ترتیب حروف ابجدية قلم المسند .. كتاب مصوّر الخط العربي .. ناجي زين الدين
ترتیب حروف ابجدية قلم المسند
خط المسند وابجديته :
اورد علماء العربيات الجنوبية منهم : کلاسر ، ونكر ، هومل ؛ ان الكتابة المعينية هي أقدم من السبائية وانها تعود الى ما قبل اكثر من الف عام ما قبل الميلاد وان القتبانيـة والحضرموتية ، والسبائية ، والحميرية والاوسانية ، وذو ريدان واليمن حكومات عربية توالت في جنوب جزيرة العرب ، وشعبها عربی اصیل ، وخطهم المسند . وقد عثر على كتابات في جزيرة ديلوس اليونانية ، وفي الجيزة في مصر وكلها بهذا الخط العربي .
فقلم المسند هو اقدم الاقلام التي عرفت في شبه الجزيرة العربية وتسميته بالخط الحميري وحده مغلوطة لان الحميريون آخر من كتب به اذ قد سبقتهم في استخدامه السبئيون والمعينيون والقتبانيون واقوام عربية أخرى في مناطق نائية كما وضح ذلك في مكتشفات شركة بترول اخيرا فضلا عن الكتابات التي ملئت المتاحف ارمکو مما عثر عليها المنقبون في انحاء الجزيرة العربية •
ويعلل العلماء بان افراز كل سطرين بخط مستقیم ناتجة لعدم احكام الكاتب لسطور الكتابة اذ لم تشاهد في الآثار المكتشفة اطلاقا ، الا ان افراز الكلمة الواحدة في السطر الواحد عن الاخرى بخط قائم عمودي موجود في النقوش . وقد يجوز افراز كل سطر على الحجر لاسباب اخرى وهي اما لانتهاء الموضوع والبدء بموضوع آخر او حفظا لاستقامة السطر . وقد يكتب الحرف المشدد مرتين كما في اللغات الاوروبية مثـل تكرم تكتب « ت ك ر رم » وتقرأ الكتابة من اليمين الى اليسار كالعربي وتقرا في بعض الاوقات من اليسار الى اليمين على طريقة الكتابة اللاتينية ، ويمزج بين الطريقتين احيانا فيكتب من اليمين الى اليسار ، فاذا انتهى السطر كتب من اليسار الى اليمين وهكذا ، على شكل حلزونی زقزاقی .
وصنف المستشرقون مما عثر عليه من هذه الكتابات بالخط المسند المذكور وفروعه في اعالي الحجاز « مدین الحجر » وفي العراق وبادية الشام والكويت والاحساء » وهي الفروع : « اللحياني ، الثمودي ، الصفوي » حاشا الخط النبطى المتأخر الذي وجد في اعالي الجزيرة « بصري واللجا »
وهذه الفروع مشابهة لاصلها المسند ، وهي
اقدم عهدا من القلم النبطي .
ينظر : لوح لدزبارسكي في الخط العربي نشأته ومشكلته ، للمقارنة بين المسند والنبطي وهذه الفروع .
ومن الواضح ان وجود هذه الكتابات في الانحاء المتاخمة للعراق لما يدعم اقوال العرب في خطهم « الجزم » الذي قيـل انـه مجزومـا من قلم المسند ( بتحوير رسوم حروفه المفردة ) او تسويتها ووصلها وفصلها كما جاء في امهات الكتب العربية « مقدمة ابن خلدون » « الفهرست » « البلاذري » « صبح الاعشى » التي اجمعت على أن « ٠ ٠ ٠ مرامر وضع الصور ، واما اسلم ففصل ووصل الى آخره » ، وذلك لأن المشابهة موجودة في ١٤ حرف من حروف المسند والحروف الكوفية فيما اذا اجرى تسوية او تعديل في وضع الصور المتقاربة الشبه بينهما ، ويقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط في فصـل « جزم » : والجزم في الخط تسوية الحروف . وان ما اوردناه هنا لا لحجة تحملنا ان نجعل خط الجزم مشتق مباشرة ، فهو ينحدر عن فروع المسند التي لها الصلة باصلها في المشابهة ، قال الالوسي في « بلوغ الارب » : وسمى خط العرب بالجزم لان الخط الكوفي كان اولا يسمى « الجزم » قبل وجود الكوفة لانه جزم اي اقتطع وولد من المسند الحميري ، ومرامر هو الذي اقتطعه ( ولعله وضع صوره ) ، والخط الكوفي قديم الوضع ، وضعه سيدنا اسماعيل كما ذكر ذلك ابن وحشية النبطي في كتابه « شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام المحفوظ في مكتبة المتحف البريتني بلندن برقم 17 .h.440 . واورد ابن النديم : قالوا : الذي كتب بهذا العربي الجزم رجل من بني مخلد بن النظر بن كنانة فكتبت حينئذ العرب •
ومما يدعم هذه الاقوال في الجزم مطابقة عدد حروفه الكاملة لما جاء في الحديث النبوي المروى عن ابی ذر الغفاري قول النبي : يا ابا ذر والذي بعثني بالحق نبيا : ما انزل الله تعالى على آدم الا تسعة وعشرين حرفا ( * ) .
