ,مما لا شك فيه أن النثر هو ساحة الذاتية والفردية, ولست اعلق الآمال كثيرا على الجمهور الذي يتعامل مع النص النثري على انه خاطرة خاصة ,والنثر في غالبيته ليس منبرياً بل أن التشكيلة المشهدية التي تتكون في الذاكرة والمخيال وتنتقل الى ذهن وفضاء المتلقي عبر بصره لا سمعه وهذا يشير إلى انه في غالبه بصريا ’حتى في اشد تنويعاته اللغوية غرابة ...قلة معينة من شعراء النثر تمكنت من استنطاقه منتجة نصا موازيا للإبداع يفي مقومات الشكل الفني حقه , فيصلح ليكون منبريا بينما الصورة الشعرية النثرية في دفقتها البكر تحمل الفعل والانزياح وتستخدم الرمز أيضا وبالتالي يصعب تلقيها عبر المنبر ,وعلينا تقبل حقيقة أن النثر لغة التعبير عن اليومي والمعاش وعن الفردية وهذا يعني أن نحول النص إلى مجموعة أسئلة وبالتالي تقسيم النص إلى مجموعة مضامين والبحث عن دلالاتها’ واستيلاد مضامين جزئية على المستوى الانطباعي ,للربط بين التشبيه والاستعارة في هيكلية بناء النص وجماليه تصوراته عبر الإيقاع الكليغيري (البصري) من الأسلوبية والتداولية ,إلى فكرة الشعرية التي تخدم الصفة ضمن القيمة المولدة لها بل هو دفع المتلقي ضمن فعل التلقي البصري إلى بناء نصه الذي يشكله عبر النص الضمني المتكون دون إكراه أو إقسار معرفي مسبق ,أو عسف ذهني مفترض ومن المؤكد أن كل إغراق في شرح الشعر هو فعل خسارة جزئيات التقاط اللحظة الحميمة ,وهي إبقاء حركة الخيال نشطة وحيوية.
سمر محفوض -سورية