مُختـل Unhinged
هذا فيلم إثارة و تشويق من طراز خاص ، موضوعه ليس جديداً ، لكنه مشوّق . بطلهُ يُدعى " توم كوبر " ( لعب دوره " راسل كرو " ) ، يقوم بأفعال عدوانية تجاه أشخاص لا يعرفهم و لم يلتق بهم من قبل ، باستثناء زوجته السابقة التي يجعل " كوبر " منزلَها المسرحَ الأولَ لعدوانيته القاتلة التي تبدأ سلسلتُها فجرَ يوم إثنين ممطر ، و هو ــ عادةً ــ يوم زُحمة .. بعد عطلة نهاية الأسبوع .
لم يقدّم سيناريو هذا الفيلم التشويقي المثير و لو موجزاً عن الخلفية التي تستند اليها أفعالُ " كوبر " حين يُظهرُه المشهدُ الأولُ و هو جالسٌ خلف مقود شاحنته و عيناه تقدحان ضغينة و غضباً ، ليبدأ جريمته الأولى عند الساعة الرابعة و 3 دقائق فجراً . ولكن السيناريو ينتقل بنا ، عبر التصوير من زاوية ( عين الطائر ) ليستعرض مَشاهد الزحمة في شوارع إحدى المدن الأمريكية ( يوم الإثنين خاصة ) و ردود الأفعال النفسية التي تنتج عن هذه الزحمة ، فزحمة المرور هذه هي انعكاسٌ لزحمة البحث عن سبيل ( الحياة ) في المجتمع الأمريكي الذي تسوده الفظاظة ، حسب تعبير الفيلم ، الذي يقدم مَشاهد عنف نادراً جداً ما تحصل في غير المجتمع الأمريكي . و من المؤكد إن هذه المَشاهد ليست من صنع الفيلم بل هي مأخوذة من إرشيف الشرطة الأمريكية التي تصور هذه الأحداث الحية ــ مباشرةً ــ في الشوارع و الأحياء الأمريكية و تبثها في قنواتها الخاصة ، لتقول : ( نحن هنا ) دون أن تشرح لماذا تحصل هذه الأحداث ــ أصلاً ــ في أمريكا ليكونوا ( هنا ) . و يستعرض الفيلم مشاهد عنف و حوادث شوارع قاتلة ، و كأنه يريد القول : هذه هي أمريكا ، و عنوان الفيلم هو ( مختل ) غير المُعرّف و كأنه يريد القول : إن هذا مختلٌ واحد من جموع مختلين في المجتمع الأمريكي .
ولكن ما سيحصل من حدث عرضي عابر في الفيلم ، من الممكن أن يحصل ، على نطاق فردي ، في أي بلد ــ بغض النظر عن كونه متقدماً أو متخلفاً ــ فهو ، حين يكون فعلاً محدوداً ، عادةً ما يتعلق بحالة الفرد الشخصية ، ولكن حين يكون حالة عامة فإن الأمر يتعلق بالثقافة المجتمعية أو بطبيعة المجتمع الذي تنتشر فيه المخدرات و يسوده العنف و ترتفع فيه نسبة البطالة ( و هو ما يفسر " الفظاظة " التي يشير اليها الفيلم ) ، أو إن امر يتعلق ــ أساساً ــ بمزاج الفرد ، أو مرضه ، النفسي . و يبدو إن هذا المزاج هو الذي تحكم بسلوك " كوبر " الذي أقدم على ما أقدم عليه من أفعال بشعة مُباغِتة في ظل ثقافة مجتمعية عنفية .
يأتي هذا الفيلم ، الذي اُنتج عام 2020 ، بعد غياب " راسل كرو " أربعَ سنوات ، إذ كان آخر ظهور له قبل هذا الفيلم هو في فيلم ( رجال لطيفون The Nice Guys ) عام 2016 ، لكن ظهوره في فيلم ( مختل ) جاء مختلفاً ، فقد بدا بديناً جداً ، على غير المألوف في شكله ، إذ يبدو أنه لم يعر اهتماماً للياقته البدنية خلال فترة غيابه ، و لا يمكن التصديق بأن دوره كان يتطلب أن يظهر هكذا ، فهذا الدور يمكن أن يُسند الى أي ممثل ، أكان هزيلاً أم بديناً . المسألة تتعلق بإتقان دور الشخص العدواني الشرس ، و " كرو " ــ الحاصل على الأوسكار عام 2001 ــ ممثل موهوب قادر على أداء أي دور ، و منها دور العدواني الشرس .. الذي لعبه في هذا الفيلم ، و هو دور غريب يختلف عن جميع أدواره السابقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا فيلم إثارة و تشويق من طراز خاص ، موضوعه ليس جديداً ، لكنه مشوّق . بطلهُ يُدعى " توم كوبر " ( لعب دوره " راسل كرو " ) ، يقوم بأفعال عدوانية تجاه أشخاص لا يعرفهم و لم يلتق بهم من قبل ، باستثناء زوجته السابقة التي يجعل " كوبر " منزلَها المسرحَ الأولَ لعدوانيته القاتلة التي تبدأ سلسلتُها فجرَ يوم إثنين ممطر ، و هو ــ عادةً ــ يوم زُحمة .. بعد عطلة نهاية الأسبوع .