واذا كان المعنى الاصلى لصيغة : « جزم » القطع والفصـل ، ندرك جيدا كيف تولد معنى الجزم ، وتدل كلمة « جزم » قلم مستوى القط ؛ ونعلم ان الكتابة الكوفية تخط بقلم مستو ايضا فنحسب والحالة هذه ؛ ان الأقرب الى القياس ، اعتبار كلمة « جزم » مشتقة من اسم القلم الذي صلح لرسمها كما هو الحال في رسم قلم التعليق وقلم الديواني ، وقلم السياقت المندثر والاقلام الستة عشر القديمة وهو اصح تفسير ؛
ويخطىء من ينكر على الخط العربي تسميته الاصيلة « الجزم » وسلسلته التي مضى على انحداره منها اكثر من ١٥ - ۲۰ قرنا من الزمن ، وان ما ذهب المسشرقون ومن والاهم إليه في نظرياتهم المبنية على الحدس والتخمين والتأويل الخاطىء قد نشأ عن عدم تعمقهم في تفهم هندسة علم الخط العربي عبر العصور . وقواعده التي ليس من السهل تبسيط موازناتها التطورية اولا ، ولاحداث الفراغ العقائدي والتشكيك العلمي في عقليتنا العربية جنسيا وقوميا وتفكيرا ولغة وتاريخا ؛ مما يجب الانتباه اليها .
فهذه هي الحروف القديمة لقلم زال استعماله من الوجود من خطوط الجزيرة العربية التي نحن بحاجة الى التعرف عليها ، قدمه الرواد الغربيون لنا من تراثنا العربي وهو جهد تنوء الكواهل عن القيام به .
ترتیب حروف ابجدية قلم المسند
خط المسند وابجديته :
اورد علماء العربيات الجنوبية منهم : کلاسر ، ونكر ، هومل ؛ ان الكتابة المعينية هي أقدم من السبائية وانها تعود الى ما قبل اكثر من الف عام ما قبل الميلاد وان القتبانيـة والحضرموتية ، والسبائية ، والحميرية والاوسانية ، وذو ريدان واليمن حكومات عربية توالت في جنوب جزيرة العرب ، وشعبها عربی اصیل ، وخطهم المسند . وقد عثر على كتابات في جزيرة ديلوس اليونانية ، وفي الجيزة في مصر وكلها بهذا الخط العربي .
فقلم المسند هو اقدم الاقلام التي عرفت في شبه الجزيرة العربية وتسميته بالخط الحميري وحده مغلوطة لان الحميريون آخر من كتب به اذ قد سبقتهم في استخدامه السبئيون والمعينيون والقتبانيون واقوام عربية أخرى في مناطق نائية كما وضح ذلك في مكتشفات شركة بترول اخيرا فضلا عن الكتابات التي ملئت المتاحف ارمکو مما عثر عليها المنقبون في انحاء الجزيرة العربية •
ويعلل العلماء بان افراز كل سطرين بخط مستقیم ناتجة لعدم احكام الكاتب لسطور الكتابة اذ لم تشاهد في الآثار المكتشفة اطلاقا ، الا ان افراز الكلمة الواحدة في السطر الواحد عن الاخرى بخط قائم عمودي موجود في النقوش . وقد يجوز افراز كل سطر على الحجر لاسباب اخرى وهي اما لانتهاء الموضوع والبدء بموضوع آخر او حفظا لاستقامة السطر . وقد يكتب الحرف المشدد مرتين كما في اللغات الاوروبية مثـل تكرم تكتب « ت ك ر رم » وتقرأ الكتابة من اليمين الى اليسار كالعربي وتقرا في بعض الاوقات من اليسار الى اليمين على طريقة الكتابة اللاتينية ، ويمزج بين الطريقتين احيانا فيكتب من اليمين الى اليسار ، فاذا انتهى السطر كتب من اليسار الى اليمين وهكذا ، على شكل حلزونی زقزاقی .
وصنف المستشرقون مما عثر عليه من هذه الكتابات بالخط المسند المذكور وفروعه في اعالي الحجاز « مدین الحجر » وفي العراق وبادية الشام والكويت والاحساء » وهي الفروع : « اللحياني ، الثمودي ، الصفوي » حاشا الخط النبطى المتأخر الذي وجد في اعالي الجزيرة « بصري واللجا »
وهذه الفروع مشابهة لاصلها المسند ، وهي
اقدم عهدا من القلم النبطي .
ينظر : لوح لدزبارسكي في الخط العربي نشأته ومشكلته ، للمقارنة بين المسند والنبطي وهذه الفروع .
ومن الواضح ان وجود هذه الكتابات في الانحاء المتاخمة للعراق لما يدعم اقوال العرب في خطهم « الجزم » الذي قيـل انـه مجزومـا من قلم المسند ( بتحوير رسوم حروفه المفردة ) او تسويتها ووصلها وفصلها كما جاء في امهات الكتب العربية « مقدمة ابن خلدون » « الفهرست » « البلاذري » « صبح الاعشى » التي اجمعت على أن « ٠ ٠ ٠ مرامر وضع الصور ، واما اسلم ففصل ووصل الى آخره » ، وذلك لأن المشابهة موجودة في ١٤ حرف من حروف المسند والحروف الكوفية فيما اذا اجرى تسوية او تعديل في وضع الصور المتقاربة الشبه بينهما ، ويقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط في فصـل « جزم » : والجزم في الخط تسوية الحروف . وان ما اوردناه هنا لا لحجة تحملنا ان نجعل خط الجزم مشتق مباشرة ، فهو ينحدر عن فروع المسند التي لها الصلة باصلها في المشابهة ، قال الالوسي في « بلوغ الارب » : وسمى خط العرب بالجزم لان الخط الكوفي كان اولا يسمى « الجزم » قبل وجود الكوفة لانه جزم اي اقتطع وولد من المسند الحميري ، ومرامر هو الذي اقتطعه ( ولعله وضع صوره ) ، والخط الكوفي قديم الوضع ، وضعه سيدنا اسماعيل كما ذكر ذلك ابن وحشية النبطي في كتابه « شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام المحفوظ في مكتبة المتحف البريتني بلندن برقم 17 .h.440 . واورد ابن النديم : قالوا : الذي كتب بهذا العربي الجزم رجل من بني مخلد بن النظر بن كنانة فكتبت حينئذ العرب •
ومما يدعم هذه الاقوال في الجزم مطابقة عدد حروفه الكاملة لما جاء في الحديث النبوي المروى عن ابی ذر الغفاري قول النبي : يا ابا ذر والذي بعثني بالحق نبيا : ما انزل الله تعالى على آدم الا تسعة وعشرين حرفا ( * ) .
واذا كان المعنى الاصلى لصيغة : « جزم » القطع والفصـل ، ندرك جيدا كيف تولد معنى الجزم ، وتدل كلمة « جزم » قلم مستوى القط ؛ ونعلم ان الكتابة الكوفية تخط بقلم مستو ايضا فنحسب والحالة هذه ؛ ان الأقرب الى القياس ، اعتبار كلمة « جزم » مشتقة من اسم القلم الذي صلح لرسمها كما هو الحال في رسم قلم التعليق وقلم الديواني ، وقلم السياقت المندثر والاقلام الستة عشر القديمة وهو اصح تفسير ؛
ويخطىء من ينكر على الخط العربي تسميته الاصيلة « الجزم » وسلسلته التي مضى على انحداره منها اكثر من ١٥ - ۲۰ قرنا من الزمن ، وان ما ذهب المسشرقون ومن والاهم إليه في نظرياتهم المبنية على الحدس والتخمين والتأويل الخاطىء قد نشأ عن عدم تعمقهم في تفهم هندسة علم الخط العربي عبر العصور . وقواعده التي ليس من السهل تبسيط موازناتها التطورية اولا ، ولاحداث الفراغ العقائدي والتشكيك العلمي في عقليتنا العربية جنسيا وقوميا وتفكيرا ولغة وتاريخا ؛ مما يجب الانتباه اليها .
فهذه هي الحروف القديمة لقلم زال استعماله من الوجود من خطوط الجزيرة العربية التي نحن بحاجة الى التعرف عليها ، قدمه الرواد الغربيون لنا من تراثنا العربي وهو جهد تنوء الكواهل عن القيام به .
تعليق