مواطن نشأة الكتابة العربية الأولى في التاريخ .. كتاب مصوّر الخط العربي .. ناجي زين الدين
مواطن نشأة الكتابة العربية الأولى في التاريخ
إننا لنشعر بالدين الكبير فيما نعلمه عن نشأة الكتابة في مواضيع كثيرة من مراكز الحياة الحضارية لرجال الآثار الذين اهتدوا إلى نماذج نقوش هامة في أرجاء المعمورة ، وكان العثور على الكتابة السومرية سنة ٣٣٠٠ قبل الميلاد في وادي الرافدين .
ويقول المؤرخون : انتشر الخط المسماري من بلاد الرافدين إلى أقطار كثيرة من الشرق الأدنى ، فاتخذه الحثيون و العيلاميون واستعمل في جهات سوريا واقتبسه الميتانيون والحوريون والفرس والاخمينون .
وقد انبثق من الخط المسماري ، الخط الاكدي والبابلي والآشوري . ومن الاكدي اشتق الحوري والحثي المذكورين في حدود الالف الثاني ق.م. وقد اشتق من الخط المسماري العيلامي بعد أن بطل استعمال الخط العيلامي القديم الصوري . وقد عاش وعاصر نشوء الارقام والحسابات تلك في وادي الرافدين لاول مرة في تاريخ البشرية . ويقول اصحاب النظرية البابلية : ان الخط الفنيقى مشتق من الخط المسماري كما ذكرنا وذلك لقرب الصلات الثقافية والتجارية بين آشور وبابل وشواطىء البحر الابيض ولتقارب اشكال بعض الحروف .
ومما يقال في الكتابة المسمارية انها على الرغم من التقلبات السياسية ظلت مستعملة الى زمن ظهور المسيح تقريبا الى سنة ( ٧٥ ) بعد الميلاد . كما - ورد في تاريخ الحضارة القديمة للدكتور طه باقر . وكتاب كتبوا على الطين للدكتور محمد حسين وتاريخ العرب قبل الاسلام للدكتور جواد .
ولما انتشرت حضارة العهد البرونزي ، اذ أخذت دول مصر وبابل وآشور والحثيين في التدهور ، وظهر الساميون في سوريا واليمن حيث سيطرت الدولة السبئية على التجارة بين الشرق الاقصى والبحر الابيض المتوسط ، تطـورت الالفباء في ذلك الحين في اتجاهين ، فالفباء الساميين الشماليين ، أي الكنعانيين أوصلت الخط الى العبري والآرامي وخطوط آسيا الصغرى كما نراه في سلسلة الخطوط السامية في اللوح المنشور في ص ۳۰۰ هنا .
وحمى الساميون في جنوب الجزيرة العربية الخط الذي أوجده أو طـوره السبئيون وهو المسند ، فانتشر بسرعة خاطفة متجها الى شمال الجزيرة في سيناء وسوريا والاردن ( وتعدى الى العراق ثم اندثر .. ) ، كما تعدى الى الحبشة من الجنوب ، والخط الجعزي الامهري هذا على ما يقول الباحثون هو الاثر الباقي إلى يومنا هذا من الخط المسماري - كما وانه قد تولد من هـذا الخط السامي الجنوبي الخطوط التي نراها في سلسلة الخطـوط السامية في نفس اللوح . وهي : المسند الحميري السبئي والمعينى واللحياني والثمودي والصفوى الى آخره ، وان أبجدية الحروف العربية ( السامية الجنوبية ) تتألف من ٢٩ حرف كما وان الابجدية المتأثرة بالخط المسماري والتي عثر عليها في اوغاريت « راس شمرا ، تتألف من ٢٩ أو ٣٢ صورة كما نراها في لوح صورة الابجدية التي نراهـا باعلاه . ينظر : ( ۱ ، ۲ ) •
( ۱ ) ترتيب العلامات المقطعية للكتابة البابلية المسمارية المختصرة من ( ٥٩٨ ) حرف .
( ۲ ) ترتيب الحروف الابجدية المسمارية التي وجدت في مدينة اوغاريت الفنيقية « راس شمرا » بشمالي اللاذقية في سـورية .