لم يقدّم سيناريو هذا الفيلم التشويقي المثير و لو موجزاً عن الخلفية التي تستند اليها أفعالُ " كوبر " حين يُظهرُه المشهدُ الأولُ و هو جالسٌ خلف مقود شاحنته و عيناه تقدحان ضغينة و غضباً ، ليبدأ جريمته الأولى عند الساعة الرابعة و 3 دقائق فجراً . ولكن السيناريو ينتقل بنا ، عبر التصوير من زاوية ( عين الطائر ) ليستعرض مَشاهد الزحمة في شوارع إحدى المدن الأمريكية ( يوم الإثنين خاصة ) و ردود الأفعال النفسية التي تنتج عن هذه الزحمة ، فزحمة المرور هذه هي انعكاسٌ لزحمة البحث عن سبيل ( الحياة ) في المجتمع الأمريكي الذي تسوده الفظاظة ، حسب تعبير الفيلم ، الذي يقدم مَشاهد عنف نادراً جداً ما تحصل في غير المجتمع الأمريكي . و من المؤكد إن هذه المَشاهد ليست من صنع الفيلم بل هي مأخوذة من إرشيف الشرطة الأمريكية التي تصور هذه الأحداث الحية ــ مباشرةً ــ في الشوارع و الأحياء الأمريكية و تبثها في قنواتها الخاصة ، لتقول : ( نحن هنا ) دون أن تشرح لماذا تحصل هذه الأحداث ــ أصلاً ــ في أمريكا ليكونوا ( هنا ) . و يستعرض الفيلم مشاهد عنف و حوادث شوارع قاتلة ، و كأنه يريد القول : هذه هي أمريكا ، و عنوان الفيلم هو ( مختل ) غير المُعرّف و كأنه يريد القول : إن هذا مختلٌ واحد من جموع مختلين في المجتمع الأمريكي .
ولكن ما سيحصل من حدث عرضي عابر في الفيلم ، من الممكن أن يحصل ، على نطاق فردي ، في أي بلد ــ بغض النظر عن كونه متقدماً أو متخلفاً ــ فهو ، حين يكون فعلاً محدوداً ، عادةً ما يتعلق بحالة الفرد الشخصية ، ولكن حين يكون حالة عامة فإن الأمر يتعلق بالثقافة المجتمعية أو بطبيعة المجتمع الذي تنتشر فيه المخدرات و يسوده العنف و ترتفع فيه نسبة البطالة ( و هو ما يفسر " الفظاظة " التي يشير اليها الفيلم ) ، أو إن امر يتعلق ــ أساساً ــ بمزاج الفرد ، أو مرضه ، النفسي . و يبدو إن هذا المزاج هو الذي تحكم بسلوك " كوبر " الذي أقدم على ما أقدم عليه من أفعال بشعة مُباغِتة في ظل ثقافة مجتمعية عنفية .
يأتي هذا الفيلم ، الذي اُنتج عام 2020 ، بعد غياب " راسل كرو " أربعَ سنوات ، إذ كان آخر ظهور له قبل هذا الفيلم هو في فيلم ( رجال لطيفون The Nice Guys ) عام 2016 ، لكن ظهوره في فيلم ( مختل ) جاء مختلفاً ، فقد بدا بديناً جداً ، على غير المألوف في شكله ، إذ يبدو أنه لم يعر اهتماماً للياقته البدنية خلال فترة غيابه ، و لا يمكن التصديق بأن دوره كان يتطلب أن يظهر هكذا ، فهذا الدور يمكن أن يُسند الى أي ممثل ، أكان هزيلاً أم بديناً . المسألة تتعلق بإتقان دور الشخص العدواني الشرس ، و " كرو " ــ الحاصل على الأوسكار عام 2001 ــ ممثل موهوب قادر على أداء أي دور ، و منها دور العدواني الشرس .. الذي لعبه في هذا الفيلم ، و هو دور غريب يختلف عن جميع أدواره السابقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