ان الابجدية الهيروغليفية ظهرت في وادي النيل حوالي سنة ٣٢٠٠ قبـل الميلاد ويقول العلماء : ان المصريين لم يلجئوا الى طريقة مقاطع الكلمات كما جاءت في الخط المسماري بل عمدوا الى تبسيط الصور المرسومة وجعلوا اجزائها قواعد أساسية للكتابة بحيث تدل على الشيء الذي يريدون الاشارة اليـه والتعريف به ثم ادخلت عدة تعديلات متتابعة فبعد أن كانت الهيروغليفيـة تخصص للنقش في المعابد ظهرت كتابة متصلة الحروف ابسط منها •
ثم ظهرت كتابة أسهل يستعملها الكتاب الرسميون وهي : هيراطيقي وديموطيقى .
والاصل ان تكتب الهيروغليفية عموديا من أعلى الى اسفل وكانت تكتب أفقيا أيضا ؛ وذلك من اليمين الى اليسار في العادة وقد تكتب بالعكس ، وفي كلتا الحالتين تكتب الرموز بحيث تكون اشكال الانسان والحيوان متجهة نحو أول السطر . اما الهيروغليفية الحديثة المستعملة في الطباعة فتتجه من اليسار الى اليمين .
وفي الالف الثاني قبل الميلاد حدثت عدة هجرات ، ودخل الهكسوس ( ۱ ) مصر ، فانقطعت صلاتها بالاقطار التي كانت خاضعة لها ، وأدى ذلك الى حصر الجهود الرامية إلى تنقيح الكتابة وتحسينها في مصر وحدها . والكتابة الهيروغليفية كتابة معقدة اذ رموزها قد تستعمل تارة للتعبير عن الاصوات ، وتارة اخرى للتعبير عن الافكار كما تقدم القول .
وقد عرف علماء اللغة الشبه القائم بين اللغات السامية والحامية ، كاللغات المصرية والعربية في بعض الضمائر واسماء العـدد ، ويعزى العلماء السبب في ذلك يرجع لاستيلاء الهكسوس ( ۲۷۰۰ ١٢٨٥ ق.م ) الذين هاجروا من الجزيرة العربية الى مصر واتخذوا « منفيس » عاصمة لهم وهم عرب سامیون ، مما أثر في اللغة المصرية القديمـة .
ومن المؤرخين من يرى وجوب تسمية الشعوب السامية بالشعوب العربية لانهم عرب ، وهم اليوم أعز من بقي من الامم السامية ولهجاتهم عديدة لا تزال تحافظ على طابعها السامي القديم .
الرموز التي تمثل حروفا ساكنة مفردة ويمكن اعتبارها حروفاً أبجدية .
مواطن نشأة الكتابة العربية الأولى في التاريخ
إننا لنشعر بالدين الكبير فيما نعلمه عن نشأة الكتابة في مواضيع كثيرة من مراكز الحياة الحضارية لرجال الآثار الذين اهتدوا إلى نماذج نقوش هامة في أرجاء المعمورة ، وكان العثور على الكتابة السومرية سنة ٣٣٠٠ قبل الميلاد في وادي الرافدين .
ويقول المؤرخون : انتشر الخط المسماري من بلاد الرافدين إلى أقطار كثيرة من الشرق الأدنى ، فاتخذه الحثيون و العيلاميون واستعمل في جهات سوريا واقتبسه الميتانيون والحوريون والفرس والاخمينون .
وقد انبثق من الخط المسماري ، الخط الاكدي والبابلي والآشوري . ومن الاكدي اشتق الحوري والحثي المذكورين في حدود الالف الثاني ق.م. وقد اشتق من الخط المسماري العيلامي بعد أن بطل استعمال الخط العيلامي القديم الصوري . وقد عاش وعاصر نشوء الارقام والحسابات تلك في وادي الرافدين لاول مرة في تاريخ البشرية . ويقول اصحاب النظرية البابلية : ان الخط الفنيقى مشتق من الخط المسماري كما ذكرنا وذلك لقرب الصلات الثقافية والتجارية بين آشور وبابل وشواطىء البحر الابيض ولتقارب اشكال بعض الحروف .
ومما يقال في الكتابة المسمارية انها على الرغم من التقلبات السياسية ظلت مستعملة الى زمن ظهور المسيح تقريبا الى سنة ( ٧٥ ) بعد الميلاد . كما - ورد في تاريخ الحضارة القديمة للدكتور طه باقر . وكتاب كتبوا على الطين للدكتور محمد حسين وتاريخ العرب قبل الاسلام للدكتور جواد .
ولما انتشرت حضارة العهد البرونزي ، اذ أخذت دول مصر وبابل وآشور والحثيين في التدهور ، وظهر الساميون في سوريا واليمن حيث سيطرت الدولة السبئية على التجارة بين الشرق الاقصى والبحر الابيض المتوسط ، تطـورت الالفباء في ذلك الحين في اتجاهين ، فالفباء الساميين الشماليين ، أي الكنعانيين أوصلت الخط الى العبري والآرامي وخطوط آسيا الصغرى كما نراه في سلسلة الخطوط السامية في اللوح المنشور في ص ۳۰۰ هنا .
وحمى الساميون في جنوب الجزيرة العربية الخط الذي أوجده أو طـوره السبئيون وهو المسند ، فانتشر بسرعة خاطفة متجها الى شمال الجزيرة في سيناء وسوريا والاردن ( وتعدى الى العراق ثم اندثر .. ) ، كما تعدى الى الحبشة من الجنوب ، والخط الجعزي الامهري هذا على ما يقول الباحثون هو الاثر الباقي إلى يومنا هذا من الخط المسماري - كما وانه قد تولد من هـذا الخط السامي الجنوبي الخطوط التي نراها في سلسلة الخطـوط السامية في نفس اللوح . وهي : المسند الحميري السبئي والمعينى واللحياني والثمودي والصفوى الى آخره ، وان أبجدية الحروف العربية ( السامية الجنوبية ) تتألف من ٢٩ حرف كما وان الابجدية المتأثرة بالخط المسماري والتي عثر عليها في اوغاريت « راس شمرا ، تتألف من ٢٩ أو ٣٢ صورة كما نراها في لوح صورة الابجدية التي نراهـا باعلاه . ينظر : ( ۱ ، ۲ ) •
( ۱ ) ترتيب العلامات المقطعية للكتابة البابلية المسمارية المختصرة من ( ٥٩٨ ) حرف .
( ۲ ) ترتيب الحروف الابجدية المسمارية التي وجدت في مدينة اوغاريت الفنيقية « راس شمرا » بشمالي اللاذقية في سـورية .
ان الابجدية الهيروغليفية ظهرت في وادي النيل حوالي سنة ٣٢٠٠ قبـل الميلاد ويقول العلماء : ان المصريين لم يلجئوا الى طريقة مقاطع الكلمات كما جاءت في الخط المسماري بل عمدوا الى تبسيط الصور المرسومة وجعلوا اجزائها قواعد أساسية للكتابة بحيث تدل على الشيء الذي يريدون الاشارة اليـه والتعريف به ثم ادخلت عدة تعديلات متتابعة فبعد أن كانت الهيروغليفيـة تخصص للنقش في المعابد ظهرت كتابة متصلة الحروف ابسط منها •
ثم ظهرت كتابة أسهل يستعملها الكتاب الرسميون وهي : هيراطيقي وديموطيقى .
والاصل ان تكتب الهيروغليفية عموديا من أعلى الى اسفل وكانت تكتب أفقيا أيضا ؛ وذلك من اليمين الى اليسار في العادة وقد تكتب بالعكس ، وفي كلتا الحالتين تكتب الرموز بحيث تكون اشكال الانسان والحيوان متجهة نحو أول السطر . اما الهيروغليفية الحديثة المستعملة في الطباعة فتتجه من اليسار الى اليمين .
وفي الالف الثاني قبل الميلاد حدثت عدة هجرات ، ودخل الهكسوس ( ۱ ) مصر ، فانقطعت صلاتها بالاقطار التي كانت خاضعة لها ، وأدى ذلك الى حصر الجهود الرامية إلى تنقيح الكتابة وتحسينها في مصر وحدها . والكتابة الهيروغليفية كتابة معقدة اذ رموزها قد تستعمل تارة للتعبير عن الاصوات ، وتارة اخرى للتعبير عن الافكار كما تقدم القول .
وقد عرف علماء اللغة الشبه القائم بين اللغات السامية والحامية ، كاللغات المصرية والعربية في بعض الضمائر واسماء العـدد ، ويعزى العلماء السبب في ذلك يرجع لاستيلاء الهكسوس ( ۲۷۰۰ ١٢٨٥ ق.م ) الذين هاجروا من الجزيرة العربية الى مصر واتخذوا « منفيس » عاصمة لهم وهم عرب سامیون ، مما أثر في اللغة المصرية القديمـة .
ومن المؤرخين من يرى وجوب تسمية الشعوب السامية بالشعوب العربية لانهم عرب ، وهم اليوم أعز من بقي من الامم السامية ولهجاتهم عديدة لا تزال تحافظ على طابعها السامي القديم .
الرموز التي تمثل حروفا ساكنة مفردة ويمكن اعتبارها حروفاً أبجدية .
تعليق